روزي الخوري: دخول الجيل الشاب عالم الأخبار ليس مزحة...

روزي الخوري,الجيل الشاب,عالم الأخبار,مزحة,الصحافة,الصحافة المكتوبة,المشاهد,تلفزيون,الصوت,عالم الإعلام,الصدفة,التجربة,التلفزيونية,المستقبل,مذيعة الأخبار,الإخبارية,المراسل,مقدّم النشرة,تقديم برنامج,تقديم برنامج تلفزيوني,الإذاعة

سارة عبدو 19 يوليو 2015

دقيقة، جديّة ومثابرة. اكتشفت صوتها بالصدفة، تنقّلت بين الصحافة المكتوبة والإذاعة والتلفزيون، وعملت فيها كلها بشغف، ولا تزال تمارسها بالتوازي. الإعلام بالنسبة اليها هواية قبل أن يكون وظيفة، ومتعة لا واجب.
بين البيوت، تراقب وتروي قصصاً عنها وعن ديكوراتها، هاربة من ضغط البلد والكلام السياسي المشحون الذي تنقله إلى المشاهد في نشراتها الإخبارية. تستمتع بعملها، خصوصاً أن الاستمتاع بالعمل يضفي عليه مثالية.
هي محرّرة موضوعات «الديكور» في صفحات «لها»، ومذيعة أخبار تلفزيون «المستقبل» وبطلة فقرة «هيدا لبنان» على قناة lbc، والعديد من الإعلانات التلفزيونية والإذاعية. صاحبة الصوت اللامع الإعلاميّة روزي الخوري.


- من هي روزي الخوري؟
أنا ابنة بلدة الميدان الجنوبيّة. عانت بلدتي الأحداث الأليمة والاجتياح الإسرائيلي، وقد مُنعنا من زيارتها. عشت في بيروت وكانت طفولتي عادية.
ولدت جديّة الطباع، دقيقة، أنتبه إلى كل التفاصيل، أمشي بين السطور، وما زلت. لم أعش مراهقة معقّدة بل كنت الابنة الهادئة لأهلي. عائلتي هي حياتي.

- كيف بدأتِ في عالم الإعلام؟
بداياتي كانت مع مجلة «لها»، خضعت لتدريب في جريدة «الحياة» أيام الجامعة، وكتبت عن البيوت، ولاحظت أن مجلة «لها» شقيقة «الحياة» تهتمّ بديكور المنازل، فطلبت أن أنشر كتاباتي فيها. رحّبوا بي في المجلة وكانت البداية.

- اكتشفتِ صوتك بالصدفة وانطلقتِ إذاعياً، أخبرينا عن هذه التجربة.
درست الإعلام المرئي المسموع وكان الإلقاء الإذاعي يستهويني، ولم أكن أدرك أن صوتي جميل في ذلك الوقت. اكتشفت هذا الصوت لدى خضوعي لتدريب في إذاعة «لبنان الحر»، حين طلب مني رئيس التحرير تسجيل مقطع صوتي، فكانت المفاجأة. أُعجب بصوتي وبإلقائي وبمخارج حروفي وقال إنّي جاهزة للهواء. فانطلقت إذاعياً وقدّمت النشرة الإخبارية إلى جانب إعداد برنامج صباحي عن الصحف.

- أولى اطلالاتك التلفزيونية كانت عبر تلفزيون «المستقبل»، كيف وجدتِ عالم التلفزيون؟
انضممت إلى تلفزيون «المستقبل» وعملت في إعداد برنامج Interviews للزميلة بولا يعقوبيان، وتعرّفت بعدها إلى إدارة المؤسسة التي كانت في صدد إطلاق نشرة «لبنان اليوم» المباشرة اليوميّة عند الساعة السادسة والنصف مساء. أجريت الـ Demo وتمّ قبولي وانطلقنا بالنشرة. فقد بدأت الحكاية حين أجريت مع الدكتور نديم المنلا الذي كان يومها رئيس مجلس إدارة المحطة، لقاءً لمجلة «لها» عن انطلاقة القناة الإخبارية التابعة لـ«المستقبل».
سألني عن مهنتي، فقلت له إني مذيعة أخبار، فعلّق بأن «صوتك مألوف». وذكرته بأنّني من يعلّق ويروي القصص في فقرة «هيدا لبنان» التي تُبّث يومياً على تلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال lbc، قبل نشرة الأخبار. فطلب مني إجراء الـDemo، وعملت في الإعداد إلى أن انطلقت النشرة، وقدّمتها لمدّة ثلاث سنوات متتالية. وانتقلت بعدها إلى النشرة الإخبارية الرئيسية في القناة.

- قلائل هم الذين يربطون بين مذيعة الأخبار على «المستقبل» والمُعَلّقة في فقرة «هيدا لبنان»، هل يحزنك هذا الأمر؟
فقرة «هيدا لبنان» منحت صوتي بصمته الخاصة. بدأت تقديمها منذ ثماني سنوات، ولا أحزن عندما يجهل الناس أنّه صوتي، لأنّهم عندما يدركون الأمر، أسمع منهم تعليقات تفرح القلب، وجميعهم يشيدون بصوتي.

- للنشرة الإخبارية ثقلها وجدّيتها، كيف ترين ظاهرة ترؤس الشباب لهذه النشرات؟
أصبحت موضة أن يدخل الجيل الشاب عالم الأخبار، لكنها ليست مزحة، لأن اللغة العربية تحدٍّ في ذاتها، وعلى المذيع أن يتمتّع بسرعة البديهة ويملك معلومات عامة وثقافة تخوّله التعامل مع الحدث الطارئ والتفاعل معه. فالمشاهد ينتظر الخطأ حتى يقف عنده، ويتابع هفوات المذيع وأخطاءه اللغوية قبل متابعته الخبر، رغم أهميته.

- أي مهمّة هي الأصعب في رأيك، المراسل أم مقدّم النشرة؟
الحِمل الأكبر على المراسل، فهو من يحرّك الهواء على الأرض وينقل الصورة والصوت، ويدير الهواء في الأحداث المباشرة، وليس المذيع وحده. يحتاج المراسل إلى ديناميكية وسرعة بديهة وثقافة ومسؤوليّته أكبر، وإن خيّرت بين التقديم والعمل مراسلة، فأعترف بأن العمل الميداني لا يستهويني، وأجد نفسي وراء الكاميرا في الاستوديو.

- من تعجبك من الإعلاميّات النساء؟
ماغي فرح، حضورها عميق ولا تعرض نفسها، بل ترتكز في حواراتها على المادة، وضيفها هو الأساس في حلقاتها، ولطالما كانت سيدة منبرها ومديرة ندوة متألقة. وتبقى هي الأولى، وإن غابت عن الحوارات السياسية.

- ماذا عن الإعلاميين الرجال؟
مارسيل غانم هو سيّد البرامج الحوارية.

- أنت مذيعة أخبار وكنت مقدّمة برنامج صباحي عن الصحف. مهنتك كلها سياسة بسياسة، إلى هذا الحدّ تستهويكِ السياسة؟
أحب السياسة وأغوص فيها تلفزيونياً وإذاعياً، وأستمتع بالجانب الاجتماعي الفنّي صحافياً.

- هل من مشروع لتقديم برنامج تلفزيوني عن البيوت والديكور؟
اقترحت فكرة برنامج له علاقة بالديكور على «المستقبل» وقنوات أخرى، ولم أشترط أن أظهر فيه على الشاشة، لكنّي على ثقة بأنّه من غير المألوف أن تقدّم مذيعة الأخبار برنامجاً ترفيهياً.

- هل يمكن أن تتركي الأخبار وتقدّمي برنامجاً اجتماعياً؟
إذا كان البرنامج يستأهل المجازفة، فسأترك الأخبار وأقدّمه، لأن البرامج في ذاتها لا تستمر طويلاً، بينما النشرات الإخبارية تتصف بالبقاء.

- تنقلت بين الصحافة المكتوبة والإذاعة والتلفزيون، أين هو مكانك المفضّل؟
لكلّ مكان موقعه في حياتي، فقد أثبتّ حضوري بصوتي في الإذاعة، علماً أن سرقة انتباه المستمع من طريقة الإلقاء والصوت أمر ليس بالسهل، وهي مهمّة أصعب من مهمّة المقدّم التلفزيوني، لأن التركيز الوحيد في الإذاعة هو على الصوت.
أما الصحافة المكتوبة، وتحديداً في المجلة، فكانت أساس انطلاقتي، وهي مساحتي المحببة التي لا أستغني عنها، وفيها أشعر بأنّي بعيدة عن الجو المشحون وضغط البلد. الصحافة، وتحديداً «لها»، هي متنفّسي الوحيد في هذا المجال، أما تجربتي في التلفزيون فهي مختلفة تماماً، وتعتمد على الصوت والصورة والمضمون.

- هل يسهل عليكِ تنظيم وقتك بين المهنتين؟
نظّمت وقتي واعتدت هذا النمط، مقالاتي عن الديكور أكتبها مرّة في الأسبوع، وعملي في التلفزيون غير ضاغط. وأسجل الاعلانات في أوقات فراغي. وقد أجريت العديد من المقابلات مع وجوه بارزة، وآخرها السيدة نازك الحريري التي تحدثت بعد انقطاع طويل عن الإعلام.

- إن خُيّرت بين الإذاعة والتلفزيون والصحافة، ماذا تختارين؟
أحبّ الإذاعة، أحنّ إليها، ربّما لأن صوتي ترك بصمة في مكان ما وقرّبني من المستعمين قبل أن يقرّبني شكلي من المشاهدين. ومن يستمع إلى تقارير أو إعلانات بصوتي، لا يربط بينها وبيني روزي الخوري مقدّمة الأخبار.

                  
صوتي

- صوتك عرّف الناس إليك، كيف اهتممت به؟ هل خضعت لتمارين صوتيّة؟
لم أتمرّن إطلاقاً، واكتشفته صدفة. أحببت الإلقاء منذ أيام المدرسة، وتعني لي اللغة العربية ومخارج الحروف كثيراً. في سنتي الجامعية الأولى، كنت أسجّل نشرات إخبارية لأصوات أحبّها وتعني لي، مثل الإعلامي جورج غانم وغيره، وأستمع إلى التسجيل ثم ألقي النشرة بنفسي وأقارن بين صوت المذيع وصوتي. اجتهدت بيني وبين نفسي لأنني أحببت هذه المهنة، إلى جانب امتلاكي موهبة فطرية.

- هل الصوت الجميل موهبة فطرية أم مكتسبة؟
نصف الصوت والإلقاء موهبة ونصفهما الآخر اكتساب. فهناك أصوات لا تحظى بقبول المستمع حتى لو خضعت لتمارين يومية، وعلى المذيع أن يتحلّى بحدّ أدنى من الموهبة.

- ماذا لو توافر الجمال والجاذبية وفُقد الصوت؟ هل تنجح المقدّمة؟
في هذه الحالة، يطغى الشكل على الصوت ولا يسمع المشاهد الخبر، بل يركّز على الشكل، ولكن في مرحلة معيّنة، يؤدي الصوت المزعج إلى «توتّر الأعصاب» مهما كانت صاحبته جميلة، مما يدفع المشاهد إلى تغيير القناة.
الثورة التي أقامها جيل الشباب في عالم الأخبار، أكّدت أن الصوت والصورة معاً هما مقياس النجاح، خصوصاً في هذا المجال، بعدما كانت النشرات الإخبارية وقفاً على السيدات والرجال الجادين والمخضرمين.

- ما هي صفات مذيع الأخبار الناجح؟
أن يكون مثقفاً أولاً، ويتمتّع بحدّ أدنى من الصوت الجميل واللغة السلسة، وبكاريزما ودرجة قبول لدى الناس... وأن يكون قريباً من القلب، وذا وجه محبّب.

- أي البرامج التلفزيونية تستهويكِ؟
أهرب، متى استطعت، من السياسة والأخبار والصحف، وأشاهد البرامج الترفيهيّة في المنزل، وأتابع المواهب الشابة والأصوات الواعدة غنائياً.

- أخبرينا عن روزي الزوجة والأم، هل ورثت ابنتك صوتك الجميل؟
تعرّفت إلى زوجي زياد حرفوش في الإذاعة. هو سكرتير تحرير في جريدة «النهار»، ويعمل في وزارة الإعلام. تزوّجنا ولدينا ابنة اسمها نور، وأنتظر مولوداً ذكراً. وقد ورثت نور صوتي بالفعل، تغنّي لدميتها وتصدمني برنّة صوتها.

- ماذا ورثت أيضاً من طباعك؟
نور هادئة جداً ومرحة، ورثت عنّي «الغمّازات»، وأخشى أن ترث عني رهافتي الزائدة حيال الأهل، والطبع الرقيق.

- هل اختبرتِ الغناء؟
أغنّي في جلسات خاصة مع الأصدقاء.

- هل صوتك في الغناء جميل؟
في بعض الأغنيات، إذ لا أملك مساحات صوتية كبيرة. أجيد أداء الأغنيات الخفيفة، وأخفق في الطبقات العليا.

- من الصوت الأجمل عندك؟
صوت والدتي الرنّان. وعندما أتصل بها وتقول لي «إيه حبيبتي» أشعر بأن كل الهموم زالت عنّي.

- وما هو الصوت الأكثر إزعاجاً؟
صوت مذيع مزعج، كبوق السيارة!


ديكور

- أي ستايل من البيوت تحبّين؟
أحبّ البيوت النيوكلاسيكية، لا يعني لي الحجر القديم ولا التحف والأنتيكا، لذا لا أتحمل العيش في بيت تراثي. كما أني لست من محبّي البيوت العصرية البحتة بديكور يموت بسرعة وتبطل موضته بعد سنوات. واكتشفت أن المزج بين الكلاسيكية والعصرية هو خياري.
قمت بهندسة ديكور منزلي بنفسي، مستخدمة عصارة ما اكتسبته من خبرة على مدى السنوات التي كتبت فيها عن عالم البيوت وديكوراتها.