عندما يخضع الطفل لزراعة القوقعة

الطفل, زراعة القوقعة, القدرات الذهنية

30 أغسطس 2013

يخضع بعض الأطفال الذين لديهم قصور في حاسة السمع لعملية زرع القوقعة، ويكملون حياتهم بشكل طبيعي فحواسهم الخمس اكتملت. غير أن الطفل الذي يضع هذا الجهاز قد يعاني صعوبة تعلّمية رغم أنه قادر على سمع ما تقوله المعلّمة وتشرحه، فهو لا يعاني نقصًا في قدراته الذهنيّة وإنما يحتاج إلى معاملة خاصة كي يتطوّر أداؤه المدرسي ويواكب زملاءه في الصف.
فما هي الصعاب التي يواجهه التلميذ الذي خضع لزراعة القوقعة؟ وما هي الإرشادات التي يجب اتباعها لمساعدته في نجاحه المدرسي؟
« لها» التقت الإختصاصية في التقويم التربوي لمى بنداق

هل هناك صعوبة في تعليم الأطفال الذين خضعوا لزراعة جهاز القوقعة الإلكترونية؟
الأطفال الذين لديهم قصور في حاسة السمع وخضعوا لزراعة القوقعة قد لا يعانون نقصًا في قدراتهم الذهنية، لذا ففي إمكانهم التطور على الصعيد الأكاديمي كأقرانهم، ولكن بالطبع مع بعض المواءمات التي يجب مراعاتها في المنهاج وفي طريقة إعطاء الدرس وفي طريقة التقويم.

ما هي المواءمات التي يجب إتباعها؟
في البداية من الضروري أن يجلس التلميذ الذي يعاني قصورًا في السمع وخضع لزراعة القوقعة في المقعد الأمامي أمام المعلّمة مباشرة، لإعطائه فرصة قراءة الشفاه، والتأكد أنه يصغي إلى ما يقال. أما المواءمات التي تساعد هذا التلميذ فهي:

في الصف

  • وضع كرسي التلميذ أمام طاولة المعلم
  • جلوس التلميذ قرب تلميذ مجتهد ولديه المبادرة بالمساعدة
  • الوقوف أمام التلميذ عند إعطاء التعليمات أو شرح الدرس
  • تجنّب المثيرات الخارجيّة (الأصوات، الضجيج...)
  • زيادة المسافة بين طاولة التلميذ والطاولات الأخرى

 

تقديم الدرس

  • تشجيع التلميذ على تصحيح عمله مع زميل في الصف Pairing students
  • كتابة النقاط الأساسيّة على اللوح
  • إعطاؤه الفرصة للتعلم من أقرانه Peer tutoring
  • توفير وسائل إيضاح بصرية  Visual aids
  • تشجيع المشاركة في الملاحظات الكتابية مع أقرانه
  • التأكد أن التعليمات واضحة ومفهومة
  • تقسيم الشرح الطويل إلى أقسام محددة
  • إعطاؤه المخطط الرئيسي كتابيًا Written outline
  • السماح للتلميذ بتسجيل الدرس بصوته Tape record lesson
  • الطلب من التلميذ مراجعة النقاط الرئيسيّة شفويًا والتعليم من خلال إستعمال كل الحواس Multisensory modes
  • إستعمال الكمبيوتر لإنجاز الأهداف الدراسية
  • إستعمال الصور، فالصورة مثل الكلمة هي رمز ويمكن من خلالها إيصال الرسالة التي لا تستطيع الكلمات أن توصلها
  • قراءة التعليمات وإعادة قراءتها للتلميذ

                 

الوظائف والواجبات المدرسيّة

  • إعطاؤه وقتاً إضافياً لإتمام المهام
  • تبسيط التعليمات الطويلة والمعقّدة
  • توزيع أوراق العمل واحدة تلو الاخرى
  • التقليل من المهمات والواجبات المنزليّة
  • توزيع العلامات بطريقة أكثر ليونة
  • السماح للتلميذ بتسجيل الفروض والمهمات
  • إعتماد نموذج محدد في الوظائف الكتابية
  • تأمين تمرين للمادة الدراسيّة بمساعدة الأقران
  • الإعتماد على الإختبارات القصيرة بصورة مستمرة والإبتعاد عن الإختبارات الطويلة
  • التقليل من الوظائف من خلال تقسيمها
  • السماح بالوظائف المطبوعة
  • تشجيع الألعاب التربويّة

 

الإمتحانات

  • السماح بقراءة الإمتحان
  • إعطاء إمتحانات للمنزل Take home tests
  • إعتماد أسئلة الصح والخطأ، والخيارات Multiple choice  أكثر من الأسئلة والأجوبة
  • السماح بالإجابة شفويًا
  • الإعتماد على الإمتحانات القصيرة بصورة مستمرة والإبتعاد عن الإمتحانات الطويلة
  • إعطاؤه وقتاً أطول لإتمام الإمتحان
  • قراءة الأسئلة للتلميذ
  • تلوين الكلمات المفتاح لتسهيل عملية ملاحظتها
  • السماح بتسجيل الأسئلة لسماعها مرة أخرى
  • السماح للتلميذ بإعادة صياغة ما قرأه بكلماته قبل الإجابة
  • إستعمال ما يمكن غير القلم والورقة مثل الكمبيوتر أو أي تكنولوجيا مساعدة Assistive Technology
  • الطلب من التلميذ إعادة التعليمات التي سمعها للتأكد من فهمه إياها
  • تعليم التلميذ في مكان آخر مثل المكتبة وإعطاؤه الفرصة لإتمام الإمتحانات

 

 إعتبارات خاصة

  • إقتراح برامج مساعدة للأهل
  • تأمين معلمة مساعدة في بعض الحالات
  • تشجيع التلميذ على الإنتساب لفرق رياضية أو نوادٍ
  • لفت نظر سائق الباص المدرسي إلى الحالة
  • إقتراح تدخّل متخصص
  • تأمين مساعدة نفسية وسلوكية Counseling

 

 هل يمكن أن يندرج التلميذ الذي خضع لزراعة القوقعة تحت مظلة ذوي الإحتياجات الخاصة؟
بالطبع يحتاج إلى مساعدة كما ذكرنا على الصعيد الأكاديمي، ولكن لا يمكننا التعميم لأن الحالات تتراوح من بسيطة حيث دعم قليل ومساندة من قبل معلمة الصف يكون كافياً، إلى حالات متوسطة تتطلب أغلب المواءمات التي ذكرناها، إلى حالات شديدة تتطلب مساعدة معلمة متخصصة في تعليم التلامذة ذوي الحاجات الخاصة.

 هل يلزم مساعدة من إختصاصية في تقويم النطق داخل المدرسة؟
بالطبع، وذلك لكل الحالات مهما كانت بسيطة أو شديدة، فالإختصاصية تلعب دورًا أساسيًا في مساعدة التلميذ من خلال العمل على اللغة الشفوية واللغة المكتوبة وبذلك تساعده في تطوير مهارات التواصل.
ويكون ذلك بالتنسيق مع المعلمة المتخصصة ومع معلمات الصف لتكون الأهداف موحدة فتعطي نتيجة أكبر في تقدم التلميذ.

ماذا عن المساعدة النفسية؟
يحتاج الطفل الذي خضع لزراعة القوقعة إلى مساعدة نفسية كي يتآلف مع الأصوات الخارجية التي بدأ يسمعها، فاكتشافه عالم الأصوات يشعره بعدم الاستقرار. كما أنه قد يشعر بالإختلاف عن أقرانه الأصحاء. هنا دور الأهل والإختصاصي النفسي مساندته لتعزيز ثقته بنفسه.  


زراعة القوقعة

 ماذا تعني زراعة قوقعة؟
زراعة القوقعة تعني زراعة جهاز الكتروني يدعى القوقعة الالكترونية داخل الأذن الداخلية ليقوم بتزويد الاذن الأصوات في حالات فقدان السمع.
إنها تكنولوجيا تتخطى الخلايا التالفة في الأذن الداخلية من خلال تحويل الأصوات إلى إشارات الكترونية تنتقل مباشرة إلى عصب السمع ومنه الى الدماغ . وجهاز القوقعة الإلكترونية مكوّن من جزءين خارجي وداخلي.
الجهاز الداخلي يزرع في الأذن الداخلية بعملية جراحية، والجهاز الخارجي يوضع خلف الأذن. يتكون الجهاز من مايكرفون وجهاز معالج للصوت خلف الأذن يلتقط الاصوات ويحولها الى إشارات خاصة ويرسلها الى عدة أجهزة صغيرة ودقيقة تقوم بدورها بتحويلها الى نبضات كهربائية و تُنقل عبر أسلاك دقيقة جدًا إلى الأذن الداخلية.
أي باختصار يحوّل الجهاز الموجات الصوتية الى نبضات كهربائية ويرسلها مباشرة الى الأعصاب السمعية في الأذن الداخلية.

هل يمكن إجراء العملية في جميع المراحل العمرية؟
نعم، تجرى العملية للكبار والصغار في مختلف الأعمار وأفضل نتائج تكون للذين دون 5 سنوات.


شروط أو فحوص لتحديد الأهلية للعملية

1 فحوص السمع: لتحديد درجة نقص السمع ومقدار الإستجابة للمعينات السمعية. وتشمل التخطيط السمعي الدماغي، وجهاز قياس ذبذبات القوقعة، وفحص العصب الدماغي.

2 فحوص الأشعة: وتشمل إجراء صورة مقطعية للقوقعة والأذن الداخلية لتحديد وجود إنسدادات أو تشوه خلقي وعندها لا يمكن إجراء العملية.

3 فحوص خاصة للنطق والاستيعاب: تقويم مدى نطق الطفل واستيعابه للكلام فذلك يحدّد فترة التأهيل اللازمة للعملية.

4 تقويم الحالة الاجتماعية والتعليمية للطفل: يجب التأكد من استعداد الأهل للإلتزام بمرحلة التأهيل وكذلك الاستعداد المدرسي المناسب.


أهم العوامل التي تتحكم في نجاح العملية

السن: يستحسن أن تتم الزراعة في سن مبكرة اعتبارًا من السنة قبل البدء بالنطق حين يستطيع الطفل سماع الأصوات وتعلم النطق في سن مبكرة، فقد ثبت أن الأطفال بين السنة والخمس سنوات هم أكثر من يستفيد من الجهاز، وخاصة بعد اعطائهم برنامج تأهيل مركّز بعد العملية.
وتجرى العملية أيضًا للكبار عند فقد السمع الكلي أو الشديد حين يكونون قد تعلموا النطق سابقا وتوجد لديهم ذاكرة لمفهوم الكلمات.
في حالة الكبار الفاقدي السمع منذ الصغر والذين ليس لديهم نطق أو كلام مفهوم فهذه الحالات لا تحبّذ زراعة القوقعة لأن الفائدة ستكون ضئيلة.

التأهيل بعد العملية: هذه مرحلة مهمة جدًا وتستمر نحو سنة، فيتم تعليم الطفل كيفية سماع الأصوات ودلالاتها وكيفية النطق.

مقدار فقدان السمع: في حالات ضعف السمع الشديد تكون النتائج أفضل من حالات فقدان السمع الكلي.

القدرة على استيعاب الكلام قبل فقدان السمع: هذا يخفض كثيرًا فترة التأهيل بعد العملية ويعطي نتائج جيدة.

استعمال السماعة العادية: الطفل الذي اعتاد السمّاعة العادية يستطيع التأقلم مع القوقعة الإلكترونية بسهولة أكبر من الطفل الذي لم يجرب السمّاعة.

فترة فقدان السمع: كلما قلّت فترة فقدان السمع تكون الفائدة من زراعة القوقعة أكبر.