حان وقت التغيير CHIME FOR CHANGE... تغيير حياة النساء والفتيات حول العالم

CHIME FOR CHANGE, مالالا يوسفزاي, نضال المرأة, قضايا المرأة, بيونسيه, جنيفر لوبيز, التعليم, الصحة, العدالة, غوتشي, فريدا جيانيني, سلمى حايك, حقوق المرأة

29 يونيو 2013

قبل زمن غير بعيد، سمعنا في الأخبار عن النضال الشخصي للفتاة الباكستانية مالالا يوسفزاي وآرائها المنفتحة في التعليم مما أدى إلى محاولة قتلها وإصابتها في الرأس والعنق على يد رجال الطالبان. إنها مجرد حكاية واحدة من حكايات عنف عديدة تواجهها النساء.  لكن «حان وقت التغيير»، والتغيير كرّسته الحملة العالمية الجديدة لجمع الأموال وزيادة الوعي حول المسائل التي تؤثّر في النساء والفتيات، وتسعى إلى تحقيق ثلاثة أهداف: التعليم والصحة والعدالة، من خلال حفلة «Chime For Change» أو «حان وقت التغيير» التي أطلقتها المديرة الإبداعية في دار غوتشي فريدا جيانيني مع الممثلة سلمى حايك-بينو والمغنية بيونسيه لطرح هذه المسائل العديدة التي تواجه النساء والفتيات حول العالم. «وصلنا إلى مرحلة مهمة في تاريخ الفتيات والنساء وقد حان الآن وقت التغيير»، تقول فريدا جيانيني.


ما هو من حقوقنا، مثل التعليم والصحة والعدالة، قد لا يكون حقاً مكتسباً في أنحاء عدة أخرى من العالم. لذا تهدف هذه الحملة العالمية إلى تحقيق أكثر من 200 مشروع. سمعنا عن إحصاءات مذهلة مثل القول إن 60 في المئة من الأولاد الذين لا يذهبون إلى المدرسة هم من الفتيات، وأن 800 امرأة يتوفين كل يوم خلال الحمل أو الولادة بسبب عدم النفاذ إلى الرعاية، أو أن النساء ينجزن 66 في المئة في العمل الإجمالي لكنهن يتلقين فقط 11 في المئة من المدخول العالمي. «علينا استعمال أصواتنا وزيادة الوعي والمشاركة في ما يتيح لنا ترك إرثنا والمساعدة على تحسين العالم»، قالت بيونسيه. ونظراً لكل هذه الجهود، تحرم النساء من فرصة المشاركة في تطورات الأجيال التالية.

تطرّقت سلمى حايك إلى قضية ملايين الفتيات والنساء اللواتي يكافحن للحصول على الحقوق الأساسية. فقرابة 80 في المئة من الـ 800 ألف شخص الذين تتم المتاجرة بهم سنوياً هم من النساء والفتيات، و70 في المئة من النساء يعانين من عنف جسدي أو جنسي في حياتهن بسبب حقوقهن المهدورة.

وفي تفاصيل الحفلة الموسيقية غنّت بيونسيه، وجنيفر لوبيز، وريتا أورا، وجيسي جاي، وتيمبالاند، ومغنية البوب الإيطالية لورا بوسيني، وفلورانس، وذا ماشين. وكان هناك أيضاً ظهور لمادونا وممثلات من هوليوود مثل جادا بينكيت سميث، وزوي سالادانا، وفريدا بينتو، وجايمس فرانكو، وبلايك لايفلي. هذه الحفلة المليئة بالنجوم أقيمت في مدرج تويكنهام في لندن وجذبت نحو 56 ألف مشاهد وتم الإعلان فوراً أنه جرى جمع أكثر من 4.3 مليون دولار.

صحيح أن مادونا لم تكن من بين النجوم الذين أدوا وصلات غنائية على المسرح، لكنها توجّهت للحشود قائلة: «ماذا يحدث حين نعلّم النساء؟ نزيدهن قوة. يحصلن على وظائف وفرص، ويعرفن حقوقهن. يملكن القدرة على الدفاع عن أنفسهن، ودعم عائلاتهن، والتحول إلى جزء منتج في الإنسانية». وطلبت لاحقاً من الجميع الانضمام إليها «للمساعدة على تشييد الطابق الأول من مدرسة هومايرا وسأبني أنا البقية».

لم يكن هذا الحفل مدعوماً فقط من النساء، ولكن كان هناك أيضاً دعم من الرجال مثل جاي زي (زوج بيونسيه)، والممثل جايمس فرانكو (بطل سبايدر مان 2002 و Rise of the Planet Apes) والممثل راين راينولدس (المصباح الأخضر)، وتيموثي تيمبالاند (منتج ومغن مشهور).

لا شك أن الأصوات القوية التي ملأت المسرح ألهمت العديد من الحضور. وإذا نسي البعض السبب الحقيقي لهذه الحفلة بسبب انسجامه بالموسيقى، كانت الأفلام القصيرة التي عرضت بين أداء النجوم تذكّره وتلقي الضوء على القضايا وتسرد قصصاً واقعية لنجاح نساء مهمّشات. قصص عن نساء مثل رافعة، امرأة بدوية تعيش في قرية قرب الحدود الأردنية العراقية. أتيحت لها فرصة السفر إلى الهند للذهاب إلى «كلية حفاة القدمين» Barefoot College، حيث يتم تدريب النساء الأميات من كل أنحاء العالم طوال ستة أشهر ليصبحن مهندسات شمسيات. وإذا نجحت رافعة، ستتمكن من تزويد قريتها بالكهرباء، وتدريب المزيد من المهندسات، ودعم بناتها. هناك أيضاً قصة هومايرا المرأة الشابة التي كافحت لتعليم النساء في مجتمعها. وبفضل تصميمها، أسست مدرسة في باكستان أصبحت تعلّم الآن 1200 ولد مقابل سنت واحد كل يوم. واجهت العوائق التي فرضها المسلحون الذين فجروا أكثر من 600 مدرسة في أرجاء البلاد وأجبروا النساء على البقاء في منازلهن. كما تم عرض حكايات أخرى أمام الجمهور.

هذا الحفل يمثل التغيير وبالفعل قد سمع «صوت التغيير».