حديث البدايات

صفحة بيضاء,بدايات,تحدّي,زفاف,هالة كوثراني

هالة كوثراني 29 أبريل 2015

نظرتُ أمامي حائرة، أتأمّل صفحة بيضاء جديدة. لا يمكن اعتياد الصفحة البيضاء أو التعامل معها بغير الرهبة والخوف والحماسة. هو تحدّي البدايات يُضاف إليه قلق البوح. تتنوّع البدايات، من صفحات الدفاتر والأوراق والشاشات الناصعة، إلى صفحات بيضاء جديدة لا يمكن لمسها أو قلبها تعلن مرحلة جديدة من مراحل العمر... في هذا الوقت من العام ينطلق موسم البدايات، حياتان تلتقيان وتشتركان في بداية واحدة. انطلاق موسم الأفراح في الربيع والصيف، نعلن عنه عبر ملحق الزفاف أو ملحق العروس الذي نقدّمه هدية مع عددنا في هذا الوقت من العام.
الصفحة البيضاء أصدق من المرآة. هي الأقرب إلى امتصاص الحقائق واستيعابها، هي الأقدر على القبول بها وإن بقيت هذه الحقائق أسراراً. أما المرايا، فأحياناً كثيرة نرى فيها ما نريد أن نراه. ننظر إلى المرآة ونرى الصورة التي التقطها العقل أو رسمها لنا. ليست تماماً الصورة الحقيقية، قد تكون معدّلة، ربما غابت عنها الشوائب أو خضعت لضربات ريشة سحرية محت ما لا نريد الاعتراف به. نحتاج إلى هذا الوهم، إلى ألعاب العقل إذا كانت تُسكن القلق وتجعل أحداث الحياة أكثر سلاسة. يمكن أن «نضحك على أنفسنا» لكن ضمن حدود «عقلانية» ثم في لحظات الصفاء والمصارحة، تحرّرنا الحقيقة الساطعة كالشمس. ونقبل بأننا فشلنا هنا ونجحنا هناك أو فشلنا هناك ونجحنا هنا. يحرّر القبول بالفشل على أن يكون إنذاراً بضرورة البدء من جديد. نعود إلى حديث البدايات.