صدر عن دار «ميريت» في القاهرة ديوان «الخروج في النهار» للشاعر المصري محمد رياض. ويستلهم هذا الديوان الأول لرياض، تجربة الثورة المصرية، عبر مشاهدات وصور وانطباعات تنحصر في ثلاثة مستويات فنية: الأول مستوى الحدث الدائر في الشارع المصري، ومستوى إنساني يكشف تجربة حياتية خاصة، قد تبدو بعيدة عن الحدث العام، لكنها، في الواقع، تحتل موقع القلب منه، فضلاً عن المستوى النفسي، ويطرح من خلاله الشاعر أسئلة الحرية والاستبداد، كما تنعكس في مرآة ذاته.

ويعتمد الديوان، كما يقول الناقد يسري عبد الله، قصيدة النثر كشكل شعري يتيح الكثير من الحرية في طرح الرؤى الخاصة بالشاعر، واكتشاف تخوم جديدة تماماً للحاضر الثوري، بعيداً من المباشرة والعادية واللغة الطنانة التي تورط فيها الكثيرون ممن تناولوا الموضوع نفسه.

ومن جو الديوان: «يشربون شاياً أحمرَ ثقيلاً/ ويتركون عيونَهم المتعبةَ في الخوذات/ يعدون القتلى الذين سقطوا في ضمائرهم/ يتقاسمون سيجارةً مخبأةً/ وينفثون تعبَهم بالتناوب/ إنهم ضحايا المعركة الحقيقيون/ في حديثهم دماء/ فإذا غفلوا/ تكون بنادقهم مصوبةً باتجاه الرؤى»... «كل رسم على جدارٍ/ يؤكد استحالة الربيع/ أيتها الشوارع، أيتها المأساة/ أيها العالم الذى يفيض بالعواء/ الحروف تغرس أظافرها في حنجرتي/ لكنني سألقي قصيدتي في أعين التماثيل».