عبده خال يحكي الأساطير الشعبية في كتابين

عبده خال, كتاب, كتب

11 يوليو 2013

يستعرض عبده خال، الكاتب السعودي الحائز جائزة «بوكر» العربية عن روايته «ترمي بشرر» (2010)، في الكتابين اللذين أصدرهما أخيراً عن دار الساقي بعنوان «قالت حامدة: أساطير حجازية»، و«قالت عجيبية: أساطير تِهاميّة»، عادة الحكي التي هي عادة حميمة جداً في شبة الجزيزة العربية.
فيعود الكاتب إلى أصول هذه العادة في الحجاز ليشرح حقيقة هذه العادة التي غالباً ما كانت تنحصر بالأبناء. ويؤكد أنّ الجدّة أو الأم هما من يتولّى عملية «الحكي» أو السرد للأبناء والأحفاد، ويكون وقتها الأنسب قبل النوم.

الحكاية غالباً ما كانت تحدث في محيط الواقع مخفّفةً من عوالم الجنّ والسحرة، ومن أدبيات الحكاية الحجازية البدء بصيغ مختلفة قد يكون أشهرها قول الراوية أو الراوي «كان يا مكان يا سعد يا إكرام ما يحلى الكلام إلاّ بذكر النبي عليه الصلاة والسلام»، ويتوقف الراوي ليسمع الردّ بالصلاة والسلام على النبيّ. وتأتي خاتمة الحكاية بصيغ مختلفة أيضاً أشهرها: «وعاشوا في تبات ونبات وخلّفوا صبيان وبنات...».

يتضمّن الكتاب الأول الكثير من الحكايات الشعبية الحجازية التي جمعها الكاتب من أفواه الرواة «الحكّاءات» مباشرة. وعلى الرغم من أنّ الحكايات الشعبية قد تتماثل من حيث موضوعاتها وسردياتها، إلا أن كل منطقة تضفي عليها نكهتها الخاصة.
وفي «استهلال» الكتاب يقول خال: «قدمت إلى جدّة من قرية موغلة في البدائية، وهذه المناطق وشبيهاتها تُعوّض عوزها وشظف العيش فيها بثراء باذخ في موروثاتها وحكاياتها وفنونها وطقوسها، إذ تتحوّل بدائيتها إلى منجم لا ينضب من الفنون».

أمّا في الكتاب الثاني «قالت عجيبية: أساطير تِهاميّة»، فيكتب عبده الخال، انطلاقاً من تجربته هو، قائلاً: «في ظلّ افتقار القرية إلى أيّ وسيلة ترفيهية من تلفاز أو مسرح أو سينما، كانت الحكّائة تمثّل نافذةً تطلّ من خلالها القرويات إلى لحظة أنس، وتتوافد القرويات إلى مجلس السمر بعد صلاة العشاء ليسمعن حكايات الراوية ويعدن إلى بيوتهن وقد تزودن بكمٍّ من الانشراح».

يغوص عبده خال في تفاصيل الحكاية  وفي تاريخ منطقة تهامة، التي كان أبناؤها يُطلقون على الحكاية اسم «خرفينة» و»خبيرة»، فإذا أراد أحدهم سماع حكاية يقول للراوية: خرفينلي، أو خبريلي. والخرفينة تعني الحكايات التي تدور أحداثها غالباً في عالم «خرافي» أو سحري مليء بالجان والغيلان والقدرات الخارقة والقوى الخفية... أمّا «الخبيرة» فهي حكاية أبطالها من البشر وتحمل في طيّاتها فكرة أو أحجية أو حكمة.
ويشتمل الكتاب على عدد كبير من الحكايات أو «الخرفينات» التهامية يسردها الكاتب بأسلوب شيّقٍ سلس، بعضها بالفصحى وأخرى باللهجة المحكية، وأحياناً يجمع بينهما.

يحتوي الكتابان على عدد من القصص والحكايات الشعبية التي يزخر بها الموروث الشعبي الحجازي والتهامي، وخصص الكاتب مساحات هائلة من كتابه لتوضيح المفردات المحلية في الحكايات الشعبية حتى تُصبح أكثر وضوحاً بالنسبة إلى جميع القرّاء.