Les Métiers d’Art Salzburg Chanel معزوفة سعادة حقيقية
الزميلة كارولين كاسيا وفرح عبد الرضا
روني مارا
جيرالدين شابلين
كلوتيلد هيسمي
أستريد بيرغيس
آن بيريست
أميرة كازار
ليلي آلن
كارولين دو ميغري
بعد حياة رعاة البقر في دالاس وحياة القصور في إدنبره، حطّ كارل لاغرفيلد رحاله في سالزبورغ، النمسا، ليقدم لنا الإصدار الثاني عشر من مجموعة Métiers d’Art. إنها رحلة حقيقية في الزمن، مع عودة بالذاكرة إلى الامبراطورة سيسي، على وقع معزوفة السعادة، للعودة إلى جذور سترة شانيل الشهيرة. فهناك بدأت الحكاية. وكانت مجلة «لها» حاضرة.
الاثنين 1 ديسمبر: أكثر من 200 محررة موضة ورئيسة تحرير ومشاهير وأصدقاء لدار شانيل جاؤوا من أصقاع العالم إلى سالزبورغ. لهذه المناسبة، تم حجز ما لا يقل عن 14 فندقاً في المدينة لاستقبال تلك الحشود. انتظرنا جميعاً عرض الفيلم القصير Reincarnation الذي أخرجه كارل لاغرفيلد، تماماً مثلما يفعل قبل كل عرض. فيلم رومنسي قصير عرض لنا حكاية كوكو شانيل وبرر اختيار المدينة التي أوحت بالعرض. وقبل أيام قليلة من العرض كان قد تم تداول مقاطع من الفيلم القصير على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث رأينا فاريل ويليامز يجسد شخصية امبراطور النمسا، وكارا دولوفين تجسد شخصية الامبراطورة سيسي. وبقيت جيرالدين شابلين وفية دوماً لدورها فأدت شخصية كوكو شانيل بشكل مذهل.
الساعة الثامنة: جرى العرض الخاص للفيلم في مطعم St Peter Stiftskeller في سالزبورغ، في الباحة الداخلية لدير مار بطرس، أحد أقدم الأديرة في أوروبا. وتم تركيب شاشة عملاقة للمناسبة. بدأ الفيلم وأخذتنا الموسيقى بروعتها. أغنية CC the World التي ألفها وأداها فاريل ويليامز شخصياً مع العارضة العالمية كارا دولوفين (نعم نعم فهي تغني أيضاً). الهدف من CC هو الإشارة إلى كوكو شانيل، وإنما أيضاً إلى الامبراطورة سيسي التي لفتت الأنظار بأناقتها وجمالها في تلك الأيام، وكذلك لإبقاء العين مفتوحة على العالم.
هكذا، وعلى وقع الموسيقى، اكتشفنا فاريل ويليامز، يعمل بواباً في فندق في حقبة الخمسينات، وشعر بالإنهاك في نهاية اليوم فراح يحلم وتحوّل إلى امبراطور نمساوي. كارا دولوفين، النادلة، تحولت هي أيضاً إلى الامبراطورة سيسي، وراحا يرقصان معاً. CC the world...CC... CC... تكررت الكلمات لوحدها... عودة إلى الحقيقة، جاءت كوكو شانيل لزيارة هذا الفندق. لفتتها بذلة البوّاب وتحولت سترة براندبورغ إلى سترة شانيل الشهيرة. هكذا، انتهى الفيلم القصير: على وعد أن تبتكر كوكو شانيل سترتها الخاصة. قال كارل لاغرفيلد: «نجمة العرض هي السترة. وهنا، في سالزبورغ، وجدت شانيل مصدر إلهامها. كانت تزور البارون بانتز في فندق ميترسيل حيث الموظفون يرتدون البذلة نفسها. هكذا، أعادت ابتكارها بالتويد، وأضافت إليها ضفيرة وقررت تحويلها إلى سترة نسائية. تلا عرض الفيلم عشاء خاص أقيم على شرف كارل لاغرفيلد، وشاركت فيه سفيرات شانيل أستريد بيرغيس فريسبي، وأليس ديلال، وزو كزان، والممثلة الأميركية روني مارا، والممثلة البريطانية جيرالدين شابلين، والممثلات الفرنسيات كلوتيلد هيسمي وأميرة كازار وكارولين دو ميغري، والكاتبة الفرنسية آن بيريست، والممثلتان الألمانيتان إيريس بيربن ونينا هوس.
الثلاثاء 2 ديسمبر: تم تصوير فيلم معزوفة السعادة The Sound Of Music الشهير في مدينة سالزبورغ. لذا، قررنا الانطلاق في الصباح الباكر لاكتشاف كل الأماكن التي جرى فيها تصوير الفيلم، ثم انتقلنا في المساء إلى قصر Schloss Leopoldskron في سالزبورغ، مقر إقامة باروكي يعود إلى القرن الثامن عشر، وتم استعماله أيضاً لتصوير فيلم The Sound Of Music عام 1965، وحيث سيتم عرض مجموعة الأزياء.
الساعة الثامنة: مكاني محدد في المكتبة، وهي قاعة رائعة، تم إعداد نسخة مطابقة عن الأصل بفضل فريق عمل شانيل السحري. بدأ العرض... وبدا جلياً أنه مستوحى من النمسا، من الامبراطورة سيسي لناحية الملابس التقليدية التي على شكل شورت جلدي وفستان تقليدي فضفاض، إضافة إلى مجموعة ألوان أنيقة ورياضية في الوقت نفسه. وقد عرضها كارل لاغرفيلد بفخامة عصرية فائقة. أما التصميم الأبرز في هذه المجموعة فكانت السترة ذات الجيوب الأربعة. هناك أيضاً السترات القصيرة المتسعة في الأسفل، والرداء الرجولي، والمعاطف التي يصل طولها إلى منتصف الربلة مع طية في الظهر تذكرنا بالمعطف التقليدي المقاوم للماء، وإنما جرى تزيينها كلها بالجلد، أو التطريزات الذهبية، أو الريش أو الأزهار التي تذكرنا بالحقبة النمساوية-المجرية. لفتتنا أيضاً الحبكة الدقيقة في أزهار الألب التي تم اعتمادها في السراويل الجلدية القصيرة وفي الحقائب. ألوان الأبيض، والأحمر، والكحلي والأسود ازدادت غنى مع الأخضر الداكن أو الأخضر الكاكي أو الرمادي أو البني. الطلات متكلفة ورياضية، وإنما عصرية بامتياز. غاص كارل لاغرفيلد في الأسلوب النمساوي وعبّر عن كل الرقي بمساعدة حرفيي Métiers d'Art: تطريزات، ريش، ثنيات، كلها تفاصيل دقيقة منحت هذه المجموعة لمسات رومنسية. التويد والجلد والكشمير التقت بالصوف السميك والقماش اللبادي. واندمجت هذه الأقمشة مع الساتين، والحرير، والتافتا والدانتيل مما أضفى نضارة فتية.
في النهار، أحذية موكاسين مزخرفة، وقباقيب، وجزمات طويلة مزينة بأربطة، فيما ازدانت الرؤوس بقبعات من الريش أو أغطية للأذنين مع شعر مجدول. أما المجوهرات فتذكرنا بجبال الألب مع أشكال عربات التزلج والعصافير والأزهار... في المساء الطلّة أكثر تكلفاً، يطغى عليها الأسود والأبيض، والتطريز بالأزهار. أما الفساتين المقولبة فباتت أكثر نعومة مع الكشاكش والثنيات، وترافقت مع جزمات ناعمة من الجلد اللماع. وأكثر ما لفتنا هو اشتمال معظم التطريزات على حجارة والكثير من الريش، بحيث يمكن القول إنه فرو خفيف جداً. وتلك التي اتخذت أشكال الفراشة كانت لافتة وساحرة جداً. شرح كارل لاغرفيلد لاحقاً: «أردت اقتراح شكل للموضة النمساوية مثلما يفترض أن تكون اليوم».
شارك
