«دامسكو»... موزاييك اجتماعي في عمل جديد

دامسكو,عهد ديب,وضّاح حلوم,أيمن زيدان,مسلسل,الموزاييك,الحارة الشعبية الدمشقية,عثمان جحى,الدعارة,الشخصيات,الأعمال,المخرج سامي الجنادي

لها (دمشق) 03 مايو 2015

«دامسكو» مسلسل اجتماعي معاصر جديد من إخراج سامي الجنادي وتأليف سليمان عبدالعزيز وحوار عثمان جحى، وتمثيل عدد من نجوم الدراما السورية، نذكر منهم: أيمن زيدان، سامية الجزائري، رنا أبيض، مرح جبر وعهد ديب ووضّاح حلوم... وهو من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي.
يتناول العمل في إطار عام، الحرب الشرسة في عصر التحولات الاجتماعية والاقتصادية بين القيم الاستهلاكية والقيم النبيلة الأصيلة. وقد اختار الكاتب بطل عمله الذي يدافع عن مفاهيمه النبيلة، نجار خشب يعمل في مهنة تكاد تندثر وتحمل في معانيها قيم الأصالة وهي مهنة «الموزاييك»، ويشتد الصراع بين المادي والروحي من منطلق تصميمه على التمسّك بمهنته وسط عالم من المتغيرات، في حين يغرق الكثيرون حوله ويجرفهم التيار.
فهل يغرق معهم أم يحافظ على أصالته ونبله؟ ضمن هذا الخط الدرامي، تدور الأحداث إلى جانب خط درامي آخر يتمثل بالدعارة المنظمة وآلية استدراج الفتيات إلى فخّها وكيف يمكن محاربة هذه الآفة. هي خطوط عدة وأحداث شيقة يذخر بها المسلسل الذي يُصوّر حالياً في أماكن عدة من سورية.


المخرج سامي الجنادي

- كيف تعرّف عملك وما هي محاوره وخطوطه الأساسية؟
يشكل العمل في ما يقدم من مفاهيم دعوة الى التمسّك بالقيم النبيلة. فبطلنا مختار، انكسر نتيجة مجموعة من الظروف المادية والنفسية والاجتماعية، تضافرت لتكون عامل قهر وسبباً في انكساره على الرغم مما يحمل من مفاهيم نبيلة نحبّها ونحترمها.
فالمسلسل يحكي عن تداعيات التحولات الاجتماعية التي نعيشها في الفترة الأخيرة والتي أرى أنها تحولات اقتصادية في الأساس، وتدور حول القيمة الحقيقية للإنسان، وهل هو سلعة كباقي السلع في الزمن الاستهلاكي؟ ومن هنا تنبع دعوتنا إلى تبني القيم التي تمثلها شخصية مختار.

- بعد الانكسارات الكثيرة التي تعيشها الشخصية الرئيسة، انتصاركم هل سيكون للطموح والحلم أم للواقع؟
تنتهي أحداث العمل عام 2010، فإن كانت هناك حلول وتصورات باتجاه الطموح والحلم تكون وكأنك تتعامى عما سيحصل في ما بعد، وهنا نسأل: هل يمكن العمل أن يجيب عن بعض الجوانب التي أوصلتنا إلى هذا المكان؟ هي محاولة بحث أكثر منها ادعاء بأننا نحلّل الأزمة وأسبابها وتداعياتها...

- إلى أي مدى ينتمي عملك إلى منظومة الأعمال التي درجت في الفترة الأخيرة، من حيث الحرص على وجود العائلة المسلمة إلى جانب العائلة المسيحية كنوع من التأكيد على الإخاء والعيش المشترك؟
الأعمال التي تطرح مثل هذه التساؤلات لا تحاول أن تنفي وإنما تؤكد. ووفق معرفتي، لم تكن هذه الأسئلة مطروحة أصلاً في ما سبق، وعموماً لا نتناول مثل هذا الموضوع في المسلسل.

- كيف قدّمت المرأة التي تسهّل الدعارة، خاصة أن التعامل مع هذه الشخصيات يكون خطراً ودقيقاً؟
هو خط ضمن الخطوط العديدة في العمل، ولكنني أرى أن الأشياء لا تُجزّأ. فعندما تقول إن هناك فساداً أخلاقياً، معنى ذلك أن هناك فساداً مالياً واقتصادياً أيضاً، فهي أمور مترابطة لأنها سلسلة من القيم التي تهالكت، ولها دور كبير في تفاصيل حياتنا من دون أن نحس بها أو نراها، حتى أنها مجاورة لنا دون أن ندري.
ومن خلال الأحداث، تكتشف أن الماء تجري من تحت قدميك من دون أن تحس بها. وبالتالي إن كانت هناك مجموعة من الشخصيات التي دخلت في مهنة الرقيق الأبيض، فلمجرد معرفتك بدوافع وأسباب واحدة من تلك الشخصيات، يمكنك إسقاطها على الأخرى، ولكن في المحصلة تبقى ضمن القيمة الأساسية للإنسان وإلى أي مدى هي قيمة أصيلة حقيقية أم طارئة، هذا هو الأساس وما عدا ذلك تفاصيل.

- ما الرابط بين خطي الدعارة والموزاييك؟
ليس من رابط مباشر بينهما، لكنّ هناك تفصيلاً في مهنة الموزاييك حيث تضم العيدان الخشبية بعضها إلى بعض وتجعلها متراصة ليتم قصّها بشكل عرضي فيصبح لديك قطع تحقق شكلاً هندسياً ما. فإن فهمنا هذه الجزئية، نعرف لماذا اخترنا الموزاييك في العمل كمهنة، لأننا هنا نقدم «موزاييك» اجتماعياً بكل ما فيه من تشابك.


الكاتب عثمان جحى

- ما ملامح الحارة الشعبية الدمشقية التي تحكي عنها في المسلسل... وما دلالاتها؟
الحارة هنا هي حارة شعبية سورية، وهي الحارة الدمشقية التي استوعبت كل أطياف المجتمع، وقد كانت دائماً هكذا، فهي الجامعة للموروث القيمي المجتمعي، وأرى أن تلك الحارات هي الحامل للمجتمع اليوم وليس الأحياء الغنية.

- لماذا تم اختيار «دامسكو» عنواناً للمسلسل رغم أنه يتناول مهنة الموزاييك؟
الدامسكو نوع من القماش الدمشقي الذي يُصنع باليد، وحتى اليوم يفرشون القصور البريطانية به، وهو قماش باهظ الثمن وله مواصفات ومميزات معروفة، وكان قماش الدامسكو يوضع قديماً في علب الموزاييك ليزيدها فخامة، فالعنوان العام دامسكو يجمع كل هذه الأصالة، لذا اخترت هذا الاسم لإيصال هذه الرسالة من خلاله.

- هل الناس ملونون هنا، الأبيض أبيض والأسود أسود، أم انك بررت أفعال الشر؟
لست مع دراما أحادية الجانب، الشر بالمطلق أو الخير بالمطلق، وقد اتسمت غالبية الشخصيات بالتلون، ففيها الخير والشر وبينهما خيط رفيع، وهنا أطرح مشكلة ولكن لا أستطيع إيجاد حل لها، لأن الدراما غير معنية بإيجاد الحلول.


أيمن زيدان
يؤدي أيمن زيدان شخصية مختار الذي يعمل في مهنة الموزاييك، وهو رجل عصامي يحمل مبادئه الراسخة التي يسعى إلى التمسك بها بقوة، ولكنه يتعرض في حياته لما تتعرض له مهنته المهدّدة بالاندثار، فقيمه ومفاهيمه النبيلة تتقاطع بشكل أو بآخر مع أصالة المهنة التي يمارسها. كما أن ما يتعرض له من انكسارات وهزائم حياتية يشبه ما تتعرض له مهنة الموزاييك اليوم من تحديات أمام السلع الاستهلاكية، مما يعكس التحولات والتبدلات التي طرأت على المفاهيم الاخلاقية والاجتماعية في حياتنا.

وضّاح حلوم
عن الشخصية التي يؤديها، تحدث الفنان وضاح حلوم قائلاً: «أقدم شخصية الشيخ كريم الذي يتخذ من الدين ستاراً ليمارس أساليب احتياله إن كان على مستوى المال أو النساء، كما يرأس جمعية خيرية يستثمرها لجمع التبرعات وأخذ المال لشخصه، حتى أنه لا يوزع منه إلا الجزء القليل بهدف التمويه والترويج لعمله، ويتزوج عرفياً من نساء في الجمعية لكنه يتزوّج رسمياً بواحدة منهن فقط، ويسعى إلى استغلالهن مادياً حيث يدفع بهن إلى العمل خارج الجمعية ليستولي على ما يتقاضينه من أجر، ويبدو أنه يحظى بحماية ما ليستمر بما يقوم به من أفعال.
عموماً، لقد استمتعت بهذه التجربة وبأداء الشخصية، فالدور جديد بالنسبة إليّ إلى حد ما، خاصة في ما يتعلق بتفاصيله التي تختلف عما قدمته من قبل».

عهد ديب                                                             
أما الفنانة عهد ديب فتقول عن دورها: «أجسد شخصية هدى الفتاة المتديّنة التي تخشى العنوسة وتبحث عن الستر، فهمّها الزواج والإنجاب، لا سيما بعد وفاة حبيبها سليم، وهي شقيقة مختار.
وعندما تبدأ هدى العمل في إحدى الجمعيات الخيرية تتعرّف إلى الشيخ كريم، وهو شخص متزوج، يتقرّب منها ومن ثم يطلب يدها ويتزوجها على الرغم من معارضة أخيها، وبعد الزواج تواجه العديد من المشكلات»...