احذروا قاتل المواهب

الكسل,المواهب,الوقت,الأحلام,هالة كوثراني

هالة كوثراني 16 أبريل 2015

الكسل قاتل المواهب. يبدّدها قبل أن يصطادها الوقت، اللاعب الأبرع في الغدر. احذروا الكسل سارق أحلام الطفولة والصبا، ضحاياه ليسوا ضحايا تماماً لأنّهم مذنبون بدورهم. كيف سمحوا لشعلة الإنجاز بأن تخمد؟ رأيت أقرباء وأصدقاء يفقدون ذلك الضوء في عيونهم، يساهمون بكسلهم واستسلامهم لظروف معقّدة بإطفاء شعلة الشغف. رأيت كتّاباً موهوبين ينسون الكتابة، ورسامين بالفطرة يفقدون علاقتهم بالألوان.

هناك في المقابل مَن يبرعون في استثمار اللحظات. لا يسمحون بانتحار شغفهم، ولا بقتل الوقت. لا يتحمّلون أن يتسرّب الوقت من دون أن يستفيدوا منه، أن يستثمروه. وقد يغبط مدمنو العمل والإنجاز، في لحظات التعب، مَن ينامون حتى منتصف النهار أو هؤلاء الذين لا يبحثون عن إنجاز ما يجب إنجازه. لكنّ مدمني الإنجاز لا يعترفون بساعات الراحة الطويلة، ويتعايشون مع القلق الذي يمكن أن يكون حافزاً ودافعاً وسبباً من أسباب النجاح برغم ضريبته، وهي وجع نفسي يجب السيطرة عليه.

التقينا خلال إنجاز تحقيقين منشورين في هذا العدد صبايا يعرّف عنهن طموحهن. شعرنا بطاقة كلّ منهن وبحماسة رسم هدفها وسعادتها بجمال رحلة الوصول إليه.

تحتاج مجتمعاتنا إلى طاقات فتيات ونساء يرفضن قيود الكسل والخمول وينجزن مشاريع مبتكرة. ينطلق المشروع من فكرة فريدة، وقوده التصميم على النجاح ومقاومة من يحاولون ردم الطموح. والآفاق الآن مفتوحة للتواصل مع الآخرين والتعريف بالمشاريع والأفكار والترويج لها. وفي المقابل، يحتاج المجتمع إلى أيّ مجهود يهدف إلى ردّ الجميل أو يساهم في تجميل منظر أصابه التشوّه أو في التخفيف من أوجاع المتألّمين.