هبة نور: الأولويّة عندي تبقى للعمل في سوريّة

هبة نور, فنانات سوريّات, سوريا, مسلسل

04 أغسطس 2013

تملك الفنانة هبة نور موهبة أصيلة وطاقات إبداعية كبيرة. سعت من خلال الشخصيات التي قدمتها إلى التنويع وعدم التقوقع ضمن إطار معين، فبرزت كنجمة تتحكم في أدواتها التعبيرية وحضورها المؤثر، واستطاعت عبر أدوارها أنسنة الكلمات بشفافية عالية وبث الحياة فيها، فانسلت من خلال ما قدمت من شخصيات إلى قلوب المشاهدين بعفوية أدائها... معها كان لنا هذا اللقاء.


- أين تكمن خصوصية شخصيتك في «زمن البرغوت 2»؟
أقدم في العمل دور أم أدهم الشخصية التي أدتها الفنانة صفاء سلطان في الجزء الأول، وقد حالت ظروفها العائلية من وجودها في دمشق لتصوير الشخصية.
وهو دور لطيف لامرأة تعاني من ظلم أخوتها بعد وفاة زوجها، خاصة أنهم عارضوا عودتها إلى منزل زوجها.
وعندما يطلب يدها «شاهر» ابن عم زوجها تفاجأ لأن زوجها «أبو أدهم» كان يحبه كثيراً، وبعد قبولها الزواج به تبقى زوجة على الورق وأمام الناس فقط، ولا تقبل أن تكون زوجة حقيقية بسبب شعورها بأنها تحب زوجها الراحل، كما أنها على يقين أن «شاهر» طلبها للزواج ليساعدها ويخلصها من ظلم أخوتها ويسكنها في منزل زوجها هي وبناتها. وبعد مضي فترة يقعان في الحب ويكملان حياتهما معاً.

- غالباً ما يبقى دور المرأة مهمّشاً في دراما البيئة الشامية، فهل بقي دور «أم أدهم» ضمن دائرة التهميش أم استطاع الإفلات منها؟
يمكن القول إن المرأة كانت مظلومة في هذه الفترة التي تدور فيها أحداث المسلسل، والكلمة للرجل دائماً، لكن شخصية أم ادهم تبقى مختلفة، فقد كان لديها الكثير من التقلبات والمراحل في حياتها.

- ما المسؤولية التي حملك إياها هذا الدور خاصة أنه كان لفنانة أخرى؟
الفنانة صفاء سلطان صديقتي وقدّمت الدور في الجزء الأول بطريقة جميلة، ولكن من المؤكد أنني لا أقلدها فلم أفكر أن أشبهها، ومن الجميل أن يكون هناك روح واحدة للشخصية في الجزءين ولكن ألا يتم تقليد ما قدمه الممثل الآخر.

- أيهما يشكل تحدياً أكبر لك دور جديد أم دور سبق أن أدت الجزء الأول منه ممثلة أخرى؟
عندما تجسد دوراً سبق أن أدى الجزء الأول منه ممثل آخر يدفعك ذلك للشعور بالتحدي لأن الجمهور سبق وأحبّ الشخصية مع الفنان الأول وبالتالي عليك أن تجعله يحب الشخصية عندما تؤديها أيضاً.


البيئة الشامية

- ما أعمال البيئة الشامية التي كان لك حضور فيها؟
شاركت في الجزء الثالث من مسلسل «الحصرم الشامي» إخراج سيف الدين سبيعي، وكان أول عمل شامي أشارك فيه وأديت شخصية صفاء وكنت بديلة الممثلة قمر خلف.
لكن للأسف عرض العمل على الأقنية المشفرة. ثم شاركت في مسلسل «أهل الراية» مع المخرج سيف الدين سبيعي ، ومسلسل «الدبور» إخراج تامر اسحاق، وفي الموسم الحالي أشارك في الجزء الثاني من «زمن البرغوث» لأحمد ابراهيم أحمد و«قمر الشام» مع مروان بركات.

- ما معالم شخصيتك في «قمر شام»؟
أجسد فيه شخصية تركية تعمل في التجارة، وهي ضيفة في العمل.

- هناك من يرى أن أعمال البيئة الشامية مجرد طرح فولكلوري للبيئة بما يتضمنه من حكايات شعبية، بينما يراها البعض واقعاً كنا نعيشه في فترة مضت. فإلى أي الاتجاهين تميلين؟
أعمال البيئة الشامية لا تعبّر كلها عن الواقع بشكل كامل، فهناك أمور يتم تجميلها أحياناً وخاصة الأدوار الذكورية كما يحصل في دور «العكيد» على سبيل المثال، وهذا الأمر ليس سيئاً.
في المقابل تكون شخصية المرأة غالباً في تلك الأعمال مظلومة، وأحيانا هناك أعمال تظهر صورة معينة عن المرأة، الأمر الذي لا أحبّذه.

- ما سمات شخصيتك في خماسية «خيانة خرساء» التي تناولت موضوع الخيانة الزوجية؟
«خيانة خرساء» خماسية من مجموعة خماسيات تقدم ضمن مسلسل بعنوان «صرخة روح»، وقد دارت كلها ضمن إطار موضوع الخيانة. وقد كتبت هذه الخماسية الفنانة لمى ابراهيم، وفيها أديت شخصية تطرح حالة من حالات الخيانة التي يمكن أن تحدث في المجتمع، فهي زوجة لرجل أخرس، تحبه في البداية وهو كثيراً ما يدللها، ولكن تجد في ما بعد أن الأمور لم تجرِ كما ظنت فهناك ما ينقصها وهو لا يحكي معها وينام باكراً، فتخونه مع أخيه في المنزل نفسه.

- إلى أي مدى تملك الكاتبة المرأة القدرة على نبش مكنونات المرأة الحقيقية وبجرأة؟ ومن الأقدر على نبش هذه المكنونات، الكاتب الرجل أم المرأة؟
أحياناً الرجل قد يفهم المرأة ويحس بها أكثر مما تحس المرأة بالمرأة، فليس شرطاً أن يكون الكاتب امرأة أو رجلاً. عموماً تنبع جرأة العمل من النص فالموضوع الذي يتم تناوله بحد ذاته جريء، وبالنسبة إلى الشخصية التي أؤديها فهناك ما يبرر فعلتها لأنها كانت على علاقة مع رجل ضحك عليها ومن ثم تزوجت من رجل لم ترتح معه، وفي النهاية ستلقى نهاية سيئة.

- هل هناك محاذير من الخوض في موضوعات اجتماعية معاصرة؟
المجتمع لا يتقبل كل ما يقدم له، فالبيئة والتنشئة تلعبان دوراً في هذا الأمر، وإن كنت أرى أنه ينبغي تقبل ما يتم تقديمه في العمل الدرامي لأنه يهدف في النتيجة إلى توعية الناس.

- ما الذي شجعك على المشاركة في الجزء الخامس من «صبايا» هذا العام؟
أنا سعيدة بمشاركتي في الجزء الخامس كونه عملاً عصرياً، والنص جذاب يطرح قضايا اجتماعية مثيرة. أؤدي في العمل شخصية «ديانا» وهي إحدى الشخصيات الرئيسية في العمل وهو من تأليف نور شيشكلي وإخراج محمود الدوايمة.


المرأة السورية في الدراما

- إلى أي مدى استطاعت الدراما السورية نقل النبض الحقيقي لواقع المرأة بما يحمل من هموم وآمال وآلام ومشكلات؟
تعالج الدراما السورية قضايا المرأة ومشكلاتها وتغوص في الواقع الحقيقي للمجتمع وللقضايا المتعلقة بها، وبات هناك جرأة كبيرة في الطرح، الأمر الذي قد ينتقده البعض، ولكني أؤيدها، ففي النهاية الدراما تشكل عامل توعية ورسالة تتبنى قضايا المجتمع.

- كيف ينبغي أن تتعامل الدراما مع الواقع؟ هل من مهماتها تقديمه كما هو أم تجميله؟
ينبغي أن تعرض الدراما واقعنا بما يحمل من إيجابيات وسلبيات، وأن تقدمه كما هو مسلطة الضوء على مكامن الخطأ في حياتنا، خاصة أن هناك العديد من القضايا الاجتماعية السلبية التي تبقى مخبأة فلا بد من تناولها والإضاءة عليها لتظهر إلى الناس، أما ما هو إيجابي وجميل فنعرضه حتى من دون تجميل.

- ما الجديد الذي تقدمينه في مسلسل «سكّر واسط»؟
في مسلسل «سكر وسط» إخراج المثنى صبح ألعب دور هنادي المتزوجة من رجل غني يكبرها بالعمر، وهي شخصية هستيرية غالباً ما يتملكها شكّ يجبرها على ملاحقة زوجها، علماً أن غيرتها لم تأتِ من فراغ وإنما بسبب علاقاته الواسعة مع النساء.


الدور الجريء

- أين تكمن خصوصية شخصية كاتيا في فيلم «صديقي الأخير»؟
هي تعمل سكرتيرة عند طبيب يتوفى، فيتم التحقيق معها بواقعة وفاته، وهي فتاة تطمح إلى أن يكون لديها منزل وسيارة، فتقع في غرام المحقق.

- سبق أن قلت إنك قدمت في هذا الفيلم دوراً جريئاً لكنه غير مبتذل، فأين تجلت هذه الجرأة في الدور؟
قصدت الجرأة في مشاهد الحب، كما تجلت الجرأة في الموضوع ، فأنا أحب أن تكون حدود الجرأة ضمن طرح الموضوعات بشفافية من دون تجميل، ومن دون ابتذال.

- إلى أي مدى يمكن للجمهور أن يفرق بين جرأة «البزنس» الساعية للتسويق والجرأة الحقيقية التي تغوص لعمق الواقع؟ وبرأيك أيهما الطاغية على الدراما السورية؟
يستطيع أن يفرق بينهما لأن الجمهور واعٍ جداً، علماً أن الدراما السورية فيها كلا النوعين من الجرأة.

- هل وصلنا إلى وقت بات من الواجب أن نحدد فيه سن المشاهد في المسلسل التلفزيوني؟
ممكن... وأنا أؤيد هذا الأمر، فقد تطرح بعض الأمور التي ينبغي ألا يعي لها الطفل الصغير لأنه من المهم أن يعيش طفولته، ولكن للأسف بات الأولاد اليوم يكبرون قبل وقتهم، فيجلس الطفل مع والدته ويرى ما تراه على الشاشة، وأنا ضد هذا الأمر. فكل مرحلة يجب ان تُعاش كما هي، وما يحضره الأهل ينبغي ألا يحضره الأولاد، كما أن للأطفال برامجهم الخاصة التي تتناسب وأعمارهم.

- هناك من يتحاشى أدوار الشر خوفاً من رد فعل الجمهور عليها... فماذا عنك؟
لا يهمني إن أحبوني أو كرهوني من خلال الدور سواء كان الدور لشخصية طيبة أو شريرة، ولكن ما يهمني أن يصدقوا الشخصية ويقتنعوا بها، خاصة أن الأدوار السلبية تبقى عالقة في ذهن المشاهد، وكمثال على ذلك، أديت في الفيلم المصري «عندليب الدقي» شخصية شريرة.

- ما سبب قبولك المشاركة في مسلسل «سيت كاز»؟
عندما عرض علي المسلسل كنت أعمل خارج سورية ولم يكن لدي أي عمل سوري في ذلك الموسم ولم يبق الكتير من الوقت وقت لبدأ رمضان، وأخشى أن أعمل في الخارج ولا يكون لدي مسلسل سوري، فأنا لا أحب الوقوع في هذا الأمر، لأن الأولوية عندي تبقى للعمل في سورية.
عموماً أحترم جميع الفنانين الذين شاركوا في العمل، وعندما قبلت المشاركة فيه كان يضم نجوماً مهمين.

- هل تم اللجوء إلى المبالغة في دورك؟
لا أحب المبالغة في الكوميديا، فعلى سبيل المثال تنبع جمالية «بقعة ضوء» من أنه يقدم كركترات وينوع في اللوحات، وحتى إن قدمت كركتر فيه مبالغة ضمن لوحة فلا مانع لأنه يندرج ضمن إطار التنويع، ولكن أن تقدم «المبالغة» ضمن ثلاثين حلقة فهنا يُحرق العمل.

- هل ترين أن الكوميديا صنف درامي درجة ثانية كما يصنفها البعض؟
كلا، ففي فترة من الفترات كانت الأعمال الكوميدية السورية مهمة جداً وتحتل المراكز الأولى كما هو حال مسلسل «عيلة خمس نجوم» على سبيل المثال، ولكنها تراجعت في الفترة الماضية.
عموماً أرى أن أهمية العمل هي من تصنفه إن كان درجة أولى أو ثانية بغض النظر إن كان كوميدياً أو لم يكن.

- أتفضلين العمل الذي تطمحين إلى بطولته أن يكون كوميدياً أم اجتماعياً أم تاريخياً أم سيرة ذاتية؟
أطمح إليها جميعاً، ولكني أفضل العمل الاجتماعي بالدرجة الأولى، وإن كنت أحب أن أقدم عملاً يندرج ضمن إطار السيرة الذاتية، على أن أقدم «السيرة الذاتية» لمرة واحدة.


ظلم في الأجور

- هل هناك من ظلم في أجور الفنانين؟
هناك ظلم في أجور الفنانين في سورية مقارنة بالخارج، وأرى أن هناك فنانين مظلومين، وآخرين غير مظلومين وإن كانوا قلائل جداً فهم عبارة عن اسماء معينة.

- هل ترين أن المسلسلات السورية كانت منافساً قوياً في رمضان رغم قلة عددها مقارنة بما كان ينتج في أعوام سابقة؟
ليس المهم أن يكون العدد أقل وإنما أن تكون الدراما السورية موجودة وحاضرة على الشاشات وأن يكون هناك أعمال مهمة تحقق متابعة جيدة على مستوى المًشاهدة، رغم الظروف الصعبة التي نصور فيها، فقد سبق أن مر علينا قبل الأزمة سنة فيها ستون عملاً لم يكن من بينها إلا ثلاثة أو أربعة أعمال مهمة.

- هل تؤثر الأعمال التي تصوّر خارج سورية سلباً أم إيجابا على الدراما السورية؟
طالما أنه عمل سوري فليس من المهم أين يُصوّر، وعلينا ألا ننسى وضع البلد فلا ننكر أن الأمور باتت صعبة، وأدعو الله أن يعيد الأمان لبلدنا.


الشائعة... والكليب

- بعد فيديو كليب مع عاصي الحلاني... هل هناك من جديد؟
بعد مشاركتي في هذا الكليب، عرض علي الكثير من الكليبات، ولكني أعتبرها تجربة وقمت بتقديمها وكانت جميلة وناجحة، لكن في النهاية أنا ممثلة ولست «موديل». علماً أنني كنت ممثلة في الكليب، ومبدئياً لا أفكر في تكرار التجربة حالياً.

- أين الشائعة في حياتك؟ وهل تؤثر عليك؟
في المراحل الأول من دخولي الوسط الفني كنت أتأثر بها، ولكن لم أعد أتأثر الآن، لا بل باتت آخر همي، لأنه أسبوعياً قد تسمع شائعات مختلفة، فعلى سبيل المثال في مسلسل «ملحق بنات» الذي تم تصويره في البحرين جسدت شخصية لبنانية تتزوج من سعودي، والمفاجأة أنه صدرت شائعة زواجي من الممثل الذي أقف أمامه في العمل وقالوا أن الزواج تم في بيروت في حين أنها كانت قصة المسلسل، وهنا أقول في حال ظنوا أنهم يصدرون الشائعات ليسيئوا إلى فنان فبرأيي أن الشائعات لا تضره.

- كيف هي علاقتك مع معجبيك وبصفحتك الرسمية على الفيسبوك؟
لدي صفحة رسمية على الفيسبوك، وهناك صفحة أنشأها عدد من المعجبين، ولكن الصفحة المسؤولة عنها هي الصفحة الخاصة بي وتضم أصدقاء وأشخاصاً لا أعرفهم، واستمع من خلالها إلى مختلف آراء الناس...