المؤلف تامر حبيب: قصة حياة شيرين عبد الوهاب ليست أمراً مخجلاً

تامر حبيب,المؤلف,السفر,الفترة الماضية,تقديم برنامج,النجوم,رمضان الماضي,الرئيس السيسي,هجوم,فيلم,الجمهور,المسلسل,سيناريست,التصوير,مسلسل

أحمد مجاهد (القاهرة) 10 مايو 2015

عندما جاءته فكرة مسلسل «طريقي» لم يتحمس لإسناد بطولته إلى ممثلة، وإنما أصر على إسناده إلى مطربة لأن طبيعة الدور تتطلب ذلك، لكن قناعته بأنه لا توجد في مصر مطربات يصلحن للتمثيل سوى شيرين وأنغام، ولأن الدور لم يكن مناسباً لأنغام، فقد كان يحلم بموافقة شيرين عليه، والتي رغم خوفها من التجربة تحمّست للمسلسل.
المؤلف تامر حبيب يكشف لنا كواليس هذا المسلسل وعلاقته بشيرين، كما يتكلم على منى زكي وأحمد حلمي وأنغام، والنجم الذي يرى أنه نضج فنياً بدرجة كبيرة ويتمنى العمل معه، وموقفه من المنافسة الرمضانية المقبلة، وسبب تأجيل فيلمه الجديد، والذين ساندوه أثناء أزمة والدته الصحية.


- كيف جاءتك فكرة مسلسل «طريقي»؟
كنت أتحدث مع المنتج محمد مشيش عن رغبتي في تقديم عمل درامي غنائي، فوافق على الفكرة التي كتبتها، وبقي أن نحدّد الفنانة التي ستلعب دور البطولة في المسلسل، خاصةً أنها يجب أن تكون مطربة، ولن يكون في مصلحتنا أن نأتي مثلاً بممثلة ونركّب لها صوتاً كأنها مطربة، مثلما كان يحدث في الماضي، وأرى أن من يصلحن ليكنَّ ممثلات من نجمات الغناء في مصر اثنتان فقط، شيرين عبدالوهاب وأنغام.

- وكيف وقع الاختيار على شيرين؟
تشبه بطلة المسلسل شيرين إلى حد كبير، وعندما جلسنا مع المخرج محمد شاكر في ما بعد وحكينا له القصة، قلنا له تخيّل من يمكن أن يلعب بطولة هذه القصة، فشدّد على شيرين عبدالوهاب، لا سيما أن الشخصية أصغر سناً من أنغام والملامح الشكلية للشخصية في الدراما تشبه شيرين أيضاً، بالإضافة إلى أنني كنت أعرف رغبتها في خوض تجربة التمثيل بعد نُضجها فنياً بدرجة كبيرة منذ تجربتها الوحيدة في فيلم «ميدو مشاكل»، ثم عرضنا الأمر عليها واستهواها كثيراً فوافقت على تقديمه.

- في حديثي أخيراً مع شيرين، قالت لي إنها عاشت صراعاً نفسياً كبيراً لأكثر من 8 أشهر قبل قبول المسلسل، ما تعليقك؟
هذا حقيقي للغاية، إذ كانت بينها وبين نفسها تحب أن تخوض تجربة التمثيل مرة ثانية، وعندما وجدت نفسها في الموقف أعادت حساباتها من البداية، لأنها نجمة كبيرة في مجال الغناء، وستذهب إلى منطقة أخرى، وليست لديها رفاهية أبداً إلا أن تتميز فيها، وإلا فلا تدخلها من الأساس، ما يستدعي منها أن تفكر كثيراً في الأمر، والحمد لله أنها رجّحت في النهاية كفة قبول العمل، وذلك حبّاً بالشخصية التي تؤديها فيه ولقربها منها.

- هل كانت لديها مخاوف معينة قبل بدء التصوير؟
كانت تقول لي: «أنا سعيدة للغاية، هذا الدور عرضته عليَّ بدلاً من الممثلة الفلانية وفضّلتني له». ولو لم يكن الدور يتطلب مطربة لما كنت فكرت في شيرين، لأن هناك بالتأكيد بدائل عدة لو لم يحتمل الدور وجود غناء.

- شيرين صرحت أيضاً بأنها وافقت على المسلسل لثقتها الكبيرة بك كسيناريست، ما وقع هذا الكلام عليك؟
الحمد لله شيرين صديقتي منذ سنوات طويلة، وبيننا كيمياء جميلة، وأدّعي أنني متذوق للفن والموسيقى بشكل جيد، وأعشق الأفلام الغنائية بدرجة كبيرة، وأنا من جمهور شيرين، أيضاً أقولها بصدق إنني أحب أن أستمع لأغنيات كثيرة لها، والحمد لله هي أيضاً من جمهوري وتحب نوعية الدراما التي أقدّمها.

- كيف وقع اختيارك على اسم «طريقي» كعنوان للمسلسل؟
جاء الاسم من طبيعة الموضوع، لأنه يتحدث عن طريق تشقّه فتاة في الحياة وتعترضها صعوبات كبيرة، على مستوى عائلتها وعملها وحالتها العاطفية أيضاً.

- هل يحكي المسلسل قصة حياة شيرين بالفعل كما تردّد؟
منذ أول يوم يُعرض فيه المسلسل سيتأكد الجمهور من أنه لا يحكي قصة حياة شيرين أبداً، وكل ما تردّد في الفترة السابقة مجرد كلام من بعض الأشخاص ليس أكثر. وحتى لو كنت أقدم قصة حياتها فلماذا أخفي الأمر عن الناس، فذلك ليس أمراً مخجلاً أبداً.

- كيف أحسست بأن شيرين نضجت فنياً وهي المرة الأولى التي تتعاون معها فنياً؟
نضجت على مستوى الخبرة والعمر. ففيلم «ميدو مشاكل» قدّمته منذ 12 عاماً في بدايتها الفنية وكانت صغيرة، أما الآن الأمر مختلف تماماً بالنسبة اليها، لأنها تتعامل باهتمام كبير مع المهنة وتدرّبت على التمثيل قبل أن تبدأ تصوير المسلسل، أي أنها ركّزت في الموضوع بدرجة كبيرة جداً.

- ألا تشعر بقلق أنك تكتب مسلسلاً لنجمة كبيرة مثل شيرين، خاصةً أنه العمل الأول لها في الدراما؟
أتعامل مع هذا المسلسل مثل أي عمل قدّمته وكتبته سابقاً، لأنني في أثناء الكتابة أنسى تماماً أن شيرين هي التي ستلعب الدور، وأتذكر فقط الشخصية التي تجسدها في المسلسل، لكن الذي يسعدني في هذا العمل بشكل شخصي أنني أتطرق إلى مناطق أخرى في الغناء لم أقتحمها مسبقاً، لأن هذه الأحداث ستفرق كثيراً في المسلسل، وذلك هو المختلف بالنسبة إلي.

- المسلسل سيعرض في ماراثون رمضان 2015 وسط أعمال لنجوم كبار مثل عادل إمام وكريم عبدالعزيز وأحمد السقا، كيف ترى المنافسة؟
جرّبت هذه المباراة سابقاً، وأنا أحب عندما أخوض منافسة فنية أن تكون قوية وعالية. بمعنى أنه عندما طرحنا فيلم «العشق والهوى» منذ سنوات، كان يقابله فيلم «عمارة يعقوبيان» لعادل إمام ونور الشريف، وكنت سعيداً جداً بأن المنافسة وقتها مع كيانات كبيرة وأعمال فنية ضخمة، وهذا العام ستكون المنافسة قوية بالفعل، لكنني لا أسلّم نفسي إلى الهواجس أبداً حتى أقدم عملاً فنياً محترماً وراقياً.

- ما هي الرسالة التي تريد تقديمها إلى الجمهور من خلال مسلسل «طريقي»؟
طبيعة معظم الأعمال الدرامية والسينمائية التي قدّمتها لها حالة خاصة. وهذا المسلسل بالتحديد ومن خلال الغناء فيه يضعني في حالة شاعرية رومانسية حالمة، بالإضافة إلى أنني أقدم فيه مشاعر بسيطة من خلال أحداثه الدرامية، وأؤكد أنه من الحلقة الأولى سنلمس هذه الحالة الرومانسية الغنائية.

- هل في المسلسل نوع من الإسقاطات السياسية على الأحداث الجارية؟
لا توجد فيه أي إسقاطات سياسية نهائياً.

- لماذا لم تفكر في تقديم عمل يناقش الأحداث السياسية في مصر؟
لديَّ رأي خاص جداً بأننا وصلنا إلى حالة تشبّع قصوى من تلك الأحداث السياسية. لذلك عندما أريد مشاهدة مسلسل، لن أفكر أبداً في مشاهدة عمل سياسي، فكيف أكتبه إذاً، لأن الأمور لم تنته بعد، ونهاية هذه الأحداث غير معروفة حتى يتم تحليلها بشكل دقيق وكتابتها في عمل درامي.

- كيف رأيت شيرين الممثلة في الأيام الماضية في الاستوديو؟
 شيرين روحها خفيفة في الاستوديو ومطيعة جداً، وأداؤها سيكون مميزاً في المسلسل، وسعيد بهذا الأداء للغاية، وأعتقد أنها ستفاجئ الجمهور.

- وماذا عن باقي أبطال المسلسل؟
باسل خياط يقدم دوراً مميزاً فيه، وأحببت الدور الذي يلعبه كثيراً، وفي الحقيقة كل الشخصيات في المسلسل مثل أولادي، وتعاونت سابقاً مع الفنانة الكبيرة سوسن بدر في فيلم «حب البنات»، لكنها في هذا العمل تقدّم دوراً صعباً ومركباً، وهي «غول» في التمثيل، بالإضافة إلى تعاوني مع الفنان القدير محمود الجندي للمرة الأولى، وأحمد فهمي ومحمد ممدوح، والفضل في ذلك يرجع إلى المخرج محمد شاكر الذي منح كل فنان الدور المناسب له.

- من هنّأك على المسلسل؟
أحمد حلمي ومني زكي وأشكرهما جداً.

- ألم يضايقك تأجيل فيلم «أسوار القمر» لخمس سنوات تقريباً؟
شاركت في كتابة الجزء الخاص بمشاهد النجمة منى زكي فقط مع السيناريست محمد حفظي الذي كتب قصّته، وبالطبع كان لديَّ فضول أن أرى الفيلم ورد فعل الجمهور بعد هذا الانتظار الطويل.

- هل توقّعت رد فعل الجمهور بهذا الشكل عند عرض الفيلم؟
كنت قلقاً أن يشعر الناس بأنه قديم لكثرة الإعلان عن عرضه ثم تأجيله، لكن عندما شاهدته في العرض الخاص، أحسست كأننا انتهينا من تصويره أمس، وذلك كان رد فعل كل من شاهدوه.

- من هنّأك عليه؟
كثيرون، منهم المخرج مروان حامد والنجمة أنغام أيضاً.

- هل يمكن أن تفكر في كتابة فيلم شعبي مثل «ريجاتا»؟
يمكن أن أقدم ذلك في الفترة المقبلة وفق طبيعة الموضوع الذي أريد تقديمه إلى الناس.

- هل صحيح أنك وصفت النجمة منى زكي بأنها أفضل ممثلة في التاريخ لأدائها في فيلم «أسوار القمر»؟
هذا ذوقي الشخصي كمشاهد، وأنا تعاونت مع منى لأكثر من مرة، وأستمتع بحواري الذي أكتبه بصوت منى زكي وأدائها وإحساسها، لأنني أرى فيها ممثلة موهوبة للغاية، بالإضافة إلى أنها مجتهدة ومخلصة جداً في التعامل مع موهبتها الكبيرة، علاوة على أن طموحها في التجويد في أدائها التمثيلي كبير وليس له سقف أبداً، فهي حتى الآن لا تزال تصقل موهبتها بأخذ «كورسات» والخضوع لتدريبات في التمثيل، ولم تكتف بما وصلت إليه من النجومية، وذلك شيء رائع.

- هي قامت بالردّ عليك أيضاً بتوجيه الشكر لك.
بيننا عشرة عمر طويلة وأعتبرها أختي التي لم تلدها أمي.

- كيف وجدت تجربتك في برنامج «الراقصة» مع دينا؟
استمتعت كثيراً بها، رغم كل الهجوم الذي تعرّض له البرنامج. لكن تبقى لي النتيجة النهائية، فالبرنامج حاز نسبة مشاهدة كبيرة من فنانين وشخصيات مهمة، وحقق الهدف المقصود منه، أي أن يعرف الناس أن الرقص فن شرقي مهم وليس ابتذالاً، وهذا السبب الأساسي الذي حمَّسني لقبول التجربة، كما تم اختياري في لجنة تحكيم البرنامج، لأن دينا تعرف مسبقاً أنني أتابع الرقص الشرقي وأحب مشاهدته كثيراً.

- إذاً، لماذا تعرّض البرنامج لهجوم عنيف بالشكل الذي شاهدناه أثناء عرضه؟
لأنه عرض في ظروف صعبة تمرّ بها البلاد، سياسياً واجتماعياً، بالإضافة إلى أن هناك تطرفاً دينياً نوعاً ما، كما أن الكثير من الأشخاص الذين هاجموه كانوا من هواة الشهرة، رغم أنهم من أوائل الأشخاص الذين كانوا يتابعون البرنامج ومن جمهوره.

- لكن الرئيس السيسي قال في أحد خطاباته «كنت أتمنى أن تختاروا أفضل باحث بدلاً من أن تختاروا أفضل راقصة»؟ ما تعليقك؟
 لم يقل ذلك بالضبط، لكن ما قاله «عملوا برامج للبحث والباحثين مثلما تقدموا برامج عن الرقص»، وذلك لا يسيء إلى البرنامج أبداً، هو كان يقصد إحداث تنويع وتنمية المواهب والمهارات في المجالات المختلفة في مصر.

- ما مصير فيلمك الجديد «أهل العيب»؟
هو مؤجل لفترة معينة، لأن معظم بطلاته مشغولات بأعمال أخرى، مثل منة شلبي ويسرا، بالإضافة إلى أنني مشغول بمسلسل «طريقي»، واتفقت مع المخرج هادي الباجوري على تعديل بعض الأمور في الفترة المقبلة، وسيتم الاستقرار أيضاً على ثلاثة أبطال آخرين.

- كيف وجدت دراما رمضان الماضي؟
كنت شديد الإعجاب بمسلسل «سجن النسا»، وحتى الآن عندما يعاد عرضه أتابعه، وأعجبني أيضاً مسلسل «دهشة» للنجم الكبير يحيى الفخراني، كان بالنسبة إليّ مسلسلاً راقياً ومختلفاً، بالإضافة إلى مسلسلي «عد تنازلي» و «السبع وصايا».

- من تتمنى العمل معه من النجوم مستقبلاً؟
أتمنى العمل مع كريم عبدالعزيز فلم أتعاون معه حتى الآن، رغم أننا صديقان منذ كنا في معهد السينما، وأرى أنه نضج فنياً بدرجة كبيرة بعد فيلم «الفيل الأزرق»، وكذلك أتمنى العمل مع الفنان الكبير محمود حميدة لأنني أحبه كثيراً، وعادل إمام ونيللي كريم.

- ألا تفكر في العودة إلى تقديم برنامج تلفزيوني بعد تجربتك في «اللعبة»؟
 لو جاءتني فكرة مميزة فسأقدمها فوراً، والبرامج بالنسبة إلي متعة كبيرة.

- من ساندك في الفترة الماضية عندما تعرضت والدتك لوعكة صحية شديدة؟
الحمد لله أن والدتي تحسنت كثيراً الآن، وهناك أصدقاء كثيرون وقفوا إلى جانبي، فأنا وحيد، وأصدقائي أعتبرهم إخوتي. فمثلاً منى زكي وأحمد حلمي لم يمرّ يوم من دون أن يطمئنا إليها، سواء بالحضور إلى المستشفى أو هاتفياً، وأنغام وأحمد داوود ومنة شلبي ومحمد شاهين.

- ما هي الأماكن التي تحب السفر إليها؟
كنت أقول للمخرج محمد شاكر أنني لا أتضايق أبداً عندما أعود من السفر وأفرغ حقيبتي وأملأها مرة ثانية للسفر فوراً. أحب السفر جداً وأهوى الانطلاق في الحياة ورؤية أشخاص جدد وأماكن مختلفة، وأعشق لبنان كثيراً، ولو مكثت فيه شهراً كاملاً فلن أملَّ أبداً، لأنني أملك صداقات عديدة هناك، وشعب لبنان كريم وطيب ويحبنا كثيراً، وأسافر أيضاً إلى لندن وأعشق مشاهدة المسرحيات هناك.

- وما هي الأغنيات التي تحب سماعها؟
أعشق شيرين جداً وأحب الاستماع إلى أغنياتها مثل «يا ليالي» و «سبني» وأحبها وهي تغني لوردة وبليغ حمدي، كما أنني مدمن أصوات أنغام وعمرو دياب ومحمد منير.