اسماعيل مداح: «لا يمكن أن نصنع فناً ونحن لا نملك ثمن رغيف خبز»

اسماعيل مداح,التمثيل,دراما,الجمهور المصري,فنان / فنانون,الغناء

لها (دمشق) 06 أكتوبر 2014

شخصية قريبة من القلب، صديق وفيّ يكره الخداع والتملق، واضح مع محيطه ونفسه، رومانسي، يعيش في الغربة منذ 11 عاماً بعيداً من جولانه المحتل، وإضافة إلى إبداعه في مجال التمثيل، يملك صوتاً جميلاً وله تجارب في مجال الغناء. تميز بأدواره التي قدمها فأثبت وجوده في الساحة الفنية ليكون من النخبة. اسماعيل مداح كان ضيف «لها».


- ماهو تقويمك للدراما هذا العام؟
تمرّ الدراما بأزمة، وأرى أنه من الجيد أن يكون هناك كم كبير من الأعمال، لكن عندما يكون الكم على حساب الجودة، أقول إن تقليل الأعمال مقابل جودة العمل أهم بكثير. ومن باب آخر هذه الأعمال هي باب رزق وفي هذه الأزمة نحن في حاجة إلى أن نعمل، فكلما ازدادت الأعمال تمسكت الناس بالبقاء في البلد، وفي الوقت ذاته نأسف لأسماء كان من المفروض أن تستغل ظرف البلد للمحافظة على مستوى الدراما، وعموماً الاعمال هذا العام كانت سيئة ودون المستوى، باستثناء مسلسلات «بواب الريح» و«نساء من هذا الزمن» و«القربان».

- هل تقديمك أكثر من دور يؤثر في مزاجيتك وأدائك؟
يقال إن التمثيل أصعب مهنة، ومسألة الفصل الشخصي عن العمل وكيف تعيش الدور بطريقة صحيحة بعيداً من حياتك تجعلك قادراً على تقديم ما هو جيد، ومسألة تقديم دورين في عملين مختلفين تعود إلى أي مدى الممثل مقتنع بدوره.
وعشت تلك الحالة عندما شاركت في مسلسل «زمن البرغوث» بشخصية رجل طيب متعاطف مع شقيقه، أما في مسلسل «سكر وسط» فقدمت دور الانتهازي والوصولي، وبشهادة الناس وصلت الشخصيتان بطريقة جميلة.

- قيل إن بعض الأعمال الدرامية اقتطع منها خلال العرض هذا العام، ما هو دور الرقابة الحقيقي في هذا الأمر؟
بعد تصوير العمل يفترض ألا يقتطع منه شيء، الحذف يكون قبل التصوير، أي في النص، ولكن إذا كان هناك شيء في التصوير مخالف للذي وافقوا عليه، فعندها لكل حادث حديث، وفي الحقيقة أرى أن الرقابة لم تشدد كثيراً فمثلاً مسلسل «بقعة ضوء» تحدث هذا العام عن أمور كثيرة وبجرأة شديدة.

- شهد هذا العام أعمالاً درامية مشتركة كيف تقرأ هذا التعاون؟
كنت أقول دائماً إن التعاون بين الممثلين والفنيين يضيف الكثير من الخبرة، ونحن نعتبر أنفسنا مدرسة في الدراما، وأعمالنا مميزة ووصلت إلى مراحل مهمة، ولكن في الوقت نفسه لست مع أن تكون في الأزمة أعمال مشتركة، لأنه كان من المنتظر في هذه الأزمة أن تساهم أسماء مهمة في تميّز الدراما السورية مثل قبل.


اعتذار جمال سليمان للجمهور المصري

- ما سبب توجههم إلى الأعمال المشتركة؟
هناك من يقول إنها تزيد الشهرة أكثر وهناك من لهم أسباب ودوافع مادية، وهناك من يقول إنه مع الأعمال المشتركة، وبصراحة هم أولى بالإجابة على هذا السؤال، وملاحظتي في هذا الموضوع أنه في الدراما المصرية مثلاً قال لي أحدهم إن جمال سليمان ظهر على إحدى الشاشات المصرية واعتذر من الجمهور المصري لأدائه شخصية جمال عبد الناصر لأنه لم يكن موفقاً باللهجة وغيرها، وأنا اعتقد أنهم يريدون أخذ نجومنا لتصغيرهم، وأعتقد أن هذه الأعمال المشتركة تؤدي إلى تراجع في الدراما السورية.

- ما سبب ابتعاد الفنان عن المسرح؟
لا يمكن أن نصنع فناً ونحن لا نملك ثمن رغيف خبز، والمسرح لا يضمن الخبز، رغم أن العشق الأول للفنان هو المسرح، تعطي وزراة الثقافة موازنة للمسرح لكن ربما هناك أشخاص لا يريدون الصرف على المسرح، وهذه المنشأة تتحمل ضخاً مالياً، وهناك من لديه رغبة بأن يعود المسرح.

- من هو المخرج الذي تفضل العمل معه؟
أفضل العمل مع المخرجة رشا شربتجي، والمخرج المثنى صبح وأحمد ابراهيم الأحمد، وأي مخرج يضيف إلي شيئاً جديداً ويظهر إمكاناتي، إضافة إلى المخرج عزام فوق العادة الذي شاركت معه في مسلسل «باب الحارة» وكان قمة في الحرفية والرقي في التعامل.

- لك تجربة في الغناء ماذا عنها؟
درست الصولفيج الغنائي عند الأستاذ سعيد قطب رحمه الله، والإيقاع عند الأستاذ سمير مريش (سيرغيه) الروسي، وفي الجولان كنت في فرقة «رجع الصدى» وبعدها في دمشق في فرقة «بلا شوارب»، وفرقة «سفر» أنا والفنانة ديمة قندلفت، والفنان شادي الصفدي. وسجلت إيقاعاً مع فرقة «بابلونسيركوس» واتجهت إلى الغناء الوطني لأني ابن منطقة محتلة والقضية ترافقني وأعيشها، فكانت لي أغنية «حكاية سورية» عام 2007 وهي تتغزل بالمحافظات السورية. وقدمت أغنية لغزة.

- ماذا عن حياتك الشخصية؟
أنا مواليد عام 1977، من الجولان السوري المحتل، ذهبت إلى الدراسة في دمشق منذ عام 1997، وأنهيت دراستي في جامعة دمشق ولم تسمح لي إسرائيل بالعودة إلى الجولان المحتل، وخلال فترة دراستي كنت أذهب زيارة خلال العطلة الصيفية، عبر بوابة لعبور القنيطرة، ولم أرَ أهلي منذ 11 عاماً، مرتبط بفتاة منذ أربع سنوات، اسمها ديمة.