الرئيس التنفيذي لدار Cartier: ستانيسلاس دوكيرسيز: المجوهرات درع تحمي المرأة وتمنحها القوّة لتشكل العالم حولها على طريقتها

ستانيسلاس دوكيرسيز,Cartier,كارتييه,الساعات

رولا الخوري طبّال (جنيف) 01 مايو 2015

يعتبر ستانيسلاس دوكيرسيز أن الوقود المحرك للدار ينبع من شغف المصمّمين والحرفيين ومن رغبتهم في التفوّق على أنفسهم. ويسرد بشغف تفاصيل الابتكارات الجديدة هذا العام. يقدّر الفنون على اختلافها ويعتبر مواهب الفنانين فرصة لجعل الحياة أفضل. الإبداع بالنسبة إليه هو الأهم فابتكارات اليوم هي كنوز المستقبل.

- هل يمكننا اعتبار نظرات الدهشة والإعجاب عند الناس لدى رؤيتهم ابتكارات كارتييه بمثابة وقود لجرأتكم ونجاحكم الدائم؟ هلاّ أطلعتنا على سرّ هذه القدرة على سحرنا سنة بعد سنة؟
الجرأة جزء من هوية الدار ومما أردنا أن نقدمه للعالم في الأساس. فعندما اجتمع الأخوان كارتييه وأنشآ الدار عام 1947، قررا أن يعطيا أفضل ما لديهما في حرفتهما. أرادا أن تكون لهما رؤية عالمية، ونمط موحد معترف به حول العالم من اميركا الى آسيا وأوروبا والشرق الاوسط. الفكرة الرئيسة في كوننا Cartier تكمن في التعرف على ابتكاراتنا منذ اللحظة الأولى تماماً كما نتعرف فوراً على لوحة لبيكاسو، حتى لو لم يكن التوقيع بارزاً على مجوهراتنا أو ساعاتنا. أما  وقودنا المحرك فيأتي من شغف المصممين والحرفيين في الدار ومن الرغبة في التفوق على أنفسهم للحصول على النتيجة المرجوة، ألا وهي ان تُفتن المرأة عند فتحها تلك العلبة الحمراء.

- ما  الذي يحدد هوية الدار أكثر: الجرأة أم العلبة الحمراء أم النمر؟
الأحمر هو لون الحب والدم والفن والترف ولون كارتييه الذي يُظهر مدى شغفنا بما نقوم به. والنمر يحدد هويتنا أيضاً، وكان اللقب الذي حملته جان توسان مديرة القسم الابداعي للدار في مرحلة معينة وقد تميزت بجرأتها. والنمر، كما يعرف عنه، حيوان قوي وقادر على حماية نفسه تماماً كالمجوهرات التي تعدّ بمثابة درع تحمي المرأة وتمنحها القوة لتشكّل العالم حولها على طريقتها.

- ما هي اتجاهات الساعات من حيث الحركة والتصميم لعام 2015؟
أصبح الزبائن أكثر تطلباً ومعرفة، مما دفعنا الى ابتكار قطع رائعة هذا العام. مثلاً ساعة Ballon Bleu Serti Vibrant  ذات المينا المرصع بالماس المتحرك. وساعة Grande Complication وهي الأكثر تعقيداً حتى الآن لدى الدار تحوي 758 قطعة واحتاجت الى أكثر من سبع سنوات لتطويرها، وتتميز بحركة أوتوماتيكية وMinute Repeater وPerpetual Calendar
و Flying Tourbillion. كما اعتمدنا تقنيات جديدة في الصناعة الحرفية كتقنية Filigree التي استخدمناها للمرة الأولى، وهي عبارة عن عمل يدوي فائق الدقة يقوم على ربط حبال منمنمة من الذهب ببعضها بعضاً للحصول على «تطريز» رائع. اكتشفت هذه التقنية قبل 5000 سنة وأعدنا إحياءها اليوم. أما ساعة Clé فهي الابتكار الأهم وتتمتّع بشكل جديد يركز على المنحنى curve لراحة أكيدة للمعصم. نعتمد على نجاحها لتكون أيقونة جديدة للدار.

- تمنحون الجانب الحرفي -الفني من الساعة أهمية كبيرة، تحتفلون بخبرتكم ومعرفتكم في كل ابتكار، ومن جهة أخرى تعملون بجد محاولين التفوّق التقني عبر تطوير Concept Watch. كيف توفقون بين الاثنين؟
عندما ترين ساعة جميلة من الخارج تكون حتماً جميلة من الداخل. دعيني أعطيك مثالاً ساعة Crash، لطالما كان شكلها رائعاً، ولكن هذه السنة أتاحت داخلاً مرئياً جميلاً بحيث أصبحت الحركة ظاهرة عبر ميناء Skeleton، فالخارج والداخل يكملان بعضهما. ونحن نتعلم من التجارب على الساعات،
فـAstro Flying Tourbillion  هي وليدة هذه التجارب.

- تتمتع دار كارتييه بالجرأة وفي الوقت نفسه بابتكارات سرمدية، مع العلم أننا إذا أردنا أن نكون جريئين فقد نصنع في بعض الأحيان اتجاهات يكون مصيرها الزوال مع تقدم الزمن، كيف تفسرون الامر؟
أنت محقة بما تقولين، ولكن الخط الذي اعتمدته الدار يقوم على الجرأة في تصميم القطع التي يتم التوافق عليها بأنها عالمية كما سبق وذكرت ولا يحدها زمن بل تنتقل من قرن إلى آخر محافظةً على قيمتها. طبعاً لا نوافق على تصميم جريء «على الموضة» فهو حتماً سيزول بعد فترة،  ونحن على دراية كاملة بما يتوافق مع مبادئنا، وقطعنا ستواصل انتقالها من جيل الى جيل، هي وُجدت لتبقى.

- ما مدى أهمية دعم المبادرات النسائية والفن والرياضة التي لطالما شجعتها الدار؟
الكرم من صفاتنا وهكذا نعبر عنه. يقدّم لنا المجتمع الكثير ولكي نرد له الجميل، أسّسنا Foundation Cartier منذ سنوات عدّة لدعم الفنانين الشباب المعاصرين لعرض أعمالهم ليصبحوا معروفين. الرابط أيضاً عاطفي إذ نتشارك العواطف. بالاضافة الى دعمنا المرأة عبر برامج خيرية لتسليط الضوء على مساهماتها في المجتمع. فعند ابراز انجازات عدد من النساء، سيصبحن فعلاً ملهمات لغيرهن وبذلك نساعد المجتمع ككل.

- هل تنوون إقامة معارض في إحدى الدول العربية قريباً توصلون من خلالها رسالة ما كمعرض Cartier: Style et Histoire الذي ابرز العلاقة القوية بين المجوهرات والتاريخ؟
طبعاً علينا أن ننشر الوعي بطريقة حيازة المجوهرات. هل تشترين لوحة وتدفعين ثمنها باهظاً من دون أن تحمل توقيع فنان مشهور؟ طبعاً لا، كذلك الأمر بالنسبة إلى المجوهرات: اقتني ما يحمل توقيعاً، ما لا يفقد قيمته، ما لا يخبو جماله. هذا ما يهدف معرض مثل Style et Histoire إلى تحقيقه لينتقل بعدها الى الشرق الاوسط.

- ماذا عن المنافسة بالنسبة إلى دار عريقة ككارتييه؟
طبعاً هناك منافسة، ولكن لكل دار عراقتها التي تتميّز بها. نحن الرقم 1 في مجال المجوهرات والساعات النسائية. نسعى الى بلوغ الجمال وقد قال دوستويفسكي يوماً: «الجمال سينقذ العالم».

- هل تسعون لتصبحوا الرقم 1 في ابتكار الساعات الرجالية؟
نسعى إلى ابتكارات جميلة نسائية ورجالية.

-ما أكثر ما يلهمك في الحياة؟
الفنون هي مصدر إلهامي، كذلك علاقاتي بالناس. يلهمني أيضاً التصوير الفوتوغرافي الحديث والفنانون على اختلاف مواهبهم، ما يمنحني فرصة تقدير الجمال ويجعلني في حال أفضل. 

-كونكم الرئيس التنفيذي لدار كارتييه العريقة، ما الفصل الذي ستخطّونه في تاريخ هذه الدار؟
التأكد من أننا نعمل بأقصى قدراتنا الإبداعية. الإبداع أولاً وأخيراً، فابتكارات اليوم هي كنوز المستقبل. الهدف الرئيس هو المحافظة على إرث دار كارتييه العريقة.

- ما هي التحديات التي قد تواجهونها في المسقبل؟
أن يُسمع صدى صوتنا الفريد، أن تصل رسالتنا الى العالم أجمع، ليدركوا مدى جمال ابتكاراتنا من الخارج والداخل، ويفهموا ابداعنا ويقدّروه.