مقدمة 'صباح العربية' مهيرة عبد العزيز: مقدمة البرامج الناجحة، إعلامية برتبة رجل مباحث!

مهيرة عبد العزيز, مقابلة, برنامج صباح العربية, تقديم البرامج, العربية, سارة الدندراوي

24 أغسطس 2013

«إذا توقفنا عن التجدّد نموت»، تلك هي مقولتها الذهبية التي لوّنتها بطابعها الخاص... مذيعة برنامج «صباح العربية» مهيرة عبد العزيز، أحدث مذيعات البرنامج الذي جدّد هو الآخر مقدميه. وفي الفترة الأخيرة وبعد توقف برنامج «صباح العربية» في شهر رمضان شاركت مهيرة في تقديم نشرة الأخبار.

مهيرة التي درست الهندسة المعمارية في إحدى الجامعات الكندية، لتصبح أول فتاة عربية تحصل على الميدالية الذهبية من المعهد الملكي للهندسة المعمارية في كندا عن مشروع تخرّجها، لا تزال متأثرة بدراستها، حتى أنها تقسم فقرات برامجها وآلية تعاملها مع ضيوفها على أسس هندسية، في حين أنها استلهمت من نشأتها الاجتماعية لأب إماراتي وأم مصرية فكرة التنوع، لا سيما أن مرحلة الدراسة سواء في دبي أو في الخارج جعلتها تجيد لهجات أصدقائها من مختلف الجنسيات العربية، قبل أن تقرر الإلتزم في البرنامج اللهجة البيضاء.

«لها» التقت مهيرة التي لا تزال تتخيّل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ضيفاً في برنامجها، كفكرة اقرب إلى الحلم الذي لم يتحقّق، كاشفة أنها لا تتردد في التنصت على التجمّعات المختلفة في المقاهي والمولات والأماكن العامة، لمعرفة ما يشغل الناس، وإن كان ذلك يتم بأسلوب «رجال المباحث»، معتبرة ذلك ضرورة إعلامية، لأن «المذيع أو المذيعة يبقى في جانب من عمله رجل مباحث ولكن من دون رتب رسمية»...


- يقولون عنك إنك اجتماعية جداً، ومرحك وتلقائيتك يستمران معك من أمام الشاشة إلى خلفها، ما القصة؟
القصة ببساطة تتعلق باقتناعي بأنه ليس مطلوباً من أي منا مهما اختلف مجال عمله أن يمتلك قناعاً يضعه لممارسة مهنة ما، ويزيله بعد ذلك، وهو أمر ينطبق بشكل أكبر على مجال العمل الإعلامي، لأن المشاهد هو ناقد حقيقي من الطراز الأول، ويستطيع أن يلمس بسهولة كل تفاصيل التصنّع، ويفضل بالضرورة أن يكون من يقدم إليه معلومة جديدة أو يحاور لأجله ضيفاً واضحاً ومن دون تكلّف.

- لكن كل هذا قد يجعلك تلقائية، وليس بالضرورة مرحة؟
لا أسميه مرحاً، بقدر ما اعتبره تفاؤلاً، لأن المذيع في برنامج غير إخباري قد يوفّق في أن تكون مادته ذات محتوى معلوماتي يفيد المشاهد بشكل مباشر، وقد لا يوفق. لكن عليه في كل الأحوال أن يبث في من اختاروا أن ينصتوا إليه طاقة إيجابية، ومقداراً من إشاعة التفاؤل.

- إذاً أنت متفائلة بطبعك؟
100 في المئة.

- اهتمامات الناس وأولوياتهم يبقى حضورها أيضا في برنامج يومي صباحي، إلى جانب إشاعة التفاؤل، ما هي مصادرك للوصول إلى تلك الأولويات؟
الناس أنفسهم.

- تقصدين أصدقاءك وعائلتك، ومحيطك الاجتماعي؟
ليس فقط، بل الشريحة الكبرى من الناس التي أصادفها في الأماكن العامة، والتي تكون في مراكز التسوّق والمقاهي والشوارع، فلو أنصت بشكل واع إلى ما يقولونه في أحاديثهم وحواراتهم، ستصل بكل تأكيد إلى أولوياتهم، لاسيما عندما تجد موضوعاً ما يتكرر بشكل ملحوظ. بل إنني لا أبالغ إذا أكدت أن الإنصات، أو حتى التنصّت على التجمعات المختلفة التي يتحدث أصحابها بشكل عفوي ومن دون تحفّظ ضرورة إعلامية.

- لكن ما الذي دفعك إلى العمل الإعلامي، رغم ان دراستك هندسة معمارية، هل شعرت بأن الهندسة مجال غير مناسب للفتاة؟
على العكس، فأسرتي كانت متحمسة جدا لمجال دراستي، حتى أنهم ذللوا لي صعاب الالتحاق بالدراسة الخارجية، ودفعوا شقيقتي لأن تتحول من دراسة «البيزنس» إلى تخصصي، كي لا أكون بمفردي هناك، وحصلت على المركز الأول بين طلاب دفعتي، ورُشحت للتدريس في الجامعة. كما أنني أول طالبة عربية تحصل على الميدالية الذهبية من المعهد الملكي للهندسة المعمارية بسبب انجازي أفضل مشروع في كندا حينها بعنوان «العلاقة بين المكان الأثري والمدينة»، فقد طبقت الدراسة على منطقة غنية بالآثار هي نزلة السمان القريبة من منطقة الأهرام، لأتتبع  تأثير الزحف العمراني على المناطق الأثرية، وما يحدث في نقطة التقاء المدينة الحديثة والمنطقة الأثرية، وكيف يجب أن تشهد معالجة هندسية تراعي عراقة المكان. وقد بدأت عملي كمهندسة وأنا على مقاعد الدراسة أحضّر لرسالة الماجستير.

- وهل قبلت أسرتك فكرة التحاقك بالعمل الإعلامي بسهولة؟
لم تكن مهمة إقناعهم سهلة، لكني استثمرت كون المحطة الأولى لي في هذا المجال هي مؤسسة عالمية، وهي قناة «سي إن بي سي»، كما أن التجربة الثانية كانت أيضاً بمثابة فرصة صعب أن يشكل الأهل عقبة في طريق وصول أبنائهم إليها، وهي مجموعة «إم بي سي» الإعلامية.

- وهل أثّرت دراستك الهندسة في مجال مزاولتك مهنة الإعلام، رغم أن المشاهد عرفك في مجال البرامج الاقتصادية بالأساس؟
بكل تأكيد، فكل تفاصيل العمل الإعلامي تشبه تفاصيل المشروع الهندسي، سواء من حيث بدء رصد التصور، أو وجود رؤية محددة للتصميم، يتم تنفيذها على مراحل، فأكثر الخيالات دقة وتنظيماً هو الخيال الهندسي، وهي إستراتيجية قابلة لتنفيذ موازٍ لها في العمل الإعلامي بدءاً من تحديد الموضوع، مروراً باختيار الضيوف، فتنفيذ التصوّر والفكرة.

- الأب إماراتي والأم مصرية، وتعليمك الجامعي في كندا بدراسة الهندسة، ثم العمل بالإعلام وبمؤسسة إعلامية أجنبية هي «سي ان بي سي»، قبل الاستقرار في «إم بي سي» العربية، كيف أثر هذا التكوين البانورامي في شخصيتك؟
هذا التكوين أكسبني قدرة على التأقلم مع الكثير من المعطيات والظروف المختلفة، فانا لا أتقن لهجات عربية مختلفة فحسب بل مطّلعة على تلك الثقافات. فقد تغربت عن وطني لمدة 6 سنوات في المرحلة الجامعية، وقد عايشت كل الجنسيات هناك. واتقاني للهجات مختلفة لا ينتقص مني كمذيعة بل يميزني عن غيري. وأريد أن استثمر هذا السؤال كي أتحدث عن «تعدد اللهجات»، فالذي يتحدث عن  هذه التعددية انتقادا فهو يقع في فخ «العنصرية» دون أن يدري أولا:  دعونا نكون أكثر تشريحا لخاصية تعدد اللهجات على ألسنة بعض المذيعات، فالتعددية تلك تعني انفتاحاً وذكاء اجتماعياً وخلواً من قائمة الكراهية المصنفة مسبقاً. بينما انتقاد من يتلوّن لغوياً، هو حتما شعور ضائع، كمن يبحث عن الانتقاد من أجل الانتقاد، أو كمن يبحث عن مادة لإشباع قائمة الكراهية في داخله. ولو كنا صادقين مع أنفسنا، فسوف ندرك أن في داخل كل عربي منا قائمة من عدم الارتياح لبعض الجنسيات. أنا عشت في مجتمع خليجي متعايش شكلاً وموضوعاً مع أكثر من 240 جنسية في العالم، إلا انه وبحكم نشأتي ودائرتي الاجتماعية وجدت نفسي أتحدث الخليجية والمصرية واللبنانية . لذلك، أرجو كل من ينتقدني لأني متعددة اللهجات أن يرفع يديه عاليا كي أراه، أريد أن اضحك على هذا النوع من الجنس البشري.

- تمرست في العمل الإعلامي في المجال الاقتصادي، قبل الانتقال إلى «صباح العربية»، كيف تتوقعين الخطوة المقبلة؟
بكل تأكيد أتمنى أن تأخذني إلى مجالات أكثر تنوعاً، فهذه الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تضيف بشكل عملي إلى مهارات المذيع، لكن مشواري مع «صباح العربية» في كل الأحوال لا يزال في بدايته.

- كيف وجدت تسلم «السلطة» من زميلك محمد أبو عبيد الذي تجلسين على كرسيه الآن في «صباح العربية»؟
محمد أبو عبيد صديق، وجمعني به قبل ذلك عمل إذاعي في مستهل مشواري الإعلامي، واستطاع بالفعل أن يحقق تميزاً لـ»صباح العربية» على مدار سنوات جعلته هو الآخر تواقاً للتغيير الذي هو رغبة أي إعلامي طموح، كما أن هناك إستراتيجية في المقام الأول ترتبط برؤية الإدارة.

- لكن البرنامج انتقل من صيغة وجود مذيع ومذيعة إلى سيطرة الجنس اللطيف فقط على تقديمه، هل يقترب «صباح العربية» بهذه الحالة من برامج نسوية بصيغة «كلام نواعم»؟
لا يوجد تخصيص مطلقاً في «صباح العربية» وفق معيار المشاهد سواء كان رجلاً أو امرأة، فلا يمكن أن يكون البرنامج موجهاً إلى جنس بعينه حسب جنس مقدميه، فعلى العكس تماماً، وجودي مع الزميلة سارة دندراوي في تقديم البرنامج استثمار لكيمياء صداقة حقيقية تربط بيننا، وهي كيمياء تصل بالضرورة إلى المشاهد.

- هل يمكن أن نرى مهيرة تقدم برنامجاً للمنوعات مثل «أراب آيدول»، أم أن لك تحفظاً على هذه النوعية من البرامج؟
ما دمنا في فلك الإعلام، فكل المجالات واردة، سواء هذا البرنامج أو خلافه، فأنا أحب السينما وبرامج المنوّعات، إلى جانب البرامج الاقتصادية، ولست مع من يرى أن فئة برامج استكشاف المواهب هبطت علينا من سماء الإعلام الغربي، على العكس تماماً، هناك جذور لتلك البرامج بصيغتها الغربية في الإعلام العربي، مثل «استوديو الفن» وغيره. وحتى لو كانت ذات صيغة غربية، ليس هناك ما يمنع من الاستفادة منها، وتطبيقها إعلامياً بروح ونسق عربيين، يراعيان خصوصية المشاهد.

- هل يعني ذلك أنك من المتابعين لـ «أراب آيدول»؟
نعم، وليس فقط لأنه من إنتاج «ام بي سي» كما يعتقد البعض، ولكن لأنه فعلاً يقدم نوعاً من الترفيه يحتاجه الناس في هذه الأيام. ولمن ينتقد هذا النوع من البرامج بحجة أن الوطن العربي ليس بحاجة الى المزيد من المطربين أقول لهم، «كل شي بوقته حلو» فنحن نحتاج الى الترفيه والموسيقى كما نحتاج الى السياسة والاقتصاد.

- ما الذي يجعل مهيرة تتحدى طبيعة البرامج الصباحية، وضرورة أن تذهب إلى فراشها للنوم مبكراً، بفعل جاذبية مشاهدة تلفزيونية ما بخلاف «أراب آيدول»؟
(تضحك) أنا بطبعي إنسانة مسائية ، وربما اكبر تحدٍ لي كان وجوب تحولي إلى إنسانة نهارية، وتم التحول بنسبة 70 في المئة حتى الآن! وفي بعض الأحيان مواعيد البرامج ومباريات كرة القدم المصيرية، في الدوريات الأوروبية، وخصوصاً في لقاءات «الكلاسيكو» الإسبانية التي أتابعها بشغف ، ولدي بعض الصور الخاصة التي عليها تواقيع من نجوم فريق برشلونة ، تؤدي الى بقائي مستيقظة لأتابعها، وما عدا ذلك أحاول أن أنام عند الـ11 مساء، لكن في بعض الأحيان قد يمتد الأمر إلى الأولى فجراً.  

- ما أعظم اختراع تقني يرتبط بعملك كمذيعة، ويصب لمصلحة المشاهد والإعلامي معاً؟
الـ «آي باد»، فهو يتيح لنا التواصل المباشر مع المشاهدين فيتحول العمل التلفزيوني الى عمل مسرحي بحيث تتلقى ردة فعل الجمهور في لحظتها ودون وسيط عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

- نعلم انك تعرضت لموقف طريف عندما نسيت غلق هاتفك أثناء تقديمك إحدى حلقات «صباح العربية»، وكانت رنته لافتة للغاية؟
بالفعل كان هذا أحد أكثر المواقف التلقائية طرافة لي أمام الكاميرا، فرغم أنني حريصة على وضع الهاتف في حالة «الصامت»، إلا أنه وفي هذه المرة تحديدا كان أول يوم أستعمل فيه هذا الجهاز الجديد، ويبدو أنني لم أؤشر بدقة على الأيقونة المحددة لهذا الغرض. والمضحك أن الرنة التي كنت اسمعها للمرة الأولى كانت أيضا غريبة جداً، وكأن شيئاً ما يشبه العصفور يغرد: «صو .. صو»، وتجاوب المشاهدون في لحظتها مع الأمر، لأننا نبقى على تواصل مع الجميع عبر «الانستغرام» و«البلاك بيري» و«الفيسبوك» و«تويتر»، وهذا سر احتفاظي بالهاتف غير مغلق. لكنني منذ ذلك الحين حرصت على التأكد من وضعية «الصامت».

- لكل منا شخصية ملهمة، يتخطى تقديرنا لها أحياناً حاجز المثل الأعلى، ما هي الشخصية الملهمة في حياة مهيرة؟
ربما يشبهني في هذا الخيار تحديداً الآلاف وربما الملايين، ليس في الإمارات فقط، بل في الوطن العربي بأسره، فالوالد الراحل الشيخ زايد بن سلطان، هو شخصيتي الملهمة، وكلما كنت أرى ذاتي مذيعة حوارية كنت أتخيل نفسي أصيغ فيضاً لا ينتهي من الأسئلة له، فهو الضيف الذي كنت أتمنى أن أتشرف بمحاورته يوماً، ابنة ومذيعة، وواحدة تمثل أجيالاً ستظل هذه الشخصية الاستثنائية محور إلهامهم، لذلك فيوم رحيله كان بالنسبة إلي الأكثر قتامه وحزناً.

- في المقابل ما هو اليوم الأكثر سعادة في حياتك؟
يوم تخرجي من الجامعة، وحصولي على الترتيب الأول بين زملائي، لأني حينها شعرت بفرحة أسرة آمنت وراهنت على العلم. وبعد تضحية بالجهد والمال والمتابعة، والاغتراب والسفر وعدم الاستقرار، كانت هذه لحظة الحصاد.

- وهل توقف طموح مهيرة عند محطة «صباح العربية»؟
لا على الإطلاق، لكنني سعيدة بتلك الإطلالة الصباحية التي تربطني بالمشاهدين، وبالتأكيد فإنني لم استغرق هذه التجربة بعد، وبكل تأكيد حين اشعر بأنني لا أضيف جديداً، أو أكرر نفسي، سيكون هناك طموح إعلامي جديد.

- وما الخط الأحمر الذي تكرهه مهيرة؟
كل الخطوط الحمراء والأسقف التي تقول للآخرين إنهم لا يجوز لهم أن يتجاوزوا تلك المنطقة، فكل الغايات الكبرى والآمال التي تبدو للوهلة الأولى بمثابة معجزة، لا تلبث الخطوات المتتالية أن تقربنا منها. البقاء «محلك سر» هو خطي الأحمر، ووقتها تكون الاستقالة والتكرار خيارين أحلاهما مر.

- تشعرين بأن «صباح العربية» جعلك صاحبة إطلالة معروفة لمن يحيطون بك في الأماكن العامة، ومزهوة بذلك؟
أشعر بهذا الأمر بكل تأكيد ، لكن في المقابل لا أرى أي فارق أو امتياز لمذيع أو إعلامي عن آخر يقدم خدمة ما للمجتمع، فكل منا يقوم بما يجيده، وما أتيح له أن يكون بارعاً فيه. ولا أرى أي امتياز لما أقدمه عن ما يقدمه لي الآخرون، بل قد يكون العكس هو الصحيح، وكل ما هنالك أننا نعمل تحت ضوء الكاميرات، في حين أن الملايين يعملون بكد وإخلاص لساعات أطول وبمهارات ربما أعلى بكثير، ولكن خارج الكادر.

- أنت صريحة، وأتوقع منك إجابة مباشرة على نسبة ما تنفقه المذيعة على ملابسها واكسسواراتها؟
لا توجد نسبة محددة، ولكن علينا ألا نصدق من يدعين أن المضمون يغني عن العناية بالمظهر، فهو الانطباع الأول الذي تؤكد الحكمة أنه الأكثر ديمومة. صحيح أن جانباً كبيراً من الطلة يعتمد على كاريزما وموهبة، لكن المظهر المرتبط باختيار الملابس والإكسسوارات وخلافه أيضاً يأخذ اهتماما كبيراً، وميزانية اكبر، لا أبالغ إذا أكدت أنها تشكل المستهلك الأكبر لراتب المذيعة الشهري.

- أخيراً كيف ترين مستقبل الإعلامية الخليجية عموماً والإماراتية خصوصاً؟
قبل سنوات قليلة كان هناك عدد محدود من الخليجيات اللواتي يعملن في مجال الإعلام. وأتذكر انه في بداية عملي الإعلامي أقامت لنا الشيخة منال بنت محمد بن راشد أل مكتوم تجمعا للإعلاميات في شهر رمضان حضره أيضا الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في زيارة خاطفة، وكنا نعد على أصابع اليد الواحدة.  لكن هذا الأمر تغير بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية بدعم واضح من الحكومة. وكان هناك انطلاقة لجيل من المذيعات من الإذاعة التي لعبت دوراً في هذا المجال، فعلى سبيل المثال شاركتني نائلة الخاجة التي تعد الآن أول مخرجة سينمائية إماراتية تقديم البرنامج الإذاعي «فن أند فان». و استمرار الدعم الرسمي للمرأة ساهم إلى حد ما في تعديل وجهة نظر مجتمعية كانت لا ترتاح إلى عمل المرأة في المجال الإعلامي، وهذه النظرة انسحبت حتى على الرياضة، لنجد لأول مرة دوريات رياضية مخصصة للسيدات الإماراتيات والخليجيات. وشقيقتي من الرائدات في هذا المجال بعدما أطلقت أول دوري نسائي لكرة القدم، وهو أمر كان أيضاً مرفوضاً اجتماعياً. يبدو أننا عائلة تحب التحديات!!