ظافر العابدين: عملت مع توم هانكس ولا أنافس تامر حسني

ظافر العابدين, مسلسل, الشخصية, كوميديا, دور كوميدي, الجمهور, مسلسلات, السينما

06 سبتمبر 2014

يعترف بأن قرار المشاركة في مسلسل «فرق توقيت» لم يكن صعباً، لأن كل ظروف العمل كان تدفعه للموافقة عليه دون تردد، ويتحدث عن علاقته بتامر حسني في الكواليس، وحقيقة وجود منافسة بينهما في الأداء.
النجم التونسي ظافر العابدين يكشف لنا سر قبوله الظهور كضيف شرف مع هند صبري في «إمبراطورية مين»، وتنقله بين بريطانيا وفرنسا وتونس ومصر، وسبب تقديمه أجزاء عدة من المسلسل التونسي «مكتوب»...


- كيف رُشّحت للمشاركة في بطولة مسلسل «فرق توقيت»؟
الشركة المنتجة للعمل اتصلت بي بعد رمضان الماضي مباشرة. قرأت السيناريو فأعجبني الدور، والاختيار لم يكن صعباً على الإطلاق، لأن طريقة كتابة السيناريو كانت أكثر من رائعة، وكذلك كل فريق العمل من المخرج إسلام خيري والأبطال تامر حسني، ونيكول سابا، وأحمد السعدني، وشيري عادل، كل هذا حمَّسني للمشاركة دون تردد.

- كيف تعرّف عن الشخصية التي قدّمتها؟
أؤدي دور «سميح» وهو رجل بورجوازي، أكمل دراسته في أميركا وعمل هناك، ثم عاد إلى مصر لكي يحقّق أحلامه، وهو شخصية مركبة لأن فيها مزيجاً من الهوس والشك، مع الطموح، والكثير من التناقض لكن ليس بشكل مرضي.

- مثل هذه الأدوار دائماً ما تحتاج إلى تركيز واستعداد من نوع خاص، فكيف استعددت للدور؟
من خلال قراءتي للسيناريو وملحوظات المؤلف بشكل جيد، وتناقشت مع المخرج حول أهم الجوانب التي سأستند إليها أثناء التصوير، ثم استعنت بخيالي وفكري حول الشخصية، وكان التحضير للعمل بشكل جماعي بيننا لتحديد شكل كل شخصية وتفاصيلها.

- أنت دائماً تعشق الأدوار المركبة مثل دورك في من مسلسلي «فرتيجو» و«نيران صديقة»، لماذا؟
جميع الشخصيات في الواقع مركبة، فنحن نتصرف في المنزل بطريقة معينة وفي العمل بطريقة أخرى، لدينا أكثر من طبقة في الشخصية، والشخصيات ليس فيها عيوب فقط أو إيجابيات فقط، فكل إنسان لديه تركيبة متنوعة في شخصيته تجعله يتصرف بشكل مختلف وفقاً لطبيعة من حوله، وكذلك الضغوط تجعله يتصرف بشكل معين، لذلك هذه النوعية أقرب إلى الواقع. وبالنسبة إلي الشخصيات المركبة التي تظهر جوانب مختلفة أفضل من الشخصية الثابتة التي لا تتطور، وتفيدني أكثر كممثل وتعطيني فرصة لأشتغل عليها وأظهر موهبتي أكثر، لذلك أنحاز إلى هذه النوعية.

- من يحدد أبعاد الشخصية التي تسير عليها؟
السيناريست يحدد ذلك من خلال كتابته، ثم يأتي دور المخرج، وفي الوقت نفسه أنا كممثل أتخيل الشخصية بكل خلفياتها، وكل ممثل لديه بصمة مختلفة في تنفيذ الدور.

- دورك في «نيران صديقة» هل كان أسهل الشخصيات المركبة؟
دوري في «نيران صديقة» كان فيه الكثير من التغيرات خاصةً العمرية، فالشخصية بدأت من سن 20 سنة، وكانت الصعوبة عندما تقدّمت في العمر، ووقتها كان لا بد أن يحدث توازن في تركيبة الشخصية.

- هل إذا عرضت عليك نوعية مختلفة ستتمسك بهذه الأدوار؟
إذا عرض عليَّ دوران مختلفان سأنحاز نحو الشخصية المركبة، لكونها أكثر واقعية.

- إذا عرض عليك دور كوميدي هل ترفضه؟
الكوميديا تحتاج أيضاً إلى تركيز ومجهود، لكن الشخصية المركبة تمثل تحدياً كبيراً لي والدور الذي يستفزني يجب أن يكون فيه تصاعد ورحلة شاقة حتى النهاية، والممثل يجب ألا يهرب من الشخصية السيئة خوفاً من أن يكرهه الجمهور، وإنما عليه تقديم كل الأدوار.

- لكن هذا قد يشكل بينك وبين الجمهور حاجزاً خاصةً أنك في بداية طريقك؟
إذا كرهني الجمهور أكون نجحت في تنفيذ الدور، ويجب أن تأخذ الشخصية حقّها بصرف النظر عن الأحكام التي ستكون عليها.

- حدثنا عن كواليس المسلسل بينك وبين تامر حسني وفريق العمل؟
لم أكن أعرف تامر قبل تصوير هذا المسلسل، لكن بعد أن تعارفنا اكتشفت أنه شخصية أكثر من رائعة والتعامل معه سهل، ودمه خفيف، وضحكنا كثيراً أثناء التصوير، وكذلك تعرفت أكثر على شيري عادل وأحمد السعدني ونيكول سابا.

- وماذا عن التنافس بينكم؟
لا تنافس، فلكي ينجح المسلسل يجب أن تظهر كل شخصية بشكل جيد، وأنا سعيد للغاية بالعمل معهم. وفي النهاية إذا جمعنا مشهد يجب أن يظهر على أفضل ما يكون دون وجود للتنافس، ويجب أن نعطي جميعنا لكل دور حقه، والمبالغة في الأداء بوجود ممثل آخر معي قد يفسد العمل.

- هل عرضت عليك أعمال أخرى رفضتها من أجل «فرق توقيت»؟
عرض عليَّ أكثر من عمل قبل هذا المسلسل، وهذا لا يقلل من قيمة الأعمال الأخرى، ولكنْ هناك دور لا يمكن رفضه، وهناك عمل آخر لا يمكنني الإفصاح عنه أعجبني، لكن كان يجب أن أختار عملاً واحداً فقط.

- هل ساعدتك نجومية تامر حسني وحب الجمهور له في مشاهدة هذا العمل وتعرف الجمهور أكثر عليك؟
بالتأكيد، تامر لديه جمهور كبير يتابعه ويحرص على مشاهدة العمل، وكذلك يتمتع بقية أعضاء فريق العمل بشعبية كبيرة.

- لماذا وافقت أن تكون ضيف شرف في مسلسل «إمبراطورية مين» لهند صبري؟
لأنه دور شرف واستغرق تصويره وقتاً قصيراً، بالإضافة إلى أن العمل مع هند صبري ممتع للغاية، خاصةً أننا قدمنا معاً منذ عامين مسلسل «فرتيجو» والتقينا في أكثر من عمل في تونس.

- هل تعتبر مسلسل «نيران صديقة» الذي عرض العام الماضي بدايتك الحقيقية في مصر؟
كل دور يبرز جزءاً من شخصيتي، وأعتبر البداية الحقيقية لي مسلسل «فرتيجو»، فهو أول انطلاقة لي في مصر، أما «نيران صديقة» فكان انطلاقاً نحو خطوة أخرى وهي البطولة الجماعية، وهذا العمل كان مختلفاً في كل شيء، لذلك كان أيضاً انطلاقة حقيقية في مصر والعالم العربي المنفتح على الدراما المصرية.

- هل ما زلت تواجه صعوبات في اللهجة المصرية؟
إطلاقاً، أذاكر السيناريو باستمرار وليس لديَّ مشكلة في اللهجة.

- ماذا عن مسلسلك Engrenages الذي تصوره في فرنسا؟
معنى المسلسل هو «التورط»، وهذا هو الموسم الخامس له، لكن هذا هو الموسم الأول الذي أشارك فيه، وكذلك هذا هو أول عمل لي في فرنسا.
فقد درست في بريطانيا وشاركت في أكثر من عمل هناك. ويعد هذا المسلسل تجربة جديدة ومختلفة، وينتمي إلى نوعية الأعمال البوليسية وتم التصوير في باريس.

- كيف جاء ترشيحك لهذا العمل؟
هناك طريقة عمل مختلفة يتبعونها في الخارج، فالمخرج المساعد هو من يرشح الممثلين ويقترحهم على المخرج، فقد علمت أنه شاهدني في أكثر من عمل، ثم تحدث مع مدير أعمالي، وبعدها قابلتهما في باريس واتفقنا على كل شيء وعرفت دوري جيداً، ثم بدأنا التصوير.

- وما هو دورك؟
أجسد شخصية رجل يعتبر نفسه فوق القانون، ولديه تصرفات خاصة به هو فقط، ولا يهمه أحد.

- قدمت أكثر من عمل أجنبي، فهل تسعى للعالمية؟
شاركت في أعمال كثيرة، لكن العالمية مراحل، ولديَّ حلم أن أقدم أعمالاً أكبر وأدواراً مختلفة، فهي خطوات مثل السلم متصاعدة وبالتدريج. ولديَّ طموح أن يكون ظهوري أكبر وبشكل أفضل، وهذا بديهي، فمشاركتي في عمل تساهم في ترشيحي لأعمال أكبر.

- من هم الفنانون العالميون الذين تطمح إلى العمل معهم؟
صورت قبل سبعة أشهر فيلم A Hologram For The King مع توم هانكس، وهذا كان حلماً من أحلامي، وإذا عرض عليَّ عمل مع آل باتشينو بالتأكيد لن أرفض.

- أديت دور البطولة في المسلسل التونسي «مكتوب»، ماذا عنه؟
«مكتوب» أكثر من جزء وأول جزء كان عام 2007، فالشخصيات كبرت مع المسلسل وتطورت وأصبح لديها علاقات وأبناء. والمسلسل يرصد مجموعة أصدقاء مختلفين في الطبقات الاجتماعية في تونس، وأجسد دور رجل يخون زوجته، فهي شخصية غليظة لكن أيضاً تتمتع بخفة ظل. في الجزء الأول كان خائناً وفي بقية الأجزاء يحاول أن يسعد عائلته وزوجته، فتطرأ عليه العديد من الاختلافات من عام 2007 إلى 2014.

- لكن لماذا كل هذه الفترة بين الأجزاء؟
حدثت ظروف بعد الجزء الأول منعتنا من التصوير لمدة عامين، بالإضافة إلى الفترة الطبيعية بين الجزء والآخر.

- وماذا عن أصداء العمل في تونس؟
كل جزء من «مكتوب» يعرض في تونس يحقق نسبة مشاهدة أعلى من الأجزاء السابقة، ونتوقف فترة بين كل جزء والآخر حتى يتشوق الجمهور للجزء الجديد، وكيف سيكون شكل الشخصيات.

- هل هناك جزء خامس؟
دعينا نرى الجزء الرابع ونجاحه بإذن الله ثم من الممكن أن نفكر في أجزاء أخرى.

- لديك أعمال في مصر وتونس وفرنسا وبريطانيا، كيف توفق بين تصويرها؟
من ناحية الوقت أحاول جاهداً التوفيق بينها، وأنظم مواعيدي بطريقة تتناسب مع كل عمل. أما من ناحية اختلاف الأدوار فما يساعدني أنني لست من الممثلين الذين يتقمصون الشخصية خارج التصوير.
أفهم الشخصية وأتقمصها وأنفذها داخل بلاتوهات التصوير، وعندما أعود إلى المنزل أحاول أن أفصل بيني وبينها، حتى يكون لديَّ طاقة في اليوم الذي يليه، وعندما أسافر إلى الخارج أذهب إلى الشخصية الأخرى وهكذا.

- عملت مع هند صبري ونيكول سابا ومنة شلبي وكندة علوش، فهل تعتبر نفسك محظوظاً بالعمل معهن؟
بالتأكيد محظوظ للغاية وسعيد بتجاربي معهن، فكل عمل كان إضافة كبيرة لي.

- مع من تريد أن تعمل مرة أخرى؟
تجمعني صداقة بهند صبري، فنحن صديقان وتعاونا في تونس ومصر، أريد أن أمثل معها طوال الوقت، وكذلك أحببت التعامل مع منة وكندة ونيكول، فهن نجمات محترفات.

- هل يراودك حلم البطولة المطلقة؟
لا أقيس الأمور بهذه الطريقة، وعندما يعرض عليَّ دور جيد أوافق عليه ما دام مؤثراً، وأي عمل أقوم به اعتبره بطولة.

- لماذا لم تشارك في أي عمل سينمائي حتى الآن؟
أرى أن بدايتي في السينما يجب أن تكون فيها إضافة لي، وليس مجرد فيلم يمر مرور الكرام دون أن يشعر الجمهور بي.

- هل عرضت عليك أفلام ورفضتها؟
عرضت عليَّ أفلام كثيرة، لكنها لم تعجبني ولم أجد نفسي فيها.

- هل يمكن أن تعمل مع منتج مثل «السبكي»؟
لا توجد لديَّ أسماء بعينها، فأنا لا أعمل بهذه الطريقة. لا أحكام مسبقة على السبكي، وإذا كان العمل جيداً فلمَ لا.

- «السبكي» يواجه حملات هجوم كبيرة، فما رأيك في ذلك؟
أعلم أنهم ينتجون أفلاماً جيدة مثل «كباريه» والعديد من الأعمال التي تركت بصمة في السينما المصرية، وليس تخصصهم الشعبي فقط، وأنا أتعامل مع سيناريو ومخرج وممثلين وليس لديَّ أي اعتراض على أي منتج.

- هل بإمكانك القيام بدور شعبي؟
الشعبي يختلف عن أي دور بالتأكيد، فيحتاج إلى مذاكرة واستعداد، وكممثل يجب أن يكون لديَّ تحديات، وبالتأكيد دور كهذا سيكون تحدياً مختلفاً لي.

- في الفترة الأخيرة أثبت أكثر من ممثل عربي مثل جمال سليمان، تيم الحسن، مكسيم خليل، وباسم ياخور نجاحهم في مصر، فمن تراه صاحب التجربة الأكثر نجاحاً؟
تجارب الفنانين العرب في مصر لها تاريخ كبير، ومن الصعب أن أختار طريق فنان حقّق النجاح في مصر، فهذا صعب للغاية، لأن لكل ممثل طريقة تفكير وبصمة في أعماله الفنية، فاختيارات جمال سليمان مختلفة عن تيم وباسم، وكذلك الآخرون يختلفون عنه، وأنا أتمنى أن أكون مثلهم.

- لماذا تستقر حالياً أنت وأسرتك في بريطانيا؟
لأنني عشت فيها لمدة 15 عاماً وأعمل هناك.

- هل فكرت في الاستقرار في مصر؟
أقيم أشهراً في مصر، وكذلك في تونس وفرنسا من أجل عملي، وفي بريطانيا من أجل عائلتي، فالفنان في النهاية ليس مقيداً بمكان، لذلك لا أعتبر نفسي مستقراً في مكان واحد.

- لماذا تبعد أسرتك عن الأضواء؟
أسرتي هي التحدي الصعب بالنسبة إلي في هذه المهنة. ابنتي ياسمين (أربع سنوات)، هي كل حياتي وأحاول أن أكون إلى جانبها أطول فترة ممكنة، وتوجد حالياً مرونة في تحركها معي هي ووالدتها، لكن بعد ذلك سيكون التحرك أكثر صعوبة بسبب الدراسة ودخولها لعالمها الجديد، أحاول بشتى الطرق أن أكون معهما، فأطول فترة أبتعد فيها عنهما هي ثلاثة أسابيع، لأن العمل بدون عائلة لن يفيد بشيء.

- كيف تمضي الوقت معهما بعيداً عن الفن؟
بالتنزه أو السفر، فما أحاول فعله هو الاستقرار معهما وملازمتهما طوال الوقت.

- من هي مطربتك المفضلة؟
أنغام، وشيرين، وإليسا.

- وماذا عن المطربين؟
أحب الاستماع إلى الشاب خالد وموسيقى الراي، وكذلك إلى الأغاني الفرنسية فأجد متعتي في ذلك، وكذلك أحب الاستماع إلى الموسيقى الشعبية مثل أوكا واورتيجا.

- من هو الممثل الذي تتمنى العمل معه خلال الفترة المقبلة؟
محمود عبد العزيز، وتمنيت أن ألحق أحمد زكي رحمه الله وأعمل معه لكن حظي سيِّئ.

- ما الدور الذي تحلم بتجسيده؟
الرجل الصعيدي، فهي الشخصية الأقرب إلى اللهجة التونسية.

- ما رأيك في برامج اكتشاف المواهب التي انتشرت في الفترة الأخيرة؟
أتابع هذه البرامج كلما كان لديَّ وقت، فتابعت برامج «أحلى صوت» و«إكس فاكتور» و«أراب آيدول»، وكلّها باختلاف المواهب يوجد تشابه بينها في الشكل العام والمسرح وطريقة العرض والمحكمين.

- بصفتك فناناً تونسياً كيف ترى ما وصلت إليه الثورة التونسية حتى الآن؟
ما وصلت إليه الثورة التونسية حتى الآن أفضل بكثير من قبل، وجميعنا نلاحظ ذلك، ومن الصعب أن نقول إن الثورة نجحت أم لا إلا بعد مرور سنوات، لأن الثورات تتحول وفي تصاعد وهبوط مستمر.
لكن أهم شيء بالنسبة إلي أن الشعوب العربية استيقظت من غفوتها، وأصبح لديها صوت، وذهب الخوف دون عودة، وأصبحنا أكثر جرأة من قبل، ونستطيع التحدث في مشاكلنا والاعتراض على ما لا يعجبنا.
يجب أن تتعاون الشعوب مع بعضها ونتعلم ثقافة التعبير عن الرأي ونحترم بعضنا، فهي تجربة ما زلنا نخوضها ونتحمل مسؤوليتها، ويجب أن تمر سنوات حتى نرى نتيجة ما حدث ونكتشف أشياء جديدة لم نكن نعرفها من قبل.