جمال يدوم عبر السنين في شقة بيروتية فخمة
على امتداد المساحة الرحبة في هذه الشقة البيروتية، تستقبلنا الرفاهية والأناقة البسيطة الفاخرة. بأدق التفاصيل اعتنت المهندسة الشابة مارينا خليل لتجعل من هذه الشقة السكنية الفخمة شبابية ومتألقة، محافظة على عنوان عريض فيها هو «جمال دائم لا يُمَل منه على مرّ السنين».
تحدّ كبير في عالم الهندسة أن نجمع بين الفخامة والعصرية. وهذا المزيج المعروف بالنيو كلاسيكية، بدت عناصره مكتملة في اللوحة الحاضرة، بمعنى أن المهندسة لم تخفِ أياً من المقوّمات التي يتطلبها هذا الطراز، من الألوان الفاخرة الممزوجة بتفنّن، بين البيج السكري والبوردو، وصولاً الى الخشب المستعمل بسخاء لإضفاء الدفء على المنزل، وبالتالي كسر البرودة التي تخفف عادة جمالية الهندسة.
الخشب في هذه الشقة بدا دقيقاً ومتفنّناً، وخصوصاً على الحائط الممتد من غرفة الصالون إلى غرفة الطعام، حيث لعب دوراً مزدوجاً شغل الجدار وضمّ خلفه خزائن وجهاز التلفزيون وغيره من الأشياء.
وهنا تقول المهندسة خليل: «يحب المالكون عندما يستقبلون الزوار، أن تكون المقتنيات موضبة جيداً ومخفية بحيث لا يظهر منها شيء. لذا اعتمدنا هذه التصاميم، لتقفل الدرف الخشبية فتخفي كلّ ما في داخلها، حتى جهاز التلفزيون وكلّ توابعه».
الأثاث الفاخر جمع العصرية والراحة، وهو كلّه من تصميم المهندسة خليل، باستثناء قطع قليلة تناثرت في أرجاء المنزل من تصاميم عالمية، وخصوصاً المصباحين المتشابهين على جانبي المقعد الكبير في الصالون الأول، من ابتكار فنان فرنسي، صمّمهما خصيصاً لهذا المنزل، وقاعدتهما من البرونز المشغول بذائقة فنية واحتراف لا متناهيين.
وقد زادا تألق هذا الركن المكوّن من مقعد مستطيل وثير من البيج، مع أرائك من البني البنفسجي الزاهي، وإلى جانبيه مقعدان وثيران من الجلد البني.
أما طاولة الوسط فاتسمت بكبر حجمها وتصميمها، وخشبها اللمّاع المتموّج، وقد ارتفعت على ثلاث ركائز مستديرة استلقت بدورها على مستطيلات من الخشب. وشغلت جدار هذا الركن لوحة زيتية كبيرة راقصة ومليئة بالحياة هي مزيج من ألوان المنزل.
خشب هذه الطاولة المشغول بتفنّن، قريب من خشب طاولة غرفة الطعام التي بدت في قمة الإبتكار والروعة. تفاصيلها التقنية من حيث جمع الألوان والأشكال المختلفة جعلتها تحفة فريدة من نوعها، لتضفي على المنزل فخامة استثنائية. وزادتها تألقاً المقاعد الـ12 البنفسجية التي ارتفعت حولها.
أما الدرسوار فمن الخشب نفسه، وقد علّقت فوقه لوحة زيتية توسطت إطاراً من الخشب اللماع أيضاً. والتفنن في التصاميم اكتمل مع الثريا العصرية من البرونز فوق الطاولة.
وبين غرفة الطعام والصالون الأول، جلسة مقاعدها من القماش البني والبيج، وفي الوسط طاولة مربعة من الخشب أيضاً باللونين البني الزاهي والداكن.
الشرفة أغلقت بالزجاج لتتحوّل إلى جلسة ثالثة مريحة وعملية، فصلت بينها وبين بقية أجزاء المنزل لجهة اليمين واليسار، أشكال هندسية من الخشب والبرونز لعبت دور عازل، لكن بأسلوب فني مبتكر.
الجوّ العام الطاغي انسحب على هذا الركن الخارجي الذي انضم إلى المنزل بلوحة مكتملة العناصر. مزيج البني والبنفسجي اللذين طعّما الداخل، طغى على الجلسة في مقعدين متشابهين وضعا على شكل زاوية، ولعب دور صالون وغرفة جلوس في آن واحد. وفي مقابلهما مقعد من الجلد البوردو. طاولة الوسط عبارة عن طاولتين متشابهتين ملتصقتين ترتفعان على ركائز من خشب باللون الزاهي، والطبقة العلوية من الخشب بلون داكن خفيف اللماعية. وقد أضفى لونا الخشب في طاولة واحدة، قيمة جمالية وتميّزاً.
وكما بدا الجفصين في السقف المحدّد بأشكال هندسية ناعمة في الداخل، كذلك هو في هذا الركن.
عنصر الرفاهية اكتمل مع السجاد الحرير بنقوشه الناعمة وألوانه الزاهية، ليميل إلى العصرية الأكثر تماشياً مع الجوّ العام الطاغي.
والخشب الذي استعمل بنعومة وتفنّن ولم يثقل قاعات الاستقبال، استخدمته المهندسة خليل في غرفة النوم الرئيسية حيث شكل إطاراً للسرير، واحتضن مستطيلين من الجلد الأبيض شكّلا السرير الذي غطى نصفه الفرو الأبيض المائل إلى الرمادي. وبالوصول الى صالون هذه الغرفة فهو من الأبيض ايضاً.
أما الباركيه الذي غطى الأرض، فلونه قريب من خشب الخزائن وإطار السرير. وقد طغى اللون الرمادي على الستائر والسجادة فوق الباركيه.
المطبخ اتّسم بالعصرية الفائقة من خشب السنديان الزاهي والغرانيت الأسود. أما الأدوات فهي من الستينلس وفائقة العصرية والعملية.
وفي الختام، يقفل الباب الخشب الكبير المقطّع الى مربعات مقلّمة بذائقة فنية راقية، وإطاره من المعدن. ويطالعنا ركن مبتكر يشكل غرفة استقبال خارجية عبارة عن طاولة مرتفعة على مستطيلات من الخشب بطريقة غير متساوية، وعليها زهريتان من الاوركيدية، تعلوها مرآة بيضوية الشكل وضعت داخل إطار مربّع من الخشب نفسه.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024