واحة من الجمال بتوقيع شقيقين

منزل, مصمم ديكور, ديكور عصري, لبنان, أثاث, الأعمال الخشبية, فخامة المساحات

25 أغسطس 2013

في الأخوّة عادة تكاتف وتضامن، فكيف اذا اجتمعت لإتمام عمل فني؟ مهى خوري كفوري وطوني خوري شقيقان، لكلّ منهما بصمته في عالم الديكور. مهى مهندسة داخلية وشقيقها مهندس يساندها في تنفيذ الاثاث الذي هو أصلا مهنة العائلة.
ثنائية
جمالية أثمرت عملاً فريداً ومميزياً في إحدى الشقق الفسيحة في منطقة راقية وهادئة قرب بيروت.


هذه الشقة تشكّل الطبقة الأولى من المبنى، لذا تحيط بها من كل الاتجاهات ترّاسات فسيحة جعلتها المهندسة مهى قاعات استقبال، لكلّ واحدة ميزتها الخاصة. واحدة تفتح مباشرة على إحدى غرف الجلوس وتشكّل امتداداً جمالياً لها، وأخرى مخصّصة للأولاد اتّسمت بفرح ألوانها الصاخبة من الفوشيا والفستقي، وبمقاعدها الوثيرة.
أما الثالثة فمخصّصة للسهرات، ذات إضاءة خاصة تتغيّر بحسب الأجواء. أحاطت بالتراسات الشتول الخضر المنسقة التي أدخلت جمالية خصوصاً على جلسة الـ«بيرغولا».
هنا الخشب المتداخل المستحدث في السقف حدّد إطار الجلسة وأعطى المكان دفئاً وجمالية زائدة. وقد أضاف الحجر الموزاييك الموشى بالورود فرحة إلى هذا الركن الصاخب الألوان، حيث وضع في وسط الجدار وعلى امتداه.
وأمام المقاعد المتلاصقة الأجزاء على شكل ديوان، انغرست الطاولات الحجر لكي تقاوم عوامل الطبيعة، خصوصاً في فصل الشتاء. هذه المساحة الخارجية الممتدة على مساحة 400 متر مربع نسقتها المهندسة خوري بعناية لافتة من البلاط والخشب والقماش الجميل وحتى الأكسسوار.

وإذا كان الخارج ينمّ عن فخامة وتنسيق لافتين، فكيف بالداخل الممتد على مساحة 500 متر مربع؟ هنا الفخامة والأناقة وجمالية التصاميم والإبداع كلها حاضرة. وقد استخدمت المهندسة كفوري مواد فاخرة لإضفاء طابع من الرقي على هذا المسكن.
البداية كانت في غرفة الاستقبال حيث استخدمت الرخام الفاخر الأسود المقطع برسوم من ورق الذهب، وقد شكّل هذا الرخام إطار الكونسول للجهة العلوية والسفلى، وفي الوسط مرآة كبيرة.
قابلها في الارض أيضاً الرخام الأسود الذي احتلّ وسط القاعة، أما الجوانب وبقية الأجزاء الداخلية حيث قاعات الإستقبال فمن الرخام الأبيض.

لا باب فاصلاً عن الصالونات، بل إطار عريض من الخشب الفاخر يقود مباشرة إلى الصالونات الفسيحة، وميزتها أنها مشعّة جمالاً ونوراً وحياة بفض الشتول الخضر التي لعبت دوراً جمالياً وكأنها لوحة طبيعية أكملت عناصر السيمفونية. فالمهندسة ابتدعت حوض زهور خارجيا غرست فيه الشتول على مقربة من الواجهات الزجاج الكبيرة، للإيحاء أن المنزل جزء من الحديقة الخارجية البعيدة نوعاً ما عن الصالونات.

لعبة الالوان اللافتة جعلت الجوّ دافئاً، مع المحافظة على الشفافية التي أرختها الواجهات الكبيرة التي انسدلت أمامها الستائر الحرير شبه الشفافة. فالصالون الأوّل من طراز «تشسترفيلد» باللون الأبيض عبارة عن مقعدين كبيرين متقابلين، وضعت عليهما أرائك من الحرير الأسود والذهبي، وفي وسطهما طاولة من الخشب من الطراز النيو كلاسيكي.
وعن يمين الستار ويساره في هذا الصالون لوحتان فاخرتان بألوان نارية تجسّدان المرأة والرجل، وضعتا داخل إطار من الخشب المستطيل على ارتفاع الجدار.
وخلف كلّ مقعد مستطيل طاولة مستطيلة من الخشب استلقت عليها أوان فاخرة. الصالون الثاني أكثر دفئاً بقماشه المخمل الرمادي، وعندما تسدل الستارة تصبح الجلسة شتوية دافئة، وعندما ترفع تبدو كأنها جزء من الجلسات الخارجية العديدة، نظراً الى الزجاج الذي يحدّها من كل الاتجاهات، وخلفه الشتول التي تضفي رونقاً وإشراقة.
في هذا الصالون الداكن شكّل اللون الاحمر الناري في بعض الأرائك والشتول وسط الطاولة علامة فارقة.

المخمل الرمادي ارتدته أيضاً مقاعد غرفة الطعام ذات الطراز النيو كلاسيكي، وقد ظعى عليها الخشب الفاخر بلونه المعتدل. المرآة في وسط الدروسوار على امتداد الجدار خففت حدة استعمال الخشب.
أما قمة الابتكار الهندسي فتجسّدت في تعليق صحون فاخرة يدوية الصنع صغيرة الحجم على درفتي الخزائن، وهي بالنقشة نفسها للوحتين الزيتيتين على جدار الصالون.

ولا بدّ من التوقف في غرفة الجلوس الصاخبة الالوان، حيث المساحة الرحبة والحياة والعملية في آن واحد، تطلّ مباشرة على إحدى التراسات الزاهية الالوان فتتجانسان أسلوباً وشكلأ.

روح التميّز والابتكار في هذا المنزل انسحبت على غرف النوم الخمس. فقد لبست كل منها شخصية صاحبها.
غرفة الوالدين هي الوحيدة التي اعتُمد فيها الطراز الكلاسيكي من حيث الستائر الساتان والسرير الخشب التقليدي والثريا المتدلية من السقف الجفصين.

أما غرفة الفتاة فقد تميزت بأسلوب مارلين مونرو وبدت عصرية وعملية في آن واحد. حتى رسمت صور مارلين مونرو على جدران الحمّام الخاص بهذه الغرفة.
وبالوصول الى غرفة الولد، نراها تحمل صور الفتيات وضعت في أطارات عريضة من خشب فوق السرير ساكن هذه الغرفة، حتى بدت كأنها لإحداهن.

CREDITS

تصوير : جينيا معلوف