جمعهم معرض «اتجاهات»: المرأة بريشة 6 فنانين تشكيليين

اتجاهات,معرض فني,فنانين تشكيليين,وجه المرأة

طارق الطاهر (القاهرة) 09 مايو 2015

«اتجاهات»، عنوان المعرض الذي جمع عوالم مجموعة من الفنانين التشكيليين المصريين، ينتمون إلى اتجاهات فنية متباينة، لكن جمعهم وجه المرأة، بحيث عبّر كل واحد منهم بشكل مختلف عن الآخر، فمنهم من رسم الوجه التقليدي للمرأة، وآخر اختلط عنده عالم المرأة بالأسطورة.
فالفنان عبد العال حسن قدم مجموعة من أعماله، ركز فيها على وجوه النساء في أماكن مختلفة: بنت البلد، سيناء، الواحات، سيوة، حيث كشف عن التفاصيل المميزة لكل وجه منهن والزي المعبر عنهن. ولم يكتف عبد العال بالتركيز على الوجه فقط، بل صور حياة المرأة المصرية وتفاعلها مع مشكلات الحياة اليومية، في حين ركزت الفنانة أماني عبدالباري على الحضارة المصرية عبر حقبها المختلفة، مؤكدة أن مصر الحاضر هي انعكاس لماضٍ عريق، وتستمر الفنانة فاتن النواوي من خلال هذا المعرض في تقديم عالمها الكوني المسكون بالأسطورة، والخيال الشعبي بشكل سوريالي يولد من صميم المفارقة أو العجز عن فض أسرار الحياة والموت، حيث تتخذ من السيرك مسرحاً لممارسة هذه اللعبة الوجودية، لغة تشخيصية لحالة التوازن الحرج بين القوى الحاكمة والمحكومة، السالبة والمسلوبة، القاهرة والمقهورة في الوجود المطلق، لكنها في الوقت ذاته لغة إسقاطية على واقع نعيشه ونغمض العيون عن فهمه.
وعن مغزى الأعمال التي تقدمها الفنانة هند عدنان في هذا المعرض، تقول: «تمر المرأة بمراحل في حياتها، تؤثر فيها بأشكال مختلفة تجعلها تتنقل ما بين المعاناة والأمل وانتظار مجهول قد لا يأتي أبداً، وترقب مستقبل أفضل وصولاً إلى فقدان الأمل واليأس، من خلال اصطدامها بالواقع وعدم تحقق الأمنيات والأحلام، وتدور في داخلها صراعات عديدة لا تراها العين، إذ تختفي خلف الشكل الخارجي والملامح... من هنا تأتي قيمة أعمالي التي أحاول من خلالها التقاط الانبعاثات الداخلية وتسجيل اللحظات النفسية المختلفة والتي أتفاعل معها من خلال العمل الفني، وأعبّر عنها بأساليب مختلفة، فتصل إلى المتلقي أو المشاهد للعمل فيشعر بها وفقاً لحالته، بحيث يعيش كل شخص شعوراً مختلفاً عن غيره، وأنا أحاول دائماً أن أسبر أغوار عالم المرأة النفسي، وما زلت أجد فيه الكثير لأقدمه، وأرى المرأة مصدر خصب للإلهام والإبداع. ومع اهتمامي بموضوعات أخرى مختلفة، إلا أن المرأة تبقى الموضوع الرئيس لأعمالي، والذي أجده نبعاً لا ينضب».
أما الفنانة نازلي مدكور، فتتراوح أعمالها ما بين التشخيص والتجريد، وتغوص في عالم داخلي مستوحى من الطبيعة والمرأة المصرية، في حين ينبع عالم الفنان سمير فؤاد من روافد عدة شكّلتها سنوات النشأة والشباب، فالموسيقى منذ طفولته جزء لا يتجزأ من وعيه وخياله... ونشأته في ضاحية مصر الجديدة، أعطته ذلك الحس الإنساني الكوزموبوليتاني، كما أن رغبته المستمرة في البحث واطلاعه على شتى صنوف الآداب والعلوم، وعمله في تكنولوجيا المعلومات لسنوات طويلة منحته رؤية فنية خاصة، فهو يبحث في ما وراء الشكل وكثير التجريب، ومعني بالزمن كإيقاع يمثّل البعد الرابع للوحة، وتمتد أعماله من جذور لغة التصوير إلى آفاق الحداثة.
ويستمر هذا المعرض المقام في قاعة «اتجاهات» (في القاهرة) من 19 نيسان/أبريل، إلى 18 أيار/مايو.