حمادة هلال: كلنا نحتاج علاجاً نفسياً

حمادة هلال,ألبومات,ميني ألبوم,برامج,الاعتزال,أحمد عز,مسلسل,الجمهور

نيرمين زكي (القاهرة) 29 نوفمبر 2014

أغنية كان يسجلها عن مشاكل الرجال مع الحموات وراء ظهور فيلمه الأخير «حماتي بتحبني»، الذي أصر فيه على تصدر اسم ميرفت أمين إسمه على التتر. الفنان حمادة هلال يتحدث عن فيلمه الأخير، ويعلن أننا جميعاً نحتاج علاجاً نفسياً، ويكشف حقيقة خلافه مع عمرو دياب وتفكيره في الاعتزال، وجرأة نجوم لجان تحكيم برامج اكتشاف المواهب التي لا يملكها، وسر حرصه على إبعاد أسرته عن الأضواء.


- لماذا غبت عن السينما سنتين قبل أن تعود بفيلم «حماتي بتحبني»؟
كان من الممكن أن أظهر كل عام بفيلم جديد، خصوصاً أنني أتلقى عروضاً كثيرة باستمرار، لكني لا أحب الموافقة على أي عمل فني يُعرض علي وأبحث دائماً عن العمل المتميز والجيد والذي يسمح لي بمناقشة قضايا اجتماعية وإنسانية مهمة، وأن أحقق من خلاله متعة المشاهدة لدى الجمهور أيضاً، فمشواري التمثيلي لا يتعدى السبعة أفلام حتى الآن. والحمد لله أشعر بالرضا عن كل دور قدمته.

- ما الذي حمسك لبطولة فيلم «حماتي بتحبني»؟
كنت أُسجل منذ فترة أغنية تتحدث عن مشاكل الرجال مع الحموات، وفكرت في تحويلها إلى فيلم سينمائي، وتحدثت مع السيناريست نادر صلاح الدين، وبالفعل رحب للغاية بها لأنها تذكرنا بأفلام الأبيض والأسود التي كانت تتحدث عن مشاكل الأسر المصرية البسيطة في قالب كوميدي، وبدأ كتابة السيناريو الذي لقي ترحيباً من المنتج أحمد السبكي والمخرج أكرم فريد، لذلك يمكنني القول إن فكرة الفيلم تعد السبب الرئيسي الذي حمسني له، وجعلني أشعر بأن الجمهور سيُقبل على مشاهدته.

- كيف كانت ردود الفعل على العرض؟
جيدة للغاية، فأنا أستمع بشكل يومي إلى ردود أفعال مُرضية تجعلني أثق بأن المجهود الذي بذلته وبذله جميع العاملين في الفيلم، لم يضع، بل نجني ثماره الآن كما يُقال، فأنا راضٍ تماماً عن الإيرادات، وسعيد أيضاً بإشادة النقاد بأدائي وبفكرة الفيلم.

- كيف وجدت التعاون مع الفنانة ميرفت أمين؟
تشرفت بالعمل مع الفنانة ميرفت أمين التي كنت أتمنى أن أجد عملاً فنياً يجمعني بها، فهي نجمة كبيرة وإنسانة طيبة ورائعة، والعمل معها ومع الفنان سمير غانم وإيمان العاصي كان ممتعاً للغاية.

- قيل إن هناك خلافات على ترتيب الأسماء في تتر الفيلم!
كلام فارغ ومجرد شائعات، الفيلم لم يشهد أي خلافات، أما مسألة ترتيب الأسماء على التتر فكانت محسومة من البداية، حيث اتفقت مع المخرج أكرم فريد على وضع اسم الفنانة ميرفت أمين في البداية، فهي نجمة كبيرة لها تاريخها الفني الضخم، والأمر كان محسوماً وأنا أكن كل الاحترام والتقدير لها، ولكل فنان شارك في البطولة.

- ما الرسالة الفنية التي حاولت إيصالها من خلال هذا العمل؟
الفيلم تدور أحداثه في إطار اجتماعي كوميدي حول طبيب تجميل يعاني أزمة نفسية ويقرر اللجوء إلى طبيبة أمراض نفسية، لكن الصدفة وحدها تجعله يقع في حب ابنتها الوحيدة، فترفض زواجهما لأنها تعرف مشاكله. هذه الأحداث تمر في إطار كوميدي، والفيلم يناقش المشاكل التي تواجه المتزوجين حديثاً بسبب الحموات.

- ما أبرز المشاكل التي تواجه المتزوجين حديثاً؟
تدخل أهل كل منهما في تفاصيل حياتهما الخاصة، فهذه المشكلة من الممكن أن تدمر أي حياة زوجية مهما كانت سعيدة ومهما بلغت درجة حب وتفاهم الزوجين.

- بمناسبة الحديث عن العلاج النفسي، هل فكرت يوماً في الذهاب إلى طبيب نفسي؟
لم يحدث حتى الآن، لكنني أرى أن الطب النفسي ضروري للغاية، وللأسف غالبية الناس تتعامل معه بشكل خاطئ وأنا مع الأشخاص الذين يقررون الذهاب إلى طبيب متخصص في علاج الأمراض النفسية.
في الحقيقة كل شخص يحتاج إلى علاج نفسي، فالضغوط التي يتعرض لها كل شخص في عمله أو في حياته الخاصة تجعله في حاجة إلى ذلك، أتمنى أن تتغير نظرتنا إلى الطب النفسي في أسرع وقت ممكن.

- هل وجدت تشابهاً بينك وبين الشخصية التي قدمتها في الفيلم؟
لا أحب تقديم أي شخصية تشبهني، وأشعر بأنني لن أستطيع تجسيدها بشكل جيد، ولذلك أفضل دائماً اختيار أدوار بعيدة عني تماماً وظروفها تختلف عن ظروف حياتي.

- هل أجريت تعديلات على السيناريو؟
السيناريست نادر صلاح الدين أجرى تعديلات على السيناريو أكثر من مرة، لأنه يحب الاستماع دائماً إلى وجهات نظر جميع الفنانين المشاركين في البطولة بصدر رحب ومن دون غضب. فالفنانة ميرفت أمين كانت ترغب في عدم إظهار الحماة كامرأة شريرة، ولذلك كان نادر صلاح الدين حريصاً على رسم هذه الشخصية بموضوعية شديدة والتحدث عن حسناتها وعيوبها أيضاً.

- هل تشعر بأن وجود فيلمك في موسم يشهد أفلاماً لأحمد السقا ومحمد رمضان وعمرو سعد يجعل التنافس حاداً؟
بالتأكيد، فموسم عيد الأضحى السينمائي كان قوياً بشهادة الجمهور والنقاد، وساعد في إنعاش السينما، وأتمنى التوفيق لجميع الفنانين الذين شاركوا في هذا الموسم.

- ما الأفلام التي نالت إعجابك؟
شاهدت فيلم «الفيل الأزرق»، وأرى أنه عمل سينمائي رائع ومتميز، وأداء جميع الأبطال وعلى رأسهم خالد الصاوي وكريم عبد العزيز ونيللي كريم كان أكثر من رائع، كما أعجبتني فكرة فيلم «الحرب العالمية الثالثة» وأيضاً فيلم «جوازة ميري».

- ما سبب قلة خطواتك السينمائية والدرامية؟
من السهل علي الظهور في السينما كل ثلاثة أشهر، لكنني أرفض الموافقة على أي فيلم لمجرد إثبات وجودي كما أكدت في بداية حديثي، فأنا لا أفكر في الكم، لكن أكثر ما يشغلني الكيف وتقديم أعمال فنية هادفة، وجيدة. وأعترف بأن خطواتي التمثيلية قليلة لكنها ناجحة.

- ما حقيقة استعدادك لخوض سباق الدراما الرمضاني المُقبل؟
هناك أخبار نُشرت عن استعدادي للمشاركة في بطولة مسلسل جديد، لكنها غير صحيحة، فأنا لم أتعاقد على بطولة أي مسلسل حتى الآن، لكن هناك مفاوضات تجمعني بإحدى شركات الإنتاج.

- ما المعايير التي تختار على أساسها الأعمال الفنية التي تُعرض عليك؟
أهم شيء بالنسبة إلي السيناريو الجيد الذي يعتمد على أحداث مشوقة ويناقش قضايا مهمة، لكنني أريد أن أوضح شيئاً مهماً، وهو أن الوجود في الدراما أصعب، فوضعها مختلف تماماً عن السينما، حيث يفرض الفنان نفسه على الجمهور، ولذلك فاختيار السيناريو المناسب ليس خطوة سهلة، ويجب اختيار عمل درامي تجذب أحداثه الأسر المصرية بكل فئاتها وأعمارها. أما في السينما فلا بد من اختيار السيناريو ذي الإيقاع السريع الذي لا يصيب المشاهد بملل.

 -ما سبب غيابك عن الساحة الغنائية طوال الفترة الماضية؟
الظروف التي مر بها الإنتاج الغنائي في الفترة الماضية لم تكن مُشجعة على إطلاق ألبوم غنائي، ولذلك فضلت الانتظار واختيار الوقت المناسب. وبالفعل انتهيت من وضع اللمسات النهائية على الألبوم، لكن انشغالي بفيلم «حماتي بتحبني» أجبرني على تأجيل هذه الخطوة.

- هل ستختار الميني ألبوم للعودة به؟
بالطبع لا، فالفكرة لا تناسبني على الإطلاق بعد غيابي الطويل، فالألبوم يضم عشر أغنيات أتعاون فيها مع عدد كبير من الشعراء والملحنين، وأتمنى أن ينال إعجاب جمهوري.

- ما رأيك في انتشار برامج اكتشاف المواهب؟
ظاهرة جيدة بلا شك، وساعدت مواهب حقيقية في تحقيق أحلامها.

- هل توافق على المشاركة في لجنة تحكيم أحد هذه البرامج إذا تلقيت عرضاً مناسباً؟
تلقيت أكثر من عرض لكنني اعتذرت عنها، لأنني لا أستطيع أن أشارك في لجنة تحكيم وأقول لأحد المتسابقين أنه لا يصلح، أو أنني أرفض استمراره في البرنامج، فكل متسابق يعلق أمله على لجنة التحكيم، وأنا لا يمكن أن أجعل شخصاً يغضب مني، فرفضي له يعني أنني أدمر حلم حياته.
وهناك فنانون قادرون على التقويم ولديهم جرأة في الحكم على المواهب، لكن طبيعة شخصيتي تجبرني على الابتعاد عن خوض هذه التجربة رغم إعجابي بها.

- ما الأصوات التي نالت إعجابك أخيراً؟
الساحة الفنية شهدت ظهور أكثر من موهبة ناجحة وصوت مميز، لكن أكثر من نجح في جذب انتباهي هو أحمد جمال، فهو صوت مصري أصيل وصاحب موهبة قوية ومتميزة، ولذلك أتوقع له مستقبلاً فنياً ناجحاً، خصوصاً أنه يبذل جهداً كبيراً.

- رغم انشغالك بأكثر من عمل فني خلال الفترة الأخيرة إلا أن هناك شائعات كثيرة انتشرت حول تفكيرك في الاعتزال، فما ردك؟
لا تعليق على هذه الشائعات، وأعتقد أن وجودي في فيلم واستعدادي لطرح ألبوم غنائي والمشاركة في سباق الدراما الرمضاني المُقبل... أكبر رد على هذه الشائعات الكاذبة. فكرة الاعتزال لم تخطر ببالي على الإطلاق، ولا أفكر في ترك مجال الفن.

- انتشرت أخبار عن وجود خلافات بينك وبين النجم عمرو دياب، فما تعليقك؟
أخبار كاذبة ولا أعرف ما الهدف من ترويجها، ثم ما الذي يجمعني بعمرو حتى تحدث خلافات بيننا؟ فالفنان عمرو دياب نجم كبير وناجح، وصل إلى العالمية ونفتخر جميعاً بنجاحه وبتاريخه الفني الضخم، فهو نموذج يجب أن تحتذي به المواهب الجديدة.

- كيف تتعامل مع الشائعات؟
التجاهل هو أفضل حل لها، حتى لا أعطي مروجيها حجماً أكبر من حجمهم. وعلى أي حال لا أشعر بالانزعاج عندما أستمع إلى الشائعات، لأنها ضريبة يدفعها الفنانون.

- كيف تتواصل مع جمهورك؟
عن طريق الصحف ووسائل الإعلام الأخرى، كما أنني أمتلك صفحة على «فايسبوك» تعدى عدد أعضائها الخمسة ملايين، وأنا أتابع هذه الصفحة من فترة إلى أخرى، لانشغالي بالعديد من الارتباطات الفنية. لكن هناك مسؤولين عنها حريصون على نشر أخباري باستمرار، وأيضاً إخباري بالتعليقات التي تصل إلى الصفحة باستمرار.

- هل هناك عمل فني ندمت عليه بعد تقديمه؟
لا، الحمد لله لم أعرف شعور الندم حتى الآن، وأعتقد أن ذلك يرجع إلى المعايير التي وضعتها لنفسي قبل الموافقة على أي عرض تلقيته، فأنا ألتزم هذه المعايير ولا يمكن أن أتخلى عنها، وأهم شيء بالنسبة إلي أن يحمل كل عمل أشارك في تقديمه رسالة فنية تخدم المجتمع.

- ما أقرب أعمالك إلى قلبك؟
كل ألبوم قدمته وكل فيلم أو مسلسل شاركت في بطولته له مكانة خاصة في قلبي، وأضاف إلى رصيدي الفني.

- لماذا لا يعرف أحد شيئاً عن حياتك الخاصة؟
أخاف على أبنائي وأسرتي من الإعلام والأضواء والنجومية، وحريص على إبعادهم عن عملي لأنني أخاف عليهم. فحياتي الخاصة خط أحمر، لكن للأسف لا أسلم من الشائعات التي تطاولهم، فقد فوجئت بانتشار شائعة كاذبة عن مشاركة ابني يوسف في بطولة فيلم «حماتي بتحبني»، وهذا ليس صحيحاً ولم يكن مطروحاً.

- ما أجمل شيء في النجومية؟
حب الجمهور ومساهمة الفنان في تقديم أعمال ترتقي بعقلية المشاهد، وتحاول مواجهة المشاكل التي يعانيها المجتمع.

- وما أسوأ عيب في هذا المجال؟
كل مهنة فيها عيوب ومميزات، ولا أنكر أنني سعيد بوجودي في مجال الفن، لكن يجب أن أعترف بأن أسوأ ما في النجومية هو ارتباطات الفنان الكثيرة التي تشغله عن أسرته وحياته الخاصة.
فالفن يؤثر في حياة الفنان، كما أن الضغوط التي تواجهه باستمرار ورغبته في تقديم الأفضل تجعله يشعر بالتوتر طوال الوقت، وعقله لا يخلو من التفكير في خطواته المستقبلية.