طفلي يخاف من الحيوانات... ما الحلّ

الطفل,تطور الطفل,طفل / أطفال,سلوك الطفل,رعاية الطفل / الأطفال

جولي صليبا 21 سبتمبر 2014

هناك بعض الأطفال الذين يحبون الحيوانات، فيما ينفر منها أطفال آخرون، لا بل يجدونها مرعبة ومخيفة. علّمي طفلك شيئاً فشيئاً عقد الصلح مع الحيوانات...


نعرف جميعاً عدداً من الأطفال الذين يخافون لمس الحيوانات، لا بل يشعرون بالذعر لمجرد رؤيتها. إلا أنهم لسوء الحظ يحرمون أنفسهم علاقة يمكن أن تمنحهم الكثير.
فمع الحيوانات، يتعلّم الطفل التمييز، ويكتشف شكلاً من أشكال التواصل بواسطة الحواس، إضافة طبعاً إلى الإحساس بالحب اللامحدود لذلك الكائن الحي. فعلى عكس الراشدين، لا ينتظر الحيوان من الطفل أن ينجح في المدرسة. إنه يحبه لأنه معلمه، وهذا يكفيه.
لذا، عندما يحتك الطفل بالحيوانات، تتطور قدراته العاطفية والاجتماعية، علماً أنه يمكنك توجيه الطفل في هذا المسار من التعلّم.

الاكتشاف التدريجي
يشعر كل الأطفال بالخوف من الحيوانات في بداية حياتهم. وهذا ما يساهم في إبعادهم عن الأخطار. بالفعل، يستحسن أن يبقى الطفل بعيداً عن الحيوان إذا لم يتعلم كيفية التواصل معه. ولا بد من الإشارة إلى أن الطفل يعجز عن فهم تصرفات الحيوانات قبل سن الثالثة.
في أي حال، ينصح علماء النفس بجعل الطفل يعتاد شيئاً فشيئاً على الحيوانات، وذلك من خلال مشاهدة الأفلام أو قراءة القصص أو زيارة أصدقاء يملكون في بيوتهم حيوانات أليفة.

لا للإجبار
لا جدوى أبداً من إجبار الطفل على مداعبة الحيوان إذا لم يكن مستعداً لفعل ذلك. فإجباره على فعل ما لا يريده قد يسبب له صدمة عاطفية. لذا، يجب احترام الخشية الموجودة عند الأطفال وعدم التهكم على مخاوفهم. حين يكون الطفل في خطر، يعتمد على مساعدة أهله.
ولا شيء أسوأ من إحساسه بأن أهله ليسوا على المستوى الذي توقعه منهم. فإذا لم يرغب الطفل في لمس الحيوان، أظهري له بنفسك كيف تداعبين الحيوان بلطف. هذه أفضل وسيلة لطمأنة الطفل وتخفيف خوفه.

السيطرة على الذعر
إذا أصيب الطفل بالذعر أو الخوف الشديد، لا تحاولي أبداً التحدث معه بلغة المنطق لأنه لن يسمعك حتماً. يستحسن تهدئة الطفل قدر الإمكان وإبعاده عن الحيوان بكل بساطة. وحين يصبح الطفل بين ذراعَي أمه، سيشعر بأنه بأمان ويمكنك حينها مواساته والتحدث إليه.
وفي أغلب الأحيان، يتبدد الخوف من الحيوانات تدريجاً كلما تقدم الطفل في العمر. لكن يمكن أن يتحول هذا الخوف إلى رهاب حقيقي. بالفعل، يمكن لرؤية عنكبوتة واحدة أن تثير نوبة ذعر كبيرة عند الطفل بحيث يرفض بعدها الذهاب إلى الريف أو الجبل.
إنه الخوف من الإحساس بالخوف، وليس الخوف من الحيوان نفسه. لحلّ هذه المشكلة، يستحسن مواجهتها بشكل منتظم وتدريجي. بالفعل، أظهري لطفلك صوراً لعناكب مثلاً، ثم اقترحي عليه أن ينظر من بعيد إلى واحدة منها، ثم ينظر بعد فترة إلى واحدة عن كثب... وهكذا دواليك إلى حين اختفاء الإحساس بالخوف.

خوف الأهل
إذا كنت تخافين من الحيوانات، لا تلومي طفلك إذا خاف منها بدوره. وحتى لو حاولت السيطرة على انفعالاتك وظهرت متماسكة أمام طفلك، سيشعر الطفل بأنك متشنجة عند رؤية الحيوان.
في هذه الحالة، إشرحي له بلطف وروية أنك تملكين مشكلة صغيرة مع الكلاب، مثلاً، رغم أنها ليست خطِرة أبداً في أغلب الأحيان ولا داعي لأن يخاف منها هو أيضاً.