بمشاركة 60 دار نشر مصرية وعربية وأجنبية: مركز الملك فيصل ضيف شرف معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب

مكتبة الإسكندرية,فعاليات معرض الكتاب,مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث

طارق الطاهر (القاهرة) 18 أبريل 2015

شهدت مكتبة الإسكندرية وقائع الدورة الحادية عشرة لفعاليات معرض الكتاب، في الفترة الممتدة من 25 آذار/مارس الى 7 نيسان/ أبريل، وقد اختير مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث ضيف شرف المعرض الذي حضر افتتاحه الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة المركز، الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، والمهندس هاني المسيري محافظ الإسكندرية.

شاركت في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب، 60 دار نشر مصرية وعربية وأجنبية من: الكويت، الإمارات، السعودية، لبنان، سورية، والولايات المتحدة الأميركية. وفي إطار اختيار مركز الملك فيصل ضيف شرف للمعرض، أُعدّ برنامج ثقافي في هذا الخصوص، تضمن محاضرة عن «الأعلام المصريون في النقوش العربية القديمة المكتشفة في المملكة العربية السعودية»، ألقاها الدكتور سليمان الديب، كما نظمت ندوة في يوم افتتاح المعرض عن «العلاقات الثقافية المصرية- السعودية» بوجود الدكتور يحيى بن جنيد أمين عام مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية، والدكتور عوض البادي مستشار في المركز، والكاتب حلمي النمنم رئيس دار الكتب المصرية، والدكتور عبدالحكيم الطحاوي عميد معهد الدراسات والبحوث الآسيوية في جامعة الزقازيق.

وقدم الندوة الإعلامي محمد الأشقر... وفيها أشار يحيى بن جنيد إلى «أن الحديث عن الثقافة من الأمور التي يصعب على الإنسان أن يحتويها في جلسة واحدة. فالثقافة بمفهومها البسيط هي الوعاء الشامل الذي يربط الإنسان بالحياة العامة. وعندما نرجع الى كتب التراث، سنجد كثيراً من العلماء المصريين الذين استوطنوا مكة المكرمة، وكذلك المدينة المنورة التي يأتي إليها الناس أفواجاً خصوصاً من مصر، وكتب هؤلاء جميعاً محفوظة سواء في المكتبات المصرية أو السعودية». وأضاف: «مع وجود المملكة العربية السعودية كدولة حديثة في ثلاثينات القرن الماضي، كانت تحتاج إلى كثير من المقومات، وكان هناك اعتماد على ما يأتي من مصر من صحف ومجلات، ثم بدأت تظهر بعد ذلك الصفحات الأدبية المتخصصة في إصدارات المملكة». ومن الجدير ذكره أن رائد الرواية في المملكة العربية السعودية «حامد الدمنهوري» هو مصري- سعودي.

من جانبه، هنّأ حلمي النمنم مكتبة الإسكندرية على نجاح المعرض المتكرر كل عام، وعلى اختلافه هذا العام، فبدلاً من استضافة دولة ما لتكون ضيف شرف كالمعتاد، تمت استضافة مركز متخصص، ما يوحي بأهمية العلاقات العلمية، وليس فقط العلاقات بين الدول. كما أكد ضرورة استمرار العلاقات التي وصفها بالناجحة بين مصر والمملكة العربية السعودية، لأن الجغرافيا تحكمهما، فهما الدولتان الرئيسيتان على البحر الأحمر، وحدودنا الوحيدة الآمنة هي حدودنا مع المملكة... أيضاً البعد الديني مهم ومؤثر بين الأفراد والشعوب، والمملكة لما لها من بعد ديني مهم تحتل مكانة خاصة عند المصريين.
وانطلق عوض البادي من أن الثقافة العربية واحدة. ورغم ذلك، هناك أسئلة جوهرية يتجنبها المثقفون كثيراً خصوصاً في مصر. فالنخبة المصرية تعيش على الماضي ويتجاهلون ما حدث في باقي الدول من تطورات علمية. والثقافة الحقيقية تنتج من تلاقي المثقفين.

وركز عبدالحكيم الطحاوي في كلمته على التعليم، لما له من أهمية كبرى في تطور الشعوب، وأشار إلى أن التعليم كان في طليعة اهتمامات الملك عبدالعزيز، وقد بدأ بمديرية المعارف التي أصبحت في ما بعد وزارة المعارف، وأول مدرسين فيها كانوا مصريين، ومن هنا بدأ احتكاك الثقافات، واستعان بجملة للملك عبدالعزيز «الحبر عطر العلماء»، التي تدل إلى شغفه الشديد بالعلم واهتمامه بالنهضة العلمية، ثم انطلقت بعد ذلك البعثات العلمية الى مختلف الدول.

وقد حضر هذه الندوة العديد من مثقفي مدينة الإسكندرية ومبدعيها، بالإضافة إلى الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة الملك فيصل للدراسات الإسلامية، والدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور خالد عزب رئيس قطاع المشروعات في المكتبة.

وضمن فعالياته، أتاح المعرض أيضاً فرصة لإقامة مؤتمر «مصر المبدعة»، وقد أشرف على تنظيمه مختبر السرديات في مكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع لجنة القصة في المجلس الأعلى للثقافة، حيث ناقش 12 ناقداً أعمال 19 أديباً من الإسكندرية والبحيرة. كما حرص المعرض على تنظيم العديد من الندوات التي تطرح للنقاش قضايا تهم الحياة الثقافية، ومن ذلك ندوة «الناشرون الشباب وتحديات السوق» التي شاركت فيها مجموعة من الناشرين، منهم: أشرف عويس، إيمان سعيد، زياد عبدالمجيد، فارس خضر، لبنى عبدالله، حسام الدين فاروق. وتحت عنوان «زمن الرواية أم زمن السرد؟»، تحدث الأديب محمد المنسي قنديل في ندوة أدارتها الأديبة زينب عفيفي. كما استضاف المعرض الفنان سمير صبري الذي روى تجربته الفنية في ندوة أدارتها الناقدة السينمائية ناهد صلاح.