عزت أبو عوف: ثالث ما جذبني إلى مسلسل «اتهام» هو وجود ميريام فارس

عزت أبو عوف,مقابلة,مسلسل,ميريام فارس,نسمة محجوب,يحيى الفحراني

نورهان طلعت (القاهرة) 06 أكتوبر 2014

شارك في ثلاثة مسلسلات معاً هذا العام، وعندما سألناه أن يرتبها حسب نجاحها في رأيه، قال: «إمبراطورية مين» ثم «اتهام» وأخيراً «العملية مسي»، وشرح لنا أسباب هذا الترتيب. وتكلم عن جائزة الممثل غير الملتزم التي منحته إياها ابنته المخرجة. الفنان عزت أبو عوف يكشف رأيه بكل صراحة في ما قدمه عادل إمام والفخراني وميريام فارس ونيللي كريم، ويرد على اتهام «إمبراطورية مين» بالإساءة إلى مصر، ويعترف بأنه وشقيقاته بكوا بسبب إعلان تلفزيوني. كما يتكلم عن رأيه في نسمة محجوب والانهيار العصبي الذي يشعر به عندما يستمع إلى أوكا وأورتيجا، والحفيدة الوحيدة التي حُرم منها. 


- شاركت هذا العام في ثلاثة مسلسلات هي «اتهام» و«إمبراطورية مين» و«العملية مسي». ما ردود الفعل التي تلقيتها على هذه الأعمال؟
الحمد لله جيدة جداً، والأعمال الثلاثة مختلفة، ووقع اختياري عليها لأن كل دور مختلف تماماً عن الآخر، وشعرت بأنها ستكون إضافة لي وليست مجرد أعمال أشارك بها في الموسم الرمضاني

- إذا قلت لك رتب الأعمال وفقاً للذي أحببته أكثر، ماذا تقول؟
«إمبراطورية مين»، و«اتهام» ثم «العملية مسي».

-  لماذا اخترت «إمبراطورية مين» ليكون في المقدمة؟
العمل كان أكثر من رائع، وكانت نتيجته كما توقعت بفضل المجهود الكبير الذي بذله فريق المسلسل.

- ألا تخشى أن يقول البعض إنك اخترت «إمبراطورية مين» في المقدمة لأن ابنتك مريم أبو عوف أخرجته؟
لا أنحاز إلى مريم وهي لا تنحاز إليّ لأني والدها، على العكس تماماً، ففي نهاية التصوير وزّعت جوائز وشهادات تقدير على فريق العمل، وحصلت أنا على جائزة أكثر ممثل لم يلتزم بكلام المخرجة وأعلق هذه الشهادة بغرفتي، فهي أثناء العمل تكون متسلطة وديكتاتورة وعندما كنت أقول لها إنني مرهق ومتعب ولن أستطيع التصوير في درجات الحرارة المنخفضة، أثناء قيامنا بالتصوير في لندن، كانت ترفض وكنا دائماً مختلفين، فكانت تريدني على سبيل المثال أن ألتزم بالتصوير لمدة تصل إلى 18 ساعة وحتى الفجر، وهو ما كنت أرفضه وكانت تتشاجر معي وتقول إن ذلك دلع ممثلين. وعندما وجدت فريق العمل بأكمله يعمل في درجة حرارة تحت الصفر وطوال اليوم شعرت بالخجل، واضطررت أن أصور معهم دون أي اعتراض، لذلك أؤكد أن مريم كانت تتعامل معي باعتباري ممثلاً وليس أباً

- واجه المسلسل انتقادات عنيفة من الملحن عمرو مصطفى وآخرين لرؤيتهم أنه يسيء إلى مصر، فما رأيك في ذلك؟
من يقول إن المسلسل يسيء إلى مصر فهمه بشكل خاطئ، فالعمل تأريخ لفترة معينة قيلت فيها كل وجهات النظر، من حزب الكنبة للثورة والإخوان، وكل فريق تحدّث عن وجهة نظره كما يريد. لكن للأسف الفلاسفة كثيرون ومن يعترضون أكثر، فما أقوله ليس دفاعاً عن ابنتي بل إنصاف للكاتبة، ففكرة المسلسل حيادية بين جميع الأطراف

- لماذا لم تصرح بوجهة نظرك هذه أثناء عرض المسلسل والهجوم عليه؟
لم أرد على أي هجوم، سواء عليَّ أو على أعمالي طوال الـ 23 عاماً الماضية، لأن المهاجمين يريدوننا أن ننفعل ونرد، لكني أمنع عنهم هذه المتعة بالصمت وعدم الرد وأحتفظ برأيي الذي أقتنع به

- ما الذي جذبك في «اتهام» لتشارك فيه إلى جانب ميريام فارس؟
أول ما جذبني هو أن العمل مشترك بين مصر وسورية ولبنان، وهذا لم يحدث في أي عمل فني آخر بعد مسلسل «الملك فاروق» لتيم الحسن، فهذا الجمع بين الممثلين العرب أول ما أسعدني. وثاني شيء هو كتابة السيناريو بأسلوب رقيق ورومانسي لا يوجد به ما نراه في الأعمال التي انتشرت بها البلطجة وضرب النار. وثالث شيء هو وجود ميريام فارس في العمل فهي فنانة تثق بنفسها، قدماها على الأرض، لا تتعالى على من حولها. وأخيراً وجود المخرج فيليب أسمر، فأعماله تتحدث عنه، وأعتقد أنه أصبح من المخرجين الأوائل الذين تفوّقوا في الفترة الأخيرة

- هل رومانسية مسلسل «اتهام» كانت مطلوبة في الوقت الحالي؟
بالتأكيد، فنحن نحتاج إلى هذه النوعية من الأعمال في الوقت الحالي، وألا نقف عند نوعية معينة. وأنا شخصياً لم أقدم دوراً بهذه الرقة والرومانسية منذ تقديمي لمسلسل «هوانم جاردن سيتي»، وأكثر ما أسعدني به هو بعده عن الشتائم التي انتشرت الفترة الأخيرة في غالبية الأعمال، وإذا كانت حجة صناع هذه الأعمال أنهم يرصدون الواقع فأنا أسألهم: «هل نقلد الشارع المصري أم نسعى نحو الارتقاء به؟» 

- هل هذا ما ساعد على نجاح العمل؟    
اختلاف «اتهام» وسط ما يقدم جعل الجمهور يرتبه في أول الأعمال التي شاهدها، وهو دليل على نجاحه، وأيضاً اختلافه قلباً وقالباً ساهم بالتأكيد في شعبيته في مصر والوطن العربي.

- كما قلت لم تقدم أي عمل رومانسي منذ فترة، فما هي الصعوبات التي واجهتك في هذه الشخصية؟
أصعب ما في هذه الشخصية أنها كانت تعتمد على التمثيل الداخلي أكثر من الخارجي، أي لا أعتمد على ملامح الوجه أو النظرات، وإنما على المشاعر الداخلية، وأنا لم أكن متمرساً في هذه الأدوار ومعتاد دائماً على أدوار المنتقم والشرير الذي يقوم بعمل مصائب، لذلك أعتبر هذا الدور تحدياً كبيراً لنفسي. وعرض عليَّ في البداية دور الفنان أحمد خليل، لكني رفضت رغم أن دوره مساحته أكبر، فقد وجدت في شخصيتي تحدياً أكبر ونوعية لم أقدمها منذ فترة فوافقت على هذا الدور.

- لماذا اخترت «العملية مسي» آخر عمل؟
من كان يرى الاستعدادات قبل البدء في تصوير هذا المسلسل كان سيقول إنه سيكون أفضل عمل درامي هذا العام، حيث بذل به مجهود كبير، وشركة الإنتاج كانت تبذل كل ما في وسعها من أجل نجاح العمل، وتم التحضير والتدريب على شخصية القرد والأقنعة وبقية الشخصيات ما يقرب من عام كامل، لكن المجهود الذي بذل فيه لم يتناسب مع درجة نجاح، فقد توقعت له نجاحاً أكبر.

- وما أسباب هذا الإخفاق؟    
الأسباب كثيرة، أهمها أننا بدأنا في التصوير في وقت متأخر، وأغلب التصوير كان خارجياً، لذلك لم نأخذ الوقت الكافي في التصوير بهدوء ولم يتم التنفيذ على نار هادئة، فللأسف لم يكن مثل «إمبراطورية مين» و«اتهام»، فهذان العملان أخذا وقتهما في التنفيذ فخرجا كما كنت أتصوّر

- قدمت أدواراً متنوعة بين الرومانسي والشرير والكوميدي فما الدور الذي يجذبك أكثر؟
أجد نفسي في الدور الجيد أياً كان، سواء رومانسي أو كوميدي أو شرير، فما يهمني في المقام الأول هو أن يكون العمل مكتوباً بشكل جيد.

- تشارك في أكثر من عمل في وقت واحد فكيف توفق بينها؟
عندما كنت طالباً في كلية طب كان لدينا يوم مفتوح فيه سبعة امتحانات مرة واحدة لمواد مختلفة، وكنت أحاول التركيز عليها كلها. ما أقصده أنني معتاد على ذلك منذ الصغر، وهناك أشخاص لا يستطيعون القيام بذلك ويقعون في هذه المشكلة. وأنا منذ فترة أشارك في ستة وسبعة أعمال دفعة واحدة، ومشاركتي في ثلاثة فقط هذا العام تعود إلى أن الوعكة الصحية التي تعرضت لها العام الماضي أثرت عليَّ بالتأكيد.

- لماذا ابتعدت عن السينما طوال الفترة الماضية؟
ما يعرض عليَّ لا يليق بيَّ، وهذا ليس تعالياً على أحد، لكن عندما تُعرض عليَّ أدوار مقبولة وجيدة أوافق، مثل مشاركتي في «هاتولي راجل». وأرى أن الإنتاج السينمائي تحسن كثيراً هذا العام، لكني لم أستطع المشاركة في أي فيلم بسبب انشغالي في الأعمال الدرامية ولم ألحق هذا الموسم، ولا يهمني في السينما مساحة الدور قدر اهتمامي بنوعية الدور نفسه.  

- هل عرض عليك أي دور شعبي؟
لا، لأن منتجي هذه الأفلام لا يعرضون عليّ هذه النوعية لإدراكهم أن ليس لي مكان فيها، فلن أستطيع تقديم دور معلم أو البطل الشعبي الذي يحمل مطواة، فهذه الأدوار لا تليق بي ولا أستطيع تقديمها.

- ما رأيك في الأفلام الشعبية بشكل عام؟
لا أحبها، لكن غيري يحبها، وأنا أحترم الإقبال عليها، فهذا يعني نجاحها، لكن هذا لا يعنيني في شيء وهو ليس جزءاً مني

- حققت الأفلام التي عرضت في موسم عيد الفطر نجاحات كبيرة فهل أنت متفائل بالسينما؟
السينما خلال عامين ستستعيد عافيتها وستكون أفضل بكثير، والدليل بالفعل هذا الموسم وأرى أن السينما تتحسن وفقاً للوضع السياسي، فالفن يرتبط بالسياسة، وأعتقد أن القادم أفضل بكثير في مختلف الفنون.


إذا عرض هذا الفيلم في الأسواق ستحدث مشكلة كبيرة

- ماذا عن فيلم «كارت ميموري» هل تعلم عنه شيئاً؟
لا أعلم أي شيء عن فيلم يحمل هذا الاسم، وإذا عرض هذا الفيلم في الأسواق فستحدث مشكلة كبيرة وسأقيم دعوى على القائمين عليه.

- ماذا حدث في هذا العمل لتصل المشكلة إلى هذه النقطة؟
صوّرت أربع حلقات لمسلسل يحمل اسم «القضية إكس» وتم تصويرهكفيديو، وأنا لم أسمع عن هذا الفيلم ولم أقرأ عنه قبل ذلك، وهذا يعتبر أول كلام لي في هذا الأمر، وأعتبر أن ما حدث لا يصح أن يحدث، وإذا نفّذوا كلامهم وطرحوه كفيلم سينمائي فسألجأ إلى القضاء.

- ما الأعمال التي أعجبتك هذا العام؟
ابن حلال» و«سجن النسا» والجزء الرابع من مسلسل «الكبير أوي».

- هناك من يردد أن الشباب تفوقوا على الكبار هذا العام، فما رأيك؟
لا يوجد شيء اسمه تفوّق كبار أو صغار، فمسلسل عادل إمام «صاحب السعادة» مثلاً فيه الكثير من النجوم الشباب، وكذلك مسلسل «اتهام» فيه ميريام فارس وحسن الرداد وهما من جيل الشباب، وكذلك تفوّق يحيى الفخراني في «دهشة» ومعه نجوم شباب، فلا توجد مقارنة. كل المسلسلات بها نجوم كبار وشباب، والكل ينجح معاً.

- حاز مسلسل «السبع وصايا» إعجاب الكثيرين فهل أعجبك هذا العمل؟ 
تابعته في البداية، لكني تهت في نصف الحلقاتهناك من يقول إن المسلسل رائع، وهي بالنهاية أذواق، وتوجد أعمال درامية كنت أرى أنها يمكن أن تكون جيدة، لكني وجدت أن المخرج ظلمها.

- من هو الممثل الذي أعجبك أداؤه هذا العام؟
بدون تفكير «حبيشة» محمد رمضان، فأعتقد أن هذا الممثل سيكون له شأن كبير، لكن نصيحتي له ألا يضع نفسه في قالب واحد. وأيضاً أعجبني أداء الفنان المبدع يحيى الفخراني في مسلسل «دهشة».

- ومن الممثلات؟
هناك فنانات لم أكن أتوقع أدوارهن، مثل هنا شيحة. فقد فاجأتني بأدائها في «السبع وصايا»، وكذلك نيللي كريم في «سجن النسا».

- قدمت ومعك فرقة «الفور إم» إعلاناً لإحدى شركات المياه الغازية حقق نجاحاً كبيراً رمضان الماضي، فكيف جاءت فكرة الإعلان؟
من الشركة نفسها، فهم عرضوا علينا المشاركة في هذا الإعلان لكننا رفضنا في البداية رفضاً تاماً وقلنا إننا لا نريد الظهور مرة أخرى وهذا الموضوع أغلق بالنسبة إلينا.

- وماذا حدث بعد ذلك؟
حدثونا مرة أخرى وأقنعونا بفكرته فوافقنا لنرى كيف تخرج التجربة، وبالفعل حقق الإعلان نجاحاً كبيراً.

- هل كنت تتوقع هذا النجاح؟
لا لم أكن أتوقع أن يحقق هذا الإعلان كل هذا النجاح.

- ما رد فعلك أنت وشقيقاتك فور مشاهدة الإعلان للمرة الأولى؟
بكينا، فالإعلان ضم ذكريات جميلة، ماما نجوى وبوجي وطمطم وظهور جورج سيدهم وسمير غانم وشيرين، فتذكرنا هذه الأيام وجمالها وما كانت تحمله من فن حقيقي.

-  ما الذي جعل جيل الشباب ينبهر بهذا الإعلان؟
لأنهم لم يشاهدوا هذه الأعمال الجميلة ، فانبهروا عندما شاهدونا وسمعوا عنا من الكبار.

- بعد كل هذه الأعوام أريد أن أعرف السبب الحقيقي وراء توقف «الفور إم»؟
الظروف لم تكن تسمح باستمرار الفرقة بسبب إنجاب شقيقاتي أكثر من مرة، فانشغلن بتربية أبنائهن ولم يستطعن الاستمرار، فتوقفنا عام 1991. بعدها أنشأت «فور إم» لكن بشخصيات أخرى، لكنها فشلت لأنني اكتشفت أن نجاح الفرقة كان في لمّتنا معاً، وعندما انشغلت كل واحدة بعائلتها انتهت الفكرة.

- من يعجبك من المطربين في الوقت الحالي؟
من الجيل الجديد منبهر بأداء نسمة محجوب في الغناء، فهي مزيج من الجمال والتمكن في الأداء أثناء قيامها بالغناء، وهي مثقفة غنائياً وتستطيع الغناء بأكثر من لهجة، وتعرف جيداً خطواتها، ومن يحبها يجب أن يشجعها على الاستمرار لأنها تستطيع فعل الكثير.

- ما الفرقة التي تعجبك؟
أحب فرقة «وسط البلد» لكني أكره الطريقة التي تقوم بها الفرق الجديدة بالغناء، فطريقة غنائهم تكون سيئة وغير سليمة، وهناك فرقة قدمت أغنية في أحد الإعلانات في رمضان الماضي وكانت سيئة وطريقة غنائها لم تعجبني.

- هل تعجبك طريقة الغناء الشعبي الجديدة التي أصبح يتبعها البعض؟
في اللون الشعبي أحب «بوسي» فصوتها مميز، لكني عندما أستمع لأوكا وأورتيجا أشعر بانهيار عصبي، فعندما كان أحمد عدوية يقوم بالغناء من شدة إعجابي به كنت أسير وراءه في الحفلات، لكن ما يقدمه البعض في الوقت الحالي يعد صعباً بالنسبة إلي.

- وماذا عن المطربين الكبار؟
في الأصوات النسائية أحب آمال ماهر وشيرين، ومن الرجال عمرو دياب وتامر حسني ومحمد منير.

- هل تشاهد برامج اكتشاف المواهب التي انتشرت الفترة الأخيرة؟
بالفعل أشاهد عدداً كبيراً منها، فيوجد ما هو جيد وما هو سيِّئ، وأعتقد أن برنامج «ستار أكاديمي» الذي تخرجت فيه نسمة محجوب جيّد، وكذلك «أراب آيدول»، و«أحلى صوت»، فهناك مواهب كثيرة كانت مدفونة، لكن هذه البرامج أتاحت لهم فرصة الظهور وتعرف الجمهور على المواهب الجيدة منها.

- حدثني عن أبنائك ومن يعيش معك؟
بعد وفاة زوجتي فاطيمة، أعيش مع ابني كمال، وهو يعمل في «الغرافيك» والمونتاج والدوبلاج، وأيضاً مع ابنتي مريم وهي مخرجة وأصبحتم تعرفونها بشكل جيد.

- وماذا عن أحفادك؟
لديَّ حفيدة واحدة هي صبا لكن للأسف الشديد حدث طلاق بين ابني وزوجته وأخذت حفيدتي وسافرت بها إلى الخارج، فحرمتني منها وكانت أغلى شيء في حياتي.