عمرو يوسف: أهم نقطة: «كيف تمّ تجنيد المثقف ليصبح إرهابياً»

عمرو يوسف,الوسط الفني,التمثيل,نقابة الممثلين,دراما,فنان / ف,الجمهور المصري

أحمد مجاهد (القاهرة) 19 أكتوبر 2014

يعترف بأنه بعد النجاح الذي فاق توقعاته لمسلسله الأخير «عد تنازلي» أصبح يعيش حالة من القلق والتوتر وهو يفكر في اختياره المقبل.
النجم الشاب عمرو يوسف يتحدث عن تجربته مع هذا المسلسل، ورأيه في كندة علوش التي شاركته البطولة، وحقيقة اعتراض الجهات الأمنية على بعض تفاصيل العمل.
كما يتكلم عن الجملة التي تمنى أن يراها على شارتىْ «سجن النسا» و«ابن حلال»، ومصير فيلمه مع داود عبد السيد، وعنوان فيلمه الآخر الذي غيّره من أجل خالد الصاوي، والفتاة التي يبحث عنها.


- ما الذي جذبك إلى مسلسل «عد تنازلي» ليكون أول بطولة مطلقة لك في التلفزيون؟
أحسست أن شخصية «سليم فواز» ستؤثر جداً في المشاهد، إلى درجة أنني أحببت سيناريو المسلسل وفكرته، وكنت أطلب من المؤلف تامر إبراهيم أن يرسل لي بقية الحلقات باستمرار لأقرأها من شدة حبي للقصة، لوجود تشويق كبير فيها.

- هل صحيح أنه عندما عرض عليك المسلسل لم يكن هناك منتج له في البداية؟
بالفعل، لم يكن أمامي سوي سيناريو المسلسل والمؤلف ومخرج آخر غير حسين المنباوي، والذي تركنا بعد أن أحس أن العمل لن يخرج للنور، وأكنُّ له كل الاحترام والتقدير، إلى درجة أنه كان طوال الوقت يتصل بي ويسألني ماهي أخبار المسلسل، لأنه كان يريد العودة إليه بعد انسحابه. ثم عرضنا العمل على مسؤولي شركة «شادو» فأحبوه، والشركة رشّحت المخرج حسين المنباوي، وأنا سعيد به للغاية لأنه مخرج مميز.

- ألم تقلق من قيام المخرج حسين المنباوي بإخراج العمل، خاصةً أنك تتعاون معه لأول مرة فنياً؟
لم أقلق أبداً، لأنه مخرج موهوب وقدم أعمالاً فنية بسيطة سابقاً، وكثيرون توقعوا له مستقبلاً جيداً في الإخراج، وأرى أنه قدّم صورة رائعة في المسلسل لفتت أنظار الكثيرين، وأتمنى أن يتكرّر التعاون معه.

- ما هي أكثر التفاصيل التي جذبتك في هذا العمل؟
قصة الحب الملتهبة بين البطل وحبيبته وزوجته غادة، والتضحيات الكبيرة التي كانت تقدمها له، وهو أيضاً كان يحبها بجنون، بالإضافة إلى الصراع المشوق بين شخصية الضابط حمزة، التي قدمها طارق لطفي، وسليم الذي لعبت دوره، ورئيس الجماعة الإرهابية جابر. وكتب المؤلف ذلك بشكل عبقري، إلى درجة أننا كنا نرى كيف استطاع رئيس الجماعة بكلامه المعسول جذب سليم المثقف ليصبح معه في التنظيم الإرهابي وينفذ له كل أهدافه.

- البعض ربط بين شخصيتك في مسلسل «المنتقم» وشخصية سليم في «عد تنازلي» لأنه يجمعهما الانتقام، ما ردك؟
لا أعتقد أن هناك تشابهاً أبداً بين الشخصيتين، ومن المعروف أن الدراما والسينما لهما «تيمات» معينة يتم تناولها دائماً في أي عمل فني، ولا يمكن أن نخرج عنها، إلى درجة أننا شاهدنا مئات الأفلام في السينما، وفيها شخصيات تحاول الانتقام وأحببنا شخصيات عديدة منها، لذلك أرى أن منطقة الانتقام يمكن تقديمها بأكثر من طريقة.
كما أن المؤلف تناولها بشكل ذكي جداً في المسلسل، وقدّمت في إطار تشويقي. وفي النهاية أؤكد أن ميزانية مسلسل «المنتقم»، رغم أنه مكوّن من 120 حلقة، كانت أقل بكثير من ميزانية مسلسل «عد تنازلي» رغم أنه لا يتعدى 30 حلقة، لذلك خرج العمل بهذه الجودة.
وبصدق شديد الشركة المنتجة لمسلسل «المنتقم» اتفقت معي على أن هناك ميزانية محددة سيتم تخصيصها للمسلسل ووافقت على ذلك، لكن لو سألتني سأقول: «كنت أتمنى توفير ميزانية أكبر لمسلسل «المنتقم» حتى يظهر بجودة أعلى مما ظهر بها على الشاشة».

- ألا تخشى أن يحصرك بعض المنتجين في هذه الأدوار؟
أنا فنان متمرد ولم يتم حصري أبداً في أي دور منذ بدايتي الفنية، لأنني أستطيع انتقاء أدواري بشكل جيد، وأهتم في كل عمل بتقديم دور مختلف لم أقدمه من قبل، ولا ألعب أبداً على تقديم المضمون فقط. لذلك عندما عرض عليَّ مسلسل «عد تنازلي» اخترت تقديم دور سليم، وليس دور الضابط حمزة، لأن الناس لن يتوقعوا أن أقدم هذه الشخصية أبداً.

- هل قرأت كتباً معينة عن جماعات العنف والإرهاب قبل تقديم شخصية سليم؟
قرأت أكثر من كتاب للتحضير لشخصية سليم، وكانت أهم نقطة أريد التركيز عليها وإيصالها للجمهور هي «كيف تم تجنيد سليم الشخص المثقف ليصبح إرهابياً؟».

- هل كانت هناك اعتراضات من جهات أمنية على بعض أحداث المسلسل؟
لم تعترض الجهات الأمنية أو الرقابة على قصة المسلسل أبداً، وأوجه رسالة شكر لهم لأنهم كان يمكن أن يمنعوا عرضه بحجة أن شخصية سليم المثالية تطوّرت ليصبح إرهابياً بسبب ظلم الشرطة له، لكن على العكس، دعمتنا الشرطة كثيراً وكانت معنا في العديد من الأماكن لتأميننا وسط الأهالي في هذه المناطق، بالإضافة إلى تعريفنا على كيفية تشكيل الضباط أثناء تأدية بعض المهمات، مثل مشهد اقتحام منزل سليم، حتى يظهر بشكل واقعي.

- وما حقيقة المشكلة التي تعرضتم لها أثناء تصوير بعض المشاهد في إحدى المناطق السكنية؟
حدثت مشكلة بيننا وبين بعض الأهالي في المنطقة بسبب إطلاقنا النار والتفجيرات، فطلبوا الشرطة، وعندما جاءت وتأكدوا أننا نصور بعض المشاهد، وقفوا بجانبنا وظلوا معنا حتى آخر اليوم.

- كيف كانت ردود الفعل على المسلسل؟
الحمد لله عندما أذهب إلى أي مكان، يهنئني الناس عليه بشكل كبير، فنجاح العمل فاق توقعاتي، كما جاءتني تعليقات كثيرة عبر فيسبوك وتويتر من أشخاص يشيدون بالمسلسل ودوري فيه.

- نهاية كل حلقة من المسلسل كانت تجذب المشاهد إلى الحلقة التالية، فهل كان ذلك مقصوداً؟
بالفعل، كل حلقة تمّ قفلها بنهاية مميزة ومثيرة ليتشوّق للناس لمشاهدة الحلقة التالية، مع ربط الأحداث ببعضها ومعرفة نهاية مشوار سليم.

- هل يمكن أن يتغير مسار شخص معين في حياته ليصبح إرهابياً بهذا الشكل كما حدث لسليم في المسلسل؟
سليم لم يكن في الأساس إرهابياً، إنما لظروف وقعت في حياته وقتل ابنه الوحيد أمامه تحوّل إلى إرهابي، ليدمر كل الأشخاص القريبين منه، حتى زوجته دون قصد، وفي النهاية خسر نفسه وزوجته وأسرته كلها.
وهي الرسالة التي كنا نريد إيصالها من خلال العمل، ومفادها أنها ستكون نهاية أي شخص سيقوم بهذه الأفعال ويختار هذا الطريق في حياته. لكن في النهاية، أؤكد أن كل ما يهمني أن أقدم عملاً فنياً يحبه الجمهور وينجذب إليه بشغف كبير، ولا يهمني أبداً أن أقدم رسالة قوية في كل عمل.

- ألا تخشي من تقليد البعض لشخصية سليم إذا تعرّض للظروف نفسها؟
ليس من الطبيعي أبداً أن يقلد أحد شخصية في مسلسل حتى لو كانت له ظروفه، لأن الناس تستطيع الفصل بين طبيعة العمل الدرامي الذي يقدم لها وبين الواقع الذي نعيشه، لذلك هناك تفاصيل نشاهدها في الدراما، لكن لا يمكن تنفيذها في الواقع.

- كيف وجدت التعاون بينك وبين طارق لطفي وكندة علوش وبقية أبطال العمل؟
كلنا بذلنا مجهوداً كبيراً إلى درجة أننا كنا نصور أكثر من 20 ساعة يومياً وتعبنا بدرجة كبيرة، حتى يخرج المسلسل بهذا المستوى المتميز، بداية من طارق لطفي الذي قدم دوراً رائعاً وأحبه الناس كثيراً في شخصية الضابط حمزة، وكذلك كندة قدمت دوراً جيداً، ومحمد فراج، بالإضافة إلى الفنان القدير سمير العصفوري الذي جسد شخصية والدي في المسلسل.

- هل صحيح أنك رشحت كندة علوش لتقديم دور غادة في المسلسل خاصةً أنك تعاونت معها في مسلسل «نيران صديقة»؟
هذه الأمور تكون دائماً من اختصاص المخرج والمنتج فقط، لكن أعرض وجهة نظري عليهما، وكنت أتمنى بالفعل أن تشاركني كندة في المسلسل، وفوجئت بأن المخرج حسين المبناوي يفكر فيها مثلي، وكنت قلقاً من الاختلاف على مسألة أجرها في المسلسل، لكن لم تحدث أي مشكلة. وأرى أنها كانت إضافة ومكسباً كبيراً في «عد تنازلي»، وكان عليها إجماع كبير منا جميعاً، أنا والمخرج والمؤلف، بالإضافة إلى أن طارق لطفي أيضاً وسائر الفنانين في المسلسل قدموا أدوارهم ببراعة شديدة.

- ألست معي في أن معظم مسلسلات رمضان هذا العام كانت ممتلئة بمشاهد حرق وقتل وعنف؟
أرى أن بعض المشاهد كانت قاسية نوعاً ما بالنسبة إلى الأطفال والأعمار الصغيرة، مثل مشاهد حرق بعض الأشخاص في مسلسلي «سجن النسا» و«ابن حلال» وغيرهما، وكنت أتمنى أن يكتب على تتر مثل هذه الأعمال أنها لما فوق 18 عاماً، لكن ليس عيباً أن يقدم ذلك أبداً في الدراما رغم قسوتها نوعاً ما.
أما في «عد تنازلي» فقدمنا مشاهد القتل بشكل بسيط دون أي مبالغة، لأنه لا يمكن أن نقدم مشاهد القتل دون وجود دم مثلاً، إلى درجة أن هناك مشهداً معيناً في المسلسل كان يتم ذبح شخص فيه بطريقة بشعة، وجلسنا وقتها معاً كفريق للعمل، واتفقنا على ألا نقدمه بهذه الصورة القاسية حتى لا نعكر صفو الجمهور بعد تركيزه مع أحداث المسلسل بدرجة كبيرة منذ عرض الحلقة الأولى.

- الكثيرون يقولون إن النجوم الشباب وأنت منهم تفوقوا كثيراً على الكبار في دراما رمضان هذا العام، ما تعليقك؟
دائماً يتردد أن النجوم الشباب أسقطوا الكبار، وهذا الصراع يجب أن يختفي تماماً، لأن الكبار لهم قيمتهم الفنية الكبيرة ونحبهم جميعاً، مثل عادل إمام ومحمود عبد العزيز ويحيى الفخراني. ولا يعني وجودهم في رمضان عدم نجاح النجوم الشباب، لأن هؤلاء الكبار كانوا في يوم من الأيام نجوم السينما الشباب أيضاً، وكانوا مسيطرين عليها بفنهم المميز. لكن من المعروف أن الأجيال تتطور وتسلّم بعضها، ورغم ذلك يشاهد الجمهور أيضاً عمرو يوسف ويوسف الشريف وأي نجم شاب، لأن الساحة الفنية مفتوحة للجميع.

- هل يقلقك اختيارك المقبل بعد نجاح «عد تنازلي»؟
بالتأكيد أعيش حالة من القلق والتوتر الشديدين بسبب هذا النجاح، لأنها مسؤولية كبيرة تجاه الجمهور، وأتمنى أن يكرمني الله في اختيار عمل فني ليكون في مستوى «عد تنازلي» بل أفضل.

- هل صحيح أن فيلمك السينمائي الجديد «الثمن» كان اسمه «تفاحة آدم» وتم تغييره؟
بالفعل، حتى لا يكون اسمه متشابهاً مع اسم مسلسل «تفاحة آدم» للنجم خالد الصاوي، وهو فيلم من بطولتي وصبا مبارك وكوكبة من الفنانين الكبار، وأجسد فيه دور شخص يواجه بعض المشاكل في حياته فيصعب عليه أن يوفر ثمن علاج زوجته رغم حبه لها. وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور، لأنه سيعرض أولاً خارج مصر، ثم بعد ذلك سيعرض في دور العرض بمصر.

- ما هي أسباب توقف فيلم «رسائل حب» مع المخرج الكبير داوود عبد السيد؟
لا أعرف مصير الفيلم حتى الآن، لكن أتمنى أن أتعاون مع مخرج كبير مثل داوود عبد السيد، وهذا شرف كبير لي.

- هل يمكن أن تفكر في العودة لتقديم البرامج خاصةً أن الجمهور تعرّف عليك من خلالها؟
إذا وجدت فكرة برنامج مميزة فليس لديَّ مانع أبداً.

- لو لم يكن عمرو يوسف ممثلاً ما الذي كنت تتخيل نفسك فيه؟
كنت أحلم بأن أكون طياراً، وكان ذلك في صغري، لكن عندما وصلت إلى مرحلة معينة من عمري أصبح لديَّ حلم أن أصبح ممثلاً، والحمد لله حققت ذلك.

- ما هي هواياتك بعيداً عن الفن؟
للأسف عملي الفني يأخذ معظم وقتي، لكن أحاول فقط المواظبة على ممارسة الرياضة في حياتي، لأنها مهمة جداً لأي إنسان، وغير ذلك لا أجد وقتاً له.

- هل أعجبك أحد الأفلام التي عرضت أخيراً؟
متحمس جداً لفيلم «الحرب العالمية الثالثة» للثلاثي شيكو وفهمي وماجد، وأظهر فيه كضيف شرف، بالإضافة إلى أنني معجب بتجربة فيلم «الفيل الأزرق» للمخرج الشاب مروان حامد والنجوم كريم عبد العزيز وخالد الصاوي ونيللي كريم. أما فيلم أحمد حلمي «صنع في مصر» أحب أن أشاهده في الأيام القادمة عندما آخذ راحة تامة بعد إرهاقي الشديد في تصوير «عد تنازلي».

- من هي «أول حب» في حياة عمرو يوسف؟
كانت فتاة معي أثناء فترة دراستي.

- ألا تفكر في الارتباط مرة ثانية؟
بالفعل يراودني هذا الأمر كثيراً الفترة الحالية وأتمنى أن أجد شريكة حياتي التي ستكمل معي المشوار وتتحمل عبء عملي الفني وانشغالي الدائم.

- لك شقيقان صغيران كيف تتعامل معهما؟
شقيقتي علا، عمرها أربع سنوات، وهي مقربة مني جداً. أما علي فعمره 11 سنة، وأحس بأنه مثل ابني تماماً.

- من تعتبره كاتم أسرارك الشخصية؟
أنا شخص كتوم بطبعي في الحياة عموماً، لكن كنت أحتفظ بجميع أسراري مع والدي رحمة الله عليه.

- من هم أصدقاؤك في c؟
محمود عبد المغني، حسن الرداد، أحمد صفوت، إيناس كامل، أمير كرارة ، هند صبري، تامر حسني، محمد فراج.