هل تلاحظين أن علامات التقدّم بالعمر بدأت تظهر عليك قبل غيرك من السن نفسه؟ هل تعرفين أنك قادرة على السيطرة على معظم أسباب ذلك؟
 

هذا بالفعل ما أظهرته دراسة نشرت في مجلة "الأكاديمية الوطنية للعلوم" وقادها علماء على رأسهم دانيل بيلسكي، البروفيسور المساعد في الطب بجامعة ديوك للطب، إذ استنتجت أن 80% من أسباب الشيخوخة المبكرة ليست جينياً ونستطيع التحكّم بها، وأنه حتى الـ20% الباقية من الأسباب تستند إلى الحمض النووي التي يمكن التحكّم بها إلى حد ما.
 

وعلى عكس الدراسات السابقة التي كانت تجرى على المتقدمين في السن، شملت الدراسة الحالية عيّنة من 954 شخصاً تابعتهم من سن 26 عاماً حتى 38 عاماً لتحليل 18 معيار تظهر درجة تقدمهم بالسن بيولوجياً وفيزيولوجياً أي من حيث الشكل الخارجي.
 

والمعايير هي ضغط الدم وعمل الرئتين والكوليستيرول ومؤشر الكتلة الجسمية والالتهاب وسلامة الحمض النووي.
وقاس العلماء هذه المعايير لدى المشتركين في بداية الدراسة وحين بلغوا الـ32 ثم الـ38 ولاحظوا أن بعضهم يشيخ بيولوجياً أسرع أو أبطأ من غيره من العمر ذاته.
 

ومن خلال مقارنة قياس المعايير لدى المشتركين، تبيّن للعلماء أنه يمكن التحكّم بها من خلال عادات حياتية مثل النظام الغذائي الصحي الخفيف الملح والدهون والحفاظ على وزن صحي وتخفيف الإجهاد والتمتّع بنظام مناعة قوي والتمرين بشكل منتظم، وهذه كلها تحافظ على معدل طبيعي لضغط الدم والكولستيرول وتقي من الالتهابات.
 

أما للحفاظ على صحة الرئتين اللتين تشكّلان مصدر الأوكسيجين الحيوي الذي لا يجب أن تقلّ مستوياته الداخلة إلى الجسم، فمن خلال وقف التدخين أو تخفيفه قدر الإمكان.
 

وستتواصل الدراسة على عينة المشتركين أنفسهم حيث سيبدأ بعضهم بتغيير عاداتهم أو تعديلها لتحسين قياس المؤشرات والتأكّد أي عادات أفضل تأثيراً على التقدّم في السن والتي تنجح بشكل أفضل في إبطائه.