أحمد داود: فشلت في اختبار أداء التمثيل مع كاملة أبو ذكري!

أحمد داود,السينما,مسلسل,الجمهور,الأعمال الفنية,مسلسلات,بطولة,مواقع التواصل الاجتماعي,التمثيل,نجومية

نيرمين زكي (القاهرة) 26 أكتوبر 2014

رغم النجاح الكبير الذي حققه في مسلسل «سجن النسا»، فاجأنا باعترافه بأنه فشل في اختبار الأداء الأول الذي أجرته له مخرجة العمل كاملة أبو ذكري! النجم الشاب أحمد داود يحكي لنا قصة هذا الفشل الذي تحوّل لنجاح لا يستطيع استيعابه حتى الآن، ويتكلم عن حكايته مع «سجن النسا»، وطريقة تعامل كاملة أبو ذكري ونيللي كريم معه، وكيف استعد للدور، وسر الخوف الذي شعر به، وأصعب مشهد قدّمه، ورعبه من الخطوة القادمة، وكلمات شقيقته له، وعودته إلى السينما.


- هل توقعت النجاح الكبير الذي حقّقته من خلال مسلسل «سجن النسا»؟
أشعر بحالة غريبة لا يمكن وصفها وبإحساس متناقض يجمع بين السعادة والخوف، ورغم انتهاء شهر رمضان لا يمكنني استيعاب النجاح الذي حققته حتى الآن، فأنا مازلت أتلقى رسائل من جمهوري، وأصدقائي وأهلي يعبرون لي عن سعادتهم بدوري، وكل من يشاهدني يناديني باسم الشخصية التي قدّمتها... ما حققته من خلال «سجن النسا» فاق كل توقعاتي، فقد فوجئت بعدد كبير من النقاد يمنحونني لقب أفضل ممثل، وهذا إنجاز كبير، ولذلك أعتبر مشاركتي في «سجن النسا» نقطة تحول في مشواري الفني، رغم أنني موجود في مجال التمثيل منذ سنوات.

- لماذا الشعور بالخوف؟
نجاحي في هذا المسلسل وضع على عاتقي مسؤولية كبيرة، وجعلني أشعر بالرعب تجاه الخطوة القادمة التي لا بد أن تحقق نجاحاً أكبر مما حققته في «سجن النسا»، ولا بد أيضاً من تقديم دور يختلف تماماً عما قدمته فيه.

- وكيف جاء ترشيحك للمشاركة في بطولة المسلسل؟
الترشيح جاء من خلال المخرجة العبقرية كاملة أبو ذكري التي منحتني فرصة كبيرة وقررت الدخول في تحدٍ مع نفسها بإسناد هذا الدور إليّ، فطوال السنوات الماضية كنت أتلقى عروضاً لأدوار لم تختلف كثيراً عن الأدوار التي قدمتها في الأفلام والمسلسلات التي شاركت فيها، لكن كاملة كانت لها وجهة نظر مختلفة ورشحتني لدور لم يتوقع أحد أن أقدمه.
وأريد هنا أن أكشف أن تقديمي لشخصية «صابر» لم يأتِ بسهولة، فقبل بدء التصوير أجريت اختبار أداء التمثيل وفشلت فيه، وسيطرت عليَّ وقتها حالة من التوتر، ورغم ذلك لم تشعر كاملة أبو ذكري باليأس، بل طلبت مني الاستعداد جيداً لشخصية «صابر».
وبالفعل قررت الذهاب إلى الأماكن التي يكون بها سائقو الميكروباص، ورحت أحادثهم للاطلاع على أسلوب حياتهم وطريقة حديثهم مع الزبائن، وبعد أسبوعين من الإختلاط بهم يومياً قررت الذهاب إلى كاملة وأجريت اختبار أداء التمثيل مرة أخرى ونجحت فيه.

- ما أكثر شيء حمسك للمشاركة في البطولة؟
«سجن النسا» عمل درامي متكامل لا يمكن رفضه، فالعمل مع المخرجة كاملة أبو ذكري ممتع للغاية، فهي تجعل لدى كل فنان ثقة بأنها ستنجح في إظهاره بشكل مختلف وغير تقليدي.
السبب الثاني الذي حمّسني للمشاركة في البطولة هو السيناريو الرائع الذي كتبته مريم نعوم، فعندما قرأته شعرت بالخوف والسعادة، فأنا لم أتوقع أن أقدم هذه الشخصية، وسعدت بثقة كاملة في قدراتي الفنية، ومن الأسباب التي حمستني للمسلسل أيضاً وجود الفنانة نيللي كريم التي أعتبرها دائماً أفضل ممثلة موجودة في الساحة الفنية راهناً.

- شخصية «صابر» أثارت حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي والجمهور منحه لقب الرجل النذل، فما رأيك؟
«صابر» يستحق أن يوصف بأنه نذل وأناني و«واطي» كما أكد الجمهور، إلا أنني تعاطفت معه وأحببته، وشعرت بأن الظروف هي التي أجبرته على التخلي عن «غالية» التي لعبت دورها نيللي كريم، والبحث عن مصلحته فقط، فإذا كانت ظروف صابر أفضل فلن يفعل ما فعله بحق المرأة الوحيدة التي أحبها.

- كيف وجدت العمل مع نيللي كريم؟
نيللي ممثلة جبارة وفنانة عظيمة وكما أكدت تعد من أفضل الممثلات الموجودات في الساحة الفنية. ولا يمكن أن أصف مدى سعادتي بالعمل معها، فهي لم تتعامل معي بمنطلق أنها نجمة كبيرة، بل جعلتني أشعر بالراحة في المشاهد التي جمعتني بها، وهذا الأمر ساعدني كثيراً في تقديم مشاهدي بشكل متميز، فهي فنانة متواضعة والعمل معها ممتع.

- المسلسل ألقى الضوء على النساء اللواتي يتعرضن للاستغلال من الرجال وتحدث عن النساء اللواتي يُعلِن أزواجهن فما رأيك بهذه المشاكل؟
بصراحة ليس لديَّ حلول لهذه المشاكل، وليس لديّ ما أقوله لهؤلاء النساء، لكن الشيء الذي أعتقد به هو أن الرجال بشكل عام يعانون من مرض الأنانية، لكن بنسب مختلفة، وأعتقد أن هذا هو سبب انتشار هذه الظواهر والمشاكل.

- ما أصعب المشاهد التي واجهتك؟
كل المشاهد التي جمعتني بنيللي كريم كانت صعبة، والدور بشكل عام أرهقني نفسياً، إلا أنني استمتعت بها واستمتعت بالعمل مع نيللي، ومن أصعب المشاهد التي قدمتها ولا يمكن أن أنساها المشهد الأخير، الذي تعرضت من خلاله للقتل.

- كيف استعددت للدور قبل التصوير؟
بعد فشلي في اختبار أداء التمثيل الأول ومنح المخرجة كاملة أبو ذكري لي فرصة ثانية لإتقان الشخصية، كان لديًّ إصرار ألا أخيّب ظنها، خاصةً أنها كانت واثقة بموهبتي وبقدرتي على تقديم شخصية صابر، لذلك قررت الذهاب إلى أماكن تجمع سائقي الميكروباص، وهذه الخطوة ساعدتني في إتقان الدور وجعلتني أقدم اختبار أداء التمثيل الثاني بنجاح. وقبل التصوير كنت أحرص على الجلوس مع كاملة للتحدث عن المشهد وتفاصيله، وهي كانت تهتم بأدق التفاصيل وهذا من أسرار نجاح أعمالها.

- هل قرأت الرواية التي كتبتها فتحية العسال والتي اقتبس منها المسلسل؟
لا، لأنني علمت بأن السيناريو الذي كتبته مريم نعوم يختلف كثيراً عن أحداث الرواية التي ألفتها الكاتبة الراحلة فتحية العسال.

- البعض وصف المسلسل بالكئيب فما تعليقك؟
المسلسل يحاول نقل واقعنا المؤلم ويلقي الضوء على مشاكل كثيرة تواجه مجتمعنا، لذلك يبدو كئيباً للبعض، لكن هذا لا يمنع أنه عمل ممتع ومشوق وحمل رسائل فنية هادفة، وسلط الضوء على فئة من المجتمع لم تتحدث عنها الدراما المصرية من قبل وهي «السجينات».

- وما تعليقك على الانتقادات التي طاردت المسلسل بسبب احتوائه على مشاهد وصفها البعض بالمثيرة؟
العمل لم يضم أي مشاهد مثيرة على الإطلاق، لكن من الممكن أن تكون هناك مشاهد صادمة نقلت الواقع المؤلم، فالسجن فيه نماذج سلبية وقصص مأسوية حاولنا التحدث عنها بعمق وبلا خجل.

- من حرص على تهنئتك بعد نجاحك في المسلسل؟
بعد عرض الحلقات الأولى تلقيت التهنئة من الكثير من النقاد والمؤلفين والمخرجين والفنانين، ولا أريد ذكر أسماء حتى لا أنسى أحداً، كما أن هناك شركات إنتاج كثيرة أرسلت لي سيناريوهات سينمائية ودرامية بعد نجاح المسلسل، لكني لم أتخذ أي قرار بشأنها، فأنا أريد الحصول على إجازة قصيرة ثم أفكر في الخطوة المُقبلة التي أشعر بالرعب منها.

- كيف استقبلت أسرتك وأصدقاؤك نجاحك في المسلسل؟
رغم سعادتهم الشديدة بالنجاح الذي حقّقته، إلا أنهم يشعرون مثلي بالخوف من الخطوة القادمة، لكني لا أنسى الجملة التي قالتها لي شقيقتي بعد عرض الحلقات الأولى، وهي «أول مرة أعرف إنك بتمثل حلو»، هذه الجملة أسعدتني كثيراً، فشقيقتي كانت ترى أن أدواري السابقة عادية ولا تختلف كثيراً عن شخصيتي، لكن شخصية «صابر» كانت مفاجأة والجميع أكدوا لي أن هذا المسلسل سيكون نقطة تحوّل في مشواري الفني.

- ما المعايير التي ستختار على أساسها أدوارك المقبلة؟
أهم شيء السيناريو المتميز والدور الذي أشعر به وبأنه قريب إلى قلبي، فأنا لا تشغلني البطولة المطلقة ولا مساحة الدور الذي أقدمه، الأهم تقديم دور متميز.


فيلم «يوم للستات» وأفلام لا أطيقها

- بعد خوضك البطولة المطلقة منذ أربع سنوات من خلال فيلم «ولد وبنت» ابتعدت عن السينما، فما السبب؟
بعد اندلاع الثورة تعرّضت السينما لأزمات كثيرة وأصبح الظهور فيها خطوة مستحيلة خلال السنوات الثلاث الماضية، واتجه العديد من النجوم إلى الدراما.
لكني متفائل بالمرحلة المقبلة وأستعد للعودة من خلال فيلم «يوم للستات» الذي بدأت تصوير بعض مشاهدي فيه قبل الموافقة على مسلسل «سجن النسا»، وسوف نستأنف التصوير خلال الأيام المُقبلة.

- ما الذي حمسك لهذا العمل؟
وجود المخرجة كاملة أبو ذكري يعد السبب الرئيسي، أما السبب الثاني فهو إعجابي بالسيناريو الذي يناقش العديد من القضايا المهمة.

- وماذا عن مشاركتك في فيلم «المرتزقة»؟
لا أعلم شيئاً عن هذا العمل.

- من هو مثالك الأعلى في التمثيل؟
أحاول دائماً التعلم من كبار الفنانين، لكن الشخص الذي جعلني أعشق التمثيل هو ابن خالي الفنان الراحل وليد صبري الذي كنت أذهب معه إلى مسرح الدولة وأشاهد تمثيله والمسرحيات التي يشارك فيها.

- هل درست التمثيل؟
رغم أنني أحببت التمثيل منذ طفولتي، قررت الالتحاق بكلية الهندسة تلبيةً لرغبة والدي الذي طلب مني دراسة الهندسة والحصول على شهادة جامعية ثم العمل بالتمثيل، وبالفعل اقتنعت بوجهة نظره وحرصت خلال فترة الدراسة على الالتحاق بمسرح الجامعة، وقدمت العديد من المسرحيات.
وبعد التخرج من الكلية التحقت بورش تمثيل جعلتني أنجح في تنمية موهبتي، وبعدها أسندت إلي بعض الأدوار حتى تلقيت عرضاً من المخرج كريم العدل لبطولة فيلم «ولد وبنت» الذي كان بمثابة انطلاقة حقيقية لي.

- بعد النجاح الذي حققته من خلال دور البلطجي في «سجن النسا» هناك تخوف من اتجاهك إلى الأفلام التجارية التي انتشرت في الفترة الأخيرة، فما تعليقك!
لديَّ علم بهذه التخوفات، لكني أريد أن أؤكد أنني لا أحب هذه النوعية من الأفلام ولا أطيق مشاهدتها، ولا يمكن أن أقدم شيئاً لا يتناسب مع طريقة تفكيري، فمعايير اختيار أدواري لن تتغير ولن أوافق سوى على الدور الذي أشعر به وبقربه إلى قلبي.

- ما الأقرب إلى قلبك السينما أم التلفزيون؟
السينما، فأنا أعشق الوقوف أمام كاميراتها.

- مع من تحلم بالعمل؟
أتمنى العمل مع كل فنان ناجح ومع كل مخرج مجتهد، وأتمنى تكرار التعاون مع الفنانة نيللي كريم، وبصراحة أعتبر نفسي محظوظاً لأنني نجحت خلال السنوات الماضية في التعاون مع عدد كبير من ألمع الفنانين، وعلى رأسهم يسرا وسوسن بدر ونور الشريف وليلى علوي، فالعمل مع هذه النخبة من النجوم جعلني أكتسب خبرات كثيرة وزاد ثقتي بموهبتي.

- هل من الممكن أن يجمعك عمل فني بزوجتك الفنانة علا رشدي؟
علا ممثلة ناجحة وموهوبة، وأتمنى أن يجمعنا عمل فني إذا وجدنا السيناريو المناسب الذي يضيف إلى كل منا.
- ما هو هدفك المقبل؟
لا أريد الآن سوى الحصول على إجازة أتمكن من خلالها الخروج من عباءة شخصية «صابر»، وبعدها سأفكر في الخطوة القادمة التي ستكون مُقلقة بلا شك، فالعروض التي تلقيتها في الفترة الأخيرة كثيرة والاختيار سيكون صعباً.

- ما الأجمل في النجومية؟
لا أشعر بالنجومية ولا أعرف سوى النجاح الذي وضع على عاتقي مسؤولية أكبر وجعلني أخاف من المستقبل ومن الخطوات المُقبلة، لكن الشهرة لم تغير شيئاً في شخصيتي.

- هل تحرص على التواصل مع جمهورك؟
بالطبع، فمن خلال حسابي الشخصي على «فيسبوك» أتمكن من التواصل مع أصدقائي وجمهوري.