طغى حضور الإعلامي مفيد فوزي الذي يشارك لجنة تحكيم الحلقة المباشرة من برنامج «مذيع العرب» على شاشة تلفزيون أبو ظبي على فقرات البرنامج المتعددة. ولأن فوزي يصنّف كأقدم وأفضل محاور وناقد فني عربي، لم يكن مستغرباً أن تتحوّل الحلقة من خلاله إلى محاكمة وتقييم لواقع المذيع ومعدّ البرامج التلفزيوني اليوم، من حيث سرعة بديهته وتعليقاته المنتقاة بعناية على أداء المشاركين والواقع الإعلامي العربي، وصولاً إلى تعليقه على جمال الفنانة مادلين مطر ضيفة الحلقة التي قدّمت ثلاث أغنيات بين فقرات الحلقة.

ورغم تواصل البث المباشر لأكثر من ثلاث ساعات، فقد مرّت الحلقة بمفاجآت عديدة وأحداث مثيرة من دون ملل أو احساس بالوقت، ما دفع الكثيرين إلى اعتبارها من أقوى حلقات البرنامج حتى الآن، وحفّز أعضاء لجنة التحكيم، التي تضم كلاً من الإعلامي طوني خليفة والإعلامية منى أبو حمزة والفنانة ليلى علوي على مطالبة إدارة البرنامج بضرورة استضافة مفيد فوزي في الحلقة الأخيرة من البرنامج لاختيار حامل لقب «مذيع العرب» في دورته الأولى والذي يقدّمه الفنان قيس الشيخ نجيب والمذيعة سالي شاهين، والذي كما لاح في أجواء الاستوديو سيشهد المزيد من الحلقات والاضافات في دورته الثانية العام المقبل.

ولأنها حلقة المفاجآت بحق، فقد حضرت ليلى علوي عضو لجنة التحكيم متحاملة على نفسها بسبب معاناتها آلاماً في الفقرتين السادسة والسابعة من العمود الفقري. ورغم نصيحة الأطباء لها بعدم الحركة والبقاء في راحة تامة، إلا أنها ظلت متماسكة طوال مدة البث المباشر، كما حضرت مؤتمراً صحافياً ضم عدداً من الإعلاميين من السعودية والإمارات ومصر حضروا خصيصاً لمتابعة الحلقة، وسرعان ما ارتدت مشدّ الرقبة الواقي فور انتهاء إجاباتها عن الاسئلة الموجهة إليها، وكانت أيضاً ساعدت الإعلامي مفيد فوزي كثيراً خلال الحلقة في كيفية التعامل مع أجهزة تقييم ووضع الدرجات للمشاركين... ومن جانب المشاركين، حضرت في منتصف الحلقة المتسابقة الفلسطينية تهاني بعد الإعلان عن تغيّبها لمرضها الشديد، وسرعان ما عادت هي الأخرى إلى المستشفى بعد الحلقة مباشرة. ورغم إشاده الجميع بحضورها وشجاعتها، رفض طوني خليفة وضع درجات لتقييمها، مشيراً إلى أن المذيع المحترف والناجح يعني أن يكون حاضر الذهن والعقل ومعافى تماماً كي لا يؤثر أي شيء في إجادته.

أما أبرز أحداث تلك الحلقة فتمثل في تفوق المغرب عبر المتسابقتين كوثر بودراجة ومروى شهاب وحصولهما على أعلى الدرجات في الحلقة، لتفوزا بفرصة توجيه أسئلة إلى ضيف الحلقة الإعلامي المخضرم مفيد فوزي، ولتحصل بودراجة في النهاية على «الميكرفون الذهبي» وشهادة من مفيد فوزي بتفوقها واحترافها... كما شهدت الحلقة أيضاً خروج المتسابقة السعودية الأخيرة خلود أبو طالب، بعدما خرجت متسابقتان سعوديتان في حلقات سابقة، وخرجت كذلك المتسابقة المصرية لميس سلامة.

من مفاجآت كواليس الحلقة أيضاً، عدم رضا المتسابق الإماراتي محمد الجنيبي على تعليقات لجنة التحكيم وتقييمها لأدائه خلال فقرة تعرض المذيع لمطبات ومفاجآت على الهواء، وفوز المتسابقة المغربية بنقاط فاقت درجاته، رغم تمكنه من السيطرة على الموقف ومواصلة التعليق على خبر من ذاكرته، بعد توقف شاشة العرض الخلفية التي يقرأ منها، وعبّر عن غضبه بالاختفاء من مسرح الحلقة اعتراضاً على ما يراه ظلماً تعرّض له من جانب طوني خليفة تحديداً، حيث جرت في الكواليس محاولات عدة لإقناعه بالعودة، وهو ما تحقق قرب نهاية الحلقة، وانتهى الأمر بطبع قبلة من الجنيبي على رأس خليفة بعد نهاية البث المباشر، ليعود الى الظهور مجدداً على المسرح في الفقرة التي تتضمن عرض فيديو معين، وتعليق المتسابقين الذين وقفوا في مرحلة الخطر عليه، ليقوم كل عضو من لجنة التحكيم بإنقاذ واحد من المتسابقين. وفي نهاية الفقرة، أنقذت الإعلامية منى أبو حمزة الجنيبي ليواصل مشواره في البرنامج. كما أبدى للإعلاميين الموجودين احترامه لقرارات لجنة التحكيم، مطالباً الجمهور بالتصويت له ليواصل رحلته نحو الفوز باللقب.

وركزت حلقة برنامج «مذيع العرب» على قياس مدى قدرة المتسابقين في البرنامج على تجاوز المواقف الصعبة التي قد يتعرضون لها على الهواء، من خلال ترتيب مواقف صعبة ومقالب مختلفة في كل فقرة، وتقوم لجنة التحكيم بتقييم درجات كل متسابق بناء على تصرفه لاحتواء هذه المواقف بشكل جيد.

ولم يكتف الإعلامي مفيد فوزي بتوجيه تعليقاته المتفردة إلى ما يحدث في البرنامج، ونصائحه المتعددة الى المشاركين حول القيم والأخلاقيات والسلوكيات وأهمية القراءة والمعرفة، بل حوّل سهام نقده إلى الواقع التلفزيوني اليوم وخصوصاً برامج الكاميرا الخفية وعلى رأسها ما يقدمه الممثل رامز جلال مؤكداً انه ممثل محدود الموهبة!