آراء النجوم السياسية هل تؤثر على اتجاهات جمهورهم؟

مصر, فنانون مصريّون, سياسة, آراء, عادل إمام, إلهام شاهين, حسين فهمي, ليلى علوي, هالة صدقي, هاني رمزي, عمرو واكد, عزت العلايلي, غادة رجب, روجينا, خالد النبوي, خالد صالح, خالد الصاوي

15 يوليو 2013

هل يحق للنجم أن يعلن آراءه السياسية بكل وضوح؟ أم الأفضل أن يحتفظ بها لنفسه خوفاً من أن يتأثر بها الجمهور، لما لهذا الفنان من شهرة ونجومية ومصداقية؟ سؤال يطرح نفسه بعد الأحداث السياسية الملتهبة التي تمر بها أكثر من دولة عربية، ودخول النجوم طرفاً في صراعات سياسية عديدة، بل وتحولهم أحياناً إلى وسيلة لحشد الجماهير.

 

عادل إمام: الفنان مثل أي مواطن من حقه إعلان مواقفه السياسية

الزعيم عادل إمام: «الفنان لا بد أن يعلن عن آرائه السياسية في كل الأمور التي تخص مجتمعه، سواء في الأشياء البسيطة أو الأمور الكبرى التي تواجه الوطن، مثل أي مواطن داخل الدولة، وهذا حقه ويجب أن يحافظ عليه ولا يستطيع أحد أن يسلبه منه، جميعنا نعيش داخل وطن واحد، وكلنا نبحث عن تحقيق مستقبل أفضل لهذا الوطن. وأرى أن إعلاني آرائي السياسية يساعد في بناء بلد ديموقراطي قوي، يسعى إلى تحقيق الحريات وإعطاء الفرصة لكل طوائف المجتمع في المشاركة ببناء الوطن. أما بالنسبة إلى تأثر الجمهور بآراء الفنان، فيجب ألا يحدث ذلك، لأن لكل منا وجهة نظره المختلفة في الأمور السياسية، فالجمهور يتأثر فقط بالأعمال الفنية التي يقدمها الفنان، ويفهم جيداً الرسالة التي يحملها هذا العمل الفني، ويبدأ من خلالها تكوين اقتناعاته وآرائه المختلفة. أما آراء الفنان السياسية فهي لا تعبر سوى عن وجهة نظره الشخصية، ولا تخص أطرافاً أخرى، وهو الوحيد المسؤول عن تلك الآراء، ويجب على الجمهور ألا يتأثر بها سواء بالسلب أو بالإيجاب. وأرى أن الجمهور المصري بشكل خاص والعربي بشكل عام أصبح الآن أكثر وعياً وقادراً على استيعاب ذلك، ولديه آراؤه الخاصة التي يتمسك بها، ولا يتأثر بآراء أي شخص آخر حتى لو كان فنانه المفضل».


حسين فهمي: علينا أن نتعلم من الغرب كيفية تقبلهم لآراء الفنانين السياسية

الفنان حسين فهمي: «يجب على كل فنان أن يعلن آراءه السياسية بكل صراحة، دون أن يخفي أي شيء، وهذا لا يتوقف فقط على إعلانها في أوقات الأزمة أو الأحداث الضخمة، مثل حدوث ثورة داخل البلاد، لكن يجب أن يحضر الفنان طوال الوقت في المشهد السياسي من خلال آرائه السياسية، لأنه جزء من هذا المجتمع ويجب أن يشارك فيه، ويوضح وجهة نظره في كل ما يدور من أحداث سياسية داخل بلاده. ويعلم الجميع أنني مهتم بالسياسة منذ أن كنت في ريعان شبابي، وأعتقد أن ذلك جاء نتيجة نشأتي في أسرة سياسية. وأتذكر أنني عندما سافرت إلى الولايات المتحدة الأميركية، خلال فترة دراستي في الجامعة، لم أنفصل نهائياً عن السياسة، بل كنت مهتماً بكل الأحداث السياسية التي تدور في المجتمع، وكنت حريصاً على حضور كل الندوات التي يتم تنظيمها هناك. ومنذ ذلك الوقت وأنا حريص على إعلان آرائي ومواقفي السياسية، بل أنني من الفنانين القلائل الذين يهتمون بهذا الشأن ويعلنون رأيهم بوضوح في أي مسألة تتعلق بالسياسة، وبصراحة أندهش كثيراً من وجود عدد كبير من زملائي الفنانين يرفضون الحديث في السياسة، رغم أننا نمر بمرحلة مفصلية في حياتنا تستوجب أن يعبر الجميع، وحتى الفنانون، عن آرائهم في ما يحدث».

 وعن مدى تأثر الجمهور بآراء الفنانين السياسية يقول: «يجب الفصل بين آراء الفنان السياسية وبين عمله الفني، بمعنى أن الجمهور يحترم الفنان لأعماله الفنية وليس لآرائه السياسية التي يمكن أن نتفق أو نختلف معها، وهذا ما يحدث في أوروبا والدول الغربية، حيث نرى فنانين كباراً ونجوماً لهم  جماهيرية عريضة يعلنون آراءهم السياسية دون أن يؤثر ذلك على نجوميتهم وشهرتهم الفنية، لأنه يمكن أن يختلف معي البعض على آرائي السياسية، لكن ذلك لا يقلل أبداً من قيمتي كفنان قدم تاريخاً فنياً عظيماً».


هاني رمزي: تعرضت للتهديد بخطف أولادي وقتل زوجتي بسبب إعلان آرائي السياسية

هاني رمزي: «أرى أن واجب الفنان أن يعلن آراءه السياسية بكل وضوح وشفافية، وقمت بذلك طوال الفترة الماضية، وكان آخرها في برنامجي «الليلة مع هاني»، الذي كان يعرض على قناة mbc مصر، وتعرضت للعديد من التهديدات من التيارات الدينية المتشددة التي وصلت إلى حد التهديد بخطف أبنائي وقتل زوجتي. لكنني كنت ولا أزال مصرًّا على إبداء آرائي السياسية دون خوف من أحد، لأن ذلك هو دور الفنان الذي يعلي مصلحة الوطن فوق مصالحه الشخصية».

وأضاف: «هناك بعض الفنانين الذين يخافون من إعلان مواقفهم السياسية حرصاً على شعبيتهم التي يمكن أن تتأثر بتلك الآراء أو تعرضهم لبعض التهديدات في الكثير من الأحيان، وأنا أتعاطف معهم لأن الأوضاع الآن ليست مستقرة. وهناك فئة كبيرة ما زالت لا تؤمن بحرية الرأي والتعبير المكفولة للجميع. وأتمنى أن يتعامل الجمهور مع الفنان على أنه مواطن عادي له الحق في إعلان آرائه السياسية، وللجميع الحرية الكاملة في الاتفاق أو الاختلاف معه».

 وحول تأثر الجمهور بآراء الفنان السياسية يقول: «لا أنكر أن هناك البعض ممن يتأثرون بآراء الفنانين، خصوصاً المعجبين بفنان ما، لكن يجب عدم الخلط بين آراء الفنان السياسية وعمله كممثل. وأنا لا أفكر في التأثير على الجمهور بفرض آرائي ووجهات نظري السياسية عليه، لكنني أعرض رأيي بمنتهى الشفافية، والجمهور له حرية تصديق كلامي أو عدمه».


عمرو واكد: لم أقصد التأثير على الجمهور

عمرو واكد: «الفنان مواطن، لديه حقوق وعليه واجبات، ومن هذا المنطلق من حقه الإعلان عن آرائه السياسية وعلى الجميع أن يحترمها، سواء اتفقوا أو اختلفوا معها. وعلى الفنان أن يعرض رأيه في كل الأمور السياسية، بل عليه في بعض الأحيان أن يشارك مع فصائل المجتمع في التظاهرات والاحتجاجات السلمية، لإيصال رأيه في حالة ظلم النظام الحاكم. وأنا اعتدت أن أعلن آرائي السياسية حتى لو كان ذلك يغضب بعض الأطراف، لكنني متمسك بحقوقي كمواطن دون النظر إلى كوني فناناً. وهناك بعض الفنانين الذين يرفضون الإعلان عن آرائهم السياسية لأسباب لا أعلمها، ولا أفهم لماذا يصرون على التفريط بجزء مهم من حقهم، لكنني متأكد أنهم يعانون بذلك من خسارة أحد حقوقهم في المشاركة لبناء مستقبل بلدهم».

 وعن تأثر الجمهور بآراء الفنانين السياسية يقول: «لا أستطيع أن أحدّد مدى تأثر الجمهور بالآراء السياسية للفنانين، لكنني عندما أبدي رأيي في موضوع سياسي لا أقصد على الإطلاق التأثير على الجمهور، بل أرغب في الإعلان عن وجهة نظري التي أقتنع بها، والتي تحتمل الصواب أو الخطأ دون التأثير على أي شخص. كما أن الجمهور أصبح أكثر دراية ومعرفة بالأمور السياسية، خصوصاً بعد ثورات الربيع العربي، وكل فرد لديه أفكار وآراء سياسية خاصة به، قام بتكوينها من خلال قراءاته المختلفة للمشهد السياسي، وليس عن طريق أشخاص آخرين».


إلهام شاهين: الشعب يثق بآراء الفنانين السياسية لأنها بعيدة عن المصالح الخاصة

الفنانة إلهام شاهين: « يجب ألا ينفصل الفنان عن واقع مجتمعه أو يبتعد عن الهموم والمشاكل التي تواجه وطنه، ليس فقط لكونه مواطناً ، بل لأنه يعتبر ضمير الأمة وقدوة لفئة كبيرة من المجتمع، وبالتالي إفصاحه عن آرائه في كل حدث يقع على الساحة السياسية يعتبر واجباً مهنياً ووطنياً. وأنا من أوائل الفنانين الذين يحرصون على إبداء آرائهم، سواء في الأحداث السياسية العادية كالتغييرات الوزارية، أو الخلافات الحزبية الكبرى التي تتعلق بمصير الوطن بأكمله. ورغم أن آرائي لم تكن تعجب بعض الأحزاب السياسية التي تتاجر بالدين، وهجوم بعضهم عليَّ من خلال القنوات التي يملكونها، لم أتراجع، وكان لديَّ إصرار على كشف حقيقتهم، بل والمشاركة في تظاهرات 30 يونيو، والتي نجحت بفضل الله وبمساعدة جيشنا. فالفنان لا يقتصر دوره على التمثيل أو التعبير عن مشاعر المواطنين من خلال أعمال فنية، بل لا بد أن يوصل صوته في كل الظروف».

وتضيف: «رغم أن الشعب المصري يتميز بدرجة كبيرة من الوعي، ولديه القدرة على التمييز بين الحق والباطل، فإنه يثق بآراء الفنانين ويقتنع بوجهة نظرهم، لأنه يعلم أن الفنان لن يقول سوى الحق، وأن آراءه نابعة عن اقتناع شخصي ولا يهدف إلى تحقيق مصالح خاصة».


هالة صدقي: عدم المشاركة في الأحداث السياسية خيانة

«الدبلوماسية والحيادية لم تعودا تصلحان». بهذه الكلمات بدأت الفنانة هالة صدقي حديثها، وتقول: «أريد أن أبعث برسالة لوم وعتاب إلى كل فنان رفض كشف آرائه السياسية بكل وضوح، ولجأ إلى الدبلوماسية والحيادية خوفاً أن تؤثر آراؤه على شعبيته. فأنا صدمت عندما وجدت بعض الفنانين يظهرون على شاشات القنوات الفضائية في الفترة الأخيرة، ويرفضون التحدث في السياسة أو كشف آرائهم في المشاكل اليومية العادية التي يمر بها المواطن، رغم علمي بأن لهم وجهات نظر في كل ما يحدث. بصراحة شديدة أنا من أشد كارهي مبدأ الرقص على السلالم، وأعتبر رفض الفنان كشف آرائه السياسية والمشاركة في الأحداث التي تشهدها الساحة خيانة تجاه بلده التي منحته الشهرة، فالفنان هو ضمير الأمة ومثل أعلى لجمهوره، وكشف آرائه السياسية في كل ما يحدث على الساحة السياسية أمر في غاية الأهمية، ويؤثر بشدة في تحديد مصير الوطن، خاصة أن الفنان لديه قدرة على التأثير على جمهوره الذي يثق به».

وتضيف: «لا يجوز للفنان أن يكتفي بكشف وجهات نظره، بل يجب أن يكون له مواقف واضحة، وهذا ما فعله الفنان محمد صبحي عندما رفض تولي منصب وزير الثقافة في عهد جماعة الإخوان المسلمين. كما أعجبتني مشاركة عدد ضخم من الفنانين في التظاهرات والاعتصامات الأخيرة، فالفنان الحقيقي يجب أن تكون له مواقف وأفعال، لكني في الوقت نفسه أرفض أن يكون الفنان تابعاً لحزب سياسي أو تيار معين، بل يجب أن يتمتع بالاستقلالية الكاملة حتى لا يفقد مصداقيته».


عزت العلايلي: الفنان قدوة ومصدر موثوق به لدى الشعب

عزت العلايلي: «الفن سياسة والسياسة فن، فكل منهما يكمل الآخر، ومن دون الفن لا يمكن أن تستمر العملية السياسية بسلام. كما أن الفنانين فئة مؤثرة جداً في المجتمع، وبالتالي أنا مؤيد لفكرة دخول الفنان الحياة السياسية من خلال إعلان آرائه بوضوح وبشكل كامل في كل ما يحدث، لأن هذا الأمر يجعل شخصية الفنان تكتمل أمام جمهوره».

ويضيف: «يجب أن يكون للفنان موقف معلن من كل الأحداث، خاصة أن وجهة نظره تكون نابعة من دراية وخبرة. ورغم أن الشعب المصري يستطيع جيداً تحديد مصيره واتخاذ موقف من كل ما يحدث، فإن كشف الفنان عن آرائه السياسية أمر يهم الجمهور ويشغله، خاصة أن المشاهد يشعر بأن الفنان قدوة له ومصدر موثوق به، ولذلك يمكنني القول إن آراء الفنان مؤثرة بدرجة كبيرة».


غادة رجب: لابد أن يشارك الفنان في الأحداث المصيرية فقط

الفنانة غادة رجب: «لا يجوز للفنان إعلان آرائه في كل الأحداث والقرارات السياسية، بل يجب أن يكتفي بالأحداث المصيرية فقط التي تتعلق بمستقبل الوطن، فالشهرة تمنع الفنان من التعمق في الأحداث السياسية... طوال الفترة الماضية كنت أرفض الحديث عن السياسة، لكن مع شعوري بأن الوطن على وشك الانهيار، قررت الإعلان عن رأيي بكل وضوح، بل نزلت إلى ميدان التحرير لمدة أربعة أيام لإسقاط النظام والمطالبة برحيل محمد مرسي، فهذا الحدث أجبرني على المشاركة في الأحداث السياسية لخوفي على وطني. أما القرارات السياسية التي نستمع إليها بشكل يومي فيجب ألا يكشف الفنان رأيه فيها حتى لا يخسر أحداً، خاصة أن جمهوره يجمع كل التيارات السياسية». وتضيف: «رغم أن الشعب المصري حريص على المشاركة في كل الأحداث السياسية، وله وجهة نظر في كل ما يقع على الساحة، يهمه رأي الفنان بدرجة كبيرة، وأعتقد أن جمهوري الحقيقي الذي يحبني يتأثر بوجهة نظري ويثق بكل كلمة أُدلي بها».


الفنانة روجينا

«عندما أتحدث في الأمور السياسية وأعبر عن رأيي، وعندما أشارك في التظاهرات، لا أنظر إلى نفسي كفنانة، بل كمواطنة مصرية عادية تخاف على بلدها. وبصراحة تعبير الفنانين عن آرائهم في كل ما يحدث في الساحة السياسية ليس عيباً، بل هو واجب الفنان تجاه وطنه الذي عشنا فيه أجمل أيام حياتنا، ولتأكيد أن الفنان لا يعيش في كوكب آخر أو منفصل عن واقع بلده. وأنا كنت من أوائل الفنانين الذين كانوا حريصين على الإدلاء بآرائهم في كل ما يحدث، وقررت التحدث بصراحة، ورفضت السير مع الموجة، ومازلت حريصة على المشاركة في الحياة السياسية لخوفي على بلدي وفني ومستقبل بناتي».

وتختم: «الجمهور حريص على معرفة آراء الفنانين ويتأثر بشدة بوجهة نظرهم، لأنه يعلم أن هذه الآراء تتميز بالموضوعية وتبتعد عن المصالح الخاصة».