مصطفى فهمي: لا أنافس شقيقي حسين فهمي

مصطفى فهمي, حسين فهمي, مصر, فنانون مصريّون, مسلسلات

08 أغسطس 2013

بعد غياب طويل عن العمل معاً، يلتقي الفنان مصطفى فهمي النجمة يسرا من خلال مسلسل «نكدب لو قلنا مابنحبش». لكنه فيما يعترف بأنه يشعر براحة نفسية كبيرة في العمل مع يسرا، فوجئ بمن يردد أنه رفض العمل مع إلهام شاهين هذا العام، وهو ما أزعجه ويرد عليه، كما يتكلم عن المنافسة بينه وبين شقيقه حسين فهمي، وصدفة طلاقهما في وقت واحد، وقراره تكرار تجربة تقديم البرامج، وعلاقته بابنيه وبطليقته رانيا فريد شوقي.


- تتعاون هذا العام مع يسرا في مسلسل «نكدب لو قلنا مابنحبش» بعد غيابكما عن العمل معاً فترة طويلة، فما سبب هذا الابتعاد؟
أعترف بأن فترة غيابنا كانت طويلة، وكان آخر عمل جمعنا معاً مسلسل «حياة الجوهري»، وبعدها قدمنا فيلم «الوردة الحمراء»، وطوال تلك الفترة كنا نبحث عن عمل مناسب يجمعنا، لكن أغلب الأعمال الفنية التي كانت تعرض علينا لم تكن مناسبة لنشارك فيها معاً، وأحياناً كان كل منا يرتبط بتصوير أعمال أخرى، فلم يكتمل شكل التعاون بيننا حتى جاءت الفرصة من جديد بمسلسل «نكدب لو قلنا مابنحبش». أنا أشعر براحة نفسية كبيرة في العمل مع يسرا، وأجد دائماً سهولة كبيرة في التمثيل معها، لأن كلاً منا يفهم الآخر .

- هل تأثرت علاقة الصداقة التي تجمع بينكما نتيجة ابتعادكما عن العمل معاً طوال تلك الفترة؟
لم يتأثر شكل علاقتنا على الإطلاق، لأن الصداقة التي تجمع بيني وبين يسرا أقوى بكثير من فكرة تقديم أعمال فنية معاً من عدمه، فنحن على اتصال دائم ببعضنا، وكنت طوال تلك الفترة أهنئها على أعمالها الفنية الجديدة وهي أيضاً كذلك، فقد لا يعلم الكثيرون أن صداقتنا بدأت مع بداية دخول يسرا الوسط الفني.
ومنذ ذلك الحين لا أتذكر أنه حدث خلاف أو مشكلة بيني وبينها، لأنها إنسانة رقيقة تكنّ الحب والاحترام للجميع وتقدّر جيداً واجبات الصداقة وتحرص على تحسين علاقتها بكل من حولها، ومن أكثر الأشياء التي تتميز بها يسرا على المستوى الشخصي، الطيبة، بل إنني أصفها دائماً بأنها تملك قلب طفل من كثرة تسامحها وطيبتها، وهذا يزيد تقديري لها وتمسكي بروابط الصداقة بيننا.

- هل كان مقصوداً اقتباس اسم المسلسل من أغنية للمطربة وردة الجزائرية تحمل الاسم نفسه؟
فريق عمل المسلسل كان يرغب في تغيير اسمه الذي كان «نحن لا نأكل الخرشوف»، بسبب صعوبة نطق الاسم. وبدأنا التفكير باسم آخر يتلاءم مع أحداث العمل ويكون سهلاً حفظه وتكراره مع الجمهور، ووجدنا أن اسم أغنية المطربة وردة هو الأقرب إلى ذلك، خصوصاً أنه معروف لدى الجمهور ومحبب لقلبه، ولذلك تم الاستقرار عليه.
وأعتقد أن الاختيار كان موفقاً إلى حد كبير، وقد تأكدت من هذا عن طريق ردود الفعل التي وصلت إلي من الجمهور الذي أعجب كثيراً بفكرة اقتباس اسم العمل من أغنية حققت نجاحاً وشهرة كبيرين منذ طرحها.

- ما سبب اكتفائك بمسلسل «نكدب لو قلنا مابنحبش»؟
عادةً أفضل التفرغ لعمل واحد فقط كل عام حتى أستطيع التركيز وإعطاء كل طاقاتي التمثيلية، وجاء اختياري لهذا المسلسل بالتحديد لإعجابي الشديد بفكرة العمل التي تدور في إطار اجتماعي، إنما بشكل كوميدي خفيف يساعد المشاهد على الاستمتاع والانجذاب إلى متابعة كل حلقات المسلسل، إلى جانب اشتياقي للعمل مع يسرا مرة أخرى، خصوصاً أنه يجمعنا فريق عمل متكامل، بدايةً من المخرجة غادة سليم وكل الممثلين المشاركين معنا.
كما أن الشخصية التي أجسّدها أحد أسباب ارتباطي بالعمل، لأنها من الشخصيات المركّبة التي تكشف حقيقة عدد كبير من الرجال الذين يقررون الانفصال عن زوجاتهم بسبب اهتمام الزوجة بالأولاد والأسرة، وانشغالها بتفاصيل أخرى تجعلها تهمل جمالها وأنوثتها.
ويبدأ هذا الرجل البحث عن فتاة أخرى تعوّضه ما افتقده من زوجته السابقة، لكنه بعد فترة يشعر بالرغبة في العودة إلى زوجته الأولى، خصوصاً بعد اهتمامها بمظهرها وتغييرها أشياء كثيرة في صفاتها الشخصية.

- تردد أنك اعتذرت عن مسلسل «نظرية الجوافة»، فهل رفضت العمل مع إلهام شاهين من أجل يسرا؟
لم يعرض عليَّ العمل مع إلهام شاهين هذا العام، ولم يطلبني أي شخص بخصوص المسلسل حتى أعتذر عنه، لكنها مجرد شائعات ليس لها أي أساس من الصحة، وربما يكون البعض ظن ذلك لأنني قدمت عدداً من الأعمال الدرامية مع إلهام وحققت نجاحاً كبيراً مع الجمهور، كان آخرها مسلسل «قضية معالي الوزيرة» العام الماضي. وأتمنى أن تجمعنا أعمال فنية أخرى، لكنني متأكد أن مسلسل «نظرية الجوافة» ليس فيه شخصية تناسبني، لذلك لم يعرض عليَّ سيناريو العمل من البداية... إلهام شاهين من الفنانات المقرّبات لي مثل يسرا تماماً، ولا يمكن أن أضحي بالعمل مع أي منهما إذا أعجبني دوري.

- لك مسلسل آخر كان مؤجلاً هو «طيري يا طيارة»، فهل ترى أنه قادر على منافسة الأعمال الدرامية الأخرى؟
هذا المسلسل ظلم كثيراً بتأجيله أكثر من مرة، لكنني أراهن على نجاحه هذا العام، لأنه من الأعمال التي تناقش قضية مهمة للغاية وتمس المجتمع المصري بشكل مباشر، وتحديداًفي تلك الفترة، مثل ملف سيناء والعلاقات الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل.
وأجسد فيه شخصية سفير مصري يرفض السفر إلى تل أبيب عندما تطلب منه وزارة الخارجية ذلك، ويقرر تقديم استقالته والبقاء في وطنه.

- ما رأيك في التنافس هذا العام بين الأعمال الدرامية لكبار النجوم أمثال عادل إمام ونور الشريف ويسرا وليلى علوي وبين النجوم الشباب أمثال منة شلبي وروبي وهاني سلامة؟
معظم المسلسلات التي تعرض في رمضان على مستوى عالٍ من الجودة، وأنا سعيد جداً بدخول نجوم السينما من الشباب إلى عالم الدراما، لأن ذلك يضيف إلى الصناعة بشكل عام، ويجعل هناك اختلافاً وتنوعاً في القضايا التي تقدم على الشاشة.
لكنني أرى أن التنافس هذا العام أقل بكثير منه في الأعوام الماضية، نتيجة قلة عدد المسلسلات المعروضة، فهناك عدد من نجوم الدراما غابوا عن الشاشة، أمثال يحيى الفخراني ومحمود عبد العزيز، وأرى أن ذلك ليس في صالح الصناعة الدرامية، بل ضدها، لأن قلة الإنتاج تؤدي إلى توقف عدد ضخم من العاملين وراء الكاميرا. وأتمنى دائماً أن يزداد عدد المسلسلات كل عام ونتنافس جميعاً لإخراج أعمال فنية جيدة.

- كيف تقوّم التنافس بينك وبين شقيقك حسين فهمي الذي يدخل سباق رمضان هذا العام بعملين هما «العرّاف» مع عادل إمام و»الشكّ» مع مي عز الدين؟
لا أستطيع منافسة شقيقي حسين فهمي، فهو النجم الكبير الذي غنت له سندريللا الشاشة سعاد حسني أغنية «يا واد يا تقيل»، وهو اللقب الذي أصبحت أصفه به دائماً على المستوى الشخصي.
وقد سعدت كثيراً بمشاركة حسين في عملين هذا العام، وعودة التعاون بينه وبين عادل إمام بعد غياب أكثر من عشرين عاماً، منذ فيلم «اللعب مع الكبار».

- هل يأخذ كل منكما رأي الآخر في الأعمال الفنية التي تعرض عليه؟
اعتدنا ألا يتدخل أحد منا في عمل الآخر، لأن اختيار الأعمال الفنية يتحدد على أساس وجهات النظر الشخصية. وربما يكون هناك عمل فني ينال إعجابي لكن لا يجذب حسين، والعكس صحيح. ولم يحدث أن استشارني حسين فهمي في عمل فني معروض عليه، وكذلك أنا.

- ألا تفكران في تقديم عمل فني يجمعكما معاً خلال الفترة المقبلة؟
لقد تعاونا من قبل في فيلم سينمائي، لكن الأمر لم يتكرر، وهذا لأننا لا نخطط لتلك المسألة بل نتركها للصدفة. أتمنى أن نشارك معاً بعمل فني جديد، لكن حتى الآن لا يوجد السيناريو الجيد الذي يجمع بيننا سواء في السينما أو التلفزيون.

- هل انزعجت عندما ربطت بعض وسائل الإعلام بين انفصالك عن زوجتك السابقة رانيا فريد شوقي وطلاق شقيقك حسين فهمي من لقاء سويدان؟
لم أنزعج على الإطلاق، لأن انفصالنا عن زوجتينا كان متقارباً للغاية، وتقريباً لم يفصل بيننا سوى أسبوع واحد، لكننا بالتأكيد لم نتفق على هذا، لأن لكل منا حياته الخاصة التي لا يتدخل فيها الطرف الآخر، لكنها مجرد صدفة استغلتها وسائل الإعلام لإضافة نوع من الإثارة على الخبر. ما أثار دهشتي أن موعد ارتباطنا كان متقارباً أيضاً بشكل كبير، وقد قلت ذلك لحسين في إحدى المرات عن طريق الدعابة، وسألته: «هل تقصد أن تقلدني؟ فعندما ارتبطت أعلنت خبر ارتباطك وعندما انفصلت أعلنت خبر انفصالك».

- هل تفكر في الزواج مرة أخرى؟
لا أستطيع أن أعيش حياتي بدون امرأة تشاركني هذه الحياة، ولذلك أفكر طوال الوقت في الزواج والارتباط، لكنني حتى الآن لم أجد من تستحق أن تدخل حياتي من جديد، وعندما يحدث ذلك سأعلنه على الفور.

- ما شكل العلاقة الآن بينك وبين طليقتك رانيا فريد شوقي؟
العلاقة بيننا الآن طبيعية جداً ولا يوجد أي مشاكل، فأنا أكنُّ لها كل الاحترام والتقدير وأتمنى لها التوفيق في حياتها المهنية والشخصية، وأعتقد أنها تبادلني هذا الشعور.

- صرّحت أن غزو الدراما التركية للشاشات العربية أثر سلباً على المسلسلات المصرية، فماذا تقصد من ذلك؟
عرض المسلسلات التركية على القنوات الفضائية العربية بهذا الكم الكبير أصبح كارثة كبيرة تهدد الأعمال الدرامية المصرية، لأنها أصبحت تحتل الشاشة طوال العام، في حين أن الدراما المصرية لا تجد مكاناً لها إلا في شهر رمضان.
وقد حذرت من ذلك كثيراً، لكن لم يلتفت أحد إلى هذا الهجوم الخطير الذي أجبر الجمهور العربي، وخصوصاً المرأة العربية، على متابعة تلك المسلسلات والارتباط بها، رغم أن أغلبها يقدم قصصاً رومانسية مكررة، لكنها تعتمد على جذب المشاهد بالمناظر الطبيعية والإخراج المميز للصورة.
ويجب علينا التصدي لهذا الغزو التركي للحفاظ على كيان الصناعة الدرامية في مصر، وهذا لن يحدث إلا مع تقديم أعمال فنية تتميز بجودة الصورة وسيناريو جيد يناقش قضايا اجتماعية هادفة، مع محاولة صنع مواسم عرض أخرى إلى جانب شهر رمضان، حتى لا نترك الساحة لعرض المسلسلات التركية بمفردها.
وقد أعجبتني كثيراً تجربة مسلسل «في غمضة عين» لأنغام، الذي عرض على قناة mbc وحقق نسبة مشاهدة ضخمة رغم عرضه بتوقيت بعيد عن شهر رمضان، وأتمنى أن تكون هذه هي الخطوة الأولى لتشجيع المنتجين على صنع مواسم أخرى للدراما المصرية.

- هل تهتم بمشاهدة الأعمال التركية؟
لست متابعاً جيداً لها لأنني لا أنشغل بمشاهدة التلفزيون كثيراً، لكنني شاهدت مسلسلاً تركياً واحداً فقط في الفترة الماضية هو «حريم السلطان»، وقررت متابعته بعد معرفتي أنه عمل تاريخي يتعرض لعصر السلطان سليمان القانوني، وهي الفترة التي تنامى فيها نفوذ نساء القصر.
وأعجبت به كثيراً لأنه أعطاني الكثير من المعلومات عن تلك الفترة، بالإضافة إلى إعجابي بكل التفاصيل الخاصة بالعمل، من ديكورات وملابس وإضاءة واستخدام الأشياء بشكل دقيق ومحكم.

- هل تفكر في تكرار تجربة المذيع التي قدمتها في برنامج «أبيض وأسود»؟
استمتعت كثيراً أثناء عملي في برنامج «أبيض وأسود»، وهذا يشجعني على خوض التجربة للمرة الثانية خلال الفترة المقبلة.
وهناك مشروع يجمع بيني وبين مذيعة برنامج «أبيض وأسود» مها عثمان، لكن بفكرة جديدة، ولم نحدد حتى الآن الشكل النهائي له، ومن المفترض أن نبدأ تصويره بعد شهر رمضان.

- ما شكل العلاقة بينك وبين ولديك عمر ودينا؟
عمر ودينا يقيمان خارج مصر بحكم عملهما ودراستهما هناك، فابني عمر يعمل في مجال البنوك، أما دينا فأكملت حديثاً دراسة علم نفس الأطفال.
أنا سعيد بأنه أصبح لكل منهما مستقبله الذي اختاره هو لنفسه والبعيد تماماً عن الفن، بل إنهما لا ينشغلان بتلك المسألة على الإطلاق، ولا يفكران في متابعة أعمالي الفنية، ولم يطلب مني أحدهما في أي وقت من الأوقات الالتحاق بمجال الفن. وأنا دائماً ما أسافر إلى إيطاليا لزيارتهما.