فرانكا سوزاني: مجلة الموضة ليست صفحات ملابس فقط...

فرانكا سوزاني, الموضة, ملابس, دبي, مجلة فوغ, عروض ميلانو

15 أغسطس 2013

سعيدة جداً لأنها ستحضر إلى دبي.. إنها رئيسة تحرير النسخة الإيطالية من مجلة «فوغ» التي تميزت بعدم اتباعها لتوجهات المجلات الأخرى. قدمت أسلوبها الخاص المستقل الذي مهد الطريق أمام الآخرين، في مجالات التصوير و«التصميم الغرافيكي» والعرض وتصفيف الشعر ومختلف خدمات الأزياء. مُخلصة للمسؤولية التي اختارتها وكأن حكمتها: «لا وقت للوقت». «مجلة الموضة ليست عبارة عن صفحات تستعرض الملابس»، هكذا تعتقد. بينما قد ترادف الموضة كلمة تسوّق لدى البعض. يسكنها حب تغيير هذه النظرة وزيارة الإمارة المعاصرة مجدداً حيث ستشرف على «تجربة الموضة من فوغ» في تشرين الأول/أكتوبر المقبل. لقاء مع فرانكا سوزاني...


دبي؟ «إمارة نيويوركية وسط الصحراء»

تعبّر فرانكا سوزاني عن فرادة «تجربة الموضة من فوغ» في دبي، فتجارب مماثلة كانت تُنظّم عادة في شوارع المدينة، لا في مركز تجاري. تلفت إلى أن «لا مكان مماثل وبضخامة «دبي مول» في العالم. وكأن دبي إمارة نيويوركية وسط الصحراء. إنها المستقبل حيث الفئات العمرية الشابة». إنها تجربة غنية لا تقتصر على الجانب الإماراتي والإيطالي، بل البحريني والنيجيري والأوروبي احتفالاً بمفهوم الموضة العميق والإبتكار المولود في كل مكان...

- لفتتني مقولة خاصة بك: «حين أعمل لا يجدر أن أرضي الجميع». هل يمكن الوقوف أكثر عند معنى هذه الكلمات الواثقة؟
أمارس مهنتين في حياتي، إحداهما في مجلة «فوغ» والثانية «سفيرة للنيات الحسنة» لدى الأمم المتحدة. حين أنشط خيرياً عليّ أن أكون لطيفة، لكن حين يتعلق الأمر بالمال وتحديد الإختيارات أنا صارمة للغاية. يجب إدارة الوقت وعدم تبديده. الحياة سريعة، إن لم يُعجب عدد من المجلة البعض، سينال رضاهم التالي حتماً. لا يمكن التفكير مع إصدار كل عدد إن كان سيسرّ هذا المصمّم أم لا.


«لغة «فوغ إيطاليا» هي الصورة»

- بعد هذه التجربة التحريرية الغنية والجدلية، كيف تعرّفين الجمال الخلافي وغير الكلاسيكي؟
الجمال هو جدلي، لا يمكن الإجماع عليه لاختلاف الأذواق وحسّ استشعاره. الجمال الكلاسيكي ليس حلماً، هو موجود. لكن التعبير عن الشخصية والمواقف أهم. لقد هجر الرجال مارلين مونرو رغم جمالها. الجمال ليس شيئاً بحد ذاته. أما على صعيد «فوغ»، فقد ابتكرت لغة جديدة غير الإيطالية في المجلة لتكون عالمية. «فوغ إيطاليا» هي النسخة الوحيدة من مجلات «فوغ» التي تتحدث لغة بلد واحد، اللغة الإيطالية. وكانت اللغة الثانية هي الصورة. باتت الصورة المحدّثة الأولى ووسيلة التواصل الأولى اليوم. كل العالم يستخدم «إنستاغرام»، وأكثر من التغريد على موقع «تويتر». ماذا يمكن للمرء أن يقول ويشرح أمام امرأة بقامة العارضة جيزيل بوندشين؟ النظر إلى صورتها كافٍ.

- هل أنتِ «ثائرة الأناقة» فعلاً؟
أنا ثائرة فقط. لست ثائرة في مجال الموضة فقط، مجلة الموضة لديها أبعاد ثقافية وفنية وموسيقية واجتماعية أيضاً.

- هناك مُصادقة عالمية على أن العالم العربي وتحديداً منطقة الخليج ترادف الترف والإسراف. ما تعليقك على هذا التعميم؟
أظن أن علينا تعديل هذه الذهنية. تأكدت من عدم صواب الفكرة السائدة حين زرت دبي. لم أقابل فتيات ساحرات فحسب. لم أقابل نساء مواكبات للموضة فحسب. لم أشعر بأن دبي ترادف الذهب والبذخ أو العالم المثالي. نحن في عام 2013، لقد تغيّر العالم. حين نتفقد مواقع التواصل الإجتماعي نجد صوراً مشابهة من كل العالم. هو العالم نفسه الذي نعيش فيه اليوم وسقطت الإختلافات.

- أي تأثير قد تحدثه الصحافة العربية على «تجربة الموضة من فوغ» في دبي في تشرين الأول/أكتوبر المقبل؟ ماذا ينقص مجلة الموضة العربية لتكون منصة ثانية للمصمم؟
لا بد أن ندرك أهمية هذا الحدث الذي ينظم للمرة الأولى ويدعم المصممين الشباب وأفكارهم. كانت لي فرصة الإطلاع على المجلات العربية في المغرب حيث أملك منزلاً منذ أعوام طويلة. أعرف ما لديها. علينا أن نواجه هذه الحقيقة، العالم اليوم  يسير تحت مقولة: «هوية من يقول إنك تفعل أهم مما تفعل وكيف تفعل». يتعلق الأمر بالثقة ومن يعوّل عليه. على الصحافة أن تكون داعمة للمصممين الموهوبين الشباب. لا يمكن فقط القول: «هذا هو المصمّم المبدع» أو «هذا هو المصوّر المبدع»! هذا يحصل في كل حقل مهني.

- سيُعرض خلال هذا الحدث في دبي 50 غلافاً تاريخياً لمجلة «فوغ إيطاليا»، وهذا معرض في غاية الأهمية لرسالته الملهمة. ما هو تعريفك للغلاف التاريخي اليوم؟
هو الغلاف الذي يركز على قضية طارئة في التاريخ الذي يصدر فيه. فمجلة الموضة ليست عبارة عن صفحات أزياء وملابس فقط. هذا ما أعتقد به. العارضة ليندا إيفانجاليستا في عدد Makeover Madness وهوس النساء بعمليات التجميل مثال... عدد The black issue مثال آخر، الذي تضمن صور للعارضات ناومي كامبل وليا كيبيدي وألفا تشين وشانيل إيمان... ستحضر ناومي كامبل إلى دبي لهذا السبب وكونها ناشطة خيرية في أفريقيا. فهذا الحدث ذو جانب خيري أيضاً متمثل في جمع التبرعات لمصلحة «دبي العطاء» التي تعنى بشؤون صحة وتعليم الأطفال. كارولينا كوركوفا ستحضر أيضاً.


«أعتقد بالديموقراطية لكن ليس في مجال الموضة»

- إن كانت الموضة تتحدث بلسان العصر، ما الذي قد تقوله اليوم؟
تختلط لدي الإجابة. لكننا نحاول أن نربط الموضة بالجانب الثقافي لناحية الذوق وما يحيط بنا اليوم من عدم الذوق أحياناً.

- ماذا صنعت العولمة بالموضة؟
قد تجعلها مضجرة أحياناً. أعتقد بالديموقراطية في الحياة لكن ليس في مجال الموضة. أعتقد أن الموضة على صعيد البحث والإبتكار لا تخضع لنظام يحدّ من إبداعها. العولمة تحدّ من التنوّع، وتسطّح كل شيء.

- كيف تثمّنين افتتاح دار  Condé Nast كليّة للموضة والتصميم في لندن مطلع هذا العام؟
هي خطوة مدهشة. إنها فرصة كبيرة لدخول عالم الموضة وتتبعه واختبار المهنة المستقبلية وليس اكتشافها عبر التعلّم فقط.


«تجربة الموضة من فوغ» في دبي: العبار - سوزاني

تستقي «تجربة الموضة من فوغ في دبي» أجواءها من أمسيات «فوغ» للموضة، وتشكل ثمرة الشراكة الحصرية بين شركة «إعمار العقارية» ومجلة «فوغ إيطاليا». بهذه المناسبة، قال رئيس مجلس إدارة «إعمار العقارية» محمد العبار: «تعكس استضافتنا لهذه التجربة المكانة الاستثنائية التي تتمتع بها المدينة كعاصمة للأزياء في المنطقة. ونحن على ثقة بأن الجلسات الإشرافية التي ستترأسها السيدة فرانكا سوزاني، التي تعتبر من أساطير عالم الموضة، ستساهم أيضاً في تسليط الضوء على المواهب الواعدة في مدينتنا وإتاحة الفرصة لأصحابها للانطلاق عالمياً».


حقائق وأرقام 

ستقام «تجربة الموضة من فوغ في دبي» يوم 10 تشرين الأول/أكتوبر 2013 في «دبي مول»، وسيكون أكبر حدث في مجال الأزياء تشهده المدينة كوجهة عالمية للأزياء، ستضاهي ميلانو وباريس ولندن ونيويورك.

  • مشاركة أكثر من 250 من أشهر العلامات التجارية في الحدث في «دبي مول».
  • من المتوقع حضور أكثر من 400 ألف زائر، وحضور مميز للمشاهير والشخصيات اللامعة في عالم الأزياء.
  • جلسة خاصة، بإشراف فرانكا سوزاني، بالمصممين من الإمارات والمنطقة.
  • عروض أزياء للمصممين المحليين والعالميين في منصة عرض الأزياء.
  • معرض خاص لـ50 غلافاً تاريخياً من مجلة «فوغ» ايطاليا.
  • سيذهب ريع فعالياته إلى مؤسسة «دبي العطاء» الخيرية التي أسسها نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

 

Ermanno Scervino «دينيم» هوليوودي بتوقيع إيطالي

سيشارك المصمّم الإيطالي إيرمانو شيرفينو  - الذي أسس داره عام 1999- في «تجربة الموضة من فوغ»  في دبي. قدّم مجموعته في ميلانو أخيراً حيث هيمن على منصته تصاميم الدينيم الأزرق Denim بتدرجات وأساليب مختلفة وحذاء «أوكسفورد». استوحى المصمّم أزياءه من أيقونات سينمائية عالمية، ميك جاغر وجيمس دين وستيف ماكوين ومارلون براندو...


فرانكا سوزاني «النمرة الإيطالية»...

  • تتولى فرانكا سوزاني منصب رئيسة تحرير مجلة «فوغ إيطاليا» منذ العام 1988.
  • لعبت دوراً مهماً في تحديث المجلة لتصبح اليوم أكثر مجلات «فوغ» عصرية ومواكبة لصيحات الموضة. هي مجلة الأزياء الإيطالية الشهرية الأكثر تأثيراً في العالم.
  • تشغل منصب رئيسة إدارة التحرير لمجلة Condé Nast Italia.
  • أصبحت سوزاني في العام 2006 رئيسة تحرير مجلة l’Uomo Vogue المخصصة للرجال.
  • في العام 2008، تولت أيضاً مسؤولية مجلة Vogue Gioiello للمجوهرات.
  • نجحت سوزاني في شباط/فبراير2010 في إطلاق موقع «فوغ إيطاليا» Vogue.it  على شبكة الإنترنت، ليتحول خلال ثلاثة أشهر فقط إلى الموقع الأول لنوادي المعجبين في إيطاليا، والثالث على مستوى العالم، والأكثر تتبعاً من محبي الموضة والشباب وأصحاب المواهب الواعدة.
  • في العام 2011، أصبحت فرانكا سوزاني سفيرة للنيات الحسنة لبرنامج منظمة الأمم المتحدة «الموضة لأجل التنمية».
  • في 14 آذارر/مارس 2012، منحها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وسام جوقة الشرف.
  • حصلت في أيلول/سبتمبر 2012 على جائزة الموضة والأعمال الخيرية لبرنامج «الموضة لأجل التنمية».
  • في نيسان/أبريل 2013، عُيّنت سوزاني رئيسة لـ «المعهد الأوروبي للأورام»، وذلك بعد حصولها على التكريم الدولي الذي جعلها الإيطالية الوحيدة في قائمة الـ125 امرأة الأكثر تأثيراً على مستوى العالم الصادرة عن صحيفة Newsweek - The Daily Beast.