الألوان تتكلّم في شقة الفرح والحياة

الألوان,شقة الفرح,قاعة /صالة /,جدران,أشكال هندسية,الهندسة الداخلية,المنزل,الجلد,الصالون,غرفة الجلوس,مستطيل,المهندس,غرفة الطعام,الخشب,الستائر,قطعة زجاج,غرفة الملابس,خزائن

روزي الخوري 30 مايو 2015

هنا يقيم الفرح وصخب الحياة، بين أربعة جدران. كلّ شيء في هذا المسكن خارج عن المألوف، ألوان صاخبة وأشكال هندسية لافتة وجريئة، امتازت بلمسة فنّية تحت سقف واحد، عندما تعاون المهندسان الثنائي ديانا وخالد حوحو وأطلقا العنان لأفكار هندسية جديدة اتبّعت آخر صيحات الموضة والتقنية العالية.


عملُ المهندسين لا يقتصر على الهندسة الداخلية فقط، بل يتعداها إلى الخارجية أيضاً. المهندس حوحو يعتبر أن تكامل العمل يضمن نجاحه، فبعد إتقان التصميم الخارجي، لا بدّ من رسم مشهد موازٍ في الداخل. لذا استُغلت الواجهات الزجاج الكبيرة التي رسمها ليبدو المكان مفتوحاً على البحر من كلّ الزوايا.
لا حواجز بين الصالونات والمطبخ، ولا جدران فاصلة ولا عوائق، كلهّا مساحة واحدة رحبة ومضيئة تبدو متصلة بالبحر، كأنّه امتداد لها.
فسيدة المنزل، يمكنها في أثناء عملها في المطبخ أن تسرّح ناظريها نحو الأفق الأزرق على الشاطىء اللبناني الجنوبي.
الضوء أدخل بسخاء إلى كلّ الأجزاء، وقد ساهمت الألوان الصاخبة للأثاث في إضفاء النور والحياة معاً على الداخل.

أفرد المهندسان المساحة اللازمة لأفكارهما بعدما ترك لهما المالك حرية التصرف والتصميم. ويقول حوحو: «عادة نتماشى مع أهواء أصحاب المنزل وأذواقهم، لنتوصل إلى أفكار مشتركة ترضي ميول المالكين وبصمتنا الخاصة. أما هنا فقد ترجمنا أفكارنا بأسلوب أعجب المالكين».

من الواضح أنّ المنزل اتّسم بالعملية التامة على امتداد مساحته، أي 280 متراً مربعاً. باب المنزل يُفتح مباشرة على غرفة جلوس تضج بالألوان الفرحة وتناديك للدخول واكتشاف الداخل.
غرفة استقبال صغيرة يقودنا بعدها درج إلى هذا الركن مباشرة الذي شغله مقعد وثير إطاره من الجلد البيج ومقاعده باللون نفسه من القماش، توزّعت عليه الأرائك الفوشيا والفضية والصفراء.
واتسم المقعد بعرضه، إذ يمكن الاستلقاء عليه عند ازالة الأرائك، وكأنه سرير يستريح أمامه قاطنو المنزل في أثناء مشاهدة التلفزيون الذي علّق على جدار أول مدفأة مخصصة لهذا الصالون.
وخلف المقعد المستطيل، ستار من اللون الفستقي غطى نافذة كبيرة وتوسّط الجدار المبتكر من قطع الخشب المستطيلة بلون الخشب الزاهي والأبيض والفضي. وهذا الجدار المبتكر امتدّ إلى جدار الصالون الثاني إلى جانب غرفة الجلوس.
ولكن هنا تخللته مربّعات من الحجر بمستويات متفاوتة، وضعت هي بدورها داخل إطار من خشب لتشكل مجموعة لوحات متشابهة. واللافت في هذه المربّعات أنها مضاءة، فالحجر وضعت خلفه إنارة لينبعث النور بدفء ويضفي جمالية وجواً خاصاً على الجلسة.
الجوّ نفسه امتدّ من غرفة الجلوس إلى هذا الصالون أو غرفة جلوس ثانية، حيث وضع المقعد نفسه بطرازه وألوانه، ولكن فصل بينهما مقعد مستطيل من مشتقات البيج، ولكن بنقشة مختلفة، وإلى جانبه مقعدان أبيضان عليهما أرائك فوشيا وفستقية اللون.

ويمكن الفصل تماماً بين هاتين الجلستين من خلال ستار يعمل على الكهرباء بلون الجدران يُجرى التحكم فيه عن بعد، فينسدل ليلعب دور ستار عازل كما يتحوّل إلى شاشة لعرض أفلام مصوّرة.  
وقبالة هذا الركن أيضاً مدفأة ثانية شكّلت الزاوية مع الصالون الثالث. هذا الأخير بيضاوي الشكل، أراد المهندس أن يتمتع الجالسون فيه بزرقة البحر والأفق الأزرق. وتطل وجهته الخلفية على المدفأة، ومقاعدها بلون الفوشيا.

وفي آخر الجلسات نصل الى غرفة الطعام، وهي غاية في الابتكار والتألق، يشبّهها المهندس بحبّة السكاكر. طول طاولتها 3,6 أمتار، وقد اتسمت بنحافة واجهتها البيضاء اللمّاعة المنقوشة برسوم موحدة، ووسطها من الخشب.
وكل مقعد مستدير ارتفع حولها اتخذ لوناً زاهياً تماشى مع ألوان المنزل. جدران غرفة الطعام جمعت العملية والجمالية في آن واحد. فمجموعة اللوحات المربّعة أخفت وراءها خزائن تُستعمل لوضع الأواني الخاصة بغرفة الطعام.
وعلى الجدار المقابل الفيترين، رسمت على شكل مجموعة لوحات أيضاً من الخشب المطلي باللون الفضي، منقوشة برسوم دائرية، وعلى الجانبين انسدلت الستائر الفستقية.
وقمةّ الإبداع تجلّت في الثريا المتدلية من السقف، وهي من تصميم المهندس كما بقية الثريات. وكلّها مزيج من الألوان الزاهية، بعضها مصنوع من الأكواب المخصّصة للشموع والقناني من الزجاج الملوّن، أضيئت من قطعة الحديد الكبيرة التي وُضعت عليها لتبدو الإنارة وقد انبعثت من كلّ قطعة زجاج.

في جناح غرف النوم، العملية كانت أساس التصاميم. كلّ قطعة وزاوية استُثمرت لتكون مفيدة. مثلاً سرير غرفة المالكين، جوانبه صمّمت لاستثمارها في تخزين الملابس. ويتحوّل أسفل المقعد في هذه الغرفة بلحظة إلى خزانة.
أحدث التقنيات استخدمها المهندس في خدمة الجوّ المنشود، جدار من الزجاج يفصل بين الغرفة وحمامها الذي طغى عليه كما الغرفة خشب السنديان واللون الأبيض. أما ركن السرير فطُعِّم بالقماش الرمادي والفستقي الأصفر.
ووضع على أحد الجدران ورق عليه رسم نمر. الغرفة الثانية المخصصة للأولاد، اتخذت شكلاً شبه دائري، والجدار خلف السرير المرقّط بالأبيض والأسود عليه رسم فتاة يفتح خلفه باب مخفي يقود إلى غرفة الملابس. واللافت في هذه الغرفة أن المقعد اتصل «بالشيفونيير» بطريقة مبتكرة.

أما الغرفة الثانية فجديدة التصميم بحيث تقودنا ثلاثة أدراج إلى السريرين يميناً وشمالاً، والأدراج تتحول بدورها إلى خزائن يمكن استخدام أسفلها عندما تزال المقاعد كمكتب. وكلّ غرفة يتبعها حمام بلون منسّق يتلاءم مع تصميم كلّ منها.