محمود عبدالعزيز: نيللي كريم تعجبني وهذا الشخص يزعجني

محمود عبدالعزيز,نيللي كريم,التواصل الاجتماعي,مسلسل,ماراتون رمضان,الفنانين,الجمهور,الدراما المصرية,السينما,الأعمال الفنية,مسل,مرض السرطان,المشوار الفني

أحمد مجاهد (القاهرة) 17 يناير 2015

يعترف أنه مثلما يشعر أحياناً بالأمل والتفاؤل يشعر أحياناً أخرى بالخيبة والحسرة، ويتكلم عن الأسباب. النجم الكبير محمود عبد العزيز يعلن أنه اتخذ قراراً بالغياب عن شاشة رمضان المقبل، ويتحدث عن يحيى الفخراني ونيللي كريم وأحمد حلمي ومنى زكي، وعودته إلى السينما بعد غياب طويل، وينفي الشائعة السخيفة التي فوجئ بها، ويكشف المكان الذي يشعر فيه بالراحة والدفء، وطريقته للتخلص من التوتر، ورأيه في ولديه محمد كمنتج وكريم كممثل.


- هل صحيح أنك قررت الغياب عن ماراتون رمضان 2015؟
حتى الآن لا ينتابني شعور بتقديم مسلسل جديد في رمضان، لأنني أرى أن مسلسلي الأخير «جبل الحلال» حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً في رمضان الماضي، ولا أريد أبداً أن أقدم تجربة فنية جديدة تكون في مستوى أقل منه، بالإضافة إلى أن تقديم مسلسل كل عام ليس بالأمر السهل أبداً، فذلك يحتاج مني ومن المؤلف والمخرج إلى عقد جلسات عمل مكثفة، ووقتاً طويلاً للاستقرار على سيناريو جيد لأقدمه للجمهور، وأرى أن الوقت لم يعد كافياً، ولذلك الأفضل ألا أتعجّل تنفيذ أي عمل.

- من جذبك في رمضان الماضي من الفنانين؟
نيللي كريم أعجبتني كثيراً في مسلسل «سجن النسا»، بالإضافة إلى النجم الكبير يحيى الفخراني في مسلسله الأخير «دهشة»، وهو لا يحتاج إلى شهادة أو كلام مني في أدائه وتمثيله، لأنه «عبقري تمثيل» وأحب مشاهدته دائماً.

- «جبل الحلال» مسلسل حقّق نجاحاً كبيراً مع الجمهور لكن لم ينل النجاح نفسه مقارنة بمسلسلات أخرى، ما تعليقك؟
لا أعتقد ذلك أبداً، لأنه حقق نجاحاً كبيراً لدى الجمهور المصري عامة وفي الوطن العربي أيضاً. وعموماً فكرة المقارنة هذه لم تشغلني يوماً في تاريخي الطويل.

- لم تقدم في الدراما التلفزيونية سوى أعمال قليلة عكس أفلامك السينمائية التي ملأت مشوارك الفني، فما السبب؟
السينما عشقي الأول والأخير، لكن حبي للدراما المصرية يدفعني لتقديم تجارب قليلة من حين إلى آخر. والحمد لله أن المسلسلات التي قدمتها في مشواري الفني، مثل «رأفت الهجان» و«البشاير» و«محمود المصري»، حققت نجاحات كبيرة أعتز بها.

- ما هو إحساسك بتكريمك أخيراً في المغرب عن مشوارك الفني الطويل؟
لا أستطيع أن أصف مدى شعوري بالسعادة البالغة بعد تكريمي بالمغرب عن مشواري الفني الطويل، وسعادتي أيضاً باستقبال الجمهور المصري لي في المطار بمجرد رؤيتهم لي، وأتمنى أن أكون على قدر محبتهم وثقتهم بي دائماً في أي عمل فني أقدمه.

- كيف ترى مستوى الدراما المصرية في السنوات الأخيرة؟
الأعمال الدرامية تطوّرت بشكل كبير السنين الماضية، وحدثت قفزة كبيرة في الشكل والمضمون، فمواضيع المسلسلات أصبحت تلامس الواقع المصري بشكل كبير، رغم أن هناك أعمالاً تلفزيونية لا تتناول الحدث الذي نعيشه، وتستورد أفكارها من السينما العالمية الغربية.
علاوة على أن تصوير المسلسلات أصبح مختلفاً حالياً عما كنا نقوم به في بدايتنا الفنية، حين كنا نصور بكاميرات ذات أحجام كبيرة، أما حالياً فالكاميرات تكاد لا ترى بالعين المجردة، وذلك يدل على مستوى التطور الذي وصلنا إليه في الدراما التلفزيونية.

- البعض يرى أنه لم يعد لدينا كتَّاب متميزون في الدراما المصرية، ما رأيك؟
هذا ليس صحيحاً، فهناك مؤلفون وكتاب مبدعون جداً في الدراما المصرية، لأن مصر ولّادة للمواهب دائماً. مثلاً يوجد لدينا السيناريست الموهوب ناصر عبد الرحمن الذي تعاونت معه في مسلسلي الأخير «جبل الحلال»، وشعرت بأنه مجتهد كثيراً في عمله ويريد تقديم مواضيع ذات قيمة وجودة فنية ومختلفة عن السائد.

- هل أنت من الفنانين الذين يؤمنون بأن فنهم يجب أن يوجّه رسالة للجمهور أم أنه لمجرد المتعة والتسلية فقط؟
الفن لا بد أن يرتقي بمشاعر المشاهد وإنسانيته، ويوعيه أيضاً على واقعه ومشاكله، ويحاول إيجاد حلول حتى لو بدائية لبعض المشكلات أو حتى لفت نظره إليها، لذلك أرى أن أي عمل فني يجب أن يكون فيه رسالة إنسانية، حتى لو كانت بسيطة، إلى جانب تقديم متعة وترفيه في هذا العمل، حتى لا يكون ثقيلاً على المشاهد في النهاية.

- يتم اتهامك بالانحياز إلى مخرجين معينين في مشوارك الفني سواء في أعمالك السينمائية أو التلفزيونية. ما ردك؟
لا أرى ذلك أبداً، فقد تعاونت مع مخرجين كبار في السينما والتلفزيون خلال مشواري الفني، ولا أنحاز أبداً إلى مخرجين معينين، لكن عندما أحس بأن هناك كيمياء بيني وبين مخرج معين وسنقدم معاً عملاً متميزاً، لا أتردد أبداً في التعاون معه أكثر من مرة.

- هل هذا هو سبب تعاونك مع المخرج عادل أديب في أعمالك التلفزيونية السابقة مثل «باب الخلق» و«جبل الحلال»؟
عادل أديب مخرج عبقري في عمله الفني، لذلك نحقق معاً نجاحاً كبيراً دائماً، وذلك ما تحقق في مسلسلي «باب الخلق» و«أبو هيبة».

- ماذا تقول عن بعض الفنانين الذين تعانوا معك في الفترة الأخيرة؟
مسلسل «جبل الحلال» جمع كوكبة من الفنانين، مثل نيرمين الفقي وطارق لطفي والنجمة الكبيرة وفاء عامر وإيهاب فهمي وهبة مجدي وخالد سليم ونيرمين ماهر والفنانة القديرة سلوى خطاب، وكلهم فنانون موهوبون جداً.
وتجمعني بوفاء عامر وسلوى خطاب صداقة قوية منذ سنوات طويلة، بالإضافة إلى أن طارق لطفي فنان محترم وقدم أدواراً مميزة في مشواره الفني، وأعجبني كثيراً دوره في مسلسل «عد تنازلي» الذي قدمه رمضان الماضي.

- هل صحيح أن ثمة خلافات بينك وبين شركة «فنون مصر» رغم أن ابنك محمد أحد ملاكيها مما أدى لعدم تقديمك مسلسلاً جديداً رمضان 2015؟
هذا الكلام غير صحيح، فعلاقتي بـ«فنون مصر» جيدة جداً ولا توجد أزمات أو خلافات أو مشاكل بيننا، وهذه كلها شائعات سخيفة ولا أعرف مصدرها.
أما بالنسبة إلى عدم تقديمي مسلسلاً في رمضان المقبل، فكما أكدت الأمر يرجع إلى أنه لم يقنعني سيناريو جديد حتى الآن لأخوض به الموسم الرمضاني.

- إذا عرضت عليك شركة إنتاج جديدة غير «فنون مصر» سيناريو متميزاً هل ستقبل به فوراً؟
الأمر ليس له علاقة بالشركات الإنتاجية أبداً، وإنما الأهم بالنسبة إليّ هو أن أقدم موضوعاً جديداً ويقدم رسالة مهمة للجمهور، وأشعر بأنه إضافة حقيقية إلى رصيدي الفني في قلوب الجمهور.

- «أوضتين وصالة» فيلمك السينمائي الجديد الذي تنوي تقديمه لجمهورك أوائل العام الجديد ما سبب تأجيل تصويره حتى الآن؟
التأجيل يعود إلى الظروف السياسية التي تواجهها البلاد، بالإضافة إلى سفري إلى المغرب لتكريمي هناك وبقائي فيها لفترة، لكني أشعر بأنه سيكون فيلماً رائعاً وعودة قوية لي إلى شاشة السينما الفترة المقبلة.

- ما الذي يشعرك أنه سيكون فيلماً سينمائياً رائعاً إلى هذه الدرجة؟
لأنه من تأليف الراحل إبراهيم أصلان، وهو مؤلف كبير كان يتميز دائماً بتقديمه لبعض المشاعر الإنسانية في أعماله السينمائية، سواء شخصية الأعمى التي قدمتها سابقاً معه في فيلمي «الكيت كات»، أو غيرها من الشخصيات العبقرية التي أثّرت بشكل كبير في وجدان الجمهور المصري والعربي.

- هل تم الاستقرار على بقية الفنانين المشاركين في الفيلم؟
حتى الآن يعمل المخرج شريف البنداري على اختيار بقية الفنانين حتى نبدأ تصويره فوراً، وما يهمني هو اختيار الممثل المناسب لكل دور، لأن هذا مهم جداً لنجاح أي عمل.

- هل صحيح أنك ستقدم فيلماً سينمائياً مع النجم الكوميدي أحمد حلمي، كما تردد؟
حتى الآن لم يحدث أي اتفاق على مشروع سينمائي معين بيني وبين أحمد حلمي لكني أحبه كثيراً لأنه فنان محترم وموهوب.

- هل توجه رسالة معينة إليه بعد إصابته بمرض السرطان الفترة الأخيرة؟
أتمنى أن يكمل الله شفاءه ويحفظه لزوجته منى زكي وابنيه لي لي وسليم، وهو إنسان راقٍ على المستويين الفني والإنساني، ومنى أيضاً.

- ألم يتدهور حال السينما بشكل كبير في السنوات الأخيرة؟ ألا يقلقك ذلك من خوض تجربة سينمائية في هذه الفترة بالتحديد؟
التدهور ليس موجوداً في السينما أو الفن فحسب، وإنما أصبحنا نعاني تخبطاً كبيراً في كل مجالات الحياة. أما بالنسبة إلى السينما المصرية فالأمر يعود إلى تراجع منتجين كبار عن المساهمة في تقديم أفلام جيدة، وذلك لم يحدث منذ عشرات السنين ومرحلة أفلام الأبيض والأسود. لكن أشعر بأن السينما ستعود بقوة في الفترة المقبلة، خاصة بعد ظهور أفلام مميزة في الفترة الأخيرة.

- هل تقصد تراجع منتجين كبار عن المساهمة في صناعة السينما؟
روح المغامرة لدى هؤلاء المنتجين تراجعت بشكل كبير، بسبب تدهور الحالة الاقتصادية في مصر والحالتين السياسية والأمنية أيضاً، لكن هذه الأمور لن تستمر كثيراً.

- ما هي أهم المحطات الفنية التي لا تنساها في مشوارك الفني؟
الحمد لله أن هناك أفلاماً سينمائية لي في مشواري الفني تم اعتبارها من أهم مئة فيلم قدمت في تاريخ السينما المصرية، مثل «الكيت كات» و«البريء» و«العار» و«جري الوحوش»، فهذه أفلام مميزة لا يمكن أن تتكرر أبداً، وذلك فخر كبير لي، لأنها تمثل مجهوداً كبيراً للكتاب والمخرجين أيضاً.

- «الكيت كات» بالتحديد لم يكن مجرد فيلم سينمائي، بل كان رسالة إنسانية للعالم. ما تعليقك؟
كان دعوة لتحدي العجز في الحياة، وليس مجرد فيلم فيه مواقف وأحداث كوميدية فقط. ويكفي أن الشخصية التي جسّدتها كانت من تأليف الكاتب الكبير الراحل إبراهيم أصلان وإخراج الرائع داوود عبد السيد، وأقولها بصراحة كنت أتمنى أن أملك قوة الشخص فاقد البصر الذي قدمته في «الكيت كات»، وهي شخصية الشيخ حسني، لأنني أقابل أشخاصاً كثيرين في الشارع يقولون لي إنهم يشاهدون الفيلم كثيراً، وذلك يسعدني كثيراً، لأنه كإنسان استطاع أن يعيش الحياة رغم أنه سلبت منه جوهرتيه «عينيه».

- هل تشعر بالقلق عندما تقدم عملاً جديداً رغم أن مشوارك الفني يزيد عن 40 عاماً؟
حتى هذا الوقت أشعر بقلق شديد في أي دور جديد أجسّده على الشاشة، لأنني أحرص على أن يكون له أثر في وجدان الجمهور بعد عرضه، ويترك أيضاً بهجة على وجوههم.

- هل يمكن أن تحمي النجومية الكبيرة الفنان لو قدم دوراً أقل جودة من أعماله السابقة؟
أحياناً قد تحمي النجومية الفنان، وأرى ذلك في عيون الناس واتصالاتهم بي وكل ما يكتب عني في الصحافة، وأحمد الله على ذلك كثيراً. إنما يجب عليَّ كفنان أن أبحث عن كل ما هو جديد ومميز للناس، حتى أظل عند ثقتهم وحبهم لي دائماً، وألا أجلس في منزلي مكتوف اليدين، لأن الفنان يحب أن يشعر دائماً بأنه مرغوب ومطلوب، فهو لا يقدم عملاً فنياً لمجرد أن يراه أبناؤه في المنزل، وإنما الأهم أن يكون له دور حقيقي في مجتمعه ووطنه من خلال مخاطبة وجدانه والاستمتاع أيضاً وهو يقدم ذلك.

- ما الذي يفرحك في حياتك؟
عندما أجد كل الأشخاص القريبين مني سعداء في حياتهم أكون من أسعد الأشخاص، وهذا ليس مجرد كلام وإنما هي حقيقة. وأفرح عندما أقدم عملاً فنياً ممتعاً أسعد به الكثيرين.

- وما الذي يضايقك؟
الكذب، وعندما أعطي شخصاً أكثر من حجمه فيشعر بأن ذلك ضعف مني، فذلك يزعجني جداً، لكن ذلك لا يؤثر على صحتي أو تكويني أو عملي الفني.

- هل ما زلت تواجه توترك بالرياضة؟
أواظب على المشي ساعة يومياً لتجنب التوتر، وأتمنى أن أستمر دائماً على هذه العادة، لأن المشي يُحدث في داخلي صفاءً كبيراً.

- إلى من تلجأ عندما تواجه مشكلة معينة؟
أؤمن بالمثل القائل «جنة بلا ناس ما تنداس»، ولذلك لديَّ أصدقاء كثيرون الحمد لله داخل الوسط الفني وخارجه.

- كيف ترى ابنيك الآن؟
الحمد لله على ما وصلا إليه، سواء محمد في الإنتاج أو كريم في التمثيل، وأنا سعيد وفخور بهما كثيراً، وأتمنى لهما النجاح دائماً.

- بعيداً عن أحوال الفن، هل سيحقق مشروع قناة السويس هدفه للمصريين؟
أرى أنه مشروع قومي عظيم ووطني، وأوجه رسالة إلى رئيسنا بأن يهتم بتقديم مشاريع تنموية للفقراء والناس البسطاء في مصر، لأنهم الأهم في المرحلة المقبلة من عمر الوطن.

- هل أنت متفائل بالبلاد؟
ينتابني أحياناً شعور بالأمل والتفاؤل بالمستقبل لبلادنا، وأحياناً أخرى بالخيبة والحسرة.

- وما السبب؟
أوجه الفساد ما زالت قائمة في بعض المجالات والجهات والمؤسسات، ويجب قطعها والقضاء عليها تماماً حتى تتطور عجلة الاستثمار، ونشجع المستثمرين الأجانب والعرب على إقامة مشاريع جديدة في مصر تدفع عجلة الإنتاج وتحارب البطالة، وفي النهاية سيساهم ذلك كله في تنشيط الاقتصاد.

- ما سبب عدم ظهورك في الإعلام والصحافة إلا نادراً؟
لست من الفنانين الذين يهوون الظهور والتحدث في البرامج طالما لا يوجد شيء أتحدث عنه في الأساس، أو عمل فني جديد أقدمه للجمهور.

- ما هي أمنياتك في العام الجديد 2015؟
أحلم بأن يعم السلام في الوطن العربي وتهدأ الأوضاع الأمنية والسياسية في مصر، وعلى المستوى الشخصي أتمنى أن تنعم أسرتي وأبنائي بالخير والمحبة دائماً، وأن يعيشوا حياة كريمة.

- وما هي أحب الأماكن إلى قلبك التي تشعر فيها بالراحة والاستجمام؟
أعشق الإسكندرية، وأحس فيها براحة ودفء شديدين، لأن فيها سحراً كبيراً لا يعرفه إلا من يحبها. سافرت إلى دول كثيرة، لكن الإسكندرية ببحرها لها مكانة خاصة عندي، ولا تنسوا أنني إسكندراني.