عبدالعزيز جاسم: الدراما الخليجية لن تخرج من القصور

عبد العزيز جاسم,الدراما,الدراما الخليجية,القصور,فنانة,تصوير,المسرح,مسلسلات,المواسم الطويلة,mbc,فنانين,النصوص,الدراما القطرية,مسلسل,جمهور,مشاركات درامية

لها (الكويت) 07 يونيو 2015

يشارك النجم القطري عبدالعزيز جاسم في أحد الأعمال الدرامية التي يطلّ من خلالها على الجمهور في رمضان المقبل، بحيث يجسد دوراً جديداً في شخصية متقلبة ومثيرة واعداً الجمهور بأنهم سيكونون أمام عمل مختلف.
ولم يكتفِ فنان قطر بهذا العمل فحسب، إنما يواصل تصوير دوره في المسلسل الإماراتي «دبي لندن دبي» الذي سيعرض أيضاً في رمضان، لافتاً إلى أن سرّ وجوده في الدراما الخليجية يكمن في النص الجيد... نافياً عزوفه عن دراما بلده، وكاشفاً عن توقفه عن الإنتاج لفترة، كما عرّج في حديثه على رفضه التعاون مع الفنانة القديرة حياة الفهد في مسلسلها «حال مناير» لخلافات بينهما... إلى أمور أخرى خاض جاسم في تفاصيلها بكل شجاعة وجرأة من خلال الحوار الآتي


مشاركات درامية

- ما سبب وجودك في الكويت أخيراً؟
لتصوير مشاهدي في المسلسل الدرامي الاجتماعي الجديد «النور»، إنتاج المجموعة الفنية للعرض على تلفزيون «الوطن» في رمضان المقبل، وتشاركني في البطولة نخبة كبيرة من النجوم، منهم: حمد العماني، هيا عبدالسلام، نور، غدير السبتي، نواف النجم وآخرون. والعمل من تأليف حمد البدري الذي أعشق كتاباته، فنصوصه تستفز قدراتي.

- وما الجديد الذي ستقدّمه إلى جمهورك من خلال دورك في العمل؟
في كل عمل أقدمه، لا بد من أن يحمل شيئاً جديداً يضيف إلى رصيدي الفني. وهذا العمل مملوء بالأحداث والانفعالات وجذبني منذ الحلقة الأولى، إذ أجسد من خلاله شخصية سعود الزوج المعروف عنه حب الامتلاك، هو شخص متناقض بعض الشيء، يعشق زوجته بجنون لكنه يخونها.
الشخصية تمرّ بالكثير من التحولات وهذا ما يميز كتابات حمد البدري من وجهة نظري. في النهاية، خرجنا بمسلسل جميل يحمل الكثير من المفاجآت وأتمنى أن ينال رضا جمهوري في الكويت والخليج العربي.

- وماذا بعد مسلسل «النور»؟
أشارك أيضاً في مسلسل «دبي لندن دبي»، إنتاج الفنان الإماراتي أحمد الجسمي، تأليف الكاتب البحريني القدير عيسى الحمر، وسيتم تصويره بين مدينتي لندن ودبي، وتدور فكرته حول شبان موهوبين يدفعهم طموحهم للعمل خارج البلاد حيث تواجههم الصعاب والمشاكل.
ويتناول العمل مجموعة من القصص، بينها علاقة صداقة تجمع بين رجلين لكنها تنهار وتتحوّل إلى صراع مرير وعداء يغذيه أصحاب المصالح. وتشارك في العمل نخبة من نجوم الخليج العربي، منهم: سيف الغانم، محمد العامري، مروان عبدالله، رؤى الصبان، أحمد عبدالله، سعود الكعبي، زهرة الخرجي، وأحمد ايراج، ومن إخراج جمعان الرويعي.

                                                 
هموم النص والسن

- لماذا نجدك مقلاً في المشاركات الدرامية، خصوصاً في الفترة الأخيرة؟
أنجز عملاً واحداً في العام، ونادراً ما أحقق عملين، وأحياناً قد يمرّ عام كامل من دون أن أقدّم أي عمل، لأنني أهتم بالنص الدرامي والجديد الذي سأطل من خلاله على الناس. فبعد هذا المشوار الطويل الذي جسدت عبره الكثير من الشخصيات، لا بد لي من التأني في الاختيار خشيه الوقوع في التكرار، فأنا مؤمن بأن على الفنان دائما أن ينظر إلى المستقبل حتى يحافظ على تاريخه الفني.
فكلما تعزز في ظهوره، اشتاق إليه المشاهدون، وأنا أحب أن يشتاق إليّ الجمهور. وبالنسبة إلى النص الدرامي، للأسف فقد أصبح عملة نادرة، باستثناء القليل منها، كما أن العمل الفني بحد ذاته بات يرهقني كثيراً لتقدمي في السن، لذلك قلّت مشاركاتي.

- وهل أدى تقدمك في السنّ أيضاً إلى ابتعادك عن الإنتاج؟ أم أن الإنتاج الدرامي أصبح لا «يؤكّل عيش»؟
(يجيب ضاحكاً) من قال إن الإنتاج التلفزيوني لا «يؤكّل عيش»؟ خصوصاً مع وجود فكرة المنتج المنفذ، إنما حقيقة السن والظروف الصحية هي التي جعلتني أتوقف موقتاً عن الإنتاج وأتفرغ للتمثيل، فالتوفيق بينهما مرهق وصعب للغاية.
في ما مضى كنت أعتقد أن الإنتاج يمنح الفنان الكثير من الوجاهة، لكنني كنت مخطئاً إذ أيقنت أنه يزيد من ضغوطات الفنان ويلهيه عن دوره الحقيقي وتوصيل الرسالة.


انقطاع عن القطرية

- لماذا تنحّيت عن دورك في دعم الدراما القطرية من خلال مشاركاتك فيها؟
بالفعل، لم أشارك في الدراما القطرية منذ 5 سنوات، لكنني لا استطيع هجرها أو الاستغناء عنها. فالإخوان هناك فيهم الخير والبركة، إنما عن نفسي فلن أشارك في أعمال غير متعوب عليها، بالإضافة إلى ندرة النصوص الدرامية القطرية، على عكس الكويت التي هي منبع الفن والرائدة في الخليج بكتّابها المميزين... فقلّة النصوص الدرامية دفعت العديد من الفنانين إلى العمل في دول أخرى لضمان الاستمرارية على الشاشة.


رأي في الشباب

- وهل وداد الكواري كاتبة غير مميزة من وجهة نظرك؟
لا طبعاً، من الصعب أن أقول ذلك وشهادتي فيها مجروحة، وداد الآن أصبحت محط أنظار كل الفضائيات العربية ويطالبونها بكتابة نصوص ولم تعد حكراً على الدراما القطرية. وأنا لا أقصد بكلامي أن ليس هناك كتاب مميزون آخرون في الخليج، أنما هم قلّه وبينهم بالطبع الدكتورة ليلى الهلالي في السعودية، لكن في الكويت، الخيارات متعددة فهي أرض خصبة يمكن الشخص أن يعمل فيها.

- كيف للنجوم الكبار أن يجدوا مكاناً لهم في الدراما بعدما استحوذ الشباب على غالبيتها؟
سؤال مهم جداً. بالفعل نحن كجيل سابق ولنا مشوار طويل من الانجازات الفنية نعاني حالياً ذيول هذا الشيء. فمن الجميل أن يكون هناك متسع للشباب، لكن المؤسف ان يستحوذوا على معظم الأعمال، ما أعتبره إنكاراً لجميل من سبقوهم من رواد الفن الخليجي. ولا نستطيع فعل شيء سوى البحث عن أعمال تناسب مكانتنا الفنية.

- وما سبب استحواذ الشباب من وجهة نظرك على الدراما في الفترة الأخيرة؟
سببه توجّه الفضائيات إلى المؤلفين الشباب أكثر ممن سبقوهم في مجال التأليف، ومن الطبيعي أن يقدم هؤلاء الكتّاب قضايا جيلهم من الشباب لأنهم قريبون منهم، على عكس كبار المؤلفين حينما يكتبون للدراما ومنهم حمد البدري الذي يعطي لكل مقام مقالاً، فنحن بالفعل ظُلمنا كثيراً في الفترة الأخيرة، ورغم ذلك على كبار النجوم ألا يرضخوا ويقبلوا بالظهور في أدوار هامشية.
وعن نفسي، أجلس في البيت إذا كان ظهوري هامشياً، وليس معنى كلامي أنني ارغب في البطولة المطلقة وإنما على الأقل أن يكون دوري أساسياً في العمل، ذلك للحفاظ على المستوى الذي وصلت إليه.


محاذير أمام النصوص

- يقولون إن الدراما الخليجية تطوّرت. كيف وهناك رقابة تقف بالمرصاد؟
الدراما الخليجية تطوّرت على مستوى الصورة الاخراجية وجودتها، لكنها ظلت سجينة في طرحها. فعلى المسؤولين أن يعلموا جيداً أن دور الدراما ليس إظهار الصورة الإيجابية للمجتمع وإنما تسليط الضوء على السلبيات والمشاكل في محاولة لإيجاد حلول لها.
بعد هذا التاريخ الطويل، ما زلنا نعاني تشدد الرقابة، إذ يصعب علينا تجسيد الشخصيات السياسية والوزراء والنواب وغيرهم... لذا، على الرقابة أن تتفهم هذا الأمر وتتحلى بالمرونة وتترك مجالاً للإبداع كما هو الحال في مصر السباقة دوماً في الأعمال الدرامية. فللأسف غالبية النصوص «الحلوة» ترفضها الرقابة وتجيز نصوصاً لمن شوّهوها.

- ومتى تخرج الدراما من القصور؟
لا أعتقد هذا الأمر، لأن قضايانا محدودة، فإما تراثية أو حديثة، وكلاهما يدور في الحلقة المفرغة نفسها.

- نشهد تأرجحاً كبيراً بين ارتفاع أسهم الفنانين النجوم وتراجعها، ما السبب؟
اعتقد أن الموهبة والحضور والكاريزما تلعب دوراً كبيراً في هذا المجال، ليأتي بعدها دور الفضائيات التي أصبحت تشترط على المنتج أسماء بعينها.
فالقائمون على الفضائيات هم المتحكمون في هذه العملية، لكن الجمهور ذكي ويدرك جيداً الفارق بين صاحب الموهبة الحقيقية وتلك الزائفة.

- لماذا ابتعد عبدالعزيز جاسم عن mbc واختار «الوطن»؟
mbc قناة متقدّمة ولن تنتظر عبدالعزيز جاسم، وسبق أن تعاونت معهم في أعمال كثيرة ولا استطيع الاستغناء عنها، لكنني فضّلت أن أطل هذا العام على جمهوري من خلال تلفزيون «الوطن»، فهو أيضاً قناة مهمة جداً ولها متابعوها، كذلك أطل عبر تلفزيون دبي من خلال «دبي لندن دبي».


لا مسارح

- بماذا تفسر انتشار ظاهرة مسلسلات المواسم الطويلة المشابهة للدراما التركية؟
هذه المسلسلات هي كذبة نيسان/أبريل، لا تحمل قصة، فكل أحداثها عبارة عن تطويل لملء ساعات البث، والمسلسل يتكون من 30 حلقة ونشعر ممل، فما بالك بـ 60 أو 70 حلقة؟ غير أن الدراما التركية بدأت تفقد بريقها لدى الجمهور العربي، بعدما كانت تحظى بنسبة مشاهدة عالية لاعتمادها على المواضيع الرومانسية في شكل أساسي.

- ماذا عنك والمسرح؟
موجود فيه وأقدم في قطر مسرحية كل عامين، لكنني أتمنى بالطبع العمل على المسرح الكويتي، خصوصاً مع نشاط الإخوان الأخير، إنما للأسف تواجهنا دائماً مشكلة ندرة المسارح ودور العرض، وسبق لي أن قدمت عملاً مسرحياً في الكويت وأتمنى تكرار ذلك.

- ماذا بعد انتهائك من تصوير أعمالك؟
استراحة محارب والسفر بعيداً.

- بعد هذا المشوار الطويل، ماذا تتمنى؟
قدّمت طيلة مشواري الفني العديد من الشخصيات، منها الشرير، الطيب والمغلوب على أمره، التراثي والحديث، لكن تبقى أمنيتي بأن أقدم كل ما هو جديد للناس.


اعتذار

- هل كان «دبي لندن دبي» وراء اعتذارك عن الوقوف أمام الفنانة حياة الفهد في «حال مناير» كما صرحت أخيراً؟
أبداً، لقد اعتذرت عن الدور لأنه لا يناسبني، وأتشرّف دوماً بوقوفي أمام سيدة الشاشة الخليجية، والتي سبق أن جمعتني بها أعمال مميزة. فالوقوف أمام هؤلاء النجوم الرواد شرف لأي فنان، فنحن ما زلنا نتعلم منهم، وأستغل هذا اللقاء لأوضح أن لا خلافات بيني وبين حياة الفهد. والموضوع كله عدم اتفاق على الدور لا أكثر.