ريم البنا: سلاف فواخرجي وصفتني بــ «البطلة»

ريم البنا,مجال التمثيل,عروض الأزياء,ممثلة تونسية,فنانة تونسية,فنانون,الفيلم,بطولة,السينم,سلاف فواخرجي,السينما السورية,عمل سينمائي,الفني

ضحى السعفي (تونس) 01 مارس 2015

ريم البنا، ممثلة تونسية صاعدة، شغفت بالفن منذ الطفولة، فسارعت الى دخول مجال التمثيل والنجومية من باب الإعلانات وعروض الأزياء. فرصتها الحقيقية كانت مع المخرجة رجاء العماري في فيلم «الدواحة» ومنه انطلقت إلى عالم السينما وصورت عدداً من الأعمال التونسية والعربية، آخرها عمل سوري يحكي عن الثورة السورية... «لها» التقت ريم البنا في العاصمة التونسية وكان هذا الحوار.


- قمت برفع قضية ضد وزير الداخلية التونسي السابق علي العريض، فإلى أين انتهت القضية؟
القضية لم تنته بعد، فقد رفعت قضية عدلية ضد وزير الداخلية علي العريض لأنني تعرضت للاعتداء من طرف عنصرين من الشرطة التونسية بالقرب من مبنى وزارة الداخلية، من دون أي سبب يذكر. وبما أن الوزير هو المسؤول الأول عن سلامة المواطنين وعن كل عناصر الأمن في تونس، رفعت ضده قضية لاسترجاع حقوقي المعنوية أولاً ولوضع حدّ لتجاوزات بعض رجال الشرطة ثانياً.

- وهل تمّ إنصافك؟
لم يتم أخذ أقوالي حتى، ولكنني ما زلت مصرّة على المضي قدماً نحو المحاسبة.

- بعدما رفعت القضية، علّق المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي بقوله إن ريم البنا تحاول بذلك أن تصنع لنفسها شهرة إعلامية لا أكثر... ما تعليقك؟
شهرتي الحالية تكفيني وترضيني وأنا رفعت القضية كمواطنة تونسية وليس كممثلة تبحث عن الأضواء. ومنذ صغري أكره أن أكون الضحية أو النعامة التي تخبّئ رأسها ولا تواجه الخطر.
الاعتداء الذي تعرّضت له لا أستحقه وهو غير مبرر، ولذلك يجب أن تتعرض الأطراف المعنية بالأمر للمحاسبة مهما كان شأنهم أو منصبهم أو حتى أهميتهم المحلية والدولية.

- أنت أول فنانة تونسية تتلقى تهديدات بالقتل، فهل ما زالت التهديدات قائمة؟
نعم، تلقيت العديد من التهديدات بالقتل بسبب دوري في فيلم «الدواحة» التونسي، وكانت تلك التهديدات تصلني إما عبر «الايميل» او عبر الهاتف، وقمت برفع شكوى الى السلطات الأمنية لحمايتي من هذه التهديدات ومعرفة الجهة التي تقف وراءها.
وبالنسبة إلي، فإن الذي يعتمد سياسية الترهيب والتخويف يجب أن يعاقب، فلكل إنسان رأيه الخاص وأسلوبه في العيش ويجب على الدولة أن تعاقب كل شخص يهدد سلامة شخص آخر بسبب الاختلاف في الأفكار والتوجهات.

- شاركت أخيراً في فيلم سوري للمخرج جود سعد تحت عنوان «بانتظار الخريف»... حدثينا عن دورك؟
أجسد في الفيلم دور صحافية تونسية تسافر إلى سورية بهدف البحث عن أخيها الذي انضم إلى مجموعة من المقاتلين، والفيلم يقدم الكوميديا السوداء من بطولة الفنانة الجميلة سلاف فواخرجي وعدد كبير من النجوم السوريين.

- وكيف كانت رحلتك إلى سورية؟
كانت رحلة رائعة وتعرّفت من خلالها إلى حقائق لم أكن أعرفها... الأخبار التي نشاهدها في التلفزيونات لا تنقل الى المشاهد كل الحقيقة، فيعتقد أن كل المدن السورية أصبحت مهدّمة تماماً، وذلك يخالف الواقع. فقد زرت العاصمة دمشق وذهلت لدرجة أنني قلت للمرافقين: «هل انتم فعلاً في حرب؟» فلا توجد أي مؤشرات تدل إلى ذلك وسط العاصمة. فالحياة عادية والشوارع نظيفة والمدارس مفتوحة وغيرها من مظاهر الحياة الطبيعية.

- ألم تمنعك عائلتك من التصوير في سورية، خاصة أنك سافرت في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة الأميركية تهددها بضربات؟
والدتي قالت لأسرتي انني سافرت إلى لبنان حتى لا يقلقوا عليّ، ولكن في الحقيقة اهلي يعرفونني جيداً، فأنا إنسانة عنيدة أبحث دائماً عن المغامرة مهما كانت محفوفة بالمخاطر.

- هل سيرى هذا الفيلم النور قريباً؟
نعم ، سيعرض قريباً فهو الآن في مرحلة المونتاج.

- وكيف كان التعامل بينك وبين النجمة سلاف فواخرجي؟
هي نجمة تتميز برفعة الأخلاق، وعندما علمت أنني أتيت من تونس إلى سورية للتصوير، قالت لي: «أنت بطلة، ففنانات سورية يخفن التنقل من مدينة الى مدينة بسبب الحرب، أما انت فقد أتيت من قارة إلى قارة من أجل التصوير وهذه شجاعة نادرة».

- ما أكثر المشاهد التي آلمتك عندما زرت طرطوس ورأيت ما فعلته الحرب بمباني المدينة؟
تألمت كثيراً لحالة الدمار التي تعيشها بعض المدن بالتأكيد، ولكن أكثر ما آلمني هو حقيقة أن في سوريا مقاتلين من تونس، وكنت أجتمع أنا وفريق العمل بعد الانتهاء من التصوير لمتابعة نشرات الأخبار وكنت أخجل منهم كلما ذُكر اسم تونسي قتل مدنيين.

- اتجهت عكس زميلاتك من الممثلات التونسيات الى السينما السورية واللبنانية ولم تتجهي الى السينما المصرية؟
أنا أرفض الذهاب إلى بلد آخر، لطرق الأبواب وشحذ الأدوار من هذا وذاك. مع احترامي للجميع، أظن ان الإنسان الذي يحترم نفسه يجب ان يصون كرامته وينتظر الأدوار لا أن يلهث خلفها ويعرّض نفسه للمهانة، مثلاً هند صبري نجحت وتميزت وتتالت عليها الأدوار لأنها خرجت من تونس بدعوة من إيناس الدغيدي ومن بعدها انهالت عليها العروض هناك.
وأنا من جانبي موجودة في بلدي ومنفتحة على كل التجارب وعندما يطلبني مخرج ما أسافر له من دون تردد، أدرس المشروع وفي حال الاتفاق أصور معه المادة وأعود إلى بلدي معززة مكرمة.

- هل ما زلت تنزعجين من الخلط بينك وبين ريم بنا المغنية الفلسطينية؟
الموضوع أزعجني في البداية لأنه بعدما بدأ اسمي يُتداول عربياً سارعت الى إرسال بيان صحافي تتهمني فيه بسرقة اسمها، مع العلم ان ريم البنا هو اسمي الحقيقي المكتوب في أوراقي الثبوتية ولن أغيره من أجل أحد مهما كانت قيمته.

- هي قالت إنها ساهمت في الثورة التونسية بأناشيدها؟
كثيرون أرادوا تحقيق شهرة على حساب الثورة.

- بعدما نجحت تونس في اختيار رئيس جديد وخطت خطوة نحو الاستقرار، هل تتوقعين مستقبلاً مشرقاً للسينما التونسية؟
بصراحة، أنا متشائمة في هذا الموضوع. صناعة السينما التونسية ما زالت ضعيفة لأسباب جوهرية تتعلق بنقص التمويل وصعوبة التسويق مع أن في تونس طاقات مهمة ولكنها مجمدة، وأرى حالياً ان المخرج التونسي نجيب بالقاضي استطاع ان يحلّق بأفلامه وخاصة فيلمه الجديد «باستردو» نحو العالمية.

- رأيناك في العديد من التظاهرات في تونس تنادين بحرية التعبير والرأي؟
نعم، شاركت في التظاهرات التي تنادي بحرية المرأة والتنديد بالإرهاب وتعرضت للضرب المبرّح.

- في حوار سابق أجريته معك قلت انك تحلمين بالوقوف أمام جورج كلوني في عمل سينمائي... فهل ما زلت تحلمين الحلم نفسه خاصة بعد زواجه من أمل علم الدين؟
صرفت النظر عن هذا الحلم لأن أحلامي أصبحت أكبر وأعمق... أيقونة السينما العالمية هي جولييت بينوش بالنسبة إليّ، وأتمنى أن أصبح مثلها يوماً.

- بعيداً من عالم التمثيل أنت أساساً قادمة من دور عروض الأزياء، فهل ما زلت تعملين في هذا الحقل؟
نعم ما زلت أشارك في العروض الكبيرة للأزياء في تونس وخارجها. أنا عاشقة للموضة وأحب التجديد ولا أعتبر كوني عارضة أزياء أساساً عيباً في عالم التمثيل، كثيرات مثلي دخلن التمثيل من بوابة عروض الأزياء مثل بينلوبي كروز ومونيكا بيلوتشي وغيرهما الكثيرات، فمنهن من نجحت في التمثيل واستمرت ومنهن من انسحبت.

- وأخيراً... ريم البنا فلنختتم بجديدك الفني؟
قمت بتصوير فيلم سينمائي تونسي مع المخرج مختار العجيمي اسمه «قصر الدهشة» وهو دور استثنائي جديد ومتفرد أجسد فيه شخصية «بسمة حربوشة» ويبحث مخرج العمل حالياً إمكانية إشراكه في الدورة المقبلة من «مهرجان كان السينمائي الدولي».