سعيدة وارسي: الوزيرة البريطانية التي تنازلت عن مركزها بسبب عدوان غزّة

سعيدة وارسي, غزة, إستقالة, العدوان

06 سبتمبر 2014

سعيدة وارسي... أول وزيرة مسلمة في الحكومة البريطانية وأصغر بارونة في مجلس اللوردات. من هي هذه المرأة البريطانية، الباكستانية الأصل، التي هزّت الرأي العام أخيراً بعدما قدمت استقالتها من الحكومة الائتلافية التي يقودها حزب المحافظين في بريطانيا؟

سعيدة وارسي محامية بريطانية باكستانية الأصل، مولودة لأبوين من المهاجرين الباكستانيين، وتلقت تعليمها في مدرسة يرتادها عامة الشعب. تتحدث بلكنة واضحة تكشف انتماءها إلى شمال انكلترا (الفقير مقارنة مع الجنوب). شغلت الرأي العام كثيراً، وأثار ظهورها في زيّ الساري في 10 داونينغ ستريت الكثير من ردات الفعل المتضاربة. لكن ظهورها بهذا الزي هو حتماً دليل على ثقتها القوية في نفسها وفخرها بجذورها وأصولها.

بررت وارسي استقالتها من الحكومة البريطانية باعتراضها على سياسة بلادها في شأن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة. واللافت أن كل الفرقاء السياسيين البريطانيين، سواء كانوا مؤيدين لسياستها أو معارضين لها، أجمعوا على شجاعة وارسي وأكدوا أن تلك الاستقالة تثبت مدى قناعتها في عقائدها السياسية.

أما وسائل الإعلام فجعلت من سعيدة وارسي بطلة شجاعة، وبمثابة الصوت العالي للعديد من الأشخاص غير الراضين عن السياسة الخارجية لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون.

ورثت وارسي ميولها السياسية عن والدها الباكستاني، الذي جنى ثروة كبيرة، وعلّمها قيم العمل والمسؤولية. درست المحاماة وكانت واحدة من أصغر النساء اللواتي دخلن إلى البرلمان الانكليزي. حصلت على لقب البارونة عام 2007 عندما انتسبت إلى مجلس اللوردات، أي الغرفة العليا في البرلمان البريطاني. بعد ذلك، جرى تعيينها نائبة رئيس الحزب المحافظ، وقد جعلتها هذه الترقية تتقرب من الكثير من الأشخاص النافذين في الحزب.

تعترف وارسي أن ثمة مجموعة في الطبقة السياسية تنظر إليها نظرة استعلاء بسبب خلفيتها الاجتماعية المتواضعة. وقد قال البعض إن وارسي غير جديرة بتولّي منصب وزاري، لاسيما وأن زملاءها في الحزب ينتمون إلى الطبقات الأرستقراطية والثرية، وقد تخرجوا من أفضل المدارس الخاصة غير المتاحة عادة لعامة الشعب نظراً إلى أقساطها المرتفعة.

استقالة سعيدة وراسي من الحكومة البريطانية، التي جرى تبريرها باختلاف في الرؤى السياسية في شأن غزة، عكست وجود هوّة طبقية وثقافية بين قادة الحزب المحافظ وبين الجالية المسلمة قبل الانتخابات العامة المقررة في الربيع المقبل. وفي كل الأحوال، لا شك في أن هذه الاستقالة الشجاعة تعد سعيدة وارسي بمستقبل لامع. ففيما يعاد خلط الأوراق الإيديولوجية، وكسر الحدود بين اليمين واليسار، تجسّد سعيدة وارسي معطى سياسياً جديداً في أوروبا. فهي امرأة بريطانية من أصول باكستانية، محافظة وتعكس رأي الكثير من المسلمين. هي البارونة وارسي.