يبدأ الطفل تعلّم عدّ الأرقام وحلّ المسائل الرياضية عند دخوله الصف الأول الابتدائي. وليس من السهل تعليم الطفل المنطق وكيفية استخدامه في حل المسائل الرياضية، خصوصاً تلك التي تبدو سهلة للراشدين.
يرى البعض أن تعليم الطفل الحساب ليس ضروريًا بوجود الآلة الحاسبة، سواء على الكمبيوتر أو الهاتف أو حتى الآلة نفسها، فهي تكون أكثر دقة في النتائج.
فيما يرى الإختصاصيون أن تعليم الطفل العدّ والحساب ضروري جدًا لأنه يشكل إحدى الوسائل التي تساهم في تطوّر تفكيره المنطقي وبالتالي تنمية قدراته الذكائية.
يمكن الأم أن تنتهز العطلة الصيفية وتبدأ بتعليم طفلها الذي يدخل الصف الأول الإبتدائي الفصل المدرسي المقبل. حول أهمية تعليم الطفل الحساب الأمهات يسألن والإختصاصيون يجيبون؟

هل من الضروري استخدام العقل في حلّ المسائل الحسابية مع وجود الحاسبة الألكترونية؟
جواب: من الضروري جعل الطفل يستخدم عقله في حلّ المسائل الحسابية، فهذا يساعده في معرفة الأرقام في شكل أكيد. ولكن في البداية يجب تعليمه كيفية تسلسل الأرقام في شكل جيد، وأن يفهم مثلاً أن رقم 14 يجمع بين رقمي 10 و4 وأن رقم 20 ينقسم إلى 10 و10، ومن الأفضل أن يعرف كيف يفك رقم 10 إلى 1 و 9، و 8 و2، فهذا يساعده في الحساب في شكل سريع.
وكذلك من الضروري معرفة مزدوج الأرقام مثلاً 2× 2 و5× 5 وأن يعرف جداول الضرب حتى الرقم 5 . ويختلف الحساب الشفهي عن الحساب الكتابي، فمثلاً إذا أراد معرفة ضعفي 36، وهو رقم قد يصعب على الطفل معرفة ضعفيه، يكفي أن تطلب منه والدته أن يجد ضعفي رقم 30 ومن ثم ضعفي رقم 6 ليحصل على رقم 72.
فهذه الطريقة أسرع وأكثر مرونة من الكتابة.

هل هناك طرق أخرى لتمرين الطفل على المسائل الحسابية؟
جواب: نعم. فمثلاً إذا أرادت الأم تعليم طفلها كيفية الحصول على رقم 9 يمكنها أن تطلب منه إضافة رقم 10 وطرح رقم واحد.
وإذا أرادت تعليمه الطرح، يمكنها أن تسهّل عليه الأمر بتحويل الطرح إلى جمع، فبدل أن تسأله مثلاً ما هو حاصل 14- 8، يمكنها أن تسأله ما هو العدد الذي يجب إضافته إلى الرقم 8 حتى يكون الحاصل14.

متى يصبح الطفل ماهرًا في المسائل الحسابية؟
جواب: تقلّ أخطاء الطفل ويصبح سريع البديهة في المسائل الحسابية، عندما يتمرّن في شكل متواصل بهذه الطريقة. ولكن هذا لا ينفي إمكان وقوعه في أخطاء، خصوصاً أن الطفل يتعلّم كل يوم شيئاً جديداً عن الرياضيات.
وقد يحدث أن يحلّ مسألة حسابية على خلاف ما تستوجبه، وهذا خطأ مألوف عند التلامذة الصغار، وهو مرتبط بما تعلّموه في المدرسة. المهم ألاّ تُظهر الأم استياءها عندما يُخطئ الطفل في تحليل مسألة ما.
مثلاً عندما يُطلب منه حل مسألة على الشكل التالي: «خسر أحمد 25 كرة، وبقي معه 18 كرة، فما عدد الكرات التي كانت معه في البداية؟ « فإذا أجاب الطفل على الشكل الآتي 25- 18 بدل أن يقول 18 + 25، يجب تركه يتابع حل هذه المسألة حتى النهاية.
وعندما ينتهي يمكن الأم أن تعلّق بالقول:» «بقي معك 7» ! ومن ثم تسأله لماذا اختار الطرح بدل الجمع. فمن الضروري أن يعرف الطفل الفارق بين الحساب الفوري وبين المسألة الرياضية التي تحتاج إلى تحليل منطقي.

ما الذي يجب على الأم القيام به حتى تجعل طفلها يفهم الفارق بين الجمع والطرح والضرب؟
جواب: يمكن الأم أن تشرح لطفلها أن الآلة الحاسبة يمكنها أن تجد الإجابات الحسابية، ولكن ليس في إمكانها أن تقرّر ما إذا كان الأمر يستوجب الضرب أو الجمع، فهذا قرار يعود إليه.
ويمكنها أن توضّح له الأمر بأن تعطيه له مثلاً لا علاقة له بالرياضيات، كأن تقول له: «عندما تأخذ معطفك، يعني إنك تفكّر في احتمال أن تشعر بالبرد بعد خروجك من المنزل»! فهكذا سوف يفهم أن حل مسألة رياضية يستوجب التفكير حتى يحصل على الحل المناسب، وبهذه الطريقة يدرك الفرق بين الجمع والطرح والضرب.

كيف يمكن مساعدة الطفل على إيجاد طريقة الحل الصحيحة؟
جواب: عن طريق تمرينه في شكل متواصل على حلّ المسائل الرياضية خطوةً خطوة قبل إعطاء الجواب النهائي.

هل طريقة العدّ على الأصابع مفيدة؟
تعتبر أصابع اليد وسيلة طريفة يمكن الطفل من خلالها تعلّم العدّ، خصوصاً إذا استخدمت الأم أصابعها أيضاً. أما الطريقة فيمكن أن تكون على الشكل الآتي: إذا أرادت الأم أن تعلّمه مثلاً حاصل جمع 7+ 5 يمكن أن تطلب من طفلها أن يعدّ حتى رقم سبعة على أصابعه وتعد هي بدورها على أصابعها حتى الرقم خمسة ومن ثم تقول له أولاً «إذا جمعنا خمس أصابع من يد الماما وخمس أصابع من يدك سيكون المجموع 10 وزائد إصبعين نحصل على 12 إصبعاً» .
وتكرار تمرين الأصابع مفيد جداً لجمع أو طرح الأعداد الصغيرة. وعندما يبرع الطفل في هذه الطريقة يصير من السهل تعليمه كيفية استعمال عقله وإعطاء الإجابات شفهياً.