رانيا فريد شوقي: لا بد أن أتأنى في زواجي الثالث...

رانيا فريد شوقي,تجربة عاطفية,الفن,الموضة,فيسبوك,فنانة,مهرجان القاهرة السينمائي,السينما,المسلسلات,الدراما المصرية,المسرح,المسرحية

أحمد مجاهد (القاهرة) 27 ديسمبر 2014

تشعر دائماً أنها كان بإمكانها تقديم ما هو أفضل، لكنها ترفض اتهامها بالكسل الفني، مؤكدةً أنها لن تدق أبواب المنتجين، ولن تقيم معهم صداقات مثل غيرها.
الفنانة رانيا فريد شوقي تكلمنا عن سبب غيابها الفني خلال الفترة الأخيرة، وعودتها من خلال خشبة المسرح، وانتحال البعض لشخصيتها إلى درجة تجعلها تفكر في اللجوء إلى الشرطة، ورأيها في ما حدث لأحمد حلمي ومنى زكي وخالد أبو النجا، ولماذا قرّرت الحصول على استراحة محارب من الحب والزواج.


- ما سبب اختفائك فترة طويلة عن الساحة الفنية؟
لم أجد دوراً مناسباً يضيف إليّ في رمضان الماضي، لذلك فضلت أن آخذ إجازة وراحة تامة طوال الفترة الماضية، حتى عرضت عليَّ مسرحية «بابا جاب موز» التي أستعدّ لها حالياً.

- وما سبب عودتك بهذه المسرحية؟
أرى أن الوضع الأمني في مصر أصبح مستقراً بشكل كبير، بالإضافة إلى أن هناك أفلاماً سينمائية جيدة عرضت في الفترة الماضية، مثل «الجزيرة، وذلك يدعو للتفاؤل بأن تعود عجلة الإنتاج إلى الدوران. بالإضافة إلى أن المسرحية كوميدية في الأساس، وهذا ما يحتاجه الجمهور حتى يستطيع الخروج من همومه.

- هل ثمة إسقاطات سياسية على الأحداث الجارية في البلاد في المسرحيّة؟
فيها إسقاطات سياسية نوعاً ما، لكنها تتميز بطابع كوميدي تماماً، وأشارك فيها مع طلعت زكريا وإدوارد ومروة عبد المنعم وأحمد الإبياري ومحمد مهران.

- كيف وجدت التعاون الفني مع طلعت زكريا في المسرح؟
طلعت زكريا معروف عنه أنه كوميديان محبوب للغاية، وأنا سعيدة بالعمل معه، لأن لديه جمهوراً كبيراً ويوجد تفاهم بيننا لأنه طيب وجدع. وأول ميزة في العمل معه أنه ليس شخصاً عصبياً ويقول الإيفيه بطريقة سلسة وسهلة، وأعتبره من نجوم الكوميديا المتميزين ويترك بصمة فنية في أي عمل يشارك فيه، حتى لو قدّم مشهداً بسيطاً.

- ما سبب عدم وجود مسلسلات كوميدية مثل «عائلة مجنونة» الذي قدّمته مع الراحل وحيد سيف ؟
لم يعد هناك مخرجون متخصصون في الكوميديا، مثلما كان هناك في الماضي مخرج عملاق مثل فطين عبد الوهاب في أفلام الأبيض والأسود.

- ألم يضايقك عدم وجودك في رمضان الماضي بمسلسل مثل السنوات الماضية؟
كنت أتمنى تقديم مسلسل في رمضان الماضي، لكن لم يكن لي نصيب. وفي النهاية أرى أن ابتعادي فرصة لتجديد جلدي فنياً وعدم تكرار نفسي وأدواري على الشاشة.

- من تفوّق في الدراما المصرية هذا العام ولفت نظرك؟
من الأعمال التي أعجبتني «سجن النسا» و«السبع وصايا» و«دهشة»، وأحيي كل صناع تلك الأعمال، خاصةً النجم الكبير يحيى الفخراني. كما لفت نظري أن تقنية والإخراج أصبحت مختلفة ومتطورة بدرجة كبيرة.

- لكن البعض يرى أن المسلسلات أصبحت كئيبة، فما السبب؟
أتفق مع هذا الرأي، لأن بعض تلك المسلسلات تشعرنا أحياناً أنه لا يوجد أمل في المستقبل، لدرجة أنني أحياناً كثيرة أشعر أنه لا يمكن أن نقدم المدينة الفاضلة لأننا لا نعيشها، ورغم ذلك أرى أن الجمهور طفح به الكيل من الكآبة، فتكفينا الحياة التي نعيشها والظروف الصعبة التي نواجهها، والأفضل أن نعطي أملاً للناس ونطرح حلولاً للمشاكل، وننوّع ما نقدمه للمشاهد.

- هل يمكن أن نقول إن الفنان الكبير يحيى الفخراني يخرج عن هذه القاعدة دائماً؟
لا يكفي وجود فنان واحد خارج عن القاعدة، بل يجب أن يكون هناك أكثر من فنان متنوع حتى نبعث الأمل في نفوس المشاهدين.

- هل ابتعدت عنك السينما أم أنت التي ابتعدت عنها؟
كانت تأتيني عروض وسيناريوات عديدة، وكنت أرفضها لأنها لا تناسبني ولن تضيف إلي، حتى توقفت هذه العروض ووصلت أحوال السينما في النهاية إلى ما نراه الآن.
 فالأفلام الجيدة أصبحت قليلة جداً، أما الغالبية فهي ذات طابع معين لا يمكن أن أقدمه، لأن إنتاجها ضعيف والسيناريو ضعيف والإخراج أضعف، هي أفلام مقاولات في النهاية.

- ألا ترين أنك كسولة نوعاً ما مقارنة ببنات جيلك؟
لست كسولة، وعندما يعرض عليَّ دور معين أجتهد فيه كثيراً لأقدمه بأفضل صورة ممكنة، لكن لا أحب أن أذهب إلى منتج معين حتى يعرض عليَّ عملاً فنياً جديداً، وهناك فنانات زميلات لديهن صداقات مع بعض المنتجين، وذلك ليس عيباً أبداً ولست ضده، لكن لا أستطيع أن أفعل مثلهن، وأحاول دائماً أن أطوّر من نفسي فنياً.

- هل سيتغير حال السينما؟
أنا متفائلة كثيراً، ولست ضد تقديم الأفلام الشبابية، بل ضد أن يقدم فيلم تجاري فقط، لكن لو كان كوميدياً من أجل الضحك فقط، فذلك شيء جميل، مثلما شاهدنا فيلم «الحرب العالمية الثالثة» فهو فيلم شبابي لكن أُنفق عليه جيداً فظهر بشكل جيّد.

- هل أزمة السينما تتمثل في الإنتاج أم الممثلين؟
المشكلة تكمن في عدم وجود إنتاج جيّد وسيناريو متميز، ويجب أن نواكب الزمن وتطور العصر وما نراه في الأفلام الأميركية، لأن صناعها يدركون جيداً أن السينما صناعة وتجارة معاً، لكن استطعنا، رغم كل تلك الظروف الصعبة التي عشناها السنتين الماضيتين، تقديم أفلام جيدة مثل «الجزيرةو«الفيل الأزرق»، وذلك شيء إيجابي يحسب للمنتجين المعنيين.

- ما هو الدور الذي تتمنين العودة به إلى شاشة السينما؟ 
في المجتمع مشاكل خاصة بالمرأة يمكن أن تقدم بشكل كوميدي، وأرى أن الفن يمكن أن يقدم من خلاله قضايا عديدة نعاني منها في مجتمعنا.

- ألا تفكرين في تجسيد ما يحدث في مصر سياسياً؟
أنا مثل كثيرين، عندما أذهب إلى السينما أريد أن أنسى تماماً كل تلك الأحداث، وأفرغ أي طاقة سلبية بداخلي لأستمتع بعمل فني كوميدي أو اجتماعي، ولذلك هذه هي نوعية الأعمال التي أتمنى تقديمها.

- شهد مهرجان القاهرة السينمائي سلبيات عديدة في الافتتاح والختام، ما تعليقك؟
لا أريد أن أنتقد المهرجان، لأنني أعرف الظروف الصعبة التي أقيم فيها، وكان يجب أن يقام هذا العام وإلا سُحبت منه صفته الدولية وذهبت إلى دولة أخرى.
لذلك ألتمس العذر للقائمين عليه، ولا أريد أن أجلدهم مثل بعض الأشخاص. وأتمنى أن تكون الدورة المقبلة أفضل بكثير، خاصة أن عدداً كبيراً من النجوم العالميين رفضوا الحضور هذا العام، نظراً إلى عدم الاستقرار الأمني في مصر. لكن أرى أن اختيار القلعة والأهرامات لحفلتي الافتتاح والختام كان رائعاً.

- ماهي الرسالة التي ترينها موجهة إلى العالم من خلال عودة مهرجان القاهرة السينمائي بعد عامين؟
أن مصر ستعود بعد الظروف السياسية والأمنية الصعبة التي مررنا بها طوال ثلاثة أعوام كاملة، حتى تنهض الدولة من جديد.

- تعرض الفنان خالد أبو النجا لهجوم شديد بعد تصريحاته السياسية، حتى أن الكثيرين اتهموا إدارة مهرجان القاهرة السينمائي بأنها جاملته بمنح فيلمه «عيون الحرامية» جائزة، فما رأيك؟
لا أريد التعليق على هذا الأمر، لكن كل شخص من حقه التعبير عن رأيه كما يريد، ولا يصح أن نشتمه أو نهينه أبداً، لأن ذلك سينعكس علينا بالسلب، وهذا ما رأيناه منذ ثورة يناير وحتى الآن... كلنا وقعنا في فخ التخوين وإهانة أي شخص يعبّر عن رأيه وأصبحنا نتعالى على بعضنا فكرياً، وكل شخص يرى نفسه أذكى من الآخر.

- تم أيضاً تخوين الفنان أحمد حلمي وزوجته مني زكي بعد ولادة طفلهما الثاني في أميركا.
هذه حياتهما الشخصية، وليس من حق أي شخص تسليط نفسه حكماً على حياة الآخرين. وأظن أن من هاجموهما أدركوا الآن الظروف الصعبة التي دفعت منى زكي للإنجاب في الخارج، لمرض حلمي وخضوعه لجراحة هناك، وكثيرون منهم عادوا واعتذروا لهما.

- ما هي أهم أعمالك التي تحبينها كمشاهدة وليس كفنانة؟
لا أرضى أبداً عن نفسي، ودائماً أرى أنه كان عندي ما هو أفضل بكثير مما قدّمته. بالطبع هناك أعمال جيدة قدّمتها، مثل «خالتي صفية والدير» و«جحا المصري»، الذي حصلت عنه على جائزة أحسن ممثلة، و«الخروج من المأزق»، و»عباس الأبيض»، «يتربى في عزو»، «نقطة ضعف»، «خاتم سليمان»، «الضوء الشارد»، «عائلة مجنونة»...

- ألا ترين أنك لم تحققي النجومية التي كان من المفترض أن تحققيها؟
هذا الأمر بيد الله، لكننا نعيش زمن البطولة الجماعية، بالإضافة إلى أنني قليلة الظهور في المناسبات الاجتماعية، ولديَّ أصدقاء قليلون من الوسط الفني، وأحاول أن أجتهد قدر استطاعتي في عملي الفني.

- من أصدقاؤك في الوسط الفني؟
يحيى الفخراني وزوجته لميس جابر، ونهال عنبر، وأمل أسعد، ولديَّ صديقة وحيدة خارج الوسط الفني منذ أيام الدراسة اسمها سعادة.

- ولماذا انزعجت بسبب نشر إحدى الصحف صورة لك مع صديقتك سعادة كانت على صفحتك في فيسبوك؟
لأنها صفحة خاصة بي، وهذه صورة شخصية لي ويجب استئذاني قبل الحصول عليها ونشرها في الصحف، فأنا عندما أقوم بأخذ «بوست» معين من إحدى الصفحات أستأذن صاحبه، حتى طريقة «الهزار» بيني وبين أي شخص لا أحاول أن أتعدى حدودي فيها. لكن لا أرى ذلك لدى الكثير من الأشخاص لأننا فقدنا لغة الاحترام بيننا.

- علمت أنه يوجد أشخاص كثيرون ينتحلون اسمك وينشئون صفحات مزورة عبر فيسبوك.
هذا شيء مؤسف للغاية، وأحاول إغلاق هذه الصفحات المزورة قدر استطاعتي، ويوجد من بينها حسابات مبتذلة جداً باسمي، لأنه لا يوجد أخلاق عند هؤلاء الأشخاص.

- وماهو رد فعلك ضدهم؟
أفكر في الذهاب إلى شرطة الإنترنت لإغلاق هذه الحسابات ومعرفة هوية أصحابها، حتى أنني أحس أن هناك منهم من يحاول متعمداً تشويه صورتي أمام الجمهور بهذه الصفحات السيئة.

- كيف ترين 2014 على المستوى الإنساني بالنسبة إليك؟
كل عام نقول إن العام الماضي كان صعباً والقادم أفضل وهذا العام كان صعباً أيضاً، لكن أرى أنه اختبار من الله حتى نصحو وندرك قيمة وطننا جيداً.

- من هم أكثر الأشخاص الذين حزنت عليهم بعد رحيلهم في 2014؟
ابن أختي ناهد والفنانة القديرة زيزي البدراوي، لأنني كنت أعرفها جيداً على المستوى الشخصي وتأثرت بفقدانها جداً، وكنت أزورها في المستشفى وكانت طيبة للغاية رحمها الله.

- ما هي أمنياتك في العام الجديد 2015؟
أحلم بالأمن لمصر وفهم معنى الديموقراطية، وأن توجد معارضة حقيقية هدفها مصلحة الوطن، وعلى المستوى الشخصي أتمنى أن ينعم أولادي بالتميّز في دراستهم، وأن تكون أيامهم أفضل من أيامنا بدرجة أكبر.

- هل تهتمين بالموضة؟
أهتم بها بما يناسبني فقط.

- وما هي الأماكن المفضلة لك في السفر؟
أتمنى السفر إلى الأقصر وأسوان.

- ما الذي يملأ حياتك بعيداً عن الفن؟
أسرتي وأصدقائي على فيسبوك والقراءة أيضاً، وكان آخر كتاب قرأته «قواعد العشق الأربعون»، واستمتعت به كثيراً.

- هل يمكن أن تملئي حياتك بتجربة عاطفية جديدة؟
عندما يمر الإنسان بتجربتين في حياته ولا يحقق نجاحاً لا بد أن يتأنى في المرة الثالثة، لأنه كما يقول المثل «الثالثة ثابتة»، لذلك أنا في استراحة محارب حتى يأذن الله بنصيب جديد.


والدي فريد شوقي

ما الذي كان يميز والدك ملك الشاشة فريد شوقي؟
أول ميزة في والدي أنه كان يعرف كيف يختار أعماله، خاصة التي ينتجها، كما كان يجيد اختيار من يخرجها بصورة متميزة على الشاشة.