المصمّمة كارولين صيقلي: لم أختر تصميم الأزياء بل هو اختارني

كارولين صيقلي,تصميم الأزياء,فستان,ميلا كونيس,Mila Kunis,الأناقة,سراويل,سترة,قميص

كارين اليان ضاهر 19 أكتوبر 2014

في عالم الموسيقى والأفلام الكلاسيكية ورقص الباليه الذي كبرت فيه، لم يكن من الممكن أن تختار كارولين صيقلي غير تصميم الأزياء، المجال الذي عشقته واختارها قبل أن تختاره منذ أن كانت طفلة تمسك بالقلم لترسم فساتين الأميرات وفساتين الأحلام. سلكت الطريق التي رسمها لها القدر، وفي كل خطوة تقوم بها تثبت أكثر أنها أحسنت الاختيار. يميل أسلوبها إلى الرومانسي لكنها تعمد إلى كسر هذا الطابع على طريقتها الخاصة المميزة. ومما لا شك فيه أن تصاميمها المفعمة بالأنوثة تبرز جمال المرأة بطريقة راقية وأنيقة. خبرتها في مجال عشقته دفعتها إلى الانغماس أكثر فأكثر في عالم الموضة الذي تفضل عدم الخروج منه. عن هذه الخبرة وعن الطريق الذي سلكته وعن أسلوبها المميز الأقرب إلى شخصيتها تحدثت كارولين بكل عفوية، فيما أسدت نصائح قيّمة للمرأة حتى لا تقع في الخطأ.

-كيف اكتشفت عشقك لتصميم الأزياء؟
اكتشفت عشقي لتصميم الازياء منذ أن أمسكت القلم في مرحلة الطفولة لأرسم الأميرات اللواتي تعيش كل طفلة في عالمهن.

-هل ثمة ما أثر فيك في محيطك لتسلكي هذه الوجهة؟
كبرت في محيط فيه أجواء الموسيقى وفساتين الاميرات والأفلام الكلاسيكية التي كنا نشاهدها. كل هذا لعب دوراً بارزاً في نمو هذا العشق لدي. إضافةً إلى رقصي الباليه طوال 20 عاماً. أعتقد أن هذا كله كان مصدراً لهذا العشق الذي أملكه لعالم الأزياء.

-هل من شخص معين أثر فيك بشكل خاص لتتجهي إلى تصميم الأزياء؟
أذكر أني كنت أرسم الفساتين من سن مبكرة، لكني قررت أن أصبح مصممة أزياء بعد فترة طويلة نسبياً أي في المرحلة التي كنت سأدخل فيها إلى الجامعة. لم ألق تشجيعاً لأختار هذا الاختصاص من المحيطين باعتبار أن مداخيله غير ثابتة . لكن في هذه المرحلة نفسها، اكتشفت أن جدتي كانت تصمّم فساتين راقصات Moulin Rouge وأنها كانت تملك المشغل الخاص بها حيث لديها 100 عامل في الخياطة والتطريز. عندها عرفت من أين يأتي عشقي للخياطة والتصميم واكتشفت أني ورثت موهبتي عن جدتي، ولم يكن من الممكن إلا أن أسلك هذا الطريق الذي رُسم لي. لذلك أقول دائماً لم أختر تصميم الأزياء بل هو اختارني. فهذه المهنة تجري في عروقي ولم يكن من الممكن أن أهرب من اختيارها.

-هل كنت ممن اتجهوا إلى مجال آخر قبل أن يخوضوا مجال تصميم الأزياء أم أنك درست هذا المجال من البداية؟
درست لعام واحد في مجال الإخراج الفني الذي أحببته كثيراً، قبل أن أعود لأتجه إلى تصميم الأزياء وعالم الموضة. إلا أني لم أجرب أي مجال آخر غير ذلك. لكن حتى الآن لا أزال أشرف على كل التفاصيل والقرارات المرتبطة بالإخراج والموقع الالكتروني والصور، لأني أحب هذا المجال فعلاً.

-هل تذكرين أول تصميم لك؟ ولمن كان؟
تصميمي الأول كان لشقيقتي ناتالي في العام 1997. كان فستاناً أسود رائعاً من الدانتيل، ولا أزال أختار الدانتيل نفسه من مصانع Solstiss الفرنسية الراقية للدانتيل وأستعمله في تصاميمي. 

-هل من تصميم معين لك شعرت بالفخر لدى إنجازه؟     
أذكر أن اللحظة التي شعرت فيها بفخر وكانت سعادتي لا توصف عندما ارتدت الممثلة ميلا كونيس Mila Kunis من تصاميمي في فيلم «Black Swan».

-هل تبنيت أسلوباً معيناً يمكن أن تصفيه في الملابس التي تصممينها؟
أسلوبي في التصميم يجمع ما بين الأناقة والأنوثة والجاذبية. أما التصاميم المنفردة كالسراويل والسترات والقمصان، ففيها لمسة ذكورية. رغم هذا التباعد بين الطرفين فكلاهما يكمل الآخر ويبدو عصرياً ويتماشى مع لغة العصر.

-هل يجب أن تلتزمي بأسلوب معين أم يجب أن ترضي كل الاذواق في التصميم؟
على المصمم دائماً أن يرتكز إلى أسلوبه الخاص وشخصيته وصورته. فبهذا الشكل يمكن أن يصنع خطاً خاصاً به وماركة لها زبائنها المخلصون. لكن في الوقت نفسه لا بد لي من التفكير بزبوناتي عندما أصمم والحرص على الحفاظ على ما دفعهنّ إلى عشق تصاميمي بالدرجة الأولى. لكن سر الإبداع والنجاح للمصمم يكمن في الابتكار والتجدد لتجد من تقصده شيئاً جديداً في كل مرة يشجعها على معاودة التجربة.

-أي مصمم يعجبك أسلوبه وتتأثرين به إلى حد ما؟
يعجبني كثر من المصممين أستوحي من أعمالهم وأجد فيها ما يدفعني لأبتكر المزيد وأبدع أكثر، أمثال ماكوين ولاغرفيلد وTisci وGhesquiere.

-ممَّ تستوحين أكثر في التصميم؟
من الموسيقى والقماش والأحلام...

- ما ألوانك المفضلة؟
الأسود وكل تدرجات الأزرق. كما أعشق الأبيض.

-إلى أي مدى تعكس تصاميمك أسلوبك الخاص وشخصيتك؟
تعكس تصاميمي شخصيتي إلى حد ما. أعتقد أني أحب أن أصمم للمرأة بأسلوب أنثوي مع لمسة ذكورية لأخفف من مظهر شديد الجاذبية أو أهرب قليلاً من مظهر في غاية الرومانسية. أعتقد أنه أسلوب يهدف إلى حماية المرأة حتى لا تبدو ضعيفة.

-هل أسلوبك في حياتك العادية ومظهرك مشابهان للأسلوب الذي تصممين به؟
في المساء نعم، مما لا شك فيه أن تصاميمي تعكس أسلوبي ليلاً. ففي النهاية أصمم لنساء مثلي. لكن في النهار لا أحرص على أناقة مظهري أبداً، بل أفضل أن أرتدي ملابس مريحة فيما أعمل في مشغلي. أبدو عندها أشبه بمراهقة بالملابس التي أرتديها. تصب قدراتي كلها على الإبداع والإبتكار باتجاه تصاميمي وعملي بدلاً من أن يتشتت تفكيري بما سأرتديه صباح كل يوم.

-هل من حكمة معينة تلتزمين بها في حياتك وفي عملك أيضاً؟
أحرص على أن يحيط بي أشخاص شرفاء طيبو القلب سواء كانوا من الأصدقاء أو من أفراد العائلة أو الموظفين وأحرص على احترامهم. ففي النهاية هم يشكلون الدعم لي وهم كانوا وراء ما حققته.

-أين يكمن سر نجاح أي مصمم وسر نجاحك تحديداً؟
في العمل بكد واكتساب الخبرة من دور الأزياء الأخرى قبل إنشاء دار خاصة. يمكن اكتساب هذه الخبرة من أبسط التفاصيل إلى أهمها، كاختيار الإبر في الخياطة أو التطريز أو المراقبة ليس إلا. يجب التمتع بما يكفي من التواضع للبدء من أسفل السلم لتحقيق النجاح، فبهذه الطريقة يمكن تعلّم أكثر بكثير مما يمكن تعلمه في المدارس والجامعات. ومن أسس النجاح العمل ضمن فريق لأنه لا يمكن أياً كان أن ينجح منفرداً. يجب الحرص على احترام جميع أفراد فريق العمل أياً كان دور كل منهم، مما يساهم في توفير أجواء رائعة في العمل وإنجاز عمل رائع وتصاميم مذهلة. نصيحتي لكل مصمم: «لا تأخذ نفسك على محمل الجد وتتباهَ كثيراً، ففي النهاية أنت تصمم ملابس ولست تقوم بعمل جراحي في الدماغ!».

-أي أسس هي ضرورية لتختطّ المرأة أسلوبها الخاص؟
بدايةّ لا أعتقد أن فكرة «اختطاط أسلوب» هي صحيحة، ففي النهاية الأسلوب يجب أن يولد معنا فينبع من الداخل ولا نعمل نحن على صنعه. يبقى الأهم أن تلتزم المرأة بما يناسب شخصيتها وأن ترتدي ملابس تناسبها وتشبهها وتشعر بالراحة فيها، وإلا سيبدو واضحاً عليها أنها غير مرتاحة مما يجعلها أقل جاذبية. كما أنصح المرأة ألا تنقل أسلوب أخرى أو أن تتشبه بها، فبهذه الطريقة تخسر نفسها ويتكرر ذلك معها يومياً دون أن تتمكن من الخروج من هذه الحلقة. يجب ألا يشكل الأمر عملاً صعباً لها بل تحصل الأمور بعفوية تامة. والأهم أن الموضة ليست عبارة عن منافسة، وإلا أصبح مظهر المرأة مثيراً للسخرية.

-هل  تحلمين بأن ترتدي نجمات من تصاميمك؟
أحلم بأن أرى تشارليز ثيرون ترتدي أحد تصاميمي. هي موهوبة وذكية ورائعة ولها هوية خاصة في ما يتعلق بأسلوبها. يمكن أن نعرف مباشرةً عند رؤيتها أنه ليس لها مصمم أو مستشار للمظهر يساعدها في اختيار ما ترتديه.