خالد صالح يكشف خبايا مسلسله

خالد صالح, مصر, فنانون مصريّون, مسلسل

20 يوليو 2013

يبحث عن رسالة في كل عمل يقدمه، وعندما سألناه ما هي رسالة مسلسلك الرمضاني «فرعون»؟ قال: «لكل ظالم نهاية».
الفنان خالد صالح يكشف خبايا مسلسله، وحقيقة وقوفه خلف ترشيح جومانا مراد ودينا، وسبب رفضه خفض أجره. كما يتكلم عن فيلمه الأخير «الحرامي والعبيط» وعلاقته بخالد الصاوي ورأيه في روبي، ولماذا اصطحب زوجته معه في العرض الخاص للفيلم، رغم أنه دائماً ما كان يبعد أسرته عن الأضواء...

                                                                                               
- تشارك في سباق رمضان هذا العام بمسلسل «فرعون»، فما الذي جذبك إلى هذا العمل؟
القضية التي يناقشها العمل هي أكثر ما شجعني على خوض التجربة، فالمسلسل يكشف حقيقة كل شخص يحاول التعالي والافتراء على من حوله، واستخدام سلطته مهما كانت ضعيفة في الظلم والطغيان على من هو أقل منه.
وهذه الشخصيات أصبحت منتشرة بشكل كبير وملحوظ في المجتمع، ولا يدري هؤلاء ممن يحاولون ممارسة تصرفات «الفرعون» أن لكل ظالم نهاية.
وشخصية «رجب فرعون»، التي أجسدها، نموذج نحاول من خلاله إلقاء الضوء على الظواهر السيئة الموجودة داخل البعض منا ووضع ضوابط واضحة لها.

- هل أنت من رشّح جومانا مراد ودينا لمشاركتك المسلسل؟
كل الترشيحات الخاصة بالأدوار جاءت عن طريق المخرج محمد علي، بالاتفاق مع المؤلف وجهة الإنتاج، وأرى أنها مناسبة جداً للعمل وأتمنى أن ينال المسلسل إعجاب الجمهور.
وقد سعدت كثيراً بالعمل هذا العام مع جومانا مراد، لأنها فنانة متميزة ولها شكل وطريقة خاصة بالتمثيل، وأيضاً دينا التي أضافت بدورها إلى المسلسل، وكل منهما بذل مجهوداً كبيراً لخروج العمل بأفضل شكل ممكن.

- ما سبب تخليك عن شعرك ووضع الباروكة في الحلقات الأولى من المسلسل؟
طبيعة الشخصية التي أجسدها كانت تحتاج في المرحلة الأولى من حياتها إلى أن تظهر بشعر كثيف، لكن في المرحلة الثانية وبعد أن تصل إلى الثراء الفاحش ويصبح «رجب فرعون» أحد أهم رجال الأعمال، كان لا بد أن يحدث تغيير في شكله، ووجدت أن ظهوره بالشعر يتماشى مع شخصيته بتلك الفترة من حياته، فقررت مع المخرج استخدام باروكة في المشاهد الأولى من العمل والتخلي عنها في المرحلة الأخرى.

- ما حقيقة خفض أجرك هذا العام بسبب الأزمة المالية التي تمرّ بها العديد من شركات الإنتاج؟
لم أخفض أجري هذا العام، ولم أفعل ذلك سوى مرة واحدة في العام قبل الماضي بسبب الظروف السياسية التي كانت تمر بها البلاد وتأثّر معظم شركات الإنتاج بأحداث الثورة المصرية.
لكن الأمر هذه كان مختلفاً، فرغم قلة عدد الأعمال الدرامية المقدمة، كانت هناك فرصة جيدة للتسويق إلى القنوات الفضائية المختلفة، لذلك لم أخفض أجري ولم تعرض عليَّ شركة الإنتاج ذلك في الأساس حتى أفكر في الأمر.

- كيف تقوّم شكل المنافسة في رمضان هذا العام خصوصاً مع وجود عدد كبير من النجوم، مثل عادل إمام ونور الشريف؟
لا أستطيع أن أضع نفسي في مقارنة مع عادل إمام أو نور الشريف، لأن هذين النجمين لهما تاريخهما العظيم وشعبيتهما الواسعة على مستوى العالم العربي كله، فهما التاريخ والحاضر، ومازال لديهما الكثير ليقدماه.
وأي مقارنة بيني وبينهما ستكون ظالمة لي، لأنني لم أصل إلى ربع ما وصلا إليه، ولذلك فلا يمكن أن أدخل بعمل فني في حالة منافسة معهما، بل كل ما أتمناه هو أن يشاهدا مسلسلي وينال إعجابهما، وهذا ليس تواضعاً مني، بل هو إقرار حق للأستاذين اللذين تعلمت الفن منهما وساعداني كثيراً في ما وصلت إليه الآن.

- ما تعليقك على غياب يحيى الفخراني عن رمضان هذا العام؟
شعرت بحزن شديد لعدم مشاهدتي له في شهر رمضان، فقد اعتدت على متابعة مسلسلاته كل عام، وأعجبت كثيراً بمسلسله الأخير «الخواجة عبد القادر» الذي عرض في رمضان الماضي، فهو فنان ممتع لكل من يشاهده، وأتمنى أن يعود العام المقبل بعد فترة راحة قرر أن يأخذها هذا الموسم.

- ظهر اسمك في المرتبة الثانية بعد خالد الصاوي في مقدمة فيلم «الحرامي والعبيط»، فهل فوجئت بذلك أثناء عرض العمل؟
ترتيب الأسماء في مقدمة العمل جاء بحسب ظهور الشخصيات، وهو أمر مستخدم في الكثير من الأفلام السينمائية التي تجمع أكثر من نجم في عمل واحد. ونحن كفريق عمل لم نتفق بشكل واضح قبل بدء التصوير على تلك المسألة، ولم يفرض أحد من الممثلين وضع اسمه في المقدمة.
وبطبيعتي لا أحبّذ فرض شروط معينة أو تحديد مكان اسمي في المقدمة، لأنني مقتنع بأن ترتيب الأسماء يكون في قلوب الجمهور، فعندما أعمل مع خالد الصاوي لا أستطيع أن أتحدث عن وضع اسمي أو أهتم بتلك الأمور البسيطة، ويكفي أننا حققنا حلمنا بالتعاون في فيلم سينمائي متكامل.

- وما هو شكل العلاقة بينك وبين خالد الصاوي على المستوى الشخصي؟
نحن صديقان منذ فترة طويلة، وعلاقتنا أكثر من قوية على المستويين الشخصي والمهني، بدأت منذ الدراسة، وقدّمنا معاً عدداً من الأعمال المسرحية، وشكل التنافس بيننا يخلق مباراة تمثيلية قوية ويجعلني أخرج كل طاقاتي الفنية.

- لكن جاءت آراء العديد من النقاد تؤكد أنك استطعت التفوق في الأداء التمثيلي لشخصية «العبيط» على خالد الصاوي، فما تعليقك؟
لا أرى أنني تفوقت على خالد الصاوي، لأنه اجتهد كثيراً في تقديم شخصية «البلطجي»، وأعتقد أن الدورين أثّرا في الجمهور بشكل متساو.
ولولا نجاح الصاوي وخبرته في التمثيل لما استطعت تجسيد شخصية «فتحي» المختل عقلياً بهذا الشكل الذي نال استحسان الجمهور.
وربما رأى البعض ذلك لأن شخصية المجذوب لافتة بطبيعة الحال وتجعل المشاهد ينجذب، وهذا أضفى صعوبة على أدوار بقية الشخصيات. لكن رغم ذلك استطاع الصاوي أن يرسم شكلاً خاصاً لشخصية «الحرامي» وجعلها تجذب الانتباه وتنافس شخصية «فتحي».

- هل صحيح أنك رفضت تقديم الفيلم في البداية بسبب تخوفك من تجسيد شخصية المختل عقلياً؟
لم أرفض تقديم الفيلم أبداً، بل اتفقت مع المؤلف أحمد عبد الله وخالد الصاوي منذ أكثر من عامين على أن نقدم مشروعاً سينمائياً يجمع بيننا، وظللنا طوال تلك الفترة ننتظر الانتهاء من كتابة السيناريو.
وعندما قرأته شعرت برهبة شديدة من شخصية «العبيط»، لأنها تحتاج إلى أداء تمثيلي متفوق وتركيز شديد، وهي من الشخصيات التي لم أقدّمها من قبل.
وبقيت فترة طويلة متخوفاً كثيراً من الشخصية ولا أعرف طريقة تقديمها أو الأداء الذي سأستخدمه معها، وهذه الرهبة جعلتني أؤجل تصوير الفيلم أكثر من مرة على مدار ثلاثة أسابيع متتالية، حتى اتصل بي خالد الصاوي وشجعني على البدء بالتصوير.

- هل حدثت أي خلافات بينك وبين خالد الصاوي على الاختيار بين شخصيتَي «الحرامي والعبيط»؟
لم يحدث أي خلاف بيننا على ذلك، بل إن خالد الصاوي أعطاني حرية الاختيار بين الدورين، فاخترت شخصية «العبيط» بإرادتي، والصاوي رحب كثيراً بذلك.

- هل تقمّصت طريقة أدائك للشخصية من خلال مشاهدتك شخصية واقعية؟
لم أتقرّب بشكل مباشر من شخص مختل عقلياً، لكنني شاهدتهم كثيراً في الشوارع على مدار حياتي، ودائماً كنت أتساءل عن سبب تخوفنا منهم وإصرارنا على الابتعاد عنهم.
وأخذت بعض التفاصيل الشكلية من خلال مشاهدتي لأكثر من نموذج لشخص مجذوب، وبدأت أتخيل التفاصيل الأخرى في طريقة تعاملهم مع من حولهم، إلى جانب التفاصيل الموجودة في سيناريو الفيلم، والتي توضح شخصية ”فتحي” قبل أن يصاب بالخلل العقلي وبعد أن أصبح ”عبيطاً”.

- أسلوب حديثك داخل إطار الفيلم لم يكن مفهوماً في أغلب المشاهد وهناك بعض العبارات الغامضة، فهل كنت تقصد ذلك؟
كنت أقصد ذلك إلى حد كبير، وقد لاحظت أن هناك العديد من العبارات غير المفهومة، لكنني لم أنشغل بتوضيحها لأن أغلبها كانت تقال من شخصيات أخرى داخل أحداث الفيلم ويقوم هو بترديدها، واهتممت أكثر بإيصال إحساس هذا الشخص المختل عقلياً، وتعامله مع المواقف التي يتعرض لها ليتعاطف معه الجمهور ويرتبط به.
كما أن الصعوبة في الحديث وعدم نطق الكلام بشكل واضح أضفيا على الشخصية جزءاً من المصداقية والواقعية، خصوصاً في المرحلة الثانية من الفيلم، عندما تخليت عن كل الوسائل الشكلية من اللحية والشعر الطويل والماكياج الذي يوحي بأنه شخص مجذوب لا يهتم بنظافته أو مظهره.

- تردد أن هناك مشروعاً سينمائياً آخر يجمع بينك وبين خالد الصاوي.
حتى الآن لم يعرض علينا عمل فني آخر يجمع بيننا، لكنني أتمنى أن يحدث ذلك في أقرب وقت ممكن، وبعد انتهاء تصوير فيلم «الحرامي والعبيط» ذهبت إلى الصاوي وأبلغته رغبتي في العمل معه مرة أخرى، سواء في فيلم أو مسلسل.

- ما رأيك في أداء روبي لشخصية الممرضة في الفيلم؟
استطاعت روبي التعامل معه بشكل أكثر من رائع، وتميزت في خلق شكل وطريقة أداء للشخصية مختلفة تماماً عما قدّمته من قبل في أعمال فنية أخرى، فكنت في غاية السعادة عندما شاهدتها تؤدي الدور بهذه الطريقة البسيطة والمقنعة.
وأرى أنها اكتسبت العديد من الخبرات التمثيلية في وقت قصير، واستطاعت أن تحصل على ثقة كبار المخرجين والمؤلفين، أمثال المخرج العالمي يوسف شاهين عندما رشحها للمشاركة بفيلم «سكوت هنصور»، والكاتب الكبير وحيد حامد في فيلم «الوعد»، ومسلسل «بدون ذكر أسماء» الذي أتمنى لها تحقيق النجاح من خلاله لأنها تستحق ذلك وتجتهد كثيراً لصنع تاريخ فني مشرّف.

- دخلت الموسم السينمائي هذا العام بفيلمين هما «فبراير الأسود» و«الحرامي والعبيط» فهل هذه هي الخطوة الأولى لإثبات وجودك كل عام بفيلم أو أكثر؟
لم أكن أقصد طرح عملين لي في موسم واحد، لكن الظروف السياسية التي تمر بها البلاد وتأجيل طرح عدد من الأفلام السينمائية، جعلتني أظهر بفيلمين في أوقات متقاربة للغاية، وهذا الأمر لم يحدث معي من قبل ودائماً كنت أقدّم فيلماً كل عام على الأكثر... حتى الآن لم أقوّم نتائج التجربة ولم أعرف فوائدها وأضرارها، وأنتظر دائماً ردود فعل الجمهور على العملين في وقت واحد، وهذا شعور غريب بالنسبة إليّ.
وأنا أتمنى تقديم أفلام سينمائية بانتظام، لأنها الذاكرة الحقيقية التي تصنع تاريخ الفنان، لكن لا أعتمد على ذلك كثيراً، بل أحرص على اختيار أدوار مختلفة وصعبة ومركبة لتظل عالقة في ذهن الجمهور مهما مر عليها الزمن.

- يتشابه فيلماك الأخيران «فبراير الأسود» و«الحرامي والعبيط» في اعتمادهما على الكوميديا السوداء، فما سبب إصرارك على تقديم تلك النوعية من الأعمال الفنية؟
الزمن الذي نعيش فيه الآن هو زمن الكوميديا السوداء، وكل ما يحدث حولنا من أحداث يومية يجعلنا نضحك على أنفسنا ونبكي على ما وصلنا إليه.
وواجبي كممثل أن أقدم ما يريده الجمهور ويعكس حالته النفسية والظروف التي يمر بها، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي تحقق ذلك، وتظهر المعالجة الصحيحة لمجتمعاتنا خلال تلك الفترة.
فالمشاهد الآن لا ينتظر مشاهدة كوميديا الموقف أو أفلام الأكشن أو الأعمال الرومانسية، لأنها لم تعد تعبّر عنه بالشكل الكافي.

- ما ردك على من يؤكد أن فيلم «فبراير الأسود» يحمل من عنوانه إسقاطاً على الواقع السياسي في مصر، وهو الشهر الذي رحل فيه الرئيس السابق محمد حسني مبارك عن الحكم؟
الكثيرون ممن شاهدوا العمل ظنوا ذلك، لكننا لم نكن نقصد هذا على الإطلاق، فاسم الفيلم جاء من داخل أحداثه، ونقصد شهر فبراير الذي تأتي فيه إجازات نصف العام الدراسية، ويجتمع بطل العمل «الدكتور حسن» مع أولاده ليواجهوا الأزمات والمشاكل التي تطرأ على مجتمعهم.

- الفيلم ناقش فكرة الهجرة من مصر والبحث عن وطن آخر، فهل يمكن أن تفكر في نقل إقامتك خارج مصر حتى تستقر الأوضاع بداخلها؟
لا أفكر إطلاقاً في ترك بلادي مهما حدث، وسأظل أعيش فيها وسأدفن في ترابها تحت أي ظرف من الظروف.
ولا بد لنا جميعاً أن نعي أن السياسات تتغير والشعوب هي الباقية على أرض الوطن. الفيلم ناقش تلك المسألة واعتبر أن الهجرة وسيلة من وسائل الهروب من الأزمة، وأنا بطبيعتي أكره الهروب من المشاكل بل أتصدى لها، وأحاول إيجاد حلول جذرية لإنهائها.

- قدّمت العديد من الشخصيات المركبة والتي لاقت استحسان الجمهور فما هي أقرب أعمالك إلى قلبك؟
فيلم «عمارة يعقوبيان»، فأنا أعشق الشخصية التي جسدتها من خلاله وهي شخصية «كمال الفولي».

- ظهرت في العرض الخاص لفيلم «الحرامي والعبيط» مع زوجتك رغم أنك تحاول دائماً إبعاد أسرتك عن الأضواء، فماذا تغيّر؟
لا أتعمّد إخفاء أسرتي عن الأضواء، لكنني بطبيعتي غير مسرف في الظهور بالأماكن العامة أو الحفلات والمناسبات الفنية، لأنني مشغول طوال الوقت بتجهيز أعمالي الفنية الجديدة أو موجود خارج مصر للاستراحة.
وقد أتت الفرصة لحضور العرض الخاص بفيلم «الحرامي والعبيط»، وقررت زوجتي وولداي الذهاب معي، ورحبت بذلك لأنني مقصّر معهم دائماً في مسألة الخروج والتنزه لانشغالي المتواصل.

- هل يرغب أحد ولديك في دخول مجال التمثيل؟
ابني أحمد يدرس حالياً في كلية سياسة واقتصاد، ولديه موهبة التمثيل، وقدّم عدداً من المسرحيات على مسرح الجامعة، لكن حتى الآن لم أتحدث معه في مسألة دخوله مجال التمثيل من عدمه، وأنتظر انتهاءه من الدراسة حتى يقرر بشكل نهائي المجال الذي يريد العمل فيه.
أما علياء فتدرس في إحدى الجامعات الخاصة، ولديها موهبة الرسم ومتميزة فيها بشكل كبير، وأيضاً تعشق الموسيقى والغناء، لكنني أرى أنها تملك موهبة في الرسم يجب استغلالها.