الحبّ الذي صنعنا

من السادسة صباحاً إلى أن يحين موعد النوم، نحبّ أن نتعرّف إلى يوميات أمّ عاملة. عشنا أياماً مع أمهات في أوقات متفرّقة من العام، تابعنا تحرّكاتهن وسجّلناها ونشرنا تفاصيلها في أكثر من عدد. نحتفل بالأمومة والأمهات كلّ يوم، بلهفتنا على أولادنا وبسعينا إلى أن نكون مثل أمهاتنا، أن نعطي جزءاً مما أعطينه وبعضاً من الحبّ الذي صنعنا.
نصفّق للأمّ العاملة ونشجّعها ونحتفل بها مثلما نحتفل بكلّ أمّ وكل امرأة تختبر مشاعر الأمومة عبر ما تمنحه من عاطفة لأطفال أقرباء أو أصدقاء. يعلن يوم الأمّ بداية الربيع الرسمية، والأمومة نفسها ربيع مستمرّ. قد نفكر في أنها تثبيت لوجودنا على هذه الأرض أو بحث عن معنى لهذا الوجود. شيء من هذا صحيح، لكنّ الأمومة أيضاً حبّ خالص يقدّم سعادة طبيعية. هي شعور جميل بالرضا برغم الخوف والقلق اللذين تفرضهما مسؤولية الأمومة. مَن منا لم تصدمها بعد ولادة طفلها أو طفلتها وبرغم الفرحة والتأثر، فكرةُ أنّ هذا الكائن الصغير يعتمد تماماً على وجودها، ثم بعد أن يكبر لا بد أن يتأثر بها؟ هو الدور الأكثر دقّة والأصعب في مراحل مختلفة، هو الهوية التي تطغى في عوالم معظم الأمهات.
ولا يمكن في احتفالنا بالأمّ أن ننسى الأمهات اللواتي يعانين مصائب النزاعات والتهجير، ويعشن في ظلّ الخوف على أولادهن محاولات حمايتهم وتأمين لقمة عيشهم. كما لا ننسى الأمهات اللواتي يربّين أولادهن في غياب الزوج أو الأب وبرغم التحديات يتمسّكن بالابتسامة وبالربيع... أمومة وربيع. تهدي إلينا المناسبة أفكاراً نكتبها ونلوّنها ونلتقطها في صور.

مقالات ذات صلة

خارج الصورة

عدو المرأة

هالة كوثراني