لطيفة: كليباتي عوّضت انقراض السينما الغنائيّة...

لطيفة,انقراض السينما الغنائيّة,الجمهور,الانتخابات الرئاسية التونسية,استغرق ألبومك,الألبوم,ألبوم,الغرور,بركة سباحة,الأعمال الغنائية,الكليب,الأسواق التونسية

محمود الرفاعي (القاهرة) 10 يناير 2015

اعتادت خلال مشوارها الغنائي ألا يطول غيابها عن عامين لتطل على الجمهور بألبوم جديد، لكنها هذه المرة غابت أربع سنوات قبل أن تعود بألبوم «أحلى حاجة فيا». وللغياب أسباب تحكيها لطيفة، وتكشف كيف ولدت أغنياته وحالة الذهول التي أصابتها عندما طلب منها المخرج وليد ناصيف الغطس بملابسها.
كما توجّه رسالة لأصحاب السلطة والمناصب، وتبدي آراءها في محمد منير وعمرو دياب وإليسا وأصالة ونوال الزغبي وغيرهم. وفي النهاية تسمي الزهرة التي تمثل لها نقطة ضعف.


- ما كان شعورك وأنت تدلين بصوتك في الانتخابات الرئاسية التونسية؟
شعرت بالفخر والكرامة وأنا أرى بلدي يمر بلحظات تاريخية لم يعشها من قبل، فالشعب التونسي ضرب المثل في الرقي والتحضر. وأطلب من المسؤولين أن يراعوا خلال الانتخابات المقبلة طريقة إدلاء الناخبين بأصواتهم، فأنا لم يسمح لي بالمشاركة في انتخابات المجلس التشريعي التي أجريت، لأن اسمي مقيد بجدول الناخبين في مصر ووقت إجراء الانتخابات اضطررت للسفر إلى دولة الإمارات من أجل المشاركة في مهرجان أبو ظبي السينمائي، فعلى المسؤولين أن يعلموا جيداً أن الفنان ليس ملك نفسه، بل ملك للشعب العربي أجمع، ويجب بالتالي استثناء الفنانين التونسيين من تلك الإجراءات المعقدة. أنا منعت من المشاركة في الانتخابات في حين كنت الممثلة الوحيدة لتونس في مهرجان دولي مثل أبو ظبي. وعلى أي حال أنا فخورة ببلدي، وأدعو الله أن يرحم جميع شهدائنا الذين سقطوا من أجل تونس الخضراء، وأن يحمي جيشنا وأرضنا.

- لماذا استغرق ألبومك «أحلى حاجة فيا» فترة طويلة من التحضيرات؟
للمرة الأولى أنتظر ما يقرب من أربع سنوات لكي أطرح ألبوماً، فدائماً ما كنت أختفي عامين وأطرح العمل الجديد في بداية العام الثالث، لكن هذه المرة الأمر لم يكن بيدي، بل كانت هناك عوامل عديدة جعلتني أتأخر في الطرح، أولاً الأوضاع في المنطقة العربية جعلتني غير راغبة في الغناء، وشعرت بعدم القدرة على الذهاب إلى استوديوهات التسجيل من أجل وضع صوتي على أغنية رومانسية أو صاخبة، فكان كل تفكيري منصباً على تقديم أغانٍ وطنية، ثانياً المستمع العربي نفسه لم يكن قادراً على الاستماع لأغنيات وهو يفكر في حال بلده ووطنه.

- لماذا حمل الألبوم كل هذه الكمية من الأغنيات ذات الطابع المفرح والإيقاعات الصاخبة؟
أبناء الوطن العربي عاشوا خلال السنوات الأربع الأخيرة حالة من الحزن والكآبة بسبب الأحداث السياسية التي مررنا بها، ورغم تلك الحالة كنت أفكر جدياً في طرح الألبوم بعيد الحب لعام 2011، كان سيتضمن حينها عدداً كبيراً من الأغنيات الدرامية والحزينة، لكن بعد فترة من التفكير وبسبب الأحداث الحزينة المتلاحقة، قررت تأجيل الألبوم لأجل غير مسمى، وسجلت أغنيات وطنية، لأن شعوبنا العربية كانت في حاجة إليها، لكن بعد أن رأيت مصر تنهض من أزمتها وتنتصر ثورة 30 يونيو عادت لي الفرحة مرة أخرى ودبّت السعادة بقلبي، وقررت أن أدخل الاستوديو من جديد وأسجل عدداً آخر من الأغنيات ذات الطابع المفرح الإيجابي، وجددت أغنيات أخرى، وحذفت عدداً آخر.
وهنا أحب أن أتوجه باعتذار لكل شاعر أو ملحن أو موزع استبعدت أغنيته من ألبومي الجديد، فأنا كنت أعيش في حالة فرح وسعادة، وأحببت أن أشارك جمهوري هذه الحالة الرائعة.

- البعض استغرب اختيارك اسم أغنية «أحلى حاجة فيا» كعنوان للألبوم لأنه يدل على الغرور؟
من يعرف لطيفة جيداً، يعلم أن شخصيتها لا تعرف هذه السمة البغيضة، ومن يستمع للأغنية كاملة سيتفهم أن الحالة الغنائية ليست عن عاشقة مغرورة، بل عاشقة تصف حبيبها بأحلى الصفات وتقول له، إنه أجمل شيء في حياتها بل هو حياتها، واخترت هذه الأغنية كعنوان للألبوم لادهاش الناس، لكي يستمعوا لها، ويفسرها كل مستمع حسب وجهة نظره، إضافة إلى أن هذه التركيبة لم يتم استخدامها من قبل بهذا الشكل.

- كيف جاءت فكرة كليب «أحلى حاجة فيا»؟ وكيف كان استقبالك لفكرة الغوص ببركة سباحة؟
مع التحضير للألبوم، قرّرت أن أجدّد في شكل أغنياتي المصوّرة، واستعنت بالمخرج اللبناني الرائع وليد ناصيف، واتفقنا على أن نبدأ تصوير أغنيات الألبوم بأغنية «أحلى حاجة فيا»، وخلال التحضير وجدته يقول لي: «اجهزي لأنك ستغطسين في بركة السباحة، صدمت للوهلة الأولى من الجملة والصدمة جعلتني غير قادرة على الرد. فطيلة مشواري الفني بتصوير الكليبات كان أجرأ ما أفعله هو أن أمر بجانب المغطس ولا أسبح فيه، مثلما حدث في كليب «بحب في غرامك»، لكن عندما انتبهت للأمر قلت له «انسى»، فوجدته يضحك ويقول لي: «ستغطسين بملابسك كاملة». والهدف من تلك الفكرة الرائعة التي قدمها المخرج هي أن الفتاة التي تظهر بالكليب من شدة فرحتها بحبيبها لم تتنبه إلى ملابسها ولا شعرها، وغطست في المغطس دون أن تلاحظ.

- رغم ذلك البعض أعلن استياءه وغضبه من الفكرة، فما تعليقك؟
هذه هي الجرأة، فأنا ظهرت في «حمام سباحة» دون أن يحدث أي عري أو أقدم شيئاً مبتذلاً، بل قدمت كليباً من أنجح كليباتي بناء على شهادات النقاد، وهناك ناقد كتب في إحدى الصحف المصرية أن لطيفة بكليب «أحلى حاجة فيا» عادت إلى العشرينات من عمرها، ونلت أخيراً عليها جائزة أفضل كليب عربي من مهرجان القاهرة للأغنية المصورة.

- لماذا أكثرت من حالة التضاد في كلمات أغنية «بالعربي» خاصة في مقطع «لما السما تنزل على الأرض.. ولما الطول يصبح بالعرض.. ولما في يوليو تموت من البرد.. والخسران يشمت في الفايز»؟
أحب هنا أن أشكر الشاعر الرائع ملاك عادل على هذه الفكرة لأنه استخدم شكلاً جديداً من حالات رفض الحبيبة لحبيبها، فبدلاً من أن ترفضه أو تظهر له عدم رغبتها في مبادلته الحب بشكل صريح، تضع عدداً من المستحيلات أمامه، إن تحققت وهذا مستحيل، قد تفكر في مبادلته الحب.

- ألم تخشي من استخدام المصطلحات الغربية النادر سماعها بالأعمال الغنائية فى أغنية «مأفورها»؟
«مأفورها» لم تعد كلمة جديدة وغريبة على مسامع الناس، فهي كلمة أصبحت مستخدمة في حياتنا اليومية بشكل عام، فعندما تنظر حولك خلال السنوات الأخيرة تجد أن «الأفورة» أصبحت في كل شيء، فضيوف البرامج الحوارية أصبحوا «يأفورون» في تصريحاتهم، القتل والإرهاب والمظاهرات أصبحت «مأفورة» عن ما كان يحدث في الماضي، هذا الأمر شكل لي هاجساً في حياتي. وعندما كنت أتحدث مع الشاعر نادر عبد الله وذكرت له هذا المصطلح، قال لي: «ما رأيك في صنع أغنية نستخدم فيها هذا اللفظ»؟ فوافقت.
لم يمر سوى يوم ووجدته يهاتفني ويقول لي: «مأفورها معايا وأنا سهل إني برضوا أفورها»، فشعرت بالأغنية تلمس إحساسي، وبدأنا العمل عليها مع الملحن محمد يحيى، وأحب أن أشكر الموزع هاني يعقوب على استخدام الصولو ببراعة بافتتاحية الأغنية.

- دوّنت في كتيب الألبوم أن أغنية «بحة بحة» التي غنيتها باللهجة التونسية هي رسالة أحببت أن توجهيها إلى أشخاص معينين، من هم؟
الأغنية صنعت خصيصاً لهدف معين، وهو توجيه رسالة إلى كل الشخصيات التى تحب السلطة والمناصب، الأغنية من فكرتي، وخلال العمل عليها شرحت للفنان التونسي محمد الجبالي الفكرة، وقلت له أريد مقطعاً يحمل تلك الصفات، فوجدته يكتب لي: «مغرور وكذاب معاك عذاب العيشة يا متكبر.. ما عندك أحباب مسكر باب الود يا متجبر»، وبعد ما كتبت كلمات الأغنية قررنا أن نقدمها على نمط الفلكلور التونسي، لكن أخذها الموزع هاني يعقوب وقدّمها بمزيج ما بين الفلكلور التونسي والإيقاعات الموسيقية العصرية.

- حقق كليب «بحة بحة» نسبة مشاهدة عالية ما تفسيرك لهذا النجاح؟
عليَّ أن أعترف أولاً، بأن الأغنية ككلمات وألحان أكثر من رائعة، وكانت تحتاج إلى فكرة تصوير جيدة لكي تخرج في أفضل صورة، وهنا لابد أن أشكر المخرج الرائع والمتميز وليد ناصيف، الذي وضع كل لمساته الرائعة على الكليب مستخدماً كل أساليب التقنية الحديثة.

- لماذا اخترت صورة المناضل تشي غيفارا فقط لكي تظهريها في الكليب؟
تدور فكرة الأغنية حول كل إنسان متجبر وخائن وكذاب، استغل منصبه أو كرسيه لتحقيق مكاسب شخصية، وأساء إلى الناس والشعب الذي يحكمه، فكان لا بد أن نأتي برمزية المناضل تشي غيفارا، أعظم مناضل في القرن العشرين، والذي يرمز إلى الثورات الحقيقية ويعد مثالاً للحرية والعزة والشرف.

- لماذا لم تختاري صورة ثائر عربي لكي تضعيها بدلاً من غيفارا؟
وطننا العربي مليء برموز النضال والثورة، ونتشرف بهم ونفتخر بكل بطولاتهم وأمجادهم، لكننا ارتأينا الابتعاد عن المنطقة، وقررنا اختيار شخصية واحدة أجمع عليها العالم كله، فليس هناك أفضل من غيفارا رمز الثورة والنضال الأول في العالم.

- بأغنيتك «يا حياتي وأنا جنبك» قد يشعر المستمع بأنك تسيئين للفتاة في محاولة إظهار أن حبها لحبيبها هو كل ما تتمناه فقط في الحياة؟
هذه الأغنية من أجرأ الأغنيات التي قدّمتها بالألبوم، وفيها نوع من الحب الموجود بمجتمعنا العربي، ولا أعتقد أنه إساءة، بالعكس أرى أن الأغنية وصفت بشكل رائع فرحة الحب والعشق التي يصاب بها العاشقان، فالشاعر محمد رفاعي وصف الحالة بدقة في جملة «مجنونة أنا بحبك ومش هعقل من اللي أنا فيه»، وأيضاً في جملة «طبلي ع الواحدة أنا فرحانة من قلبي».

- لمن تهدين هذه الأغنية؟
عندما كنت أسجلها وضعت في بالي أن الأم يمكن أن تغنيها لطفلها الصغير، وأيضاً يمكن أن تهديها الحبيبة إلى حبيبها.

- استغرب البعض من موافقتك على أغنية «يقول كرهني» فلماذا تحمست لغنائها؟
فكرة الأغنية جديدة بالنسبة لي، وخلال مسيرتي الفنية الطويلة لم أقدّم نوعية تلك الأغنية، فعندما عرضت عليَّ من قبل الشاعر محمد الغنيمي والملحن مودي جمال، شعرت بفرحة بقلبي، والغريب أيضاً بالأغنية أننا نبتعد فيها عن صخب الآلات الموسيقية ونكتفي فقط بآلة الدرامز، ونادراً ما تجد مطربة تفعل هذا الأمر، فالعادة أن تضم الأغنية عدداً كبيراً من الآلات الموسيقية.

- ما أقرب أغنيات ألبومك إلى قلبك؟
كل أغنيات الألبوم قريبة لقلبي، لكن هناك بعض الأغنيات التي لها معزة خاصة، مثل «أحلى حاجة فيا»، و«بالعربي»، و«كرهني»، و«مأفورها».

- وما أقربها إلى شخصيتك الحقيقية؟
أغنية «أحلى حاجة فيا»، لسببين، الأول إنساني فهي تعبّر عن لطيفة فأنا أغني بالمطلق، وأقول لكل الناس الذين أحبهم أنتم «أحلى حاجة فيا» ومعكم أشعر بالدنيا والسعادة، والثاني فني، حيث إن الملحن محمد عبد المنعم والموزع رفيق عاكف قدما لي مساحات رائعة لإبراز صوتي، ومنحوني فرصة التألق بالغناء، ولابد أن أشكر مهندس الصوت الرائع هاني محروس، فهو القائد الحقيقي للألبوم.

- لماذا تعاونت مع الشاعر ملاك عادل والملحن محمد عبد المنعم رغم أنه معروف عنهما التميز في اللون الشعبي فقط؟
ملاك وعبد المنعم نجحا بقوة في الأغنية الشعبية، لكن الناس لم تستمع لهما فى الألوان الغنائية الأخرى، وأعتقد أن النجاح الذي حققته أغنية «أحلى حاجة فيا» أكد أنهما ليسا فقط فناني الأغنية الشعبية بل باستطاعتهما تقديم كل الأشكال.

- من الملحنون الذين يفهمون صوت لطيفة ومساحاته ويسهل عليك التعاون معهم؟
هناك عدد كبير من الملحنين، فلو تكلمت عن البداية فبالتأكيد سيكون على رأسهم الموسيقار الكبير الراحل عمار الشريعي، وخلال الفترة الماضية هناك أكثر من ملحن وموسيقار، أمثال زياد الرحباني ومنصور الرحباني في المسرحية التي تعاونا فيها، وأيضا الفنان الرائع كاظم الساهر، وفى الجيل الحالي هناك محمد عبد المنعم ومحمد يحيى ومحمد رفاعي ومحمد راجح، وتعاونت معهم جميعاً في ألبومي الأخير.

- دوّنت على كتيب الألبوم جملة «يعود ريع الألبوم إلى جمعية ناس الخير بتونس ولصندوق دعم مصر» فلماذا فعلت ذلك؟
الفرحة التي شعرت بها عقب ثورة يونيو، جعلتني آخذ عهداً على نفسي أن أجعل كل من حولي في سعادة، فأنا لست بحاجة إلى ريع ومال الألبوم، فهناك الآلاف في حاجة إلى هذا المال، فقررت أن أقسّم ريع الألبوم إلى جبهتين، الأولى لبلدي تونس لصالح عائلات الشهداء بجمعية «ناس الخير»، والثانية لبلدي مصر لصالح صندوق دعم مصر، فخلال السنوات الأخيرة التي مررنا بها هناك عائلات وأسر عديدة لم تأخذ من الثورات التي انطلقت ببلادنا العربية سوى الخراب والدمار والتشرد، وعلينا أن نقف إلى جانبهم ونساعدهم.

- بما أنك مواطنة تونسية لماذا لم تكتفي بالتبرع لتونس؟
أنا مواطنة عربية، وتربيت وتعلمت على أن أكون عربية، فأنا لست صاحبة جنسية واحدة، أنا ابنة هذا الوطن العربي أجمع، فبلدي الأصل تونس ومصر بلدي الذي تربيت فيه وصنع شهرتي وأمجادي، وله فضل كبير عليَّ، والإمارات بلدي التي أشعر فيها بالراحة والسعادة، كما أن سورية ولبنان والسعودية وفلسطين وغيرها من الدول العربية بلادي أيضاً.

- لماذا تنتجين أعمالك لنفسك دائماً؟
تعلمت الحرية من الشاعر الكبير الراحل عبد الوهاب محمد، الذي أعطاني درساً في الحرية منذ قدومي لمصر، وقال لي: «حافظي يا لطيفة على حقوقك وحريتك»، فمنذ ألبوم «أكتر من روحي بحبك» إلى ألبومي الأخير، وأنا أمتلك كل أغنياتي وأعمالي الفنية، ولا أترك أحداً يحتكر صوتي، ربما الألبوم الوحيد الذي لا أمتلكه هو ألبوم «ما تروحش بعيد»، الذي قمت ببيعه لإحدى الشركات العربية، وللعلم أنا المطربة الوحيدة بالقطر العربي التي تمتلك كل حقوق ألبوماتها.

- لماذا منع ألبومك من الطرح في الأسواق التونسية؟
ألبوم «أحلى حاجة فيا» لم يمنع من الأسواق التونسية، لكن تأخر طرحه في الأسواق لبعض المشاكل التسويقية والإنتاجية، واستطاع خلال فترة وجيزة أن يحقق مبيعات رائعة رغم تسربه على الإنترنت.

- هل هناك أغنيات أخرى سيتم تصويرها خلال الفترة المقبلة؟
صوّرت ثلاث أغنيات حتى الآن مع المخرج وليد ناصيف، «أحلى حاجة فيا» و«بالعربي» و«بحة بحة»، والآن نعقد جلسات عمل من أجل تصوير أغنيتين جديدتين، ووضعنا نصب أعيننا عدداً من تلك الأغنيات، وهي «يا حياتي أنا جنبك» و«بنتقابل» «مكتوبلي»، ونعمل حالياً على دراستها وأفكر أيضاً في طرح استطلاع رأي لجماهيري على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، لكي يختاروا الأعمال المفضلة لهم، كما اتخذت قراراً نهائياً، بتصوير الكليب الجديد في تونس، نظراً إلى غيابي الطويل عن تصوير أعمالي فيها.

- لماذا تكثرين دائماً تصوير أعمالك الفنية؟
منذ انطلاقي في عالم الغناء وأنا أعشق تصوير أغنياتي، لأنني أرى أن الكليب جزء لا يتجزأ من نجاح الأغنية وأصبح بمثابة البديل الرئيسي للسينما الغنائية، التي انهارت وانقرضت من حياتنا، والحمد لله كليباتي عوّضت هذا الانقراض.

- لماذا طرحت أغنية «جيت على بالي» التي تجمعك بالمطرب الراحل عامر منيب؟
عامر منيب لم يكن مجرد صديق في المجال الفني، بل كان أخاً، وحتى الآن زوجته إيمان وبناته حفظهن الله، من أقرب الشخصيات إلى قلبي. وللعلم تلك الأغنية لم تسجّل بطريقة الدويتو. فالأغنية في الأصل غناها عامر منيب في آخر ألبوماته الغنائية، وبعد وفاته تعلقت بالأغنية كثيراً، وفي إحدى المرات التي كنت أسجل فيها أغنية خاصة بي وجدت نفسي أشدو بأغنية عامر، وقررت أن أطرحها بشكل دويتو بيني وبينه، وحققت نجاحاً كبيراً فور طرحها على الإذاعات والمواقع الإلكترونية، ولم يلاحظ أحد أن الأغنية تم تركيبها.

- وما حقيقة تقديمك دويتو مع المطرب محمد منير؟
جلست مع منير أكثر من مرة، وفي كل مرة نتفق على العمل لكن الظروف دائماً ما تبعدنا، والعمل قيد الانتظار، لم نقرر بعد تسجيله من عدمه.

- ما رأيك في نجاح عمرو دياب إلى الآن؟
أحب عمرو دياب كثيراً، وأعماله الغنائية وطريقة تخطيطه لشغله ولفنه، فمن وجهة نظري هو من أنجح الفنانين الذين استطاعوا أن يحافظوا على استمراريتهم بفضل ذكائه وولعه بالعمل.

- ما الصوت الخليجي الذي تحب أن تستمعي له؟
أحب كل أغنيات المطرب الكبير محمد عبده وأحفظها عن ظهر قلب، أيضاً المطرب الكبير رابح صقر، ويعجبني للغاية تجديده الدائم في أعماله وألحانه التي يقدمها.

- ما الصوت الذي تعشقه لطيفة؟
صوت العظيمة فيروز، فهو الصوت الذي أعطاه الله لنا في هذه الدنيا، فعندما أشعر بالحزن وأستمع لمقطع غنائي بصوتها أنسى معاناتي وحزني وأشعر بالفرحة، فأنا أشكر الله على أنه أوجدني في الحياة في الوقت الذى كانت تغني فيه فيروز.

- ما تقويمك لتجربتك في تقديم «يلا نغني» بعد مرور ما يقرب من عامين على انتهائه؟
لم أكن مقدمة برنامج محترفة، البرنامج كان أشبه بالجلسات التي أقيمها مع أصدقائي وزملائي المطربين والمطربات، فمعظم الضيوف الذين استضفتهم كانوا يشعرون بالاستغراب حينما يجدونني أحفظ أغنياتهم، مثل آمال ماهر وعبد الله الرويشد ونبيل شعيل وهاني شاكر، إلى درجة أن المطرب اللبناني معين شريف كان مذهولاً من أنني كنت أغني معه أغنياته.

- هل ستعيدين تجربة التقديم مرة أخرى؟
تلقيت حتى الآن أكثر من عرض، لكننى مازلت أفاضل بينها ولم أقرر بعد، الفكرة تستهويني، لكن حينما أجد العرض المناسب لي من كل النواحي، لن أتردد وسأوافق على الفور، خاصة أن تجربتي في «يلا نغني» خلال الموسمين كانت جيدة للغاية، ونجحنا في استضافة أكثر من عشرين مطرباً عربياً، وكرمنا أيضا عشرين فناناً ساهموا في صناعة الفن في الوطن العربي.

- هل توافقين على الانضمام إلى لجنة تحكيم برنامج للمواهب الغنائية؟
ليس لدي مانع، مادام البرنامج فكرته جيدة، ويحترم عقل المشاهد ولا يستخف بالمتسابقين أو يقلل من شأنهم. فالمطرب الكبير عليه أن يساعد في تبني المواهب الشابة الجديدة.

- متى نرى لطيفة ممثلة مجدداً؟
هناك أكثر من عمل عرض عليَّ خلال الفترة الماضية، لكن التمثيل مرة أخرى يتطلب مني التأني في أي خطوة، فبدايتي كانت مع المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين في فيلم «سكوت هنصور»، لذلك لابد أن تكون عودتي قوية. أحب أن أخوض تجربة التمثيل مجدداً، على الأقل عملاً بنصيحة شاهين التي قالها لى في آخر عيد ميلاد له قبل وفاته: «يا لطيفة إوعى ما تمثليش، عشان خاطري جربي مرة أخرى، لازم تكملي مسيرتك في السينما وتقدمي أعمال أخرى، أنت موهوبة».

- هل سرق الفن حياة لطيفة الخاصة؟
«نحن عابرون»، هكذا وصف الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش الحياة، ولذلك لا أرى أن الفن سرق حياتي، فالفن هو أجمل شيء أعطاه الله لي في الحياة، فلولا الفن ما كان أحد الآن يعرف لطيفة.

- هل راودتك لحظات إحباط أحياناً؟
لا أعرف في قاموس حياتي كلمات ومصطلحات اليأس والإحباط والانكسار، الله سبحانه وتعالى منحني أشياء كثيرة أهمها الصحة، وعليَّ أن أبذل كل ما في وسعي من أجل أن أقدم صوتي وموهبتي لجمهوري لكي أسعدهم، ربما أفكر أحياناً في الابتعاد لفترة زمنية لكي أراجع حساباتي وخطواتي وأعود بشكل أفضل.

- ما هي نقطة ضعفك؟
قد يستغرب البعض من نقطة ضعفي في الحياة، فأنا لا أستطيع أن أعيش بدون أن أستنشق رائحة الياسمين والفل، وكلما أشعر بالتعب النفسي والجسدي لابد أن أستنشق هذه الرائحة. ففي اليوم الواحد لثلاث مرات لابد أن أفعل هذا الأمر، حتى عندما أشتري بخوراً وأشعله بالمنزل لابد أن يكون بهذه الرائحة. فأنا تربيت بتونس، وكل الشوارع والبيوت التونسية فيها هذه الرائحة.

- ما هو الحب في حياتك؟
الحب بالنسبة إليّ عطاء، سواء كان هذا الحب لشخص أو لبلد أو لوطن، فعلى سبيل المثال بالنسبة إليّ الله أعطاني موهبة الغناء، فكان عليَّ أن أحبها وأن أبادلها الحب، وأنجح بها.


كلمات قليلة

الحسد: أؤمن بالحسد لأنه ذكر بالقرآن الكريم، وأنا عمودي الأساسي في حياتي هو القرآن.
الشهرة: لها بريق رائع لكني أؤمن بأنها لن تدوم.
الرجل: النصف الثاني لكل امرأة، فهو أحلى حاجة فينا كلنا، والمرأة بدون رجل لا تساوي شيئاً.
الصداقة: هي الأخوة، والأخوة بالنسبة إلي يمكن أن تتجسد في شخص واحد وهي «دوريس إسكندر».
الرياضة: أمارسها يومياً، وأحياناً يأتيني مدرب إلى المنزل لكي يساعدني في بعض التمارين مثل «الكيك بوكسنغ».
الطبق المفضّل: أعشق الأكلات الخضراء، وأتناولها أكثر من اللحوم وأنواعها إلى درجة أن أمي تلقّبني بـ «الأرنب».
الأم: علية العرفاوي تاج رأسي.
الفانز: «بحبكم موت».


رأيك في أصوات

إليسا: صوت جميل وحساس.
نوال الزغبي: صوت له شخصيته.
أصالة: صوت متمكن من أدواته.
أنغام: من أحلى وأقرب الأصوات إلى قلبي.
ديانا حداد: صوت له ملامح وبصمة رائعة.

CREDITS

تصوير : شربل بو منصور