باسل خياط: الوسامة وحدها لا تكفي

باسل خياط,وسامة,المسرح,الأعمال الدرامية,السينما,مسلسل,الجمهور,الأعمال الفنية,مسل,الأوساط النقدية

لها – (دبي) 22 نوفمبر 2014

لم يكن باسل خياط يعلم أن طريق المسرح الذي عرفه وهو في الثامنة من عمره سيقوده إلى كل هذا التألق، خصوصاً في أعمال تلفزيونية حققت له نجومية كبيرة، سواء في بلده سورية أو في القاهرة حيث عرف الطريق إلى أعمالها الدرامية أخيراً، فضلاً عن جمهوره العريض في لبنان والخليج، لينتقل النجم السوري من المسرح والشاشة المحليتين إلى نجومية عربية أوسع.
يرى باسل، أو «أبو شمس» كما يحب المقربون منه أن ينادوه، أنه لا يزال في أول الطريق، ويعتبر أن ظهوره في أعمال مصرية كان بمثابة محطة يسعى إلى أن يبني عليها في المرحلة المقبلة. «لها» التقت النجم السوري باسل خياط في حوار تطرق فيه إلى مواضيع عدّة.

                                         
- أول ما يأتي إلى الذهن هو مسلسل «الأخوة» الذي حظي بمتابعة جماهيرية وإشادة نقدية كبيرتين، فماذا تقول عنه؟
ردة الفعل الإيجابية على «الأخوة» تؤكد أن العمل الجيد دائماً يجد من ينصفه، فعوامل نجاح العمل الدرامي تحققت في المسلسل في شكل ملحوظ، رغم أنه ليس مؤكداً أن يكون للعمل المتميز من وجهة النظر النقدية أصداء لدى الجماهير في الوقت نفسه.

- تشير إحصاءات إلى أن العمل حقق نسب مشاهدة عالية، وأن الجمهور اللبناني في شكل خاص تابعه باهتمام، حتى أن المطرب المصري ومقدم برنامج «أراب آيدول» أحمد فهمي قال إن الجمهور اللبناني تعرف إلى باسل خياط من خلال مسلسل «الأخوة»؟
الجمهور اللبناني معروف بأنه صاحب ذوق فني رفيع، وهذه قيمة كبيرة تضاف إلى العمل، ومسؤولية مضاعفة آمل في أن أكون أهلاً لها في المرحلة المقبلة.


«النص»... سيد قراره

- أعتدنا في الدراما العربية على أعمال البطولة المطلقة، هل هذه الصيغة أكثر فائدة للفنان أم مشاركته مع عدد كبير من النجوم كما في «الأخوة»؟
النص هو سيد القرار الفني، فوجود نجوم من مدارس فنية مختلفة ومن جنسيات متعددة يثري خبرات النجوم أنفسهم قبل أن يثري العمل، وهي حالة إيجابية، بشرط ألا تكون دوافعها تسويقية فقط، والجزء الأول هو ما توافر في هذا المسلسل.

- لماذا كان اللجوء إلى صيغة مختلفة في إنتاج العمل خلافاً للمسلسلات المعروفة تقليدياً في الدراما العربية التي تراوح بين 15 و30 حلقة؟
من المهم كسر نمطية الأعمال التقليدية خصوصاً إذا كان المحتوى الدرامي يسمح بذلك، وهو ما توافر لـ «الأخوة»، لكن رغم ذلك يبقى الخيار في هذا الصدد لجهة الإنتاج لا للممثلين.

- ألا ترى أن «المطولات» في الدراما التلفزيونية محاولة لاستلهام نجاحات الدراما التركية؟
من حق الجميع الاستفادة من أي شكل فني، وهو ليس حكراً على جهات معينة. والدراما العربية عرفت المسلسلات التلفزيونية الطويلة من خلال الأعمال المتعددة الأجزاء، سواء في الدراما المصرية أو السورية.

- تبقى خطوة الالتحاق بالدراما المصرية بمثابة تحوّل آخر لدى الفنان العربي عموماً والسوري خصوصاً خلال المرحلة المقبلة، كيف ترى ظاهرة «الهجرة» السورية إلى الدراما المصرية التي نشهدها حالياً؟
بغض النظر عن الظرفين السياسي والأمني في سورية، دائماً ما تجذب عراقة الدراما المصرية النجوم. وإذا كانت هذه الظاهرة بدأت تنشط في شكل ملحوظ خلال العقد الماضي، فتلك الظروف ساهمت في تعميقها، لكن يبقى الدافع الأهم هو أن الحواجز الوهمية في تصنيف الدراما العربية زالت وأصبح هاجس الجميع انجاز أعمال مميزة.


أول الطريق

- «نيران صديقة» كان الظهور الأول لك في الدراما المصرية، هل رشحك هذا الظهور لدورك في مسلسل «مكان في القصر»؟
الخطوة الأولى تبقى الأصعب في كل المجالات، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بالتأسيس لظهور في الدراما المصرية وباللهجة المصرية؟ لذلك كان من المهم أن يكون هناك مساحة ما تسبق لعب دور البطولة، وأعتقد أن «نيران صديقة» كانت هذه المساحة التي عرّفتني إلى الجمهور المصري.
لكنني أؤكد أنني لا أزال في أول الطريق، وفي كل عمل فني ألتحق به أعتبر أني لا أزال في أول الطريق، وفي حاجة إلى التعلم من الآخرين.


الوسامة رصيد ينفد

- هل دخلت «مكان في القصر» بنجومية باسل خياط في الدراما السورية أم بأدواته الفنية أم بوسامته؟
الأدوات ومدى التمكن منها هي ما ينصف الفنان خصوصاً في مراحل مفترقات الطرق. وحتى في الدراما السورية نفسها لا يمكن أن يكون التعويل على رصيدك لدى الجمهور، لأن هذا الرصيد إذا لم يتجدد فنياً سينفد. كما أن الوسامة وحدها لا تكفي. فضلاً عن أنها هي الأخرى رصيد ينفد.

- وهل كرس مسلسل «السيدة الأولى» نجاحك في مصر؟
لا شك في أن العمل مع نجوم مثل غادة عبد الرازق وممدوح عبد العليم وعبير صبري أحمد سلامة، ومع المخرج محمد بكير، يضيف إلى رصيد أي فنان، وساهم هذا المسلسل في تأكيد حضوري ومعرفة الجمهور المصري بي وبإمكاناتي الفنية.

- هل سعيت إلى الاستفادة من تجارب زملائك من الفنانين السوريين من أجل ألا تقع في الأخطاء التي وقعوا فيها مع الدراما المصرية؟
التجربة هي أهم طريق للتعلم والاستفادة من الأخطاء، و«مكان في القصر» أعتبره تجربتي الأولى الحقيقية في الدراما المصرية، لذلك هي نظرياً التجربة التي من المفترض أنها شهدت أكبر نسبة من الأخطاء، وأنا عاهدت نفسي ألا أكرر أخطائي.

- تقصد هنا الأخطاء الفنية؟
كل الأخطاء، فأنا لا أفصل بين الأخطاء الفنية وسواها، لأنها في النهاية تجربة.

- يتهم فنانون كثر الأوساط النقدية بالانحياز ماذا عنك؟
على الفنان أن يستفيد من كل الآراء، وأنا أستمع إلى الآراء النقدية وأثق برأي الجمهور، لكنني لا أصدق هذه الآراء عندما يكون الأمر متعلقاً بالإطراء والإشادة، وأفضل أن أكون ناقداً قاسياً لنفسي للوقوف على الأخطاء ثم تلافيها أو تصويبها.

- من أكثر الممثلين السوريين الذين ترى أن تجاربهم ناجحة في مصر؟
لا أستطيع أن أقوّم تجربة تتعلق بجيل كامل، خصوصاً أن الحديث هنا عن قامات فنية أثرت الدراما السورية كما تثري الدراما المصرية حالياً، والكثيرون منهم يقعون في خانة الكبار الذين تؤشر سيرتهم الإعلامية لقاماتهم بعيداً من التصنيف.

- وماذا في جعبتك الفنية الآن؟
وقّعت تعاقداً لمسلسل مصري جديد بعنوان «العهد» للعرض خلال رمضان المقبل وسيبدأ تصويره قريباً، ويشاركني البطولة فيه إلى جانب النجمة كندة علوش، عدد من نجوم الدراما المصرية منهم هنا شيحا وآسر ياسين وسلوى خطاب وصبري فواز وغيرهم، لكنني لا أستطيع كشف خيوطه الآن. وأمامي سيناريوان لمسلسلين مصريين لم أتخذ القرار بشأنهما بعد.

- نرصد في أعمالك الأخيرة عيناً على الدراما المصرية، ألا تداعب أعمال سورية العين الأخرى؟
أعتقد أن كل فنان سوري يأمل ليس فقط في ازدهار الدراما السورية، بل في ازدهار الوطن السوري بكامله. ويبقى العائق الفني حالياً مرتبطاً بمشاكل الإنتاج والتسويق داخل سورية وخارجها.