فازت بجائزة على هامش معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. أريج جمال: أكتب للعالم ولا تشغلني تصنيفات لا تفيد الكتابة في شيء

أريج جمال,الثقافة الغربية,معرض فرانكفورت الدولي للكتاب

علي عطا (القاهرة) 04 ديسمبر 2014

تنفتح الكاتبة المصرية الشابة أريج جمال في نصوص مجموعتها القصصية «مائدة واحدة للمحبة»، في شكل واضح على الثقافة الغربية، وهي تبرر ذلك بأنها درست اللغة الفرنسية لفترة... «وهي لغة فنيّة جداً وموسيقية وأعتقد أنها تسكنني في شكل ما»، لكنها تؤكد في الوقت نفسه أن ذلك الانفتاح لا يرتبط بما تكتبه عموماً.

-شاركتِ في ورشة «قصص القاهرة القصيرة»، التي نظمها معهد غوته، وحصلتِ على جائزة المركز الأول... كيف ترين حصولك على هذه الجائزة عقب صدور مجموعتك القصصية الأولى؛ «مائدة واحدة للمحبة»؟

أعتبر هذه الجائزة هي أجمل ما حدث لي، لا على مستوى الكتابة فقط، إنما على المستوى الإنساني أيضا. عباس خضر الروائي العراقي الألماني الذي كان مسؤولاً في شكل مباشر عن الورشة، قدم لي دعماً ومحبة لا يمكن نسيانهما. تحمّس منذ القراءة الأولى للنص الفائز «الطنين»، وكنتُ حينها مريضة لا أغادر المنزل. وجرى الاحتفال بهذا الفوز على هامش معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. عاملوني كنجمة سينمائية. كانت احتياجاتي بالكامل مُجابة. أحدهم قال لي عبارة أظنّها غيّرت من روحي إلى الأبد: «أهم شيء لديّ أن تستمري في الكتابة». أعتقد أنني سأستمر من أجل هذه العبارة. لقد وقعت في غرام فرانكفورت تماماً.

-يلاحظ من يقرأ قصصك أنها تزخر بالشعر، هل تكتبين الشعر أيضاً؟

أصدقائي على فيسبوك يتعاملون مع ما أكتبه من جنون واكتئاب على أنه شعر. لن أكذب، هذا شيء يُرضيني. لكني لا أستطيع أن أسمّي هذا النوع من الكتابة شعراً، لأن الشعر أكثر نُبلًا وسموًا مما أكتبه. مع ذلك، أنا أعتبر أن هذا أجمل إطراء شخصي يتم توجيهه إليّ.

-على فيسبوك، تتحدثين بفرح عن علاقتك بمعهد غوته، هل لنا أن نعرف تفاصيلها وكيف بدأت وماذا استفدت منها؟

بدأت علاقتي بمعهد غوته من خلال الإعلان الذي نُشرته جريدة «أخبار الأدب» القاهرية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، عن ورشة ينظمها المعهد. بعد انضمامي لتلك الورشة تعرّفت على عباس خضر، وعلى زملائي الذين صاروا بالتدريج أقرب المُقرّبين. يمكن أن أقول إنني أحب حتى جدران معهد غوته في وسط القاهرة. كنتُ أقول هذا حتى قبل حصولي على الجائزة. الآن أنا أشعر بمحبَّة مُضاعفة.

-كيف تنظرين الى التفاعل مع نصوصك عبر فيسبوك، وإلى أي مدى تستفيدين من هذا الموقع؟

في فرانكفورت، عرفت أن الكاتب لا يملك حساباً شخصياً على فيسبوك، غالبا تُدشن دار النشر التي يتبعها الكاتب صفحة رسمية له، تقدم أخباره وتشتغل على الدعاية له، لأن الكاتب لا ينبغي أن يُضيع وقته على فيسبوك. في مصر، الأمر لا يتم بهذا الاحتراف. أعتقد أني اكتسبت قُراء مُحتملين بسبب فيسبوك، وهذا هو الإيجابي في الأمر، لكني أيضا أمضي عليه وقتا طويلاً نسبيا وهذا شيء سيِّئ.

-تنفتح نصوص «مائدة واحدة للمحبة» في شكل واضح على الثقافة الغربية، فهل يدل ذلك على موقف من الثقافة العربية ومنجزها الإبداعي عموما والأدبي على وجه الخصوص؟

هذا الكتاب ليس كل ما كتبت، وليس كل ما أكتب. حين أكتب لا أفكر كثيرا في الأسئلة التي يمكن أن تُربكني، أكتب ما أتصور أنه قريب مني، لقد درست اللغة الفرنسية فترة، وهي لغة فنيّة جدا وموسيقية وأعتقد أنها تسكنني في شكل ما، هذا ظاهر في النصوص بالطبع، لكنه ليس كل التأثير الذي مارسته الفنون عليّ، ربما هذا جزء منه، إضافة إلى أنني أومن أن الفن شيء متجاوز للثقافات وإن كان نتاجاً لها، هو شيء حضاري إنساني أصلاً. في فرانكفورت تجاوب الجمهور الألماني جداً مع «الطنين»، رغم كون النص روحانياً في شكل ما، ورغم كونه بالطبع نتاج ثقافة غريبة عليهم، هذه هي إنسانية الفن كما أفهمها.

-هل تعتبرين نفسك منتمية الى جيل بعينه، هل هناك مشترك بينك وبين كتاب آخرين من المرحلة العمرية ذاتها التي تنتمين إليها؟

حين أكتب أنفصل تماماً عن العالم، أذهب إلى منطقة غير مأهولة بالبشر، أعتقد أني أحب الانتماء إلى الحضارة الإنسانية في هذه اللحظة بكل تعقيداتها، بعبثيتها ونضوجها وسقمها وصخبها وفنيّتها. أحب أن أكتب لهذا العالم الذي يمارس عليَّ الكتابة باستمرار من دون أن أكون مشغولة أبدأ بعمليات التصنيف، التي أتصور أنها لن تقدم شيئاً للكتابة.