«عن الكتابة...السحر والألم»: 18 مبدعاً يبوحون بأسرار الكتابة والحياة

كتابة,مبدع,الكتاب والأدباء

طارق الطاهر (القاهرة) 26 سبتمبر 2014

18 مبدعاً عربياً وأوروبياً التقاهم الأديب منير عتيبة في مناسبات مختلفة، واستغل ذلك في إجراء حوارات أعدها لكتاب بعنوان «عن الكتابة.. السحر والألم»، كاشفاً عوالم هؤلاء الأدباء ورؤاهم السياسية والثقافية، وعاداتهم في الكتابة.

هؤلاء الأدباء هم: الجزائري واسيني الأعرج، السوداني طارق الطيب، المغربي إدريس الصغير، ومواطنه بنسالم حميش، العراقي عبد الإله عبد القادر، ومواطنه الدكتور ثائر العذاري، التونسي صلاح الدين بوجاه، العماني محمد بن سيف الرحبي، الكويتي طالب الرفاعي، اللبنانية الدكتورة لنا عبد الرحمن، اليمني محمد الغربي عمران، السلوفيني إيفالد فاليسار، التركية نازن بكير أوغلو، ومن مصر: محمد حافظ رجب، الدكتور يوسف زيدان، الدكتور محمد المنسي قنديل، الدكتور زين عبد الهادي، ومحمد جبريل.

في هذا الكتاب يكشف إيفالد فاليسار عاداته في الكتابة، فيقول: «عندما تلح الفكرة أحاول إقناع زوجتي، وابني أن يتركاني ويذهبا لزيارة جدة الطفل في بلدة أخرى، فإذا نجحت في ذلك، وكثيراً ما أنجح، أنظف المنزل وأضع كل شيء في مكانه بحيث لا يزعجني شيء، ثم أكتب قائمة بكل الأشياء التي أحتاج أن أصنعها في المنزل، دهان باب، تصليح لمبة كهربائية، تنظيف مكان، كوسيلة للابتعاد عن الكتابة، وأحياناً كثيرة ينتهي الأمر بأن يمر الوقت وتعود زوجتي والطفل وأنا لم أكتب شيئا! لكن أحياناً أبدأ الكتابة، وهو أمر معذب في البداية، وما إن تبدأ الأشياء تأخذ في التشكيل والسريان، وتشعر أن عملك يسير جيداً، تحس إحساساً جميلاً بالسعادة والقدرة على الفعل الإنساني، لا أستطيع العمل في جو غير منظم حيث الأشياء ليست في أماكنها، لابد أن يحوطني النظام لأدع للفوضى المعتملة في رأسي المجال لتخرج، لأن الكتابة بشكل ما هي فوضى شديدة القسوة».

ومن الذين قدم عوالمهم في هذا الكتاب، الروائي الكبير محمد حافظ رجب الذي كشف له أن والده هو الشخصية الوحيدة التي تجنب الكتابة عنها في فترة حياته، وعندما رحل كتب عنه قصة بعنوان «الأب الحنون»، وذلك لشعوره بخوف منه. وقد بدأ رجب حياته بائعاً، ودفعه التأمل والاختلاط بالبشر للكتابة.

ومن الشخصيات التي حاورها منير عتيبة، الكاتبة اللبنانية الدكتورة لنا عبد الرحمن صاحبة ثلاث روايات: «حدائق السراب»، «تلامس»، «أغنية مارغريت»، و«ثلج القاهرة»، ومجموعتين قصصيتين: «أوهام شرقية»، «الموتى لا يكذبون»، بالإضافة إلى قراءات نقدية في الرواية العربية بعنوان «شاطئ آخر»، وترى «لنا» أنها من الجيل المحظوظ، لأنها سبقتها مجموعة من الكاتبات اللبنانيات اللواتي تركن بصمة في الأدب العربي ككل، من أمثال ليلى بعلبكي، حنان الشيخ، غادة السمان، إميلي نصر الله، وهدى بركات، وغيرهن، مما مهد لوجود أرضية خصبة لكتابات جديدة، لم تواجه العقبات التي تعرضت لها الكاتبات في السابق.

أما الكاتبة التركية نازن بكير أوغلو، فهي من مواليد 1957 وهي شاعرة وناقدة حصلت على الدكتوراه في النقد الأدبي، فقد زارت مصر للكتابة عنها، وتجولت في القاهرة والأقصر وأسوان، وعن هذه الرحلة تقول: «توقفنا كثيراً طوال الرحلة، لفتت انتباهي الناحية الغربية لنهر النيل، التي تعود إلى الأموات، أكثر من الناحية الشرقية التي تعود إلى الأحياء، وفي وادي الملوك، ذهبت إلى قبر توت عنخ آمون الفرعون الوحيد الذي يرقد في قبره دون أن يثير اهتماماً بالحديث عن اللعنة».

ويأخذنا عتيبة في جولة للتعرف على الملامح الإبداعية للأديب اليمني محمد الغربي عمران، رئيس نادي القصة، وهو برلماني سابق، وأصدر خمس مجموعات قصصية: «الشراشف»، «الظل العاري»، «حريم»، «المنارة سوداء»، «ختان بلقيس»، بالإضافة لروايتيه «مصحف أحمر»، «ظلمة يائيل» الفائزة بجائزة الطيب صالح 2012.

أما الأديب المغربي إدريس الصغير المنتمي إلى جيل السبعينيات في المغرب، فيقدم مؤلف الكتاب عالمه الإبداعي، فهو صاحب عدد من الروايات، «الزمن المقيت»، «إشاعات في مهب الريح»، وله مجموعات قصصية منها «الأطفال والوطن»، «وجوه مفزعة في شارع مرعب»، كونشيرتو النهر العظيم»، «أحلام الفراشات الجميلة»، «معالي الوزير»، وعن مفهومه للكتابة يقول إدريس: «ما كتبت إلا لأعبر عما تختلج به نفسي، ما يعتمل بداخلها، مراهناً على أن ما أبدعه يمتلك قدراً كبيراً من الفنية، تستوعب تجارب السابقين وتسعى إلى إحداث تلك البصمة الخاصة بي التي تميزني عن غيري، لكنني رغم ذلك، كنت أؤمن منذ فترة شبابي، بمفهوم الجماعة، كما عرف في الغرب، ثم مفهوم العمل الجماعي، لذا عشقت المسرح، ثم السينما، وهما فنان جماعيان بامتياز.

«حكاية الحكاية»

«حكاية الحكاية» هي المجموعة القصصية الأولى للمصورة الفوتوغرافية منى عبد الكريم التي عرفت بإبداعاتها في مجال التصوير، وهي في هذه المجموعة تقدم أوراق اعتمادها كقصاصة. « حكاية الحكاية» تضم 32 قصة تتفاوت من ناحية الحجم، لكنها تتوحد في الفكرة الرئيسية، فقد قررت منى أن تلعب في هذه المجموعة لعبة القصص المنفصلة المتصلة، كل قصة بعنوان وموقف مختلفين، إلا أنها تنبع من مصدر واحد وهو «الرغبة في الحكي».

وتبدو براعة منى في هذه المجموعة في أنها لم تترك فكرتها تهرب من بين يديها، بل أحكمت سيطرتها، وقرررت أن تلعب بالحكي، كما لعبت من قبل بالكاميرا.