ابني لا ينجز فروضه بسهولة!

الوظائف المدرسية,الاختصاصيون,الإملاء الذاتية,التلميذ,جداول الضرب,الطفل,تطور الطفل,طفل / أطفال,سلوك الطفل,رعاية الطف

12 أكتوبر 2014

بدأ يتذمر و يتأرجح على الكرسي و يتململ من الوظيفة التي بالكاد بدأ يقرأ تعليمات إنجازها، وبدلاً من إنجازها، يرسم ويتثاءب، فهو غير قادر على التركيز أكثر من عشر دقائق ويبدو إنهاء الوظيفة أمرًا مستبعدًا.
يبدو هذا المشهد مألوفًا، فمعظم التلامذة يرون في  الوظائف المدرسية عقابًا يدوم طوال العام الدراسي، ويتحوّل وقت إنجازها في بعض الأحيان إلى نزاع بين الأم والتلميذ، ينتهي بإتمامها وإن استغرقت وقتًا طويلاً.
وفي المقابل يؤكد الإختصاصيون أن غالبية الأطفال وحتى الراشدين لا يمكنهم التركيز أكثر من 10 إلى 15 دقيقة ، إذاً يعتبر تصرف الطفل طبيعيًا.


فما الحل؟

   الحلول الممكنة

  • إذا كان إنجاز الفروض يتطلب وقتًا طويلاً، يمكن الأم توزيعها على فترات عدة تبلغ الفترة الواحدة عشر دقائق، مثلاً عشر دقائق لإنهاء عمليتين حسابيتين أو مسألة رياضية، وعشر دقائق لإعادة قراءة نص.
  • السماح للطفل بأن يأخذ فترة راحة مدتها خمس دقائق بين الوظيفة والأخرى. مثلاً إذا أنجز فرض الرياضيات يمكنه الإستراحة خمس دقائق، ثم يعود لإنجاز فرض الكتابة. في المحصّلة تجد الأم أن الطفل أنجز المطلوب منه لأنه كان أكثر فعالية.
  • الإستعانة بضابط الوقت Timer لمساعدة الطفل على فهم الوقت الممنوح له للإستراحة بشكل ملموس، وبذلك يتصوّر الطفل الوقت الذي يمر.

 

1 مشكلة انجاز الإملاء الذاتية؟
تطلب الأم من طفلها قراءة نص الإملاء الذاتية مرّات عدة ونسخه أكثر من مرة ولكنه لا يزال يرتكب الأخطاء الإملائية نفسها إن الذاكرة تخونه.

السبب:

يبدو هناك خلل في إحدى مراحل التعلّم الثلاث: الإنتباه، الفهم والتذكّر، ويمكن أن يكون التلميذ لديه مشكلة في طريقة إعادة القراءة.

  الحلول

  • محاولة معرفة المدة التي يفقد فيها التلميذ تركيزه، أي بعد كم من الوقت يستسلم التلميذ للتعب؟ إذ لإعادة تأهيل تركيزه لا يجوز أن يستغرق الحفظ مدة طويلة.
  • حضّه على التفكير من خلال طرح الأسئلة المفيدة: مثلاً من يقوم بالفعل في هذا النص، إذا كان الفاعل ذكرًا كيف يكون الفعل؟ إذا كان سامي ذكرًا هل نكتب أكل أم أكلت؟ وما الفرق بين أكل وأكلت؟ إذا لا حظت الأم أن طفلها لا يميز الفارق بين المؤنث والمذكر والفعل والصفة يمكنها أن تشرح له بطريقة مضحكة كيف أن التاء الطويلة ترافق الفعل الذي تقوم به البنت فيما الصبي لا تاء تأنيث في فعله فهو ذكر، أما التاء المربوطة فغالبًا ما ترافق صفة البنت والإسم المؤنث. مثلاً رلى جميلة، رلى بنت وجميلة صفة رلى. أكل هاني التفاحة، التفاحة اسم مؤنث إذا التاء يجب أن تكون مربوطة... أي أن تجد الأم الطريقة البسيطة لشرح الكتابة الإملائية والمفردات وترابط الأفكار في النص.
  • عدم تحضير الإملاء دفعة واحدة، أي أن ينسخ التلميذ النص بكامله مرات عدة، فهذه طريقة غير صحيحة لأنه سوف يركّز على بعض الكلمات دون غيرها. لذا على الأم أن تطلب من طفلها أن يتمّرن على كتابة نص الإملاء بالتقسيط. فتمرين الإملاء المحضّرة يعطى قبل فترة ثلاثة أيام على تطبيقه في الصف، وعلى الأم أن تطلب من طفلها نسخ جملة واحدة كل يوم. تساعد هذه الطريقة في ترسيخ المفردات في ذهنه، ويصبح قادرًا على  كتابة فقرة كاملة مؤلفة من خمس جملٍ من دون أخطاء.

 

2 مشكلة في حفظ جداول الضرب؟
منذ أن بدأ التلميذ تلاوة جدول الضرب 3X4=12 و 6X7= 42 أصبح عليه حفظ جداول الضرب وتذكّرها. ولكنه يواجه مشكلة؟

  السبب:

تبدو جداول الضرب بالنسبة إلى التلميذ لا معنى لها، وتبقى ذات مفاهيم مجرّدة، لذا فهو يجد صعوبة في حفظها وتذكّرها.

  الحلول

  • مساعدة الطفل على تصوّر مفهوم الضرب، في الصف الأول يتعلّم صنع حزمة من عشر وحدات وذلك برسم عيدان كي يفهم النظام العشري. يمكن الأم أن تستلهم هذه الطريقة. مثلا يرسم الطفل خانتين ويرسم في كل واحدة أربعة أقلام، ثم تطلب منه إحصاء عدد الأقلام في الخانتين.
  • تعليمه جدول الضرب عن طريق الأمثلة الملموسة، إذ يصعب على التلميذ في المرحلة الإبتدائية فهم الأرقام المجرّدة، لذا يمكن الأم تسهيل الحفظ عليه. فإذا أرادت مثلا تحفيظه 5X3 = 15 يمكنها أن تطلب منه أن يصنع خمس حزمات كل واحدة تحتوي على ثلاثة عيدان، وكذلك ثلاث حزمات كل واحدة تحتوي على خمس عيدان، سوف يلاحظ بعد عدهما أن حاصل الضرب هو نفسه رقم 15.
  • مساعدة التلميذ على حفظ جدول الضرب آليًا بعدما يفهم المبدأ. مثلا يمكنه أن يكتب في رأسه العملية الحسابية ويحفظها ويكتبها في الهواء بإصبعه.
  • جعل التلميذ يقوم بحفظ جدول كل يوم، وبذلك ينتهي بحفظ جميع جداول الضرب. أما إذا التبس عليه الأمر فلا بأس فهو يحتاج إلى وقت، فالتربية هي فن التكرار.

 

3 مشكلة في الحساب؟
يشعر التلميذ بأنه عليه أن يحل لغزًا صعبًا حين يطلب منه إنجاز عملية حسابية على الشكل الآتياشترى الوالد خمس حبات أفوكادو كل حبة بريالين، ومن المتجر الثاني اشترى سلتين فراولة كل سلة بثلاثة ريالات، كم دفع الوالد؟ هذه المسألة الحسابية قد تبدو سهلة بالنسبة إلى الراشدين ولكنها ليست كذلك بالنسبة إلى التلميذ الصغير.

  السبب:

يشعر الطفل بالعجز خصوصًا عندما يعتبر الأهل أن حل المسألة الرياضية تكشف عن ذكاء متقد، متناسين أن هذا الطفل يحتاج إلى تبسيط المسألة حتى يدرك الأمر.

  الحلول

  • البدء في الحديث عن لغز لوضع الطفل في دور الفاعل والمحقق.
  • التأكد من أنه فهم المطلوب إذ لا يكفي إعادة قرأة المسألة الحسابية بل إعادة صياغتها بشكل يفهمه التلميذ.
  • يمكن الطفل أن يروي المسألة كما لو أنه يروي قصة فيلم أو قصة طريفة، كما يمكنه أن يرسم أو يقلد عن طريق تمثيل الحدث.
  • جعله يكتشف أنّ هناك معلومات أهم من غيرها كي يركّز على العملية الحسابية الرئيسية. مثلا خمس حبات أفوكادو كل واحد بريالين ما يعني 2X5= 10 وثلاث علب فراولة كل واحد بريالين ما يعني 3X2= 6 نجمع الـ 10 و الـ 6 الحاصل 16. إذ لا يهم من أي اشترى الوالد الفراولة والأفوكادو.

 

4 مشكلة في حفظ الإستظهار؟
عليه أن يحفظ عشرين بيت شعر، يتلوها ويحفظ الأبيات الأولى ويتلعثم في البقية، ترسيلنه إلى الغرفة ليراجعها ويحفظها، ولكنه يعود ويقع في المشكلة نفسها.

  السبب:

تبدو كمية المعلومات التي يتلقاها الطفل كثيرة مما يسبب له بعض الإرتباك خصوصًا إذا كان موضوع الشعر بعيدًا من اهتماماته، فهو إذا لم يكن يفهم المعنى يصعب عليه حفظ أبيات الشعر المطلوبة منه.

  الحلول

  • الغوص في عمق التلميذ وجعله يخبر ما فهم من أبيات الشعر وما لم يفهمه لأجل أن يحفظ منطق النص.
  • تشجيعه على حفظ الشعر إذا فهم أول النص الشعري ومنتصفه ونهايته، عن طريق الترنيم فبعض التلامذة يحفظون الإستظهار عن طريق إنشادها.
  • تشجيع الطفل على التمثيل الإيمائي أثناء إلقائه الإستظهار، إضافة إلى تغيير نبرة صوته بحسب معنى البيت الذي يلقيه، فبهذه الطريقة يشعر بأن الإستظهار مسألة ترفيهية. فأحيانًا الرتابة في إلقاء الإستظهار أو الشعر تفقد التلميذ تركيزه وتجعله يمل.

 

 

طرق بسيطة تساعد التلميذ في إنجاز واجباته

يمكن الأم تعليم طفلها المهارات اللازمة للقيام بواجباته المدرسية في المرحلة الابتدائية. من هذه المهارات:

 

  • أن تقترح الأم على ابنها لعب دور المعلّمة فيعيد شرح الدرس، بصوت مرتفع، لتلامذة وهميين في حال وجد صعوبة في الحفظ. من منا لم يقم بذلك عندما كان صغيراً!
  • أن يضع خطاً باللون الفاقع تحت الأفكار الرئيسية.
  • أن يحاول حفظ القصيدة بطريقة الإنشاد.
  • وضع مخطط للدرس، أي ماذا عليه أن يدرس اليوم، وكيف يدرس وأي المواد عليه إنهاؤها أوّلاً.
  • إلزام الطفل بتنفيذ خطوات البرنامج كما وُضعت.
  • تعليم الطفل كيف يطرح الأسئلة بشكل واضح. فمثلاً كأن تطلب منه والدته أن يحدّد المسألة التي لا يفهمها ويسأل عنها. فالسؤال هو مفتاح المعرفة.
  • تعليم الطفل مهارة الاستماع، فمثلاً يمكن الأم أن تقرأ له قصة وبعد الانتهاء منها يمكنها أن تطرح عليه بعض الأسئلة المتعلّقة بها أو مناقشة أحداثها، فإذا لم يستطع أن يجيب عن بعض الأسئلة أو لم يتمكن من المناقشة فهذا دليل على تشتت ذهنه. هنا عليها أن تلفت انتباهه، وتطلب منه التركيز.

 

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة