"المرض اليتيم" يصيب 80 في المئة من اللبنانيين!

في اليوم العالمي لالتهاب المفاصل، عقدت شركة سانوفي مؤتمراً صحافياً في فندق هيلتون حبتور لتسليط الضوء على تكلس المفاصل الذي يعتبر من الأمراض الأكثر شيوعاً. وخلال المؤتمر، تحدث عن المرض الذي لطالما عرف ب"المرض اليتيم"، وعن أخطار الاختصاصي في جراحة العظام والمفاصل والعمود الفقري بيار الجميل، مشيراً إلى أنه يصيب النساء والرجال على حد سواء. وفيما تبقى أسبابه مجهولة، ثمة عوامل تلعب دوراً في زيادة خطر الإصابة به كالبدانة والظروف المناخية كالرطوبة والحوادث الرياضية والعوامل الوراثية وتشوهات الأعضاء عند الولادة.

وبحسب الجميل "يسبب تكلس المفاصل تحلل الغضروف الذي يغطي الاطراف العظمية ويسمح بالحركة الطبيعية وامتصاص الصدمات اليومية. ومع اختلال التوازن تصل الامور إلى حد اختفاء الغضروف فيصبح التكلس مؤلماً جداً.
وأشار الجميل إلى أن الركبة والورك هما المفصلان الأكثر تضرراً من التكلس. أما تشوه أصابع اليدين فيعتبر مؤشراً للإصابة بالمرض. وأضاف: "يعتبر زواج الاقارب الشائع في لبنان والمنطقة من العوامل التي تلعب دوراً في زيادة احتمال ظهور المرض، لأن زواج الاقارب يزيد تأثير العوامل الوراثية سواء كانت سلبية أو إيجابية.
وبالتالي يزيد في هذه الحالة خطر ظهور عيوب معينة موجودة في العائلة، لدى الأطفال. ويتم عادة اكتشاف بداية التكلس نتيجة ألم حاد في الأعضاء وتيبّس في المفاصل مما يشكل سبباً للإصابة بالعجز. إضافةً إلى صور الاشعة التي تكشف مرحلة المرض ودرجة الإصابة". علماً أن المرض يصنف في 4 مراحل هي:

المرحلة 1: تليّن سطح الغضروف

المرحلة 2: تآكل أو رجفان وشقوق سطحية في الغضروف.

المرحلة 3: ترقق أو شقوق عميقة في الغضروف

المرحلة 4: تقرّح الغضروف أو إختفاؤه فتصبح العظام مكشوفة وهي المرحلة النهائية.

فبعد تحديد مرحلة المرض، يتم تحديد العلاج المناسب للحد من تفاقمه ومن ظهور مضاعفاته وإيقاف تطور تلف المفاصل تفادياً للوصول إلى الجراحة التي تقضي باستبدال المفصل بآخر صناعي.
مع الإشارة إلى أنه في السابق، بحسب الجميل، كانت العمليات تؤجل حتى سن متأخرة، لأن المفاصل الصناعية لم تكن تستمر أكثر من 5 سنوات، أما اليوم ومع تطورها فقد تستمر أكثر من 25 عاماً.
وهذا ما ساهم في زيادة معدل اللجوء إلى الجراحة، فيما يشدد الجميل على وجود علاجات عدة فاعلة تسمح بتجنب الجراحة في مراحل معينة من المرض، كمضادات الالتهابات والحقن الخاصة للحالة في داخل المفصل والعلاج الفيزيائي، مما يسمح بتحسين نوعية حياة المريض وتأخير الجراحة، خصوصاً أن التكلس يؤثر إلى حد كبير على نوعية حياة المريض ويعيق حركته ويسبب له آلاماً حادة، كما يؤثر على نفسيته .

في المقابل، ثمة إجراءات وقائية يمكن اتخاذها للحد من خطر الإصابة بالتكلس الذي يصيب نسبة 17 في المئة من اللبنانيين في مختلف الأعمار ونسبة 80 في المئة منهم في سن 75 سنة. وأهم هذه الإجراءات:

• ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة كالسباحة وركوب الدراجة الهوائية واليوغا لأنها تقوي المفاصل بعكس الرياضات القوية التي تسبب ضغوطاً على المفاصل وقد تؤذيها وتدمرها مع الوقت.
• الحفاظ على وزن صحي لأن البدانة تزيد خطر الإصابة بالمرض بسبب الضغط على المفاصل، خصوصاً الركبتين والوركين.