جيزيل بوندشين وباز لورمان يسردان «سينمائياً» حكاية جديدة Chanel No5 في فيلم The One That I Want

Chanel,شانيل,جيزيل بوندشين,Gisele Bundchen,باز لورمان,Chanel No5,كارل لاغرفيلد,Karl Lagerfeld

لها - نيويورك 01 نوفمبر 2014

أطلق في احتفال ساحر أُقيم أخيراً في نيويورك الفيلم الجديد الخاص بعطر Chanel No5 في حضور بطلته العارضة البرازيلية جيزيل بوندشين ومخرجه الأسترالي باز لورمان الذي أنجز إخراج فيلمي Moulin Rouge وThe Great Gatsby وغيرهما من الأفلام الناجحة.
بُني في مساحة إسمنتية واسعة ديكور نادٍ ليلي يذكّر بملهى «المولان روج» في باريس. التقى سحر أنوار نيويورك بسحر الفن المتأثر بزمن التوهج و«الغلامور» من دون أن يتخلّى عن حداثته وعن تأثير زمنه. وحضرت الاحتفال مجموعة من أشهر الأسماء في عالم الموضة أبرزها المدير الإبداعي لدار شانيل كارل لاغرفيلد ورئيسة تحرير مجلة فوغ الأميركية آنا وينتور والمغنية البريطانية ليلي ألن وعارضات شهيرات مثل كارلي كلوس وجيجي حديد وبوبي دوليفين.

قبل أن ينطلق الاحتفال، كنا قد شاهدنا الفيلم خلال مؤتمر صحافي في حضور  مخرجه المبدع باز لورمان. هذه المرة ركضت امرأة شانيل خلف الحبّ. حقّقت ذاتها واختبرت التوازن في حياتها بين النجاح المهني والأمومة. هي امرأة مستقلّة تتمسّك بهواياتها، بوقت تمتلكه وحدها ولا يشاركها فيه أحد. بينها وبين البحر وأمواجه قصّة جميلة. فبطلة الفيلم الرائعة جيزيل بوندشين تركب الأمواج في اللقطات الأولى. تغوص في عالمها الخاص، تخبر أمواج البحر أسرارها. تركّز على التفكير في اللحظة نفسها وربما تشعر بما سيأتي، بطيف الحبيب الذي زارها ثم غادر قبل أن يراها تاركاً لها رسالة. «أنت مَن أريد». هي امرأة مستقّلة لن تدير ظهرها للحب. هي أمّ أيضاً. وهنا ثمّة تركيز واضح وجديد على الأمومة. هذه المرة لم تكتف البطلة بمغامرة رومنسية (كما فعلت نيكول كيدمان في فيلم عطر Chanel No5 السابق الذي صوّر منذ نحو 11 عاماً وأخرجه باز لورمان أيضاً)، لم تطو صفحة الحبيب لتعود إلى عالمها، إلى كل ما تعبت لتحقيقه. هذه المرة تريد امرأة شانيل كل شيء، النجاح والاستقلالية والأمومة والحبّ. The One That I Want هو عنوان الفيلم الذي تبنّى لورمان شرح تفاصيله. وقد تحدّث طويلاً في المؤتمر الصحافي أمام باقة من صحافيين لبّوا دعوة شانيل من جميع أنحاء العالم، تكلّم بشغف عن تجربته الثانية مع شانيل، بعد الفيلم الذي أخرجه للعطر نفسه عام 2003 وأدّت دور البطولة فيه النجمة الأسترالية نيكول كيدمان. كما تحدّث لورمان بشغف عن افتتانه بشخصية كوكو شانيل وبإبداعها وإنجازاتها وعن علاقته الإبداعية بالاسم الشهير.

كيف نشمّ العطر في فيلم فيديو؟ تسلّل إلينا عبق العطر الذي أحسسنا به أكثر حداثة وواقعية. فالعطر الذي ولد عام 1920، يمكن أن يكون أريجه قد ارتبط في ذاكرتنا بنساء نعرفهن جيداً، بأمهات أو جدات، لكنه عطر حيواته عديدة ومتجدّدة. وما زالت قصته تُحكى، وها نحن الآن نكتشف قصته الجديدة. تسلّل الأريج إلينا من أناقة جيزيل الحديثة، من ثوب البحر الذي صمّمه كارل لاغرفيلد، إلى لقطات تظهر مشاهد من حياة عارضة ناجحة تعانق الواقع وتعيش على أرضه، إلى أزياء جيزيل في الفيلم والتي اكتشفنا معظمها في مجموعة الرحلات/ كروز التي عُرضت في دبي في أيار/ مايو الماضي.

يعرض الفيلم قصة واقعية رومنسية تنتصر للحبّ ومشاهد سينمائية رائعة، من مشهد الجسر الذي صُوّر من داخل هيليكوبتر تحلّق في السماء، إلى مشهد الملهى الليلي الذي يذكّر بدوره «بالمولان روج» وحيث تهرع العارضة إلى حبيبها. وفي كل تلك المشاهد تتسلّل إلى أنظارنا أكسسوارات شانيل من دون أن تظهر مقحمة في المشهد، يظهر حرفا الC المتعانقان ورقم 5 في الجواهر والأكسسوار.

وبالعودة إلى الاحتفال بإطلاق العطر، فقد سيطر عليه جوّ من البهجة والحماسة، أنوار مضيئة وأخرى خافتة وموسيقى تشبه نيويورك، عالمية وحميمة، تعانق الغد محتفظة بسحر الماضي وبأجمل ما في إرثه. أغنية الفيلم تشبه مكان الاحتفال وموسيقاه، تشبه كلاسيكية شانيل المتجدّدة وحداثتها المستمرّة أبداً. وقد أدت الأغنية دور النص في الفيلم الصامت، فلا حوارات بين الشخصيتين الرئيستين، أو بين أي من الشخصيات التي ظهرت فيه. الأغنية باختصار تحكي القصّة، قصة الفيلم، وتعبّر عن حالة الشوق التي تدفع امرأة واثقة بنفسها وبكل ما تملكه وبما تريده أيضاً إلى اختيار الحبيب والذهاب إليه. يبدو أنها قررت بعد طول تفكير أنها محتاجة إلى وجوده، ولن تكتفي بما حقّقته وحصلت عليه. الأغنية مثل العطر متجدّدة، هي الأغنية التي أدتها أوليفيا نيوتن جون مع جون ترافولتا في الفيلم الموسيقي Grease، أغنية لشهرتها أصبحت كلاسيكية إلا أنها تجدّدت بعدما بثّ فيها روحاً جديدة ومختلفة المغني الأميركي الصاعد لو فانغ الذي قدّمها في أداء حيّ في الاحتفال.

غريبة قدرة كوكو شانيل على أن تستمرّ في إلهام كل من يلجأ إليها أو يقترب من إرثها. العطر الذي أنجبت اسمه وأصرّت عليه، والذي ارتبط بها وبولعها بالرقم 5 وبأزيائها يحكي حكاية جديدة عن الأنوثة الحديثة، حكاية مستوحاة من روح كوكو نفسها ومما آمنت به وسعت إلى إنجازه.