أشكال القلق 4 ولكل منها سببه وأعراضه ونتائجه

القلق, سلوك الطفل, نمو الطفل, التوتر

24 أغسطس 2013

يبدو قول الراشد «إنني أشعر بالتوتر والضغط النفسي» مألوفاً بالنسبة إلينا. ولكن عندما يقال «إن ابني الصغير يعاني توتراً وقلقاً»، نستغرب الأمر ونسأل ما الذي يمكن أن يجعل طفلاً صغيراً متوتراً وقلقًا، في الوقت الذي يجدر به أن يكون سعيداً لأن عالمه يضجّ باللعب والاكتشاف والأمور التي تشغله والتي لا علاقة لها بعالم الكبار المشحون بالضغوط المادية والاجتماعية وغيرها.
ولكن الواقع يقول عكس ذلك، والتوتر يصيب الطفل كما الراشد. هذا ما يؤكده إختصاصيو علم النفس.

هل يصاب الطفل فعلاً بالتوتر كما الراشد؟ وما هي الأسباب التي تجعل الطفل متوتراً؟
من المؤكد أن الطفل يصاب بالتوتر والقلق. فهو نوع من الضغط الاجتماعي أو النفسي تسببه عوامل خارجية تؤثر في الطفل و المراهق بطرق عدة.
فقد يكون سبب التوتر مشكلات عائلية أو صعاباً تعلّمية أو صعاباً في العلاقات الاجتماعية.

هل هناك أعراض جسدية تشير لتوتّر الطفل؟
هناك أعراض جسدية تعكس التوتر الذي يعيشه الطفل خصوصاً الصغير جداً الذي لا يعرف كيف يعبّر عن مشاعره.
من هذه الأعراض شعور بآلام في الرأس أو البطن في شكل مستمر أو شعور بالتعب، وتحدث هذه الأعراض بسبب القلق من الفراق خصوصاً عند الطفل الذي يذهب الى الحضانة للمرة الاولى.
وعموماً يخفّ قلق الفراق مع تقدّم سن الطفل، فبعد سن الحادية عشرة يصبح الطفل أكثر استقلالية وأكثر إدراكاً لاستقلالية الآخرين في الوقت نفسه.

ما هي أنواع التوتر أو القلق التي تصيب الطفل؟

  • ·         هناك نوع من التوتر سببه اضطراب القلق الشامل، أي الطفل الذي يحمل هم كل ما يقوم به. والقلق الشامل قد يكون نتيجة قلق الفراق الذي كان يشعر به وهو دون الحادية عشرة، غير أنه ليس نتيجة حتمية. ومن مظاهر القلق الشامل قلق من الامتحان، خوف على الأهل، قلق من الخروج للعب مع أصدقائه، قلق من إنجاز أي عمل حتى ولو كان بسيطًا.
  • القلق الاجتماعي من مظاهره الخجل الشديد، إذ يشعر بالارتباك في التواصل مع الآخرين وهذا أمر طبيعي، فالطفل أثناء نموّه سوف يزداد اتصاله بالمجتمع خارج إطار العائلة ويصبح عليه أن يتعامل مع غرباء مما يسبب له ارتباكاً في البداية، ولكن مع الوقت سوف يعتاد الأمر ويطوّر مهاراته الاجتماعية.
  • اضطراب القلق الاجتماعي، فثمّة أطفال لا يعرفون طرق التعامل مع الأتراب أو المجتمع الخارجي، فيشعرون بالتوتر والقلق إلى درجة أن المجتمع يشكل عليهم نوعاً من الضغط النفسي سببه القلق من الاتصال المباشر بالآخرين.
  • القلق الأدائي أو Anxiety performance ويتعلّق بكل ما له علاقة ببرهنة الطفل عن قدراته سواء في الدرس أو أي نشاط رياضي أو أي أمر يضعه في موقف يتطلب منه إظهار قدراته الفكرية أو الاجتماعية أو الجسدية.
    مثلاً هناك أطفال يشعرون بالقلق في كل مرة يُطلب منهم أن يتحدثوا عما يعرفونه. وقد يسبب هذا القلق صعوبة في تطور الطفل الاجتماعي أو الأكاديمي، فمثلاً يمكن الطفل أن يكون استيعابه عالياً جداً ولكن بسبب القلق من الامتحان يشعر بأنه لا يعرف شيئاً فيجد نفسه مرتبكاً ولا يعطي أفضل ما عنده، أي يجد نفسه أمام حائط مسدود لا يتذكّر شيئاً، وحتى قد يقرأ السؤال خطأ.


كيف يمكن الأهل مساعدة طفلهم القلِق؟
من الصعب إعطاء إرشادات محدّدة نلزم الأهل اتباعها، ولكن هناك مبدأ تربوي يطبّق على كل الحالات النفسية أو كل الحالات الصعبة، وهو أن يفكّر الأهل بالجرعة الصحيحة من التفهم والحزم في الموقف. فإذا بالغت الأم في شرح الأمور لطفلها القلِق ، فهي وعن غير قصد تعزّز قلقه لأنها توليه أهمية أكبر من اللازم.
صحيح أنه من الضروري التواصل مع الطفل، ولكن من الضروري أيضاً في بعض المواقف أن يكون الأهل صارمين. مثلاً عندما يكون الطفل خائفاً و لا يمكنه النوم لا يجوز أن يقول الأهل له «نتفهم خوفك» ويسمحوا له بالسهر إلى ساعة متقدمة من الليل فهذا خطأ، بل يجب أن يكونوا حازمين معه ويلزموه وقت النوم فالحزم يساعد الطفل في التخلص من قلقه.
إذا سأل يمكن أن تردّ عليه بسؤال مثلا:ً «ماما أين أنت ذاهبة ؟ ترد عليه : ما رأيك إلى أين يمكنني الذهاب؟»

هل القلق طبع أم شعور متكسب؟
هناك طبع وهناك شيء مكتسب. صحيح انه من الممكن وجود أخطاء تربوية، ولكن لا يجوز القول إنها سبب القلق عند الطفل.
لذا لا يمكن أن نضع اللوم دائماً على الأهل، رغم أن المعالجين النفسيين يمضون وقتاً معهم أكثر من الطفل خلال العلاج، ليس لأنهم السبب أو أنهم لا يعرفون أصول التربية، وإنما تربية طفل لديه طباع صعبة يُلزمهم اتّباع طريقة تربوية نفسية يمكن أن تكون بسيطة جداً، ولكنها ليست عادية كلاسيكية، وتساعد الطفل على التخلص من قلقه.
والمزاح إحدى الطرق، فعندما تتمكن الأم من أن تحوّل قلق طفلها إلى مزاح من دون أن تؤذي مشاعره، تساعده على التخلّص من توتره أو قلقه.
مثلاً: عندما يقول الطفل «لا أريد أن أذهب إلى عيد ميلاد رفيقي» يمكن الأم أن تسأله بمزاح «أوه هل عنده غول؟» بأسلوب مضحك، أي تضخيم الخوف بطريقة كاريكاتورية شرط ألا تقوم بذلك خلال نوبة توتّره أو قلقه لأنه سيعتقد أنها تهزأ به، بل يكون ذلك في اليوم التالي.

إلى ماذا يؤدي التوتّر؟
يسبب التوتر اضطراباً تنتج عنه كآبة. ربما لا يتوقّع الأهل أن الطفل يمرّ بمرحلة كآبة ولكن الحقيقة أنه قد يصاب بالاكتئاب، وهناك أعراض أو مؤشرات لإصابته منها الحزن. وليس من الضروري أن تلاحظ الأم هذا الحزن في شكل دائم، غير أن هناك مظاهر له.
مثلاً عندما يتصرّف الطفل على غير عادته كأن لا يتجاوب مع الأمور المضحكة كالمعتاد أو يتفاعل معها، ويقل اهتمامه بالأمور، قد تخف رغبته في الأكل أو تزيد، وقد يتغير نشاطه فإما يصبح هادئاً جداً أو مفرط النشاط، كما أن نومه قد يصبح متقطّعاً إذا كان الضغط عليه قوياً.