black file

تحميل المجلة الاكترونية عدد 1090

بحث

صبا مبارك: لسنا دمى للترفيه عن الناس فقط!

تؤمن بالمغامرة المحسوبة، وطموحها لا حدود له، ولهذا جمعت بين التمثيل والإنتاج والإخراج، ولهذا تحضر في معظم المهرجانات السينمائية، وصولاً للمشاركة في عضوية لجان تحكيمها، وآخرها ترؤسها للجنة تحكيم الفيلم الوطني لمهرجان قرطاج السينمائي.
صبا مبارك المنشغلة دائماً بقضايا الوطن الكبير، والداعمة لمواهب واعدة في بلدها الأردن، تشيد من جانبها بدعم الإمارات للتجارب السينمائية الجديدة... وتعد في حديثها معنا بتقديم فيلمها السينمائي الأول كمخرجة، كما تعد بتقديم جزء ثان من مسلسل «زين» الذي تكفلت بإدارة إنتاجه،  دون أن تغفل في زحمة اهتماماتها الفنية عن متابعة الموضة والأزياء.

 

- بداية من السينما وبالتحديد من مهرجان أيام قرطاج السينمائيَّة، حيث ترأست لجنة تحكيم الأفلام الوطنية، هل أنت مع هذه التجربة بشكل عام؟
مهرجان أيام قرطاج السينمائية عريق وذو تاريخ كبير قارب 50 عاماً، وخرَّج فنانين ومخرجين كباراً، وله قيمته بين المهرجانات العربية. دون أدنى شك أن مرحلة ما بعد الثورة في تونس أرخت بظلالها على الحركة الثقافيَّة بشكل عام ومنها المهرجانات، ولكن عودة أيام قرطاج السينمائية بدورته الأولى ما بعد الثورة، وإقرار إقامته سنوياً سيساهمان في تطور المهرجان ويعطيانه حضوراً إعلامياً عربياً وعالمياً.

من جهة أخرى، أنا مع الوجود في المهرجانات السينمائية بشكل عام، بغض النظر أكان لدي فيلم مشارك في المهرجان أو لا.

وبالنسبة إليّ، متابعة السينما ليست مجرد هواية، هي عملي وثقافتي لذلك أنا حريصة على الوجود في أكبر عدد من المهرجانات لمتابعة الجديد في السينما العربية والتواجد في وسط صنَّاع السينما المخضرمين منهم والجدد، ومتابعة الأفلام من كل أنحاء العالم، لأن السينما التجاريَّة للأسف تقدّم لنا تجارب سينمائية محدودة، في حين تشهد صناعة السينما في العالم كله تطوراً كبيراً وتقدّم ثقافة رائعة.

- هل تعيدين التجربة مرَّة أخرى؟
هذه ليست تجربتي التحكيميَّة الأولى، فقد شاركت في لجان تحكيم في مهرجانات عربية وعالميَّة سينمائية ومسرحيَّة، ونعم سأعيد التجربة متى حانت الفرصة.

- كيف تقيّمين صناعة السينما في العالم العربي؟
لا نستطيع أن نقيّم صناعة السينما في العالم العربي لسبب أساسي ومباشر، وهو غياب هذه الصناعة في معظم الدول العربيَّة باستثناء مصر، والتجارب المتفرقة في الدول الأخرى لم تؤسس لصناعة سينمائيَّة بل بقيت بشكل كبير ضمن خانة التجارب الشخصيَّة. أنا سعيدة جداً بالدور الذي تلعبهُ الإمارات العربية المتحدة من خلال توسيع أفق التجربة السينمائيَّة في البلاد ودعم الأعمال السينمائية العربية عبرَ تقديم تمويل لهذه الأعمال من خلال مهرجاني أبو ظبي ودبي السينمائيين. ولكن بشكل عام. ومن دون أدنى شك فإن من بين هذه التجارب السينمائية أعمالاً فريدة لمخرجين مثل إيليا سليمان وهاني أبو أسعد وغيرهم، أنا شخصياً شاركت في عمل سينمائي بعنوان «مُدن ترانزيت» حصدَ عدة جوائز على مستوى العالم، ولكن تبقى كلها تجارب شخصية. فصناعة السينما يجب أن تقوم عليها الدول وتحتاج إلى دعم وتمويل حكوميين ورؤية، السينما هي واجهة ثقافية لأي بلد وتدرّ أموالاً كثيرة لو تمَّ تنظيمها ودعمها.

- من المتعارف عليه دعمك الدائم للمواهب تمثيلاً وإخراجاً في الأردن، وإشراك البيئة المحليَّة في الأعمال التي تقومين في إنتاجها، ما أهمية هذا الدعم؟ 
منذ سنوات وجدت من آمن بموهبتي وقدم لي الدعم الذي كنت أحتاجه، واليوم الحمدلله حقّقت الكثير بعد سنوات من العمل الشاق، ولكن البداية كانت مع شخص آمن بي، وبرأيي أن هذا واجب على كلِّ من لديه القدرة لدعم هذه المواهب ووضعها على الطريق الصحيح بغض النظر عن مدى خبرتهم، من منَّا كان بالمستوى الفني الذي هو عليه اليوم؟!...كيف سنتعرف إلى مواهب جديدة تساهم في إغناء المشهد الفني لو أننا لم نقدمْ لهم الفرصة لإظهار مواهبهم، تماماً مثل برامج اكتشاف المواهب، هل كان محمد عساف حقق ما حققه من نجاح لو أنه لم يُمنح الفرصة المناسبة في «آراب أيدول»؟.

- ولكن يمكن أن تكون هذه التجارب غير ناجحة.. وقد تؤدي إلى خسارة ماديَّة؟
لست مع المغامرات غير المحسوبة، وهنا يأتي دورنا كفنانين لدينا من الخبرة الإنتاجية ما يؤمن عناصر النجاح المطلوبة. كمنتجة، يجب أن أسعى لتأمين كل ما يساهم في نجاح العمل لأتمكن في النهاية من إيصال هذه المواهب للناس، فمواهب جيدة في عمل سيء ستؤدي لنتيجة عكسيَّة ولن تقدّم لهم شيئاً. لذلك أنا حريصة على أن أكون جزءاً من كل عمل أقوم بإنتاجه، ولست أتكلم عن التمثيل فقط، بل عن الصورة الفنيَّة كاملة، بداية من ورشة الكتابة والتصوير والمونتاج وربما التمثيل.

- قمت بإنتاج بعض الأعمال الدراميّة، آخرها مسلسل «زين» والذي لاقى أصداء جيدة. ما هي ظروف إنتاج هذا العمل، ولماذا كان التعاون إنتاجياً مع مجموعة MBC، وبالتحديد مع شركة O3 للإنتاج؟
قدمنا مشروع مسلسل «زين» لشركة O3 للإنتاج ومجموعة MBC، فأعجبهم العمل وأرادوا تنفيذه، فكنت المنتج المنفذ للعمل. الحق يقال، شركة O3 للإنتاج من أفضل الجهات الإنتاجية حرفيَّة، وهم يعملون ضمن قواعد وأسس مهنية عالية ويسعون لتغيير العقليَّة الإنتاجية التلفزيونيَّة في العالم العربي، وتقديم أعمال جديدة من حيث المحتوى، فلا يمكننا أن نستمر في تقديم الأعمال الدراميَّة نفسها بأسماء مختلفة. التجديد مطلوب، ويمكننا اليوم أن نلمس ذلك من خلال العديد من الأعمال الجديدة التي باتت تقدّم محتوى درامياً جديداً كلياً وفي قوالب بصريَّة جديدة مثيرة للإهتمام. أنا مع موجة التغيير هذه، وسأبقى دائماً أسعى لتقديم الجديد الذي يأتي على مستوى طموحات المشاهد العربي.

- هل هناك جزء جديد من مسلسل «زين»؟
قمنا باستطلاع رأي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر بعض شركات الإحصاء لمعرفة مدى رغبة الجمهور في مشاهدة جزء ثانٍ من العمل، فجاءت النتيجة إيجابيَّة. وفي الحقيقة كان للعمل أصداء إيجابية كثيراً لدى الجمهور العربي. نحن الآن بصدد التحضير للعمل، وقد بدأت ورشة الكتابة، وإن شاء الله سنبدأ قريباً إنتاج الجزء ثانٍ مع شركة O3 للإنتاج. أنا شخصياً مع إنتاج جزء ثانٍ وثالث وأكثر، لأن مسلسل «زين» من نوعيَّة الأعمال التي يمكن أن تستمر لمواسم عديدة مثل كل المسلسلات العالميَّة التي استمرت لسنوات طويلة. هو عمل فريد من نوعه ويتناول موضوعاً يحبه الناس، وهو ما يجري خلف كواليس الإنتاج، ويبدو لهم حقيقياً، فضيوف الشرف في «زين» يقدمون أنفسهم على سبيل المثال نيللي كريم تقدم دور نيللي كريم، إضافة إلى أنه جاء في قالب كوميدي خفيف وجانب عاطفي. هذا العمل بمثابة إبني الصغير، وأنا مسرورة جداً أن الناس لايزالون بعد عام ونصف العام يذكرون العمل ويطالبون بعرضه من جديد.


لاجئة سورية في القاهرة...

- هل تحضرين لأعمال أخرى إنتاجياً؟
أحضر الآن عدداً  من المشاريع الجديدة إنتاجياً، دراما وبرامج تلفزيونيَّة، ولكنني لست بصدد طرح أسمائها أو أي تفاصيل أخرى عنها الآن.

- وهل سنرى صبا مبارك الممثلة في كل أعمال شركة «بان إيست»؟
لا، لست مع فكرة تأسيس شركة إنتاج لأقوم بإنتاج أعمال من بطولتي، لقد أنتجت الشركة عملين دراميين، الأول كان مسلسل «زين»، قدمت فيه دور البطولة لأنني كنت بحاجة لدفع العمل وبيعه بشكل أفضل، وبالتالي كان يجب أن يرتبط باسمي. والعمل الثاني كان الدراما البدويّة «طوق الإسفلت» ودوري فيه لم يبدأ بشكل واضح إلا في منتصف العمل،  ليس من الضروري أبداً أن تكون الأعمال التي أنتجها من بطولتي، وهذا ليس خياراً بالنسبة إلي. والحقيقة أن شركة «بان إيست» هي شركة أردنية وتنتج أعمالاً في الأردن وليس خارجها، لا في مصر ولا في بيروت أو أي من دول الخليج، وعندما أسست الشركة كان الهدف منها تقديم الأعمال الأردنية ودعم هذه الصناعة فنياً في بلدي. ولو كان لدي القدرة على دعمها مادياً بشكل مباشر لما تأخرت. ونحن اليوم نعمل على استقطاب رؤوس الأموال الإنتاجية لإنعاش هذه الصناعة من خلال تنفيذ الأعمال كمنتج منفذ لمصلحة قنوات كبيرة إنتاجياً مثل مجموعة MBC وتلفزيوني أبو ظبي ودبي وغيرها.

- قمت بإخراج العديد من الأعمال المسرحيَّة.. لماذا المسرح وليس الدراما أو السينما؟ وهل هناك أي خطط لتقديم نفسك كمخرجة سينمائية أو تلفزيونيَّة؟
قدّمت تجربتين مسرحيتين كمخرجة، وأفكر جدياً في تقديم عمل سينمائي، لا حدود لطموحي في المجال الفني، وكل تجربة تحتاج لوقت وتركيز لكي تنضج شرط أن يمتلك الإنسان المعرفة والموهبة والطموح لتحقيقها.

- صبا مبارك من الأسماء القليلة عربياً التي يتم التعريف عنها كفنانة عربيَّة وليس أردنيّة، ما هو تعليقك على هذا؟
أفتخر كثيراً ببلدي الأردن، وبكوني فنانة أردنية، وتسمية فنانة عربية أعتز به كثيراً وتعبت كثيراً لأستحقه. ولعل هذا أتى من حقيقة كوني قدّمت العديد من الأعمال بلهجات عربية عديدة منها المصريَّة السوريَّة والتونسيَّة والخليجيَّة والبدويَّة وغيرها، باختصار أنا فنانة أردنيَّة عربيَّة تؤمن بوجود روابط كبيرة بيننا نحن العرب تتعدى اللغة والثقافات التي بالرغم من تعدّدها تأتي من أصول واحدة مشتركة.

- في زحمة حياتك العملية، ما أهمية الاهتمام بمظهرك بالنسبة لك؟
بالطبع كسيدة وفنانة يأتي الاهتمام بنفسي من بين الأولويات، من جانب آخر لا أنقطع عن ممارسة الرياضة بصحبة المدرب، وتمثل جزءاً من طقوس حياتي اليومية،  لأن الاهتمام بالشكل واللبس والمظهر وغيره هام بالنسبة للإنسان العادي، وهو من الضرورة بالنسبة للفنان. 

- هل هناك مصمم أزياء معين تحبين الارتداء من مجموعته؟
بشكل عام، لدينا في العالم العربي اليوم أسماء لامعة في مجال تصميم الأزياء، ويقدمون مجموعات جميلة جداً ومتميزة للغاية، بطبيعة الحال أختار من العديد منهم بحسب المناسبة.كما أحب التسوق كثيراً من الماركات العالمية خلال سفرياتي المتعددة، لكنني لست من النوع الذي يبالغ في الأزياء وأفضل أن أرتدي خلال النهار ما هو مريح وعملي. 

- كيف تنظرين لعلاقة المرأة العربية بالأزياء؟ 
الأزياء حالة ثقافية ترتبط بشكل مباشر بالمجتمعات، لذلك لا يجوز الإجماع في تحديد هذه العلاقة، فثقافة المجتمع تفرض نوعية الملابس وشكلها في كل أنحاء العالم، ولكن بشكل عام المرأة العربية لديها ذوق رفيع في أناقتها سواء كانت عصرية أو ترتبط بثقافة مجتمعها.

- عودة إلى الفن وآخر أعمالك هو فيلم «الثمن» مع الفنان عمرو يوسف، أخبرينا قليلاً عن الفيلم ودورك؟
فيلم «الثمن» من بطولة الفنان عمرو يوسف والفنان القدير صلاح عبدالله وبطولتي، وهو الآن في المراحل الأخيرة من المونتاج، سيشارك الفيلم في العديد من المهرجانات العالميَّة، وقريباً جداً سيكون في صالات العرض. أقدم في العمل دور لاجئة سورية في القاهرة ويتناول العمل الصعاب التي تواجهها هذه الفتاة التي عانت الكثير خلال الحرب وبعد لجوئها لمصر، وفيه جانب إنساني جميل من خلال علاقة الصداقة التي تربط هذه الفتاة بشاب مصري بسيط (عمرو يوسف) والذي يحاول مساعدتها بقدر المستطاع.

- للفيلم بحسب ما قرأنا في الإعلام جانب سياسي، وجانب اجتماعي، هل أنت مع تقديم الأدوار ذات الخلفيَّة السياسية؟
لست مع تقديم العمل لطرح رؤية سياسيَّة معينة، ولكنني في الوقت عينه أرفضُ تغييب الواقع السياسي في المنطقة، لنصبح كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمل. لا يمكننا أن نعزل الواقع السياسي عن حياتنا اليوميَّة خاصة وأن هذا الواقع له أثّر مباشر على حياة الملايين، وهو جزء من حياتنا اليوميَّة. في حياتي المهنيَّة الموقف الوحيد الذي تبنيته فنياً هو القضية الفلسطينيَّة، ومهما قدمت من الأعمال التي تتناولها أبقى أشعر أنني لم أقدم الكفاية لهذا الشعب الجبار وهذه القضيَّة التي تعنيني مباشرة بقدر ما تعني كل مواطن عربي. 

- في أي خانة تضعين فيلم «مملكة النمل» للمخرج شوقي الماجري ؟ وبرأيك الخاص هل نال العمل ما يستحق لجهة العرض والتغطية الإعلاميَّة؟
«مملكة النمل» فيلم وطني بامتياز، والقضية الفلسطينيَّة قضية وطنية، للأسف بعض الأعمال لا تلقى حقها الإعلامي لأسباب سياسيَّة أو بسبب توقيت عرضها أو لظروف إنتاجيَّة. وأعتبر «مملكة النمل» من أجمل الأعمال التي قدمتها بمسيرتي الفنيَّة، وأتمنى أن يراه الجميع لأنه يقدم المعاناة الفلسطينيَّة في قالب إنساني لا يمكن فصله عن القضية كلها.... وأتوجه لقراء مطبوعتكم الكريمة بطلب، فيلم «مملكة النمل» سُحب من دور العرض، حاولوا الحصول عليه على DVD لأنه يستحق المشاهدة ويقدم القضيَّة الفلسطينيَّة بقالب جديد مختلف.

- كيف تنظرين إلى واقع الفن في العالم العربي اليوم؟ هل هو في تقدم أم تراجع؟
المشهد الفني العربي يتقدم اليوم، وأرى أن المستقبل القريب والبعيد سيشهد تطوراً ونجاحاً كبيرين، العقليَّة الإنتاجيَّة في المنطقة بدأت تتغير نحو الأفضل، وبتنا نرى أعمالاً ضخمةً جداً ومتميزة. 

- هل تحضرين لأعمال جديدة للموسم الرمضاني؟
أنا لستُ ممثلة مواسم، وقررت منذ فترة طويلة أن أختار ما يعجبني من الأعمال بغض النظر عن توقيت عرضها. هناك العديد من الأعمال في دائرة الإختيار النهائي، قرأتها والآن أحاول اختيار الأفضل فنياً بينها، لأنني في هذه المرحلة أتحمل مسؤوليَّة كبيرة تجاه الجمهور الذي يحبُّ متابعة أعمالي، لذلك عليَّ تقديم الأفضل بغض النظر عن المواسم.

- نرى صبا مبارك دائماً في خانة «القضيَّة الفلسطينيَّة» سواءً من خلال أعمالها أو من خلال لقاءات صحفية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، لماذا؟
قلت سابقاً وأكرر، القضيَّة الفلسطينيَّة تعنيني مباشرةً، ويجب أن تعني كل مواطن عربي وتبقى ضمن أولوياته. موقفي من القضيَّة الفلسطينيَّة لم ولن يتغير يوماً مهما كان الثمن الذي دفعته أو سأدفعه.

- كان لك ظهور إعلامي على إحدى الفضائيات المصرية، واتّسم اللقاء بجانب سياسي كبير، أو بتعبير أصح بثقافة سياسية عميقة، كيف تنظرين لعلاقة الفنان بالسياسة، خاصة أن العديد من الفنانين دفعوا الكثير ثمن مواقفهم السياسية؟
هذا اللقاء مع المؤلف الدكتور مدحت العدل الذي أوجّه له تحية عبر مطبوعتكم، اتّسم بطابع سياسي ثقافي، ولكنه كان لقاءً عفوياً، سألني وأنا أجبت، لا أخاف السياسة والتحدث فيها، بالرغم من أنني لا أفهمها كثيراً، ولكن أرفض أن أتجنب الرد، وأجيب بالقدر الذي تخولني إياه ثقافتي السياسيَّة. وفي النهاية أنا فنانة ولست أعمل في الحقل السياسي، ولكن الفنان يجب أن يتمتع بثقافة شاملة تخوّله الحديث في أي موضوع كان، فلو كان اللقاء يتمحور حول الأزياء أو الفن التشكيلي أو السيارات أو الفساد وغيرها لكنت أجبت أيضاً... الفنانون ليسوا دمى مهمتهم الترفيه عن الناس فقط، نحن في دائرة الأحداث التي تمرّ بها بعض الدول العربيَّة، ونتفاعل معها وبالتالي لدينا مخزون ثقافي وسياسي كأي مواطن عربي آخر.

Styled by: Laith Nijem

المجلة الالكترونية

العدد 1090  |  تشرين الأول 2025

المجلة الالكترونية العدد 1090