لمى طاهر منذ أربع سنوات أصبح الأمر رسمياً... أصبحت مصمّمة أزياء

لمى طاهر, تصميم أزياء, الموضة, ملابس, حذاء, حقيبة, فالنتينو, جاسون وو

16 أغسطس 2013

بعنفوان الشباب المليء بالأنوثة الراقية تتكّلم لمى طاهر، الفتاة السعوديّة التي قرّرت أن تجمع بين ميدانين من ميادين الحياة يختلفان كلّ الاختلاف لكنهما لا يتعارضان. هكذا لم تمنعها دراسة الطب النفسي للأطفال من امتهان تصميم الأزياء. بثقتها بنفسها وبدعم من محبّيها خطت الخطوة الأولى نحو تأسيس خطّ خاصٍ بها أسمته Lum واعتبرته فخرها... هي تؤمن بالقول «أن تكوني أنثى أمرٌ مسلّم به، لكن كيف تظهرين أنوثتك وتكوني سيّدة أناقة هو الفنّ» وتعمل جاهدة كي تظهر فنّها لكل متابعيها، لأن العمل بنظرها هو أساس النجاح ومن دونه لما استطاعت أن تدرس الدكتوراه وتؤسس Lum في فترة واحدة. فمن هي لمى طاهر؟... أجوبتها تخبر عنها.


أخبرينا من هي لمى طاهر؟
ولدت وترعرت في الرياض، والدي طبيب كلى وأمي اختصاصية اجتماعية. تربّيت في بيئة متنوّعة متعدّدة الثقافات. تلقّيت تحصيلي العلمي في مدارس نجد بالرياض حيث درست اللغتين العربية والفرنسية، ومن ثم انتقلت مع العائلة إلى لوس أنجليس في أميركا حيث مكثنا لمدة ثلاث سنوات ودرست في مدرسة فرنسية هناك، ومن بعدها انتقلت إلى لندن وتخصّصت في علم الوراثة، وأكملت الماجستير في علم نفس الأطفال، والآن أنا في طور دراسة الدكتوراه في علم نفس الأطفال.

تخصّصت في علم نفس الأطفال، كيف انتهى بك الأمر إلى تصميم الأزياء؟
لطالما كان تصميم الأزياء هواية تثير اهتمامي، لكني لم أستطع التفرّغ للتصميم رغم شغفي به بسبب انشغالي بالدراسة. حين أتممت دراسة الماجستير في لندن وعدت إلى الرياض، قرّرت أن أمارس هذه الموهبة وأنمّيها. هكذا بدأت... مع اقتناعي التام بأن دراستي في علم نفس الأطفال وتصميم الأزياء لا يتناقضان بالمطلق. لأن دماغ الإنسان مقسوم إلى قسمين، القسم الأيسر مسؤول عن كل ما يرتبط بالعلوم والدراسات الأكاديميّة، أما القسم الأيمن فهو مسؤول عن الإبداع والخيال ويستطيع الإنسان أن يبرع في المجالين في الوقت نفسه، والتاريخ شهد نماذج كثيرة برعت في العلوم والإبداع الفنّي في الوقت نفسه، كالكثير من الأطباء الذين برعوا في مجال الرسم، وونستون تشرشل الذي شغل منصب رئيس وزراء بريطانيا وكان في الوقت عينه أديباً فاز بجائزة نوبل. أؤمن بأن الإبداع غير محدود اذا كان الشخص يملك الطموح والإرادة لتنفيذ رغباته.

عندما عدت إلى الرياض قررت تنمية هذه الموهبة، لكنها بالطبع كانت موجودة. متى قلت لنفسك أريد أن أكون مصمّمة أزياء؟
بدايتي كمصمّمة  كانت منذ أربع سنوات فقط. أخذت الأمور على محمل الجدّ وقرّرت المضيّ في تنمية قدراتي الإبداعية.
أما الموهبة كموهبة فكانت موجودة منذ زمن، لكني كنت أصمّم لنفسي ولم يكن الأمر جدّياً. منذ أربع سنوات أصبح الأمر رسمياً... أصبحت مصمّمة أزياء.

ما مدى تأثير هذه الثقافات التي اجتمعت في شخصك وانتقالك من الرياض إلى لوس أنجليس ثم إلى لندن على ذوقك وتوجّهاتك في الموضة؟
أثّرت كثيراً. في السنوات السبع التي عشتها في لندن كوّنت رؤيتي الخاصّة في الأزياء والموضة وتحدّد ستايلي الخاص، بخاصةٍ أن لندن من أكثر العواصم المتعدّدة الثقافات في العالم. هي من أغنى مدن الموضة، وفيها عدد لا يحصى من البوتيكات والمعارض والأسواق، لدرجة أني كنت أستغلّ الوقت بعد الانتهاء من الجامعة لأجوب شوارع لندن وأتمعّن في واجهات المحلات وألاحظ ما يرتديه المارة، كي أتعمّق في موضة هذه المدينة وأتشرّبها. أذكر أني كنت أخصّص أيام العطلة الأسبوعيّة للتجوّل في الأسواق دون أن أشتري قطعة واحدة، كنت أمضي وقتي في المراقبة لأوسّع أفاقي وأزيد مخزوني في ثقافات الموضة.

هل تذكرين أول قطعة صمّمتها؟ هل كانت للباربي؟
لا. الغريب أني لم أكن ألعب بلعبة الباربي عندما كنت صغيرة، بل كانت البازل PUZZLE لعبتي المفضّلة. وعندما كان أبي يسألني في عيد ميلادي عن الهدية التي أريدها، كنت أطلب منه أن يأتيني بأصعب بازل PUZZLE يجدها. كل ذلك كان نابعاً من حبّي للتحدّي. والآن أرى في تصميم الأزياء لعبة بازل ضخمة ومعقّدة، فيها ألوان وخامات أقمشة وتصاميم يجب أن تجتمع في مزيج متناسق حتى تكون النتيجة قطعة ثياب متميّزة. ما أفعله اليوم في تصميم الأزياء يشبه تماماً ما كنت أفعله طفلة في البازل، أجرّب وأمزج وأنسّق حتى أصل إلى المبتغى.
أما أول قطعة صمّمتها فكانت في أيار/مايو 2009 وكانت عبارة عن بلوزة بيضاء مع كشكش على الكمّين، أذكر تماماً كيف وضّبتها وأرسلتها لأول زبونة في حياتي، أذكر جيداً الشعور الذي راودني من خوف وتوتّر وفخر، كانت مشاعر متناقضة توّجها خوفي من قبول زبونتي الأولى لتصميمي.

وهل أعجبها التصميم؟
أجل... وطلبت منه 12 قطعة أخرى.

كيف تقبّل الأهل رغبتك في خوض غمار الموضة، وخصوصاً والدك الطبيب؟
أبرز ما يؤمن به والدي هو الإبداع مهما كان المجال. وهو رافقني منذ البداية ولاحظ مدى حبّي وإصراري على إكمال هذا الطريق الذي بدأته وحدي، راقبني وأنا أخطئ وأعيد التصميم مراراً وتكراراً من دون أن أحصل على قسطٍ قليلٍ من الراحة أوالنوم بغية إنجاز تصميم أرضى عنه. هو من علّمنا، أختي وأنا، الإصرار والثبات على أهدافنا حتى تتحقّق بأفضل ما يكون. عندما رأى مدى إصراري وعزيمتي على خوض غمار الموضة شجّعني ودعمني إلى أقصى الحدود.

تقولين بينك وبين نفسك «ليتني درست الموضة»؟ بمعنى لو صببت مجهودك منذ البداية على تصميم الأزياء كنت وصلت إلى مكانة أعلى؟
أبداً، لا أقول ليتني درست، لا بل أقول إن شاء الله سأدرس. لا أندم على دراسة الطب النفسي للأطفال على الإطلاق، طالما لدي دورات في تصميم الأزياء خارج المملكة، وأرى أني كسبت في ميدانين من ميادين الحياة الكثيرة. الحمد لله أملك الوقت والمهارات حتى أبدع في الشقّين، الأكاديمي والفنّي.

أين ترى لما نفسها بعد 5 سنوات، على منصات العرض في فرنسا وإيطاليا أم في عيادة للطب النفسي؟
أرى نفسي في الإثنين معاً لأنهما لا يتعارضان. الأهم أن أدير وقتي بالطريقة الصحيحة، وكل ما عدا ذلك تفاصيل باستطاعتي السيطرة عليها.

لكن ألن يخذلك الوقت بعد كثرة المسؤوليات في العملين؟
لا أظنّ، لأني الآن لست وحدي في Lum خط الأزياء الخاص بي. عندما بدأت كنت وحدي وكانت المسؤوليّات أكبر، أما الآن فهناك أشخاص يساعدونني وتوسّع فريق عملي، أصبحت أسافر إلى لندن على فترات لتحصيل شهادة الدكتوراة وأترك الفريق لتسيير العمل، ولله الحمد أنا موفقة بين تحصيلي العلمي وتصميم الأزياء. وسأستمر بحول الله في الخطين المتوازيين.

من كم شخص يتألّف فريق عملك؟
15 شخصاً.

بعد كل هذا العرض عن حبّك لتصميم الأزياء وشغفك به، باختصار ماذا تعني الموضة للمى طاهر؟
أرى اختلافاً بين كلمة موضة وكلمة «ستايل». الموضة في أيامنا هي اتباع كل الناس اتجاهاً واحداً، كموضة «السبايك» مثلاً التي تبعها الجميع، أما الستايل فهو ما أؤمن به، لأنه غير محدود بتاريخ معيّن ولا حتى بمكان.هو ببساطة طريقة المرأة للتعبير عن أنوثتها من دون أن تتكلّم. هو انعكاسٌ لشخصيّة الفرد وهذا ما يجذبني الأكثر.

عندما أقول لك موضة، بأي مدينة تفكّرين ولماذا؟
كل مدن العالم... كل امرأة أنيقة في أي بلد كانت، هي انعكاس للموضة. مع الحفاظ على خصوصيّة باريس ولندن.. فبحكم دراستي في أوروبا أميل إلى المصمّمين الأوروبيين أكثر من غيرهم، وتصاميمي أوروبية الاتجاه.

هل من الممكن أن تتوسّعي وتصمّمي ملابس للأطفال؟
بالفعل بدأت بتصميم ملابس للأطفال، والسبب في ذلك يعود إلى أختي التي هي أساس فكرة Lum بتشجيعها ودعمها لي. لذا عندما أنجبت طفلتها الأولى قبل تسعة أشهر، بدأت العمل على ملابس الأطفال من أجل عينيّ صغيرتنا والآن أنا في طور العمل على إطلاق خطّ كامل للأطفال، وفيه جزء مخصّص للأم والطفل اسمه  mammy and me. وبدأت ألمس صدىً طيّباً لهذا الخط.

من هي المرأة التي تصمّم لها لمى طاهر؟ عندما ترسمين تتخيّلين المرأة الأوروبية التي تحبّين ستايلها أم المرأة العربية؟
المرأة واحدة أوروبية كانت أو عربية. الأنوثة عالمية وغير مرتبطة ببلد معيّن. أصمّم لكل امرأة تريد أن تبرز أنوثتها بطريقة بسيطة بكل رقيّ وبساطة. امرأة Lum واثقة من نفسها راقية بسيطة وبعيدة كل البعد عن المبالغة.

لكن كونك فتاة خليجية تعيشين في بيئة محافظة، ألا تطوّعين أفكارك لتناسب بيئتك؟
أكيد، فالخليج هو أساس عملي. لذا آخذ نقاطاً كثيرة في الاعتبار عندما أصمّم. فمثلاً، في الخليج نفضّل ارتداء الفساتين الطويلة في الأفراح والمناسبات لذا أبتعد عن فساتين السهرة القصيرة في تصاميمي واتّجه نحو الطويلة منها. كما أصمّم العباءات السوداء لأننا في الخليج نفضّل اللون الأسود، فآخذ في الاعتبار التقاليد الخليجيّة والتعديلات التي أجريها تتناسب تماماً مع مجتمعي من حيث إضافة الألوان والتعديلات الصغيرة.

ألا يحدّ هذا الأمر من إبداعك؟
كلا، أنفّذ كل تصاميمي مع تطويعها لتناسب بيئتي، وأجد دوماً البديل الذي يرضيني ويتناسب مع العملاء.

أنت فقط ترسمين أم تنفّذين تصاميمك أيضاً؟
أنا أرسم، لا أنفّذ الخياطة لكني أنفّذ الشغل اليدوي الذي أضيفه إلى القطعة، فلو أردت مثلاً زيادة وردة من الدانتيل على تصميمي أرسمها على القماش بنفسي. أنا أحب الإضافات عموماً والدانتيل خصوصاً وأحرص على تنفيذها بنفسي.

هل تطلقين مجموعة في كل موسم؟ وهل تتشابه كل القطع في الوقت الذي تستغرقة في التصميم؟
أطلق كل موسم مجموعة، كما أصمّم بناءً على طلب العملاء. أما الوقت فيتغيّر بحسب القطعة، وبحسب الطلب، لكن بالإجمال الطلبات الخاصة تأخذ مني وقتاً طويلاً لأن كل الإضافات منفّذة باليد وأشرف عليها بنفسي.

كيف يتمّ الطلب، أونلاين؟
أجل.

وأين تعرضين هذه المجموعات؟
في ثمانية أو تسعة محلات موزّعة بين الرياض وجدة ودبي وقطر والكويت وعمان والبحرين.

إلى أي مدى تعتمدين على مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق عملك؟
85 في المئة على الأقل. لأننا نعيش في عالم حيث نعتمد على التواصل الاجتماعي في كل أجزاء حياتنا، فهو يجاري وقع الحياة السريع التي نعيشها، وهذا ما جعلني أعتمد أكثر على التواصل الاجتماعي في التسويق وجزء كبير جداً من العميلات يتسوّقن أونلاين.

ألا تخافين أن يحصرك الاعتماد على هذا التسويق بفئة المجتمع التي تتواصل إلكترونياً فقط؟
كلا، لهذا لا أعتمد 100 في المئة على مواقع التواصل الاجتماعي. لديّ محلاتي وأقيم المعارض لهذا السبب.

من هن زبوناتك؟ هل هنّ من عمرك؟
إلى حدٍّ ما، تتراوح أعمارهن من العشرين إلى الأربعين. والخطّ الجديد للصغيرات.

ذكرت أنك عرضت في معارض، أخبريني أكثر عن هذا الأمر.
من فترة إلى أخرى أنظّم معارض لتصاميمي، في أكثر من بلد خليجي، وأعتبر هذا الأمر ضرورياً لعرض تصاميمي لأناسٍ لم يتعرّفوا بعد على المحلات التي تبيع أزيائي. كما أحب أن تتعرّف الزبونات عليّ شخصيّاً، وهذا هدف آخر من تنظيم المعارض التي أتواصل فيها مباشرة مع الزبونة وأتعرّف عليها جيّداً.

ما هي أهمية الحذاء وحقيبة اليد لإبراز تصميمك؟
أنا لا أصمّم أحذية وحقائب يد بعد لكنّي أدرك جيّداً أهميتها، خصوصاً أن ستايلي بسيط جداً ويحتمل الكثير من الإضافات، إن كان في اختيار الحذاء أو اختيار حقيبة اليد، وبهذه الإضافات تتغيّر القطعة من قطعة، بسيطة للأيام العادية إلى قطعة يمكن ارتداؤها في المناسبات.

عندما كنت أجري بحثي قبل اللقاء، لفتني أنك تستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي لاستفتاء الناس بشأن ملابسك الخاصّة،  فتسألينهم «أي حقيبة يد أرتدي على هذا التصميم» مع وضع خيارات، فإلى أي مدى تستفتين المتابعين إلكترونياً في عملك وفي إطلالتك الشخصية؟
الحق يقال إن زبوناتي ومتابعيّ والمعجبين بخطّي هم السبب الرئيسي في نجاحي، لأني من دونهم لم أكن لأصل إلى ما أنا عليه اليوم.

هذه أنت التي في الصور على فايسبوك؟
أجل، أنا وأختي التي تساعدني كثيراً في التسويق الذي هو اختصاصها.

قرأت على «البلوغ» الخاص بك هذه العبارة: Being a woman is a given, dressing like an elegant lady is an art   هل تعتبرين نفسك فنانة؟
أؤمن بهذا القول، وقصدت به كل النساء. أن تكوني أنثى أمرٌ مسلّم به، لكن كيف تظهرين أنوثتك وتكوني سيّدة أناقة هو الفنّ، وهو ما يحتاج إلى موهبة. وكتبت هذا القول كي أشجّع كل النساء على استغلال الأنوثة التي أعطانا إياها الله لنظهرها بأبهى حللها. أما إذا كنت أعتبر نفسي فنانة فلا أعرف... السؤال صعب. لا شكّ أني أملك الموهبة والدليل ما وصلت إليه في هذه الفترة القصيرة، لكن وصفي بالفنانة أظنه كبيراً عليّ بعض الشيء.

نصيحة إلى المرأة العربية، خصوصاً الخليجية؟
هما نصيحتان، الأولى أن ترتدي الأزياء التي تناسب جسمها وعمرها، وأن تأخذ من الموضة ما يناسبها فقط وتتجنّب اتباع الموضة بطريقة عمياء. أما النصيحة الثانية فهي أن تسعى إلى البساطة لأنها أجمل ما في الموضة، وأن تبتعد عن المبالغة قدر الإمكان وأن تسعى إلى الأناقة البسيطة.

ما هو الخطأ الذي ترتكبه النساء وتعتبرينه جريمة بحقّ الموضة؟
الإصرار على إظهار الماركات بشكلٍ مبالغٍ فيه.

ما الذي يجذبك أكثر في التصميم؟
كما قلت في البداية في مقاربته مع لعبة البازل، فمن ثلاثة مكوّنات أمامي أستطيع أن أصمّم عشرة موديلات مختلفة وهذا أكثر ما يجذبني في هذا المجال الذي يتطلّب الكثير من الإبداع.

أكثر ما يميّز تصاميمك؟
تصاميمي تتميّز بالنعومة والأناقة. ومن حيث الأقمشة هي تتميّز بالدانتيل والشيفون والتول.

ماذا ترتدي لما طاهر؟
أرتدي تصاميمي وأمزجها مع ماركات أخرى، خاصةّ أني لا أصمّم بنطلونات. مع العلم أني أصمّم ملابسي منذ زمن بعيد، قبل أن أطلق Lum بكثير من الوقت. ما أرتديه يناسب ذوقي وأقمشتي المفضّلة. كل ما أختاره وأصمّمه يشبهني ويشبه شخصيّتي وهو يميل كثيراً إلى الأناقة البسيطة.

تسعين إلى تغيير خط الموضة في بلداننا العربية؟
أجل، إلى حدّ ما. وقبولي من الناس يساعدني في هذا الأمر بالتأكيد. عندما كنت أعرض تصاميمي في بداية مشواري كنت أسمع عبارة «هو كثير البساطة» من نساء كثيرات كن يتوقّعن تصاميماً تشبههنّ، لكنهنّ في النهاية كنّ يشترين القطع مع الاقتناع التام بأهمية البساطة لإظهار الأنوثة. هذا التجاوب الواضح من نسبة المبيعات يؤكّد لي أني على الطريق الصحيح، وأن السيّدات يقبلن هذا التوجّه في الموضة.

عند ولادة ابنة أختك بدأت العمل على خطّ جديد لك في الموضة، كانت إلهاماً لك، بشكلٍ عام ما الذي يلهمك؟
أكثر ما يلهمني هو الستايل الفيكتوري Victorian القديم، وألجأ كثيراً إلى الأفلام القديمة بالأبيض والأسود، وإلى أودري هيبرن وإلى الكتب، إلى أي شيء قديم. وأحبّ التمعّن بالموضة التي راجت أيام جاكلين كينيدي وغريس كيلي الأنثوية إلى حدٍّ بعيد، والتي كان يطلق عليها تعبير effortless elegant (الأناقة من دون أي مجهود).

أتظنّين أنك لو عشت في ذلك العصر كان اسمك سيلمع؟
لا، لأن كل المصمّمين حينها كانوا يتبعون هذا الخط، أما الآن فقلّة من يتبعونه وهذا ما يميّزني عن الآخرين. هذا الزمن يلائمني أكثر خصوصاً أن الناس يحنّون إلى أيام مضت.

إنجاز تفتخرين به منذ انطلاقتك حتى الآن.
Lum هو فخري. بدأت منذ ثلاث سنوات ونصف بقليل من المشجّعين المحصورين بأفراد عائلتي وأصدقائي، اليوم أصبح لديّ الآلاف من المعجبين بخطّي، وتوسّع نطاق زبوناتي فأصبح يطال كل الخليج وتخطّى العالم العربي فأصبح عندي زبونات في لندن وسويسرا. وصلت إلى مراحل أكثر بكثير مما توقّعت.

أين الطب التفسي في طموحاتك المستقبلية؟
تخًّصصت في الصعوبات التعلّمية عند الأطفال تحديداً الـ ADHD أو كثرة الحركة ونقص التركيز وهو خلل في الدماغ غير معروف كثيراً في السعودية، ولأن التوعية بهذا الاضطراب قليلة جداً في المدارس وبين الأهالي، أطمح إلى أن أؤسس مركزاً أؤمّن فيه علاجاً سلوكيّاً لهؤلاء الأطفال وأقدّم نصائح تربويّة للأهالي والمدرّسين.


أفضّل

- من هو مصمّمك المفضّل؟
فالنتينو وجايسن وو.

- قماشك المفضّل؟
الدانتيل. أحبّ هذا القماش وأعتبره غير محدود بزمنٍ معيّن، وإذا نظرنا إلى تاريخ هذا القماش نراه لم يغب ولو لمرة عن التصاميم الأنثوية منذ بداية ظهوره.

- لونك المفضّل؟
Bois de rose

- قطعة ثياب تفضّلينها؟
البنطال الذي يصل إلى الكاحل تقريباً، يجب أن يكون موجوداً دائماً في خزانتي وأحبّه لأنه يتناسب مع أكثر من طلّة، فأرتديه مع كعبٍ عالٍ أو مع حذاء مسطّح ومع بلوزة أنيقة أو مع تي شرت كاجوال.