قطعة جمال من السهل الممتنع

قطعة جمال,التقنيات العصرية,خشب السنديان,دوائر سوداء,الخشب الأبيض,السنديان,الكروم المقطّع,الفخامة والضخامة,ورق جدران,مقاعد,الأثاث

روزي الخوري 07 يونيو 2015

عصرية في التصميم، نقاء في الرؤية ، هدوء في الديكور. ثلاثة عناصر جمالية إجتمعت لتولّد تحفة لا تشبع منها العين ولا يفيها الوصف حقها، تماماً كما لو كنا أمام قطعة جمال من السهل الممتنع. هذه، بكلمة، ميزة المنزل الذي صمّمه المهندس جان بو ضومط.


عادة، يتّبع المهندس بو ضومط في معظم عمله الأسلوب العصري، فتصاميمه تناسب الحياة العملية في قالب من الرفاهية والذوق، بعيداً من العصرية المبتكرة والمتكلّفة وصخب الألوان.
وهذا ما ترجمه في هذه الشقة الرحبة الممتدة على مساحة 400 متر. هدوء جسّده الرخام البيج الناصع والمفروشات البسيطة التصميم، وقد طُعّمت بأكسسوار راقٍ من المفروشات منها ما هو من ماركات عالمية معروفة في عالم الأثاث، ومنها ما صمّمه المهندس بنفسه، إلى جانب تصميمه لوحات خاصة وإنارة لافتة من تصميمه وتنفيذه.
«لا يمكن للإنارة أو اللوحات أن تتكرّر في منزل آخر لكونها من تصميمي، فأنا أعطي كلّ شقة هوية خاصة وأسلوباً فريداً».

للّوحات قصة مع المهندس بو ضومط، فهو يلتقط صوراً فريدة في أسفاره العديدة وقد جمعها في لوحات، يستعمل بعضها ورقا للجدران، كما فعل في ممرّ غرف النوم، وجمع صوراً مميّزة من شوارع امستردام واستعملها لتزيين الجدار الفاصل بين غرف النوم، بحيث يمكن الصورة أن تعكس للناظر، من أي زاوية، جواً جديداً ومتميّزاً.

الجفصين غاب عن السقف، حتى في قاعات الإستقبال التي توزّعت على صالونين وغرفة جلوس وغرفة طعام، لأن المهندس يعتبر أن وجود الجفصين لا يزيد بالضرورة جمالية الهندسة، كما أنّ الإنارة يمكن أن تضيء الأرجاء من خلال ثريات مميّزة تعكس فناً وذوقاً خاصاً. فهو يصمّم الثريات لكل منزل، ويبتكر لكل جلسة أشكالا تناسبها، تماما كما فعل في هذه الشقة.
ففي الصالون البيج والرمادي دوائر أنارت أرجاءه. كذلك انسدلت الستائر البيض على شكل «بانو» ببساطة فائقة، من دون أن تختفي سكتها تحت الجفصين، بل انسدلت مباشرة من السقف.

مجموعة المصابيح التي استلقت على عمود من الكروم ليست من تصميم المهندس، وقد تميّزت بطولها لتنير الطاولة على امتدادها. وهذه الأخيرة فائقة البساطة بتصميمها، وحولها المقاعد البيج عصرية الطراز وخلفها دروسوار شغل طول الجدار من الخشب الناعم التصميم.

الجدران لم تُشْغَل بأكسسوار كثيف. أحدها، وهو الذي يمهد للدخول بين قاعة الاستقبال وقاعات الجلوس، لبس حلة خشبية فاخرة وتخللته فجوات أدخلت الحركة إليه وشغلت جانباً منه لوحة من الزجاج. ووضع البيانو على الجهة المقابلة للصالون.

غرفة الجلوس الداخلية اتّسمت بلونها الزاهي، ولكن الراقي. مقاعد متصلة باللون البيج وأرائك من التوركواز. مكتبتها بسيطة التصميم من الخشب الزاهي، علق في وسطها جهاز التلفزيون. وشغلت الجدار لوحة من تصميم المهندس الذي جمع صوراً كان قد التقطها، في قالب فنيّ.

في جناح غرف النوم، الراحة والبساطة غلبت على الغرف الثلاث. فقبل تصميم غرف النوم جلس المهندس مع الأولاد وفهم شخصياتهم، ليصمّم غرفا تشبههم تماماً حتى يشعروا بالراحة والانسجام التام. غرفة نوم الفتاة تميزّ حائط سريرها بقطع من الخشب الأبيض بعيدة عن الحائط، وخلفها إنارة. وجانب منه مكتبة لبست من الداخل ورق جدران ملوّنا. وأحبت الفتاة أن تفصل مكتب الدراسة عن السرير والشيفونيير، فجعلت المكتب في ركن خاص.

أما الصبي، فبما أنّ شخصيته قريبة من شخصية والده ويحب التمثّل به وبشخصيته الرصينة، فقد صمّم المهندس غرفته على هذا الأساس.
على حائط السرير علّقت لوحتان تبعتا تصاميم باقي لوحات المنزل. غرفة نوم المالكين غاب عنها عنصرا الفخامة والضخامة، لتحل مكانهما أناقة البساطة والابتكار. ويطالعنا هنا السرير بظهر من الخشب الأبيض والسنديان والكروم المقطّع، وخلفه الإنارة.
المصابيح ذات التصميم اللافت ميّزت هذه الغرفة وأدخلت حركة وحياة إليها، فهي عبارة عن مجموعة دوائر سوداء، كلّ واحدة منها في اتجاه لتنثر النور في كلّ أرجاء هذه الغرفة الفسيحة.

أما المطبخ فقد جمع كلّ التقنيات العصرية، حيث المزيج من لون خشب السنديان الزاهي المطعّم بالكروم. وفي المطبخ ركن هادىء هو عبارة عن طاولة وثيرة ارتفعت حولها المقاعد.

CREDITS

تصوير : منصور ديب